الحجة البالغة
دراسة القرآن وتفسير الطبري في ضوء (السياسة) و(الخطابة) عند أرسطو
تهتم كثير من الدراسات الغربية بالصِّلَة بين القرآن والتفسير منذ طَرَح جون وانسبرو طَرْحَه حول نشأة القرآن من خلال الجدل التفسيري حول النصوص الكتابية المقدّسة في وسط طائفي، وشكّل هذا الطرح -بعيدًا عن قبوله بالكلية أو رفضه- إطارًا لمحاولة فهم طبيعة التفسير القرآني وصلته بالنصّ.
في هذه الدراسة تحاول مارتنسون توسعة السؤال في هذه المساحة عبر ربط القرآن والتفسير في قضايا اللغة والتواصل والحقيقة والكتاب والميثاق والسلطة والقانون والتشريع بالموروث الفلسفي للشرق الأدنى القديم متمثلًا في كتابَيْ أرسطو (الخطابة) و(السياسة)، فتحاول فهم طبيعة تناول القرآن لهذه القضايا مقارنة له بالتناول الموروث من أرسطو، وكذلك طبيعة تناول تفسير الطبري لهذه القضايا.
كما تحاول مارتنسون سحب القرآن والتفسير القرآني لمساحة النقاش المعاصرة حول الحقيقة واللّغة والتواصل والأخلاق والنسبية عبر استثمار نقاشات جلنر مع الهرمنيوطيقا الفلسفية المعاصرة ممثّلة في هيدجر وجادامير ومع فلسفة فتنجشتاين اللغوية، وإثارته عبر هذه النقاشات إشكال المعرفة في عصر ما بعد الحداثة واتّسامها بالنسبية، واستثمار تصوّراته عن التوافق النسبي بين نظرية المعرفة العقلانية عند ديكارت وموقع التعالي الإلهي فيها وبين نظرة القرآن وتفسير الطبري للمعرفة، ومواجهة هذا للنسبية في المعرفة والقانون.
وبغضّ النظر عن نتائج هذه الدراسة ومقرّراتها، فإنّ أهميتها تأتي من أنها تمثّل تكثيفًا لكثير من المساحات التي يهتم بها الدرس الغربي المعاصر للقرآن، وكذلك توسعة لإطار التعامل مع بعض هذه المساحات عبر استدعاء للنقاشات الفلسفية المعاصرة، مما يجعل الاطلاع عليها مفيدًا في الوقوف على مثل هذه الدراسات المتنامية في السياق الغربي وتلك الطرائق المتنوّعة في تناول القرآن والتفسير.
الملفات المرفقة
مواد تهمك
- التفسير في الدراسات الغربية المعاصرة؛ الجزء الثالث: دراسة المعنى التفسيري
- التفسير في الدراسات الغربية المعاصرة؛ قضايا منهجية، مساحات جديدة في تناول التفسير - مدخل تعريفي
- الملف الخامس على قسم الترجمات: مدخل تعريفي
- من خلال عدسة الهرمنيوطيقا المعاصرة
- إعادة قراءة الطبري بعيون الماتريدي: إطلالة جديدة على القرن الثالث الهجري
- الفلسفة والقرآن (2-2)