تعريف بكتاب
The Qur'an in South Asia
Hermeneutics, Qur'an Projects, and Imaginings of Islamic Tradition in British India
Kamran Bashir

الكتاب:
The Qur'an in South Asia Hermeneutics, Qur'an Projects, and Imaginings of Islamic Tradition in British India
تأويلية القرآن في جنوب آسيا، مشاريع قراءة القرآن، والتراث المتخيّل في الهند البريطانية
الكاتب: كرمان بشير -Kamran Bashir
دار النشر: Routledge.
تاريخ النشر: 2023م.
عدد الصفحات: 327.
الترجمة: الكتاب غير مترجم للعربية.
محتوى الكتاب:
يتكوّن الكتاب من ثمانية فصول.
الفصل الأول: تأويلية القرآن في جنوب آسيا، في فترة ما قبل الحداثة والحداثة المبكّرة:
في هذا الفصل يتناول الكاتبُ الفترة السابقة على الحداثة، وفترة الحداثة المبكّرة، وطبيعة التأويلية التي سيطرَتْ على الكُتّاب في هذه الفترة، ويركّز بشكلٍ أساسي على أعمال (شاه وليّ الله الدهلوي)، حيث يعتبر أنّ (الدهلوي) الذي صُنِّف دومًا كمفسِّر تقليدي، قد حاول الخروج من التأويلية التقليدية التي اعتمدت على الإسرائيليات وغيرها من مصادر خارجة عن النصّ، ويعتبر أنّ عمل (شاه وليّ الله)، قد مَثّل أساسًا لعمل المفسِّرين اللاحقين.
الفصل الثاني: القرآن في سياق الهند البريطانية:
في هذا الفصل يتناول الكاتبُ التأثيرَ الذي تركته الرؤى الاستشراقية للقرآن، مع وليم موير وثيودور نولدكه، على النقاشات داخل الهند حول القرآن وتأويله، فقد وصَلَت هذه الكتابات والأفكار للسياق الهندي في سياق الاستعمار البريطاني، وكانت سببًا في بلورة نقاشات عديدة حول علاقة الإسلام بالمسيحية وحول تفسير القرآن.
الفصل الثالث: تقديم التفاسير والمفسِّرين في الهند البريطانية:
في هذا الفصل يقدِّم الكاتبُ إطارًا للكُتّاب الذين سَيُحَلِّلُهُم باعتبارهم ممثِّلين لمسار التأويلية في الهند البريطانية، حيث يختار ثلاثة أسماء: سيد أحمد خان، وأشرف عليّ التهانوي، وعبد الحميد الفراهي، ويربط هؤلاء العلماء بالمسارات الثقافية التي تشَكّلَت داخل الهند من خلال المدرسة الديوبندية والمدرسة العلمية في عليكرة ومؤتمر العلماء في لكناو، فيعتبر أنّ أعمالهم معبِّرة عن المشهد الثقافي والفكري العام وعلاقته بالقرآن في هذه الفترة.
الفصل الرابع: سيد أحمد خان:
في هذا الفصل يتناول الكاتبُ الرؤيةَ التأويلية التي قدَّمها سيد أحمد خان، وهي رؤية تنطلق من انتقاد الركون إلى التراث التفسيري، حيث اعتبر خان أنّ التراث التفسيري كان مليئًا بالأفكار الأسطورية تحت ضغط التأثُّر بالسياق اليهودي والمسيحي، ويعتبر أنه من الضروري الإنصات إلى العلم الحديث الذي لا يمكن أن يخالف الدِّين الصحيح، وضرورة تقديم تفسيرات تناسب روح العلم، مثل التأويلات التي قدّمها للروح والملائكة وغيرها باعتبارها ليست كائنات حقيقية، بل تعبيرًا عن القوى الطبيعية التي اكتشفها العِلْم الحديث.
الفصل الخامس: أشرف عليّ التهانوي:
في هذا الفصل يتناول الكاتب أعمال التهانوي، باعتبارها محاولة لمقاومة الرؤى الحديثة التي انتشرت في الهند البريطانية، مثل رؤى أحمد خان، حيث يمثّل التهانوي التفسير التقليدي، ويحاول الاستعانة بالتفسيرات الكلاسيكية وبالأحاديث الصحيحة وأحيانًا ببعض الأدوات التقليدية؛ مثل أسباب النزول، دامجًا لها مع القراءة الكليّة للقرآن.
الفصل السادس: عبد الحميد الفراهي:
يتناول الكاتبُ هنا التأويلية التي اقترحها الفراهي، والتي تقوم على فكرة نِظَام القرآن، أي: كون القرآن ليس فحسب نصًّا مرتبطًا على مستوى بعض الآيات أو المقاطع أو السور بشكلٍ جزئي، بل كون القرآن في كلِّيَّته ينطوي على نظامٍ خاصّ، يمثّل هذا النظام الأساس الممكن لتفسير وفهم القرآن، بعيدًا عن التفسيرات التراثية المعتمدة على الروايات المتأخِّرة، وكذلك بعيدًا عن الآراء التخمينية التي حَكَمَت التفسيرات الحديثة مثل تفسير خان.
الفصل السابع: التأويلية القرآنية بعد أُفول الاستعمار الهندي، ردود الفعل على التأويلات الحداثية:
في هذا الفصل يقدِّم الكاتبُ ما يُشبه المراجعة للفصول السابقة؛ ليصل إلى استنتاج أنّ جميع هؤلاء المذكورين قد اعتمدوا على التراث بشكلٍ أو بآخر، وأنّ فكرة نظام نفسها هي فكرة تراثية، اعتمد عليها المفكِّرون الثلاثة وإِنْ بأشكالٍ مختلفة، كما قد اعتمد الثلاثة على بعض التفاسير التراثية لبلورة رؤاهم، وهذا يعني -وفقًا له- أنّ القطيعة الكاملة لم تحدث في أيّ سياق فكري، كما أنه ورغم إمكان اعتبار الفراهي والتهانوي نقّادًا داخليّين، إلا أنه لا يمكن اعتبار أنّ ثمة تراثًّا موحّدًا صارمًا تكفّل أحدٌ بالدفاع عنه.
الفصل الثامن: مشاريع تفسير القرآن، وتخيّلات المسلمين عن التراث:
يستثمر الكاتبُ في هذا الفصل نتائجه في الفصل السابق، في محاولة بيان عدم دقّة ثنائية التقليد والحداثة، حيث تفترض هذه الثنائية وجود تراث موحّد يقف في مواجهة رؤى جاهزة عن الحداثة، وهو غير دقيق من وجهة نظره، حيث يتّسم التراث بالتنوّع، ويتفاعل معه المفكِّرون بشكلٍ أكثر تعقيدًا من مقاومته أو حراسته.
أهمية الكتاب:
تمثِّل جنوب آسيا وشبه القارة الهندية، أحد الفضاءات المهمّة للنقاشات حول تأويل القرآن، حيث أدّى الاستعمار البريطاني للهند والتعرّف على الأفكار الحديثة والنقد الاستشراقي للتراث الإسلامي، لبلورة تصوّرات متعدّدة حول تفسير القرآن وحول العلاقة بالتفاسير التقليدية.
هذا الكتاب يعدّ محاولة لقراءة المدارس التأويلية في الهند الناتجة في هذا السياق، في ضوء نظرة مختلفة للعلاقة بين الحداثة والتقليد، وهو ما يجعل من المهمّ للقارئ العربي الاطلاع عليه، حيث يقدِّم من جهةٍ رؤيةً عن سياقٍ يتشابه في كثيرٍ من الأوجه مع السياق العربي النهضوي، ومن جهةٍ أخرى يقدِّم رؤيةً عن المنظورات الحديثة، المنظور بها لعلاقة الحداثة بالتقليد.