تقرير اللقاء الـ72 من لقاءات أهل التفسير
أقام مركز تفسير للدراسات القرآنية مساء الثلاثاء الموافق 24 جمادى الأولى 1446هـ الموافق 26/ 11/ 2024م بمدينة الرياض اللقاء الـ72 من لقاءاته الشهرية لأهل التفسير بعنوان: "مساراتُ بحثٍ واعدةٌ في بلاغة القرآن"، مع فضيلة الأستاذ الدكتور/ سامي بن عبد العزيز العجلان، وذلك في ديوانية أ. عبد الله الشدي.
افتتح اللقاء الدكتور د. يوسف بن صالح العقيل بكلمة ترحيبية عرّف فيها بموضوع اللقاء، ورحّب بالدكتور/ سامي بن عبد العزيز العجلان، عضو هيئة التدريس في قسم البلاغة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
افتتح د. العجلان اللقاء ببيان ما اعتمده في هذا اللقاء لتحديد مسارات البحث الواعدة، وذلك بالمقارنة المرجعيّة لعناوين الرسائل البلاغية في عددٍ من الجامعات العربية؛ لرصد مسارات البحث المألوفة في الحقل الأكاديمي البلاغي، وتمييز مسارات البحث المُمكنة أو الواعدة بمزيدٍ من الثراء العلمي والمنهجي للتخصُّص البلاغي.
وذكر د. العجلان أنّ الاقتران وطيدٌ بين علم البلاغة بقضاياه ومجالاته المتنوعة وبين البلاغة القرآنية بوصفها أهمَّ حقلٍ تطبيقيٍّ لتلك القضايا والمجالات، وأشار إلى أنه يصعب إفراد الحديث عن البلاغة القرآنية دون التأسيس المرجعي لمجالات النظر البلاغي بعامّة، كما ذكر أيضًا أنّ مجالات التقاطع بين علوم البلاغة وعلوم التفسير لا تقتصر على هذه الدائرة الخاصّة المعروفة بعلوم القرآن أو البلاغة القرآنية، ثم تعرّض لبعض ملامح هذا التقاطع مِن زاوية تأريخ العلوم.
ثم أشار د. العجلان إلى أننا حتى نعرف ما الشيء الجديد الذي يمكن أن نضيفه إلى مسارات البحث البلاغي الأكاديمي فيجدر أولًا أن نُحدّد الشائع والمُكرّر والمتضخّم من هذه المسارات البحثية، لا لكي نتجاوزه أو ندعو إلى هجره؛ فالبحث العلمي أرحب مدًى مِن حِدّة التجاوز وضيق الإزاحة والاستئثار، ولكن لنرى كيف يُمكن أن تزداد هذه المسارات المألوفة خصوبةً وحيويّةً ورؤًى جديدة بفعل تجاورها مع مسارات بحث أخرى مهيَّئة أن تنشط وتُثمِر إذا وُجّهت لها الجهود.
وذكر د. العجلان أنه اجتهد في تتبّع عناوين الرسائل الجامعية المسجَّلة في البلاغة في عدد من الجامعات العربية وعلى مدى زمني يتجاوز خمسين عامًا، فاستقرأ قرابة 1600 عنوانًا من عناوين الرسائل البلاغية، واجتهد في رصد القواسم الموضوعيّة والكميّة المشتركة بين هذه العناوين، للوصول إلى ما يُشبه التصنيف الأولي لمسارات البحث شائعة والمكررة في مُجمَل هذه الجامعات.
ثم عرض د. العجلان أهم المسارات البحثية المألوفة في الدراسات البلاغية إجمالًا من خلال رصده، مع التمثيل على بعضها.
وأشار بعد ذلك إلى رسائل معينة استوقفته، لا لأنها أهمُّ مِن المسارات السابقة، بل لأنها قد تفتح آفاقًا لمسارات واعدة في البحث البلاغي، ورتّب هذه المسارات على ثلاثة عشر مسارًا، وهي:
1- دراسة جذور البلاغة، أو أحد علومها، أو أحد فنونها في العصور المتقدمة.
2- دراسة موارد عالمٍ بلاغي في أحد مؤلفاته المهمّة، أو في جميع مؤلفاته.
3- دراسة وجوه أخرى غير مطروقة من وجوه إعجاز القرآن، مثل: وجه تأثيره في النفوس.
4- دراسة العلاقة بين البلاغة القرآنية والبلاغة النبوية.
5- دراسة البلاغة في عتبات المصنّفات: العنوان والمقدمة والخاتمة.
6- دراسة البلاغة عامّة أو بلاغة القرآن خاصّة عبر مدخل جديد، أو ظاهرة أسلوبيّة يكتشف الباحث تواترها بنفسه بعيدًا عن المداخل البلاغية المعتادة.
7- دراسة المسائل الخلافية أو الإشكالية في البلاغة.
8- دراسة ما يتعلّق بالبلاغة الجديدة، ومساراتها في الحجاج وتحليل الخطاب، والموقف منها.
9- دراسة مقارنة للفنون البلاغية بين النظرية والتطبيق.
10- دراسة تلقّي البلاغة العربية، أو أحد علمائها، عند ثقافات أو بيئات أو عصور أخرى.
11- دراسة بلاغية مقارنة لموضوعات مُحدَّدة بين القرآن الكريم والشعر العربي، أو بين القرآن الكريم والثقافة أو البيئة العربيّتين.
12- دراسة منهج الاستشهاد وآليّاته، أو رصد القضايا المتعلّقة بالشواهد عند عالم بلاغي، أو عند طائفة من البلاغيين يجمعهم توجُّه معيّن، أو عصر محدّد، أو إقليم، أو بيئة خاصة.
13- الدراسات التقويمية للدراسات البلاغية، ويتفرع عنها: الدراسات البينية بين البلاغة والدراسات العلمية الأخرى.
واعتنى د. العجلان بتوضيح هذه المسارات، والتمثيل على أكثرها ببعض عناوين البحوث الأكاديمية المندرجة تحت كلٍّ منها.
هذا وقد حظي اللقاء بحضور طيب ومشاركة فاعلة من الباحثين والأكاديميين.