تقرير اللقاء الـ71 من لقاءات أهل التفسير

حول "أصول في التأويل البلاغي في القرآن الكريم" كان موضوع اللقاء الـ71 من لقاءات أهل التفسير، مستضيفًا فضيلة الدكتور/ ظافر بن غرمان العمري، وهذا تقرير موجز عن اللقاء.

  أقام مركز تفسير للدراسات القرآنية مساء الثلاثاء الموافق 26 ربيع الآخر 1446هـ الموافق 29/ 10/ 2024م بمدينة الرياض اللقاء الـ71 من لقاءاته الشهرية لأهل التفسير بعنوان: "أصول في التأويل البلاغي في القرآن الكريم"، مع فضيلة الأستاذ الدكتور/ ظافر بن غرمان العمري، وذلك في ديوانية أ. عبد الله الشدي.

افتتح اللقاء الدكتور د. عبد الرحمن الشهري بكلمة ترحيبية عرّف فيها بموضوع اللقاء، ورحّب بالدكتور/ ظافر بن غرمان العمري، أستاذ البلاغة بجامعة أم القرى.

افتتح د. العمري حديثه بالكلام عن البلاغة وأهميتها، فذكر أن البلاغة هي أظهرُ وجوه إعجاز القرآن الذي تُحدِّي به العربُ، وقد كان بحثُ العلماء عن سبب عجز الناس عن الإتيان بمثل هذا القرآن مؤدِّيًا إلى ظهور الدراسات التي تُعنى ببحث إعجازه، ثم استقلّ بعد ذلك علم البلاغة عن علوم العربية الأخرى، كما أشار د. العمري إلى أن البلاغة صارت جزءًا من علم التفسير، ومن العلوم المهمة لمن يفسِّر القرآن.

ثمّ تعرّض د. العمري لمصطلحي التأويل والعلم، فبيّن أن التأويل يأتي بمعنى التفسير، وخصَّه بعضُهم بالبحث عن الأسرار، وعرَّف العلم في الاصطلاح، وأكّد على كون العلم مما يُبنى على الحقائق لا الآراء، ونقل كلامًا لابن تيمية حول العلم مع التعليق عليه، ثم كلامًا لعبد القاهر الجرجاني مع تحليله وبيانه.

انتقل د. العمري بعد ذلك إلى الكلام عن الأصول التي ينبغي علمُها في علم البلاغة، وهي أصول عشرة لا تقتصر على علم البلاغة بل تمتدّ إلى غيره، وهي: معرفة مصطلحات العلم، ومعرفة حقائقه وموضوعه، والنظر في أدلته التي يقوم عليها، ومعرفة وجوه الخلاف فيه، والوقوف على الآراء والمقولات، ومعرفة مصنفاته وأعلامه، وفهم صلته بالعلوم الأخرى، ومعرفة الحجة المنافحة عنه، ومعرفة كيف يكون معك في حياتك. وتناول د. العمري كلّ أصل من هذه الأصول بالبيان الموجز.

ثم تعرّض د. العمري لطرف من العلاقة بين علم البلاغة والتفسير، فذكر أن علم البلاغة صار أصلًا من أصول التفسير في زمان مبكّر، وإن لم تكن البلاغة قد وصلت إلى صورتها النهائية، وأشار إلى أننا نجد في كلام بعض المفسرين -كالطبري وغيره- بعض اللمحات البلاغية، وإن لم يصلوا إلى ما وصل إليه علماء البلاغة بعد ذلك مِن ضبط معاقد هذا العلم.

ثم ذكر د. العمري استواء علم البلاغة عند عبد القاهر الجرجاني، وأشار إلى ظهور الكتب التي اعتنت بالجانب البلاغي في التفسير، وأشهرها الكشّاف للزمخشري، والذي اعتُني به عناية كبيرة بعد ذلك.

ثم انتقل د. العمري للكلام عن التأويل البلاغي والأصول التي ينبغي مراعاتها فيه، فخلص في التعريف بالتأويل البلاغي أنه يدور حول بحث الدلالة الخاصة في القرآن الكريم، وذكر أن ثمَّ أصولًا كثيرة ينبغي مراعاتها فيه، إلا إنها في جملتها ترجع إلى ثلاثة أصول:

الأصل الأول: الخطاب: فذكر بعض ما ذكره البلاغيون بشأن الخطاب، وأشار إلى طرف من تنوع الخطاب في القرآن الكريم.

الأصل الثاني: النَّظْم: فذكر أن كتاب عبد القاهر الجرجاني يكاد يدور عليه، وعليه كلام أغلب البلاغيين، وتناول النَّظْم بشيء من البيان، مع ذكر بعض أدواته والتمثيل عليها.

الأصل الثالث: السياق: فذكر أهمية السياق، وأنواعه في القرآن الكريم، وتأثيره في التأويل البلاغي.

هذا وقد حظي اللقاء بحضور طيب ومشاركة فاعلة من الباحثين والأكاديميين وطلاب العلم.

 

شاهد اللقاء كاملًا

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))