تعريف بكتاب
Muḥammad and His Followers in Context
The Religious Map of Late Antique Arabia
الكتاب:
Muḥammad and His Followers in Context
The Religious Map of Late Antique Arabia
محمد وأتباعه في سياقهم
الخريطة الدينية للجزيرة العربية في العصور القديمة المتأخّرة
الكاتب: إلكا ليندستدت -Ilkka Lindstedt
دار النشر: brill
تاريخ النشر: 2024.
عدد الصفحات: 372.
الترجمة: الكتاب غير مترجم للعربية.
محتوى الكتاب:
يأتي الكتاب في ثمانية فصول.
الفصل الأول: المقدّمة:
هذا الفصل عبارة عن مقدّمة للكتاب، يعرض فيه الكاتبُ موضوعَ الكتاب العامّ ومنهجه في تناوله، فهذا الكتاب هو كتاب عن جماعة النبي محمد، يقترح من خلاله الكاتبُ أن يتم تفسير ظهور النبيّ والمؤمنين به في سياقهم العربي، والذي يمكن تفسيره على أساس المصادر الكتابية وغيرها من المصادر المعاصرة.
يحاول الكاتب اكتشاف تلك الكيفية التي فهم بها الجمهور الأوّل (أولئك الذين آمنوا بهذه الرسالة وأولئك الذين ربما لم يؤمنوا بها) الآيات التي بلَّغها النبي، والتي تم جمعها لاحقًا في (القرآن)، فيتساءل كيف كان اليهود والمسيحيون والأمم في مكة والمدينة وأماكن أخرى ينظرون إلى الرسالة الموجودة في هذه الآيات؟ وكيف كانت تلك الأمّة التي آمنت برسالة النبي محمد وتشكّلت حوله؟ وما تكوينها الاجتماعي (العِرقي والديني وما إلى ذلك)؟
ثم يعرض الكاتب منهجه ويصفه بأنه منهج تاريخي، يقدِّم سردًا مستمرًّا للخريطة الدينية للجزيرة العربية العتيقة المتأخّرة، بدءًا من القرون الأُولى الميلادية وانتهاءً بالأحداث التي تلت وفاة النبي حتى حوالي عام 700 ميلاديًّا. ويأمل من خلال هذا أن يبيِّن أن التقسيم الثنائي لتاريخ الجزيرة العربية والشرق الأدنى إلى (ما قبل الإسلام) و(الإسلامي) ربما يكون مضلِّلًا. فيرى أنه وعلى الرغم من أن ظهور الإسلام كان تطورًا تاريخيًّا هائلًا ومثيرًا للإعجاب، إلا أنه لا ينبغي تقبُّل فكرة خاطئة مفادها أنّ ما كان قبله كان مختلفًا تمامًا عمّا جاء معه وما بعده.
وبالنسبة للمصادر يستخدم الكاتب المصادر المعاصرة للأحداث التي تصفها فقط. تحظى المصادر الكتابية (النقوش الصخرية) بمساحة كبيرة داخل الكتاب؛ لأنها -وفق الكاتب- أدلّة حقيقية مباشرة على خلاف المصادر الأدبية الثانوية المتأخّرة التي يتم الاعتماد عليها غالبًا في الدراسات الغربية حول الإسلام المبكّر. ينتقد الكاتب أنه لم يكن هناك سوى القليل من النقاش حول: كيف يمكن إعادة بناء الخريطة الدينية على أساس الأدلة المادية، وكيف لهذا أن يساعد في تكوين فهمٍ أفضل لحياة محمد ورسالته ومجتمعه.
لقد كان يُنظَـر -خصوصًا في الدراسات الغربية- إلى شبه الجزيرة العربية على أنها شيء غريب، وبعيد، ومنقطع عن عالم الشرق الأدنى الأوسع. ويقدِّم الكاتب عمله باعتباره إحدى المحاولات لوضع النبيّ وأتباعه في سياقهم ضمن هذا العالم الأوسع، وللتخلُّص من العديد من المفاهيم المسبقة (ما نعرفه) والبدء بطرح تصوِّرٍ مختلف، مستندًا في معالجته إلى الأدلة المعاصرة.
الفصل الثاني: اليهودية في الشرق الأدنى القديم:
يعالج هذا الفصل بعض التطورات العامة في اليهودية في العصور القديمة، على الرغم من أن الموضوع الرئيس هو اليهودية في شبه الجزيرة العربية.
فيشير إلى التنوّع الكبير في يهودية الهيكل الثاني (حتى 70م): حركة قمران، وحركة يسوع، والفريسيين، والصدوقيين، وغيرهم. وكذلك في يهودية ما بعد الهيكل الثاني، ويشير إلى أنه على الرغم من أنه خلال القرون العتيقة المتأخرة، برز شكلٌ واحدٌ من اليهودية، وهو اليهودية الحاخامية، وأصبح مهيمنًا، إلا أن اليهودية الحاخامية تطوّرت جنبًا إلى جنب مع اليهودية المسيحية، حتى إن كتبهم المقدسة نمتْ بشكل متزامن، حيث تم تكميل المشناة والعهد الجديد، وكذلك الكتاب المقدس العبري خلال القرن الثاني الميلادي.
يشير الكاتبُ إلى أنه من الجوانب المهمّة التي يجب ملاحظتها هنا هو التصنيفات الاجتماعية لليهود مقارنةً بالمسيحيين، حيث يرى أن الخطوط غير الواضحة بين اليهودية والمسيحية استمرّت في بعض الحالات بعد ذلك.
كما يشير الكاتب إلى التطور الكتابي لليهودية منذ إنتاج تقليد تفسيري شفهي، ثم مراحل تدوين التوراة والأدب الحاخامي إلى مرحلة تدوين التلمود، ثم ظهور القرائيين وتشكيكهم في سُلطة التلمود، ويبيِّن أنه على الرغم من أن صعود الأدب الحاخامي والتقليد التفسيري يمثّل تحوّلًا واضحًا في تاريخ اليهودية، إلا أنه كانت هناك (علامات أساسية) معيّنة للهوية الاجتماعية اليهودية، طوال العصور القديمة والعصور القديمة المتأخرة، حاضرة في جميع أشكال اليهودية. كانت هناك على وجه الخصوص أربع علامات مركزية اعتنقها ومارسها العديد من اليهود، وربما أغلبهم، والتي لفتت انتباه الغرباء أيضًا: 1- التوحيد. 2- القيود الغذائية. 3- ختان الذكور. 4- السبت. كانت علامات الهوية هذه بمثابة إشارات للداخل والخارج عن وجود اليهود ومعتقداتهم وممارساتهم أينما كانوا يعيشون.
الدراسة الثالثة: المسيحية في الشرق الأدنى القديم:
يسعى هذا الفصل إلى استكشاف مفصَّل للمسيحية القديمة المتأخّرة، حيث يحاول أن يبحث هذا الرأي الشائع عن كون الكثير من المعتقدات والشرائع الإسلامية (التوحيد، عدم أكل الخنزير والميتة والدم) أكثر توافقًا مع اليهودية من المسيحية، وأنّ انضمام المسيحيين للإسلام كان أكثر صعوبة بسبب وجود قطيعة مفترضة أكثر وضوحًا بين القرآن من ناحية، والمعتقدات المسيحية (على وجه الخصوص، طبيعة المسيح) وتوجهها المفترض (الخالي من القانون) من ناحية أخرى. وكما يزعم هذا الفصل، فإنّ هذا ليس هو الحال بالضرورة.
وسيركّز هذا الفصل في تناوله للمسيحية المتأخّرة على القضايا والموضوعات التي تهم المجتمع القرآني: مِثل بعض السِّمات والمناقشات المسيحية التي كانت منتشرة على نطاق واسع، وخاصّة الكريستولوجيا (طبيعة المسيح) والقانون.
الفصل الرابع: الوثنية:
يتناول هذا الفصل الأمم، وهم مجموعة من الناس لم يُعتبروا ولم يَعتبروا أنفسهم يهودًا أو مسيحيين. وكما أنّ التصنيف إلى اليهود والمسيحيين لم يكن صارخًا في كثير من الأحيان، ينطبق الشيء نفسه على اليهود والأُمميين؛ والمسيحيّين والأمميّين. كانت هناك طرق عديدة للأفراد والجماعات غير اليهود للمشاركة في الحياة، والحياة الدينية أيضًا، لليهود أو المسيحيين (والعكس صحيح).
ويشدّد الكاتبُ على أنه يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن الكلمات (وثني) أو (أممي) لا تشير إلى الفئات الاجتماعية التي عادةً ما يستخدمها الناس لوصف أنفسهم، بل كانت مصطلحات فضفاضة يستخدمها هؤلاء الذين استخدموها للجمع بين الأشخاص الذين يؤمنون، أو يتصرفون بشكلٍ مختلفٍ عمّا فعلوا. إنها مثال على عملية معرفية بشرية مشتركة لتصنيف العالم بشكل ثنائي.
يتناول الفصل كيف أن عملية الـمسحنة التي تمّت في فضاءات واسعة في سياق الشرق الأدنى القديم المتأخّر (أي: تحوّل الناس إلى المسيحية؛ الكنائس والأديرة وغيرها من أماكن العبادة والمقدسات التي يتم بناؤها؛ المؤسّسات والحكام الداعمين للمسيحية؛ وما إلى ذلك)، ومع بطئها إلى حدود القرن الرابع مع تحولّ قسطنيطين للمسيحية ووصولًا إلى القرن السادس= سببًا في ضيق المجال أمام (الوثنيين) (أي: غير المسيحيين وغير اليهود)، على الرغم من بقاء الممارسات والهويات التقليدية في بعض الدوائر لعدة قرون.
ويَعتبر الكاتب أَنّ أحد الجوانب المهمّة للخريطة الدينية العتيقة المتأخّرة هو ظهور التوحيد الأممي (أو على الأقل الهينوثية -الإيمان بعدد من الإلهة مع افتراض وجود إله أعلى) بأشكال مختلفة، كان أحدها عبادة (الإله الأعلى)، التي ازدهرت في شرق البحر الأبيض المتوسط في العصور القديمة وفي العصور الوسطى وفي العصور القديمة المتأخرة، تشكّلَت هذه الطائفة الأممية في النقاش والحوار مع اليهود والمسيحيين في المنطقة. ومع ذلك، ليست كل الإشارات إلى (الإله الأعلى- ثيوس هيفستوس) هي إشارات أُممية؛ لأن هذه هي الطريقة التي أشار بها اليهود الناطقون باليونانية أيضًا إلى الله.
يرى الكاتب أن السياق العربي يتوافق بدقّة مع هذه التطوّرات العامة في الإمبراطورية البيزنطية والشرق الأدنى. فانتشار الشرك وعبادة الأحجار موثق حتى القرن الرابع الميلادي. وبعد ذلك، بدأت المعتقدات التوحيدية بأشكالها المختلفة تسيطر.
الفصل الخامس: صعود نبي الأمم في مكة:
يَستخدم هذا الفصل القرآن كمصدر رئيس، ويقارنه بما تم التوصُّل إليه في الفصول السابقة حول الخريطة الدينية العربية. يهتم هذا الفصل بشكلٍ رئيس بمسألة الهوية الاجتماعية للحركة الدينية الجديدة، التي كانت تتشكّل حول النبي محمد، كما انعكست في هذه المصادر المعاصرة. مَن انضمّ لها ومَن قرّر رفضها؟ كيف تم النظر إلى الوحي القرآني في سياق غرب الجزيرة العربية الذي يتّسم بتعدّد الأديان والذي شمل غير اليهود واليهود والمسيحيين (وغيرهم، ربما مجموعات أصغر من الثلاث المذكورة للتوّ، مثل الصابئين الغامضين).
ويركّز هذا الفصل أثناء مناقشته هوية الحركة الجديدة على عدد محدود من الآيات والملامح القرآنية. إنّ أهم شخصية في القرآن -وفق الكاتب- ليس محمدًا أو أُمّتَه، بل الله، إلّا أنّ الفصل لا يناقش الله إلا بشكل عابر. ومع ذلك، ونظرًا لتعدّد وجهات النظر اللاهوتية حول الله بين اليهود والمسيحيين القدماء المتأخّرين، فإنّ هذا الفصل يقترح أنّ تصوير الله في القرآن لم يكن غريبًا أو خاصًّا بالعديد من اليهود والمسيحيين والأمميين في جمهور النبي محمد. علاوة على ذلك، فإن القصص القرآني للأنبياء يتناسب بشكل جيد مع العادة القديمة المتأخرة المتمثّلة في سرد القصص وإعادة سرده مرارًا وتكرارًا، حيث كانت حبكته الأساسية وشخصياته المركزية جيدة جدًّا من الأنبياء والبطاركة وغيرهم من الشخصيات الشهيرة الـمعروفة، كما يشهد -على سبيل المثال- في الأدب السرياني والأناجيل الملفقة القديمة المتأخرة والأدب الحاخامي. مرة أخرى، يؤكد هذا الفصل أن القرآن يتناسب تمامًا مع عالم الشرق الأدنى في العصور القديمة المتأخرة. وكما اقترح سليمان دوست، فهي تناسب تمامًا غرب الجزيرة العربية.
الفصل السادس: تشكيل المجتمع في المدينة:
يستمر هذا الفصل مع سابقه في محاولة استكشاف هوية الحركة الدينية المتشكلة، ويتناول (دستور) المدينة المنورة، ويقترح الكاتب أنّ هذا النصّ ينبع من السنوات الأُولى للمجتمع في المدينة المنورة. ومن ثمّ، فمن المحتمل أنها أقدم من كثير (ولكن ليس كلّ) من المواد القرآنية المصنّفة على أنها مدنية، فقد تمّت صياغتها وفق الكاتب بعد فترة قصيرة من الهجرة (1/ 622)، ويعدّ هذا النص دليلًا مهمًّا للمجتمع المدني، الذي كان يضم بشكلٍ رئيسٍ المؤمنينَ من الأُمَم واليهود. جميع صور اليهود في الوثيقة إيجابية (أو محايدة): فهم أعضاء كاملون ومتساوون في تحالف المدينة، ومن المثير للاهتمام أن المعاهدة لا تذكر المسيحيين على الإطلاق.
على الرغم من أن النصّ لا يبقى على الرّق أو ورق البردي، ولكن فقط كما ورد في التأريخ العربي اللاحق، إلا أنّ هناك أسبابًا جيدة لافتراض أنّ النصّ أصلي ويعود إلى زمن النبي. في البداية، يعدّ أسلوب الوثيقة ومفرداتها قديمة وغالبًا ما يصعب تفسيرها؛ ووفقًا للقرآن، يشير النصّ إلى المجموعة باسم (المؤمنين)؛ علاوة على ذلك، فإنّ اليهود مشمولون في جماعة المؤمنين الموصوفة في النصّ؛ ولهذا السبب قَبِلَ معظم الباحثين المعاصرين النصَّ باعتباره أصليًّا ومبكِّرًا، وفي هذا الفصل على وجه التحديد تقترب رؤى الكاتب مع رؤى فرد دونر في كتابه: (محمد والمؤمنون).
الفصل السابع: نصوص معاصرة غير عربية حول مجتمع النبي:
في هذا الفصل، يقوم الكاتب باستعراض ثلاثة شواهد غير عربية عن النبيّ تدعم الحُجج المقدّمة في الفصول السابقة حول محتوى رسالته وسياقها؛ اثنان منها كتبهما مسيحيون، وواحد يهودي، يتم تقديمها بترتيب زمني تقريبي، وقد كُتبت النصوص بعد عقود قليلة من وفاة النبي. يركز هذا الفصل على النصوص التي تذكر وتتَحدّث عن النبيّ محمد وأتباعه الأوائل، وفي الجزء التالي يتم تقديم نصوص غير عربية -أيضًا- تناقش الفتوحات الإسلامية المبكرة وأحداثًا أخرى في القرن الأول الهجري، وفي حين أن جميع النصوص معروفة جيدًا للدارسين، إلا أن الكاتب يقوم بالاستشهاد بها ومناقشتها في السياق الخاصّ لطرحه.
الدراسة الثامنة: لا يجتمع في جزيرة العرب دينان:
تجادل هذه الدراسة بأنه خلال حياة النبي وفي وقت وفاته، كانت شبه الجزيرة العربية (بما في ذلك مكة والمدينة) متعدّدة الأديان، وفي الواقع، كانت أُمّة متعدِّدة من اليهود والمسيحيين والأمميين تشكّل مجتمع محمد من المؤمنين؛ ولم يكن يُستخدم اسم (الإسلام) بعد، ومن ثم فإنّ حالة (الدين الواحد) التي تظهر في كتب السيرة -بدايةً من سيرة ابن هشام- قد تكون -وفق الكاتب- غير دقيقة، فيرى الكاتب أنه وعلى الرغم من أن بعض المصادر اللاحقة تذكر (بشكلٍ غير معقول) أنه في السنوات الأخيرة للنبي (أسلمت العرب كلها)، إلا أن هذا يحتاج للتساؤل: فهل كان هناك دين واحد فقط في شبه الجزيرة العربية في وقت لاحق من القرن السابع الميلادي؟ أو -على سبيل المثال- الثامن أو التاسع؟ فهل (تنبّأ) محمد بوضعٍ لا يوجد فيه إلا الإسلام في شبه الجزيرة العربية؟ الجواب على ذلك فيما يرى الكاتب هو (لا) مدوّية، لم تكن شبه الجزيرة العربية مكانًا يسود فيه دين واحد فقط.
يُلقِي الكاتبُ نظرةً على الأدلة الأدبية الباقية من القرن السابع الميلادي (وخاصة باللغة السريانية) بالإضافة إلى البقايا المادية، ويزعم أن الوضع الذي ساد خلال حياة النبي (أي: مجتمع المؤمنين) (الذين اجتمعوا حوله واعتبروه نبيًّا، ويتشكّلون من الأمم واليهود والمسيحيين) استمروا على الأقل حتى أوائل القرن الثاني/ الثامن. كان هناك تنوّع كبير في المعتقدات والممارسات بين المؤمنين في هذه المرحلة عندما لم تكن العقائد الإسلامية أو غيرها من علامات الهوية المميزة قد تم توضيحها بعد.
ثم يطرح الكاتبُ سؤالًا منفصلًا ولكنه مترابط: كيف تعامل المؤمنون العرب مع اليهود والمسيحيين، خاصة في شبه الجزيرة العربية، وأيضًا في أماكن أخرى من الشرق الأدنى؟ على الرغم من أنّ هاتين المسألتين مختلفتان إلى حدّ ما، إلا أنهما تتقاطعان في فكرة أنّ اليهود والمسيحيين قد انضموا إلى الحركة التي بدأها محمد عن طيب خاطر ودون التخلّي عن هوياتهم السابقة، حيث سيكون من الصعب الحفاظ على هذه الفكرة إذا تبيّن أن المؤمنين العرب يعاملون اليهود والمسيحيين بطريقة وحشية.
أهمية الكتاب:
يزداد الاهتمام في العقود الأخيرة بدراسة الإسلام المبكّر، وبإعادة بناء تاريخ الجزيرة العربية في فترة العصر القديم المتأخر؛ لمحاولة تكوين تصوّر دقيق حول نشأة الإسلام كحركة دينية، يزداد هذا الهاجس مع ازدياد التشكيك في الموثوقية التاريخية للمصادر الإسلامية.
ويمثّل هذا الكتاب -بغض النظر عن نتائجه- إحدى المحاولات الغربية الحديثة في هذا السياق؛ حيث يحاول بناء صورة لتاريخ الجزيرة وللتفاعل بين الجماعات الدينية في هذه الفترة وأثر هذا على تشكيل حركة المؤمنين الجديدة اعتمادًا على الأدلة الماديّة وعلى الكتابات غير العربية المعاصرة، مما يجعل من المهم التعريف به للقارئ العربي.