تعريف بكتاب
Daʿwa and Qur’an Translation in the Early Twentieth Century

يُعَدّ كتاب: Daʿwa and Qur’an Translation in the Early Twentieth Century من الكتب الغربية المهمّة، نقدِّم هنا تعريفًا بالكتاب، وبمحتويات فصوله، كما نشير لبعض جوانب أهميته للدارِسين.

الكتاب:

Daʿwa and Qur’an Translation in the Early Twentieth Century

الدعوة وترجمة القرآن في بدايات القرن العشرين

الكاتب: كرمان أحمد خان - Kamran Ahmad Khan

يوهانا بينك - Johanna Pink

دار النشر: Volume 26, Issue 2 October, 2024

تاريخ النشر: October, 2024

عدد الصفحات: 269

الترجمة: الكتاب غير مترجم للعربية.

محتوى الكتاب:

يأتي الكتاب في ثماني دراسات بعد مقدّمة للمحرّرين.

الدراسة الأولى: ترجمة القرآن والدعوة الإصلاحية: الأيديولوجيا ومحو الأمية والحداثة في جاوة الغربية، جاجانج أ. رحمانا:

لقد كانت ترجمة القرآن عنصرًا مهمًّا في النشاط الدعوي للمسلمين الإصلاحيين في جاوة الغربية في بداية القرن العشرين، كما يتجلّى ذلك في نشر الترجمة السودانية لـ(تفسير الفرقان) لأحمد حسن، بالإضافة إلى كتب قرآنية أخرى، ترجمات صاغها أصدقاؤه ورفاقه. لا تعمل هذه الترجمات السودانية على تعزيز أيديولوجية إصلاحية فحسب، بل تُظْهِر أيضًا تحوّلًا في تشكيل الترجمة والثقافة الأدبية في جاوة الغربية: من الترجمة بين السطور كلمة بكلمة إلى الترجمة آية بآية، من الكتابة اليدوية إلى الكتب المطبوعة، ومن الكتابة العربية (جاوي وبجون) إلى الكتابة الرومانية.

 يستكشف هذا المقال هذا التقليد الجديد لترجمات القرآن الكريم، المكتوبة للعصر الحديث، والتي تختلف عن الترجمات التفسيرية التي يتم تدريسها في المدارس الإسلامية الجاوية التقليدية (بيسانترين) والمتأثرة بموجة من الأفكار الإصلاحية القادمة من الشرق الأوسط في أواخر القرن التاسع عشر.

الدراسة الثانية: القرآن باللغة المالايالامية: وضع الترجمات الإصلاحية المبكرة في سياقها، مصطفى ثنفير:

هذه المقالة عبارة عن استكشاف للنصوص والسياقات التاريخية للترجمات المبكّرة للقرآن إلى لغة جنوب الهند المالايالامية. بدأت محاولات ترجمة القرآن باللغة المالايالامية في الثلاثينيات. تتناول الدراسة الحالية مشاريع الترجمة التي ظهرت بين ثلاثينيات القرن العشرين وعام 1965. وتوضح موقع هذه الترجمات في التجارب الاستعمارية في المنطقة، وكذلك في خطاب الاتجاهات الإسلامية العالمية. وينظر أيضًا إلى الخلافات اللاهوتية التي أثارتها هذه الترجمات داخل المجتمع الإسلامي.

الدراسة الثالثة: القرآن في الدعوة؟ استكشاف تطوّر ترجمة عبد الله يوسف عليّ، تشارلز رامزي:

تم إعداد كتاب (القرآن الكريم: نصّ وترجمة وتفسير) لعبد الله يوسف عليّ (1872- 1953) لأغراض الدعوة ونشر رسالة الإسلام وتعاليمه باللغة الإنجليزية. إنّ التغييرات التحريرية اللاحقة لهذه الترجمة التي تم إجراؤها في الطبعات التي صدرت بعد عقود تثير إشكالية استخدام الترجمة في نشر إطار تفسيري معيّن وتعكس التطوّرات في ممارسة الدعوة وفي المنهجيات التفسيرية خلال النصف الثاني من القرن العشرين. يجادل هذا المقال بأنّ هذه التدخّلات في الترجمة الأصلية ليوسف عليّ لم تكن ذات علاقة كبيرة بالترجمة الإنجليزية للنصّ، بقدر ما كانت تتعلّق بالنصوص الحافّة التي تؤطر النصّ وتوجّه تجربة القارئ.

الدراسة الرابعة: سدّ الفجوة بين الشرق والغرب: الجزيرة العربية، والإمبراطورية البريطانية في الهند، والترجمات الإنجليزية للقرآن في أوائل القرن العشرين، ناتانا جيه دي لونج باس:

لقد كانت ترجمة القرآن الكريم وتوزيعه كتعبير عن الدعوة بمثابة أداة سياسية منذ منتصف القرن العشرين. تبحث هذه المقالة في ثلاث ترجمات إنجليزية بارزة ومستخدمة على نطاق واسع للقرآن -تلك التي كتبها مرمادوك بيكتال (1930)، وعبد الله يوسف عليّ (1934- 1938، وتمّت مراجعتها في 1939- 1940)، ومحمد أسد (1980)- في سياق التبادل الثقافي بين الجزيرة العربية والإمبراطورية البريطانية في شبه القارة الهندية (الراج البريطاني) من حقبة ما قبل الحرب العالمية الأولى حتى نهاية الراج البريطاني في عام 1947. وتستكشف المقالة تقاطع الدين والسياسة والأكاديميين من خلال الرحلات الإقليمية بين بريطانيا والجزيرة العربية والهند، وتدرس الترجمات والمترجمين من منظور تاريخي، كما تبحث في التوجّه الاستشراقي للأوروبيين أثناء إقامتهم في شبه الجزيرة العربية والهند من خلال اعتناق الإسلام والتعامل مع أرض ولغة القرآن (الأصيلة)، حتى عندما أصبح المسلمون من الإمبراطورية في الهند مستشرقين من خلال الإقامة والدراسة في بريطانيا. إنّ هذا التفاعل بين المناطق والشعوب يؤسّس للسياق الذي تمّت فيه ترجمة معنى القرآن ليس فقط إلى اللغة الإنجليزية ولكن أيضًا إلى (تعبيرات عن المعنى) للمجتمع البريطاني كشكلٍ من أشكال الدعوة. تجادل المقالة بأنّ هذا النموذج من الارتباط الثلاثي بين بريطانيا والجزيرة العربية والهند قد وضع الأُسس للتطوّرات اللاحقة في ترجمة القرآن وتوزيعه، بما في ذلك ترجمة الهلالي خان.

الدراسة الخامسة: عبد المجيد دريابادي، تفسير القرآن ودعوة أبي الحسن عليّ الندوي، ماثيو ج. كويبر:

ابتداءً من أوائل القرن العشرين بشكلٍ خاصّ، ظهرت ترجمة القرآن كوجه رئيس للدعوة الإسلامية الحديثة ("الدعوة" إلى الإسلام، أو "الرسالة الإسلامية"). مع تزايد توافر الترجمات والتفاسير الجديدة مع تقدّم القرن، وجد القادة المسلمون أنفسَهم في كثير من الأحيان يُطلب منهم أو يقدّمون ببساطة توصياتٍ حول أيّ ترجمات للقرآن أكثر ملاءمة لأغراض مختلفة. تتناول هذه المقالة حالة إحدى هذه التوصيات: تأييد السيد أبي الحسن عليّ الندوي لتفسير القرآن لعبد المجيد دريابادي في أوائل القرن العشرين.

 وبذلك، فإن المقال يسلِّط الضوء على ترجمة القرآن فيما يتعلّق بالدعوة الحديثة، وبشكلٍ أكثر دقّة، على كيفية تأثير (دعوة) المفكّر على ترجمته وتفضيلاته التفسيرية. من خلال السياق التاريخي لدريابادي والندوي، جنبًا إلى جنب مع قراءات قريبة لترجمة القرآن الكريم باللغة الإنجليزية للأول وتأييد الأخير، يجادل المقال بأنّ تأييد الندوي لدريابادي لا يوفر نافذة مفيدة على فكر الندوي الدعويّ فحسب أنّ فكر الندوي الدعويّ يساعد في تفسير سبب تأييده لترجمة وتفسير دريابادي في المقام الأول، وبالتالي في فهم هذا التفسير ورؤيته الدعويّة. وفي دراسة هذه الحالة، يوضح المقال الروابط المهمّة بين الدعوة وترجمة القرآن وشبكات المفكّرين المسلمين والمنافسة المتزايدة بين الأديان في أواخر فترة الاستعمار وما بعدها.

الدراسة السادسة: تفسير نيتشه لألمانيا النازية: التعليق على قرآن صدر الدين عام 1939، جيرديان يونكر:

تتتبّع هذه المساهمة تاريخ الطبعة الألمانية للقرآن التي نشرتها الجماعة الأحمدية اللاهورية في برلين عام 1939. وقد صاغ هذه الترجمة مولوي صدر الدين، داعية لاهور الأحمدية الذي أقام أوّل مسجد في برلين. ومن أجل الوصول إلى الجمهور الألماني الذي يستعد للحرب عَهِدَ إلى مساعده في برلين الفيلسوف هوغو ماركوس بتفاصيل الترجمة والتعليق عليها.

 تبدأ القصة في عام 1924، عندما جلس المثقفون التتار لأوّل مرة مع صدر الدين لمناقشة ضرورة إعداد طبعات القرآن للقرّاء الأوروبيين. وتنتهي بنشر القرآن الألماني في الوقت الذي كان فيه الألمان على وشك الانتهاء من استعداداتهم للحرب.

تضمّن أسلوب هوغو ماركوس في تفسيره ربط آيات قرآنية مفردة بفلسفة فريدريك نيتشه، مع التركيز على العبقرية والبطولة والمعاناة. ومن خلال اتخاذه هذا الاختيار، ربط النصّ القرآني بـ(أخلاقيات تفوّق الذكور) التي سادت الأيديولوجية القومية الاشتراكية (النازية). ومن هنا ظهر تفسير مليء بالأوهام حول الرجولة والغطرسة العنصرية. وتوضح المقارنة مع كتابات هوغو ماركوس في ثلاثينيات القرن العشرين كيف تم صياغتها.

في نهجهم تجاه العنصرية والقومية والحرب، اختلف المبشِّرون المسلمون الأحمديون والمسلمون الألمان في برلين بشكلٍ كبيرٍ. وفي محاولاتهم العديدة لسدّ الفجوة بين الشرق والغرب من خلال الدين، شكّلَت خلافاتهم حول هذه القضايا لحظة محورية في التواصل بين الثقافات؛ مما ترك بصمة على كيفية شرح القرآن في ترجمة صدر الدين. وفي حين حاولَت طائفة لاهور الأحمدية تمهيد الطريق نحو (دين عالمي) ودافعت عن (جهاد القلم)، اقترب المسلمون الألمان من توقعات الجمهور المسعور ذي العقلية الحربية. مَثَّلَ تفسير هوغو ماركوس وثيقة واضحة ساعدت على تبرئتهم مقدّمًا أينما كانوا يتجهون.

الدراسة السابعة: ترجمة س. أ. مادسن الدنماركية للقرآن الكريم ورسالة الأحمدية في الدول الإسكندنافية، نورا س. إيجن:

تتناول هذه المقالة تاريخ النشر والوظائف المختلفة لأوّل ترجمة كاملة للقرآن الكريم إلى اللغة الدنماركية. تم تقديم ترجمة عبد السلام (سفيند أوجي) مادسن (1928- 2007) لأوّل مرة في عام 1960 ولكن تم نشرها في شكلها النهائي في عام 1967، وهي أيضًا أوّل ترجمة إسكندنافية للقرآن مع التزام صريح بالحقيقة القرآنية، كجزء من الإطار المؤسّسي والعقائدي للجماعة الإسلامية الأحمدية.

 قصد مادسن أن تكون هذه الترجمة مفيدة للبرنامج التبشيري الإسلامي، وخاصّة البرنامج الأحمدي في أوروبا، والذي كان للمتحوِّلين من أمثاله دور مهمّ فيه، من الثلاثينيات فصاعدًا.

 استلهم مادسن عددًا من المصادر، لكنه مارَس أيضًا تفسيره الفردي الخاصّ، سواء في التفسير المضمَّن في النصّ المترجَم أو في التفسير الأوسع والأكثر استطرادًا في تعليقه، وكانت ترجمته ذات أهمية كبيرة في تاريخ الترجمات الإسكندنافية المضمنة في النسق العقدي للجماعة الأحمدية وكذلك التاريخ الإسكندنافي لترجمة القرآن بشكلٍ عامّ.

الدراسة الثامنة: ترجمات القرآن الكريم في الحركات الإسلامية الأمريكية الإفريقية (ما بعد)، فيليب بروكمير:

نظرًا لموقعهم في بيئة غربية ناطقة باللغة الإنجليزية، فقد تلقّى المسلمون الأمريكيون من أصل إفريقي القرآنَ الكريم وتعاملوا معه واستخدموه من خلال الترجمات الإنجليزية. وعلى النقيض مما يُفترض في كثير من الأحيان، لعب القرآن دورًا رئيسًا في صياغة عقائد مختلف الحركات الإسلامية الأمريكية الإفريقية، بما في ذلك بين الممثلين الأوائل لهذه الحركات، مثل أمّة الإسلام. علاوة على ذلك، فإنّ التفسيرات والترجمات المختلفة للقرآن قد أثّرت في الاختلافات العقائدية والتشكيلات المؤسّسية والنزاعات الداخلية بين المسلمين الأمريكيين من أصل إفريقي. تقدّم هذه المقالة نظرةً عامةً على استخدام ترجمات القرآن الإنجليزية وسياساتها في مختلف الحركات الإسلامية الأمريكية الإفريقية منذ أوائل القرن العشرين حتى الوقت الحاضر. بالإضافة إلى ذلك، فالمقال يعرض ويحلّل أعمال مترجمي القرآن الأوائل من بين صفوف الحركات الإسلامية الأمريكية الإفريقية.

أهمية الكتاب:

يزداد في السنوات الأخيرة الاهتمام بتقديم قراءة في تاريخ الترجمات الغربية للقرآن، بما في ذلك الترجمات الحديثة، والتي تمّت في سياق الاستعمار وسياق العلاقات بين الشرق والغرب، والتي قام بها عدد من المتحوِّلين للإسلام أو كذلك عدد من الحركات الدعويّة الإسلامية، حيث يمثّل هذا محاولة لفهم الترجمة كجزء من حوار ثقافي بين الغرب والمسلمين، وجزء من محاولات المسلمين تقديم القرآن للغربيين بشكلٍ يختلف عن الترجمات الغربية، في إطار عرض دعوي للإسلام.

هذا المجلد الصادر حديثًا من مجلة الدراسات القرآنية، يدور كاملًا حول الترجمات الحديثة في سياق الاستعمار، وفي سياق الدعوة إلى القرآن في أوروبا، ويضم دراسات منوعة حيث تشمل فضاءات مثل: الهند وألمانيا والدنمارك وإفريقيا وأمريكا، فيحاول بيان أثر السياق الجغرافي والتاريخي وأثر الوضعية الاستعمارية ووضعية أوروبا عشية الحرب الثانية وبعدها، وكذا أثر الهدف الدعوي في صياغة ترجمات قرآنية في هذه الفترة، فيلقي الضوء على ملامح مرحلة مهمّة من مراحل ترجمة القرآن، مما يجعل من المهم التعريف به للقارئ العربي.

المؤلف

فريق موقع تفسير

موقع مركز تفسير للدراسات القرآنية

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))