تعريف بكتاب
Aspects of the Reception of the Qur’an in Modern Europe
John Tolan and Houari Touati
الكتاب:
Aspects of the Reception of the Qur’an in Modern Europe
جوانب من تلقّي القرآن في أوروبا الحديثة
الكاتب: جون تولان وهواري تواتي -John Tolan and Houari Touati
دار النشر: Volume 119 (2024): Issue 2
تاريخ النشر: December, 2024
الترجمة: الكتاب غير مترجم للعربية.
محتوى الكتاب:
يأتي الكتاب في ستِّ دراسات تلي مقدّمة المحرّرين.
مقدمة المحرّرين: جوانب استقبال القرآن في أوروبا الحديثة، جون تولان وهواري تواتي:
هذه المقالة تمثِّل مقدّمة المحرّرين، وتتناول كيف تضاعفتْ في السنوات الأخيرة، وتنوّعَت الدراسات حول استقبال القرآن في أوروبا الحديثة لتشكِّل مجالًا جديدًا للدراسة، من خلال نهج يتناغم بشكلٍ متزايد مع القضايا التاريخية والثقافية.
وتبرز كيف توضح هذه الدراسات في هذا المجال بعامّة أو في هذا الكتاب خاصّة الدورَ الذي لعبه الإنسانيون في إعادة التفكير في العلاقة بين الثقافة الأوروبية والثقافة الإسلامية، وكيف تطوّرت العلاقات وتعقّدت بين أوروبا والإسلام بشكلٍ يبرز في تاريخ الترجمات الغربية للقرآن.
الدراسة الأولى: نهج دومينيكوس جيرمانوس دي سيليزيا في التعامل مع القرآن الكريم؛ تقييم أولي (مع طبعة نقدية)، أوليس سوسيني:
تتناول هذه الدراسة ترجمة دومينيكوس جيرمانوس دي سيليزيا للقرآن الكريم في القرن السابع عشر، والتي تحمل عنوان: (تفسير القرآن الكريم حرفيًّا)، باعتبارها ترجمة تقدّم نهجًا جديدًا للتاريخ الطويل للترجمات اللاتينية للقرآن الكريم.
توضح الدراسة كيف أنه وتماشيًا مع الاتجاه الإنساني (اللغوي) في العصر الحديث المبكر، فإن دومينيكوس هدف إلى استكشاف المصادر الأصلية لموضوع دراسته. ومع ذلك، فإنه أخذ هذا المفهوم إلى أبعد من ذلك من خلال النظر إلى (المصدر) ليس فقط في النصّ القرآني الأصيل، ولكن أيضًا في أكثر التفسيرات القرآنية موثوقية التي ترجمها أيضًا إلى اللاتينية وأدرجهم في الترجمة.
هذه الورقة هي محاولة أُولى لتحليل طريقة عمل دومينيكوس بالتفصيل، ومصادره، وكيف يربطها بالنصّ القرآني، فضلًا عن الغرض من عمله. تتضمن الدراسة الطبعة النقدية لسورة التوبة، 28- 35 في (تفسير القرآن الكريم حرفيًّا).
الدراسة الثانية: (القرآن السحري) لأثناسيوس كيرشر (1602- 1680)، جيوفاني ماريا مارتيني:
يتناول هذا المقال حضور القرآن ودوره في مقال أثناسيوس كيرشر بعنوان: (حول قبالا المسلمين)، الذي نُشر في روما عام 1653 كجزء من عمله الشهير (أوديب المصري). ربما يكون كتاب (حول قبالا المسلمين) أوّل دراسة تحليلية تُجرى في الغرب عن السحر في العالم الإسلامي، ويُزْعَم أنه يستند إلى مجموعة كبيرة من المصادر الأصلية، وبالتالي فهو عمل مهم في تاريخ الاستشراق والدراسات الإسلامية في أوروبا. ولأنّ القرآن يلعب دورًا مركزيًّا في السحر الإسلامي، فإنّ دراسة كيرشر تزخر بالإشارات إلى الكتاب المقدّس للإسلام. يركز المقال على حضور وتحليل وترجمة العبارات والكلمات القرآنية (البسملة وغيرها من الآيات والأسماء الإلهية) في هذا العمل الخاصّ الذي كتبه اليسوعي المتعلّم، حيث يكون النصّ القرآني المادة الخام للعمليات السحرية، والتي يتم تحويلها أحيانًا إلى أرقام أو تجسيدها في أشكال تعويذية.
من خلال إظهار الاستخدام الفعلي للمصادر الأصلية من قِبَل المؤلِّف وإعادة بناء جزء من مكتبة أثناسيوس كيرشر الإسلامية الغامضة، يحاول هذا المقال أن يظهر أن اهتمام كيرشر بالقرآن لم يكن جدليًّا حقًّا، بل كان تاريخيًّا وأثريًّا في المقام الأول، وكان مرتبطًا باهتماماته بتاريخ الهرمسية وعِلْم المصريات والعلوم الغامضة. الصورة التي تظهر هي نهج كيرشر الأصيل للغاية للقرآن مقارنة بالاتجاهات الفكرية الرئيسة في ذلك الوقت، مما يعكس شخصية المفكّر الاستثنائية.
الدراسة الثالثة: نبيّ أم مشرِّع أم دجّال؟ محمد والإسلام فيكولوكيوم هيبتابلوميرس (المحادثة السباعية)، جياني باجينيني:
يتناول هذا المقال الحوار السباعي الذي ينسب إلى جان بودان، وهو أحد الأعمال القليلة التي كتبها الغرب في العصر الحديث المبكّر، والتي تصوّر الإسلام بألوان شاملة، وتصوّر محمدًا ليس كمحتال، بل كمشرِّع حكيم ونبيّ حقيقي من خلال التدخلات العديدة المهمّة التي قام بها أوكتافيوس في الحوار.
يسلِّط المقالُ الضوءَ على ما يبديه بودان من تعاطف وإعجاب بالتقوى الدينية للمسلمين، ومن تقدير للتنظيم الاجتماعي والسياسي للإمبراطورية التركية. كما يلقي الضوء على ما يكشفه الحوار عن معرفة عميقة بالفلسفة والدين الإسلاميين، وأساليب الحياة والتقاليد الثقافية للأمم الإسلامية. وتشهد المحادثات اللاهوتية الواسعة التي دارت في الحوار على إلمام بودان بالقرآن. والصورة التي يقدّمها أوكتافيوس للإسلام مصقولة ومُنقّاة من أيّ أسطورة ملفّقة. وباسم التوحيد الحقيقي، يبدو أنه يقترب من دين طبيعي.
الدراسة الرابعة: بوستيل غيوم محاضر عن القرآن، إميلي بتشيرويت:
يتناول هذا المقال ما أقدم عليه الفيلسوف الفرنسي الشهير غيوم بوستل من طباعة سورة الفاتحة لأول مرة في كتابه: (قواعد اللغة العربية) (1540). ويبحث في أسباب هذا الفعل، حيث يوضح أنه وعلى الرغم من ادّعائه بفعل ذلك بحجة ممارسة اللغة، إلا أن هذه المحاولة الأولى كانت جزءًا من سياق أيديولوجي خاصّ بالمؤلف، الذي تعلّم اللغة العربية قبل بضع سنوات في القسطنطينية وكان مهتمًّا جدًّا بالمادة القرآنية. ورغم أن هدفه كان صياغة أدوات قادرة على إثبات أكاذيب محمد، فإنّ موقفه من الإسلام كان أكثر تعقيدًا من موقف العديد من معاصريه. فمِن خلال محاولته فهم مصادر هذا الدين باللغة العربية، أثبت أنه قريب من المسيحية، وحوّل المسلمين الذين يعجب بثقافتهم العالية القائمة على الكتب إلى أنصاف مسيحيين مستعدّين للتحوّل إلى الإسلام بالعقل.
الدراسة الخامسة: أونوفري ميكو والذكريات الوثنية في الإسلام: في (قانون ماهوميتانا، لارجوس هيلارات فينوس، وباخوس) (القانون المحمدي: البهجة العظيمة لفينوس وباخوس) (1678)، خيسوس جوميز بويج:
منذ تأسيسها، كان فداء الأسرى المسيحيين المهمّة الرئيسة لرهبنة الثالوث الأقدس والأسرى. وقد ظهرت هذه المؤسسة كردّ فعل على الصراعات والنزاعات التي حدثت بين المسيحية والمجتمع الإسلامي. وهكذا، منذ القرن السادس عشر فصاعدًا، كرّس الثالوثيون الكثير من الجهود لمدينة الجزائر، حيث ازدهرت نتيجة لغزوات الإخوة بربروسا للبحر الأبيض المتوسط الغربي، مملكة عالمية مزدهرة، ابتُليت بالعبيد. وفي نهاية القرن السابع عشر، من أجل مواساة المسيحيين المسجونين في أراضي شمال إفريقيا وبالتالي تجنب المدّ الهائل للردّة، كتب ميكو كتاب: Lex euangelica contra Alcoranum، وهو دليل واسع النطاق في خدمة الثالوثيين يدحض الإسلام ويصدّق على حقيقة الكاثوليكية. ومن بين الحجج العديدة التي استخدمها الفالنسيا لتشويه العقيدة الإسلامية، تركز هذه المقالة على تحليل الحجة الثانية والخمسين، (في القانون المحمدي، البهجة العظيمة لفينوس، وباخوس). وبإحياء فكرة المسيحية في العصور الوسطى حول الإسلام باعتباره -وفق هذه الفكرة- عقيدة شهوانية، يربط المؤلِّف بعض المبادئ المميزة للعقيدة الإسلامية بالإلـهَين الوثنيَّين فينوس وباخوس. وبذلك، يؤكّد الجدل المسيحي كيف يقدّس القانون القرآني التمتع بالإفراط والملذات الدنيوية دون أيّ شكل من أشكال الضبط أو التحكم، من أجل مقارنة هذا برفض إغراءات الجسد وخضوع الجسد للروح كما يمارسه المؤمنون المسيحيون.
الدراسة السادسة: استقبال القرآن الكريم بين المهاجرين المجريين في الدولة العثمانية في القرن الثامن عشر، فرينش توث:
تتناول هذه الدراسة كيف تأثّرت مستعمرات المهاجرين المجريين في الإمبراطورية العثمانية، التي انبثقَت عن حروب الاستقلال الفاشلة في مطلع القرنين السابع عشر والثامن عشر، بالإسلام، والأدلة التي تركتها على استقبالهم للقرآن.
وهذا من خلال تناول شخصية الأمير فرانسوا الثاني، فأثناء منفاه في تركيا، أحاط الأمير نفسه بخبراء في اللغات والحضارات الشرقية، وعمل كوسيط بين السلطات العثمانية والسفارات الأوروبية. كان القائم بأعمال المهاجرين المجريين، إبراهيم موتفريكة، منشقًّا من ترانسلفانيا، وأصبح فيما بعد لاعبًا رئيسًا في العلاقات الدبلوماسية ونقل المعرفة في الوسط العالمي للقسطنطينية. وهكذا أصبح مركز الهجرة المجرية في مدينة رودوستو ملتقى طرق للناس والأفكار بين الشرق والغرب، مما ألهم العديد من الأعمال الأصلية.
أهمية الكتاب:
يزداد في السنوات الأخيرة الاهتمام بتقديم قراءة في تاريخ الترجمات الغربية للقرآن، بما في ذلك الترجمات الوسيطة والحديثة التي ترسم صورة لعلاقة الشرق والغرب، حيث يمثّل هذا محاولة لفهم الترجمة كجزء من حوار ثقافي بين الغرب والمسلمين.
هذا المجلد الصادر حديثًا هو عدد خاصّ من مجلة الدراسات الإسلامية الصادرة عن بريل، ويدور كاملًا عن التلقّي الأوروبي الحديث للقرآن وجوانبه المختلفة، ويضمّ دراسات منوّعة تشمل جوانب مختلفة من تلقّي القرآن أوروبيًّا، جدلية ومعرفية وثقافية، سواء مرتبطة بالثقافة العالمة أم الشعبية، فيلقي الضوء على ملامح مرحلة مهمّة من مراحل ترجمة القرآن، مما يجعل من المهم التعريف به للقارئ العربي.