تقرير اللقاء الـ 76 من لقاءات أهل التفسير

أقام مركز تفسير للدراسات القرآنية مساء الثلاثاء الموافق 29 ذو القعدة 1446هـ الموافق 27/ 5/ 2025م، بمدينة الرياض، اللقاء الـ76 من لقاءاته الشهرية لأهل التفسير بعنوان: (علوم القرآن في المملكة العربية السعودية؛ جهود ومناهج)، مع الأستاذ الدكتور/ فهد بن عبد الله العثمان، الأستاذ المشارك بجامعة الأمير سطام بن عبد العزيز، وذلك في ديوانية أ. عبد الله الشدي.
افتتح اللّقاء الأستاذ الدكتور/ عبد الرحمن بن معاضة الشهري، بحمد الله والثناء عليه، ورحَّب بضيف اللّقاء، وقدّم شيئًا من سيرته العلمية، وإسهاماته في الدراسات القرآنية.
بدأ ضيفُ اللقاء الأستاذ الدكتور/ فهد بن عبد الله العثمان، بالتنويه على أن عنوان هذا اللقاء مستقى من رسالة الدكتوراه التي حصل عليها من جامعة محمد بن سعود الإسلامية عام 1441هـ، وقد طُبعت بدارة الملك عبد العزيز منذ عامَيْن، ثم ثَنَّى بالإشارة إلى أنّ الباعث على كتابة هذه الرسالة هو التحدّث بنعمة اللهِ على المملكة، ورغبة الباحث ومَيْله إلى إجراء تلك البحوث التي تُعْنى بالحركة العلمية، ومشورة أحد الزملاء. ثم تطرّق إلى الصعوبات التي واجهته قبل إقرار الخطّة وأثناءها وبعدها، ثم أشاد بمجمع الملك فهد ودوره في نهضة علوم القرآن.
انتقل فضيلته إلى الحديث عن مضمون رسالته، وذَكَر أنها تقوم على أربع معاقد رئيسة: أوّلها التمهيد، وفيه رصد ظهور مصطلح علوم القرآن منذ العهد النبوي وحتى القرن الرابع عشر، ثم تحدّث عن الحركة العلمية في المملكة في أطوارها الثلاثة، أمَّا المعقد الثاني فقد أشار إلى أنه خصَّصه لرصد جهود المملكة في مجال علوم القرآن من خلال الجامعات والكليات والمدارس والوزارات، ثم ذكر أنه تناول في المعقد الثالث من رسالته أشهر المؤلَّفات الجامعة والمفردة في علوم القرآن، أما المعقد الرابع فقد بيّن أنه ارتكز على حصر الرسائل الجامعية.
وقد تناول هذه المعاقد بصورة مختصرة، وأشار إلى أنّ ابن الجوزي أوّل مَن مَيَّز مصطلح علوم القرآن، كما أكّد على أنّ القرن الرابع عشر كان علامة فارقة في علوم القرآن حيث انتقل التأليف من الاستقراء الى الانتقاء والجمع. ثم ذكر أنّ التأليف في هذا المجال كان نادرًا في المملكة في دورها الأول والثاني، وأشار إلى بعض الكتب ككتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيره، وبَيَّن أنّ قِلّة الكتب لا تَعني قِلّة العناية؛ نظرًا لحضور جهود أخرى في تلك الفترة كالتدريس والإقراء وغيرها.
ثم عمد إلى الحديث عن دور الملك عبد العزيز في نهضة الحركة العلمية من خلال الطبع والنشر، وذَكَر أنّ أول كتاب طبع في علوم القرآن هو: (إظهار الحقّ المبين لتأييد إجماع الأربعة على تحريم مسّ وحمل القرآن لغير المتطهرين)، ثم ذكر غيره من الكتب والكاتبين.
ثم أشار إلى أنه ختم مبحث التمهيد باستعراض جهود العلماء وأماكن تواجدهم وبعض كتبهم، في مكة والمدينة والرياض ونجد وحائل والقصيم والأحساء، وبعدها انتقل إلى الحديث عن جهود المملكة في الاعتناء بعلوم القرآن في الجامعات والمدارس والجمعيات والمعاهد العلمية والكليات القرآنية، وأشار في هذا الشأن إلى بعض الكتب والمقرّرات والخطط الدراسية ومضامينها الخاصة بعلوم القرآن؛ كما أشار إلى تفرُّد المملكة بوجود الكراسي البحثية الخاصّة بالقرآن الكريم.
ثم تبع ذلك بالحديث عن المجلات المحكمة، وذكر بعض عناوين أبحاثها، وكيف أنها تعادل رسائل الماجستير والدكتوراه، وكذلك عن الجمعيات العلمية القرآني التي بَيَّن أنها تعادل في إنتاجها عمل الجامعات.
ثم انتقل للحديث عن الفصل الثالث، وهو لُبُّ الرسالة، وذكر أنه عالج فيه أشهر المؤلَّفات الجامعة والمفردة في علوم القرآن، وذكر بعض عناوينها، وقد عرض بعض كتب الدكتور مساعد الطيار وأشار إلى جديتها وجدتها وميزاتها، أما المعقد الرابع فقد ذكر أنه خصّصه لأشهر الرسائل الجامعية في جامعات المملكة، وخاصة في المواضيع المبتكرة في علوم القرآن.
ثم أشار إلى أنه ختم الرسالة ببعض النتائج المهمّة، كسبق المملكة وريادتها في علوم القرآن على باقي الدول، ومشاركة جلّ علماء المملكة في مجال علوم القرآن، وأنهم في ذلك بين مُقِلٍّ ومُكْثِر، ومساهمة التعليم الشرعي في ازدهار هذا المجال، ثم عَرَّج في نهاية المطاف على بعض المقترحات والتوصيات لبعض الأبحاث التي يراها جديرة بالدِّرَاسة.
هذا، وقد حظي اللقاء بحضور طيب ومشاركة فاعلة من الباحثين والأكاديميين.