"رسالةٌ فريدة": كيف أسهم متأخرو محقّقي العرب
في إخراج رسالة ابن تيمية "مقدمة في أصول التفسير" ونشرها

المترجم : مصطفى هندي
القرآن, التفسير, ابن تيمية, وليد صالح, يونس ميرزا
يتناول هذا المقال تاريخ "مقدمة في أصول التفسير" لابن تيمية، ويستكشف كيفية تحوُّلها لكتاب مركزي في الدراسة الغربية والعربية المعاصرة للتفسير، ويحاول إبراز أثر المحققيين والناشرين العرب في هذا التحوُّل.

  يهتمّ بعضُ الدّارسين الغربيّين المعاصرين باستكشاف تاريخ الكتب المهمّة والمؤثّرة في تاريخ التفسير، حيث يحاولون بيان أسباب مركزيةِ كتبٍ بعينها، وتحليل كيفية نشأة هذه المركزية وتطوّرها، كما يحاولون استكشاف كيفية بناء أهمية بعض الكتب في السياق الحديث.

ولعلّ مقدّمة ابن تيمية هي مثال أساس لهذه المحاولات، حيث يرى بعض الدارِسين الغربيين أنها لم تكن متنًا درسيًّا في التراث ولم تعرف شُهرة في أروقته التعليمية، وإنما وقعت الحفاوة بها في السياق المعاصر، ومن ثمّ فإنهم يحاولون استكشاف أسباب هذا الاهتمام الكبير الحاصل لهذه المقدّمة على الصعيد العربي والغربي المعاصر.

وينخرط يونس ميرزا في هذا السياق، فيبيِّن أنّ الشهرة الحالية والكبيرة لمقدّمة ابن تيمية لم تكن حاصلة في السياق التراثي، وعليه يحاول بيان كيفية هذا الصعود لمقدّمة ابن تيمية وأسبابه، فيتتبّع هذه المقدّمة في سياق مسارد مصنّفات ابن تيمية، ثم يتتبّع تاريخ مقدّمة ابن تيمية، فيدرس كيفية تلقّي علماء التراث في القرون اللاحقة لكتابتها، وكيفية اقتباسهم منها ووصفوها، ثم يحاول استكشاف سبب عودة الاهتمام بها في العصر الحديث، ويعرض لرحلة طباعتها في السياق المعاصر والتحقيقات التي ظهرتْ لها عبر الاستناد على أفكار وليد صالح وأحمد الشمسي حول إعادة اكتشاف أو إعادة بناء التراث، والذي تمّ في عصر الطباعة والتحقيق، محاولًا بهذا رسم صورة عن تاريخ مقدّمة ابن تيمية منذ كتابتها وإلى أن أضحتْ نصًّا مهمًّا ومركزيًّا ومعياريًّا في النظر للتفسير.

تكشف هذه المقالة عن اشتغال داخل الكتابات الغربية المعاصرة حول التفسير، يقوم بتفكيك الصورة التي يحملها الفكر العربي والغربي الحديث عن مدوَّنات التفسير والتآليف ذات الصِّلَة به، في محاولة لاقتراب أكبر من طبيعة هذا العلم في السياق التراثي، مما يجعل من المهمّ إطلاع القارئ العربي عليها.

المؤلف

يونس ميرزا - Younus Y. Mirza

حاصل على الدكتوراه من جامعة جورج تاون في الدراسات العربية والإسلامية، وعمل كأستاذ مساعد وأستاذ للدراسات العربية والإسلامية في عدد من الجامعات.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))