تقرير اللقاء الـ74 من لقاءات أهل التفسير

أقام مركز تفسير للدراسات القرآنية مساء الثلاثاء 26 شعبان 1446هـ الموافق 25/ 2/ 2025م بمدينة الرياض اللقاء الـ74 من لقاءاته الشهرية لأهل التفسير بعنوان: (التفسير اللغوي والموضوعي: الطريقة، والفهم، والمصادر)، مع معالي الشيخ/ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ، وذلك في ديوانية أ. عبد الله الشدي.
افتتح اللقاء الدكتور/ عبد الرحمن الشهري بكلمة ترحيبية رحّب فيها بفضيلة الشيخ/ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء.
افتتح الشيخ/ صالح آل الشيخ حديثه بذِكْر سبب اختياره لهذا الموضوع؛ فذكر أهميته لعموم المستمعين الذين ربما لا يتعرَّضون له في دراساتهم الجامعية ونحوها، مع عظيم حاجة كلّ مسلم إلى التفقُّه في كتاب الله تعالى، كلٌّ بحسبه وبِقَدْر عِلْمه.
ثم انتقل للحديث عن شرف القرآن الكريم ومكانته ونزوله على النبي -صلى الله عليه وسلم- بلسان عربي مبين، وذَكَر أنَّ فهم القرآن ينبني على فهم اللغة العربية، ولذلك لم يُسْأل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن تفسير كلّ آيات القرآن؛ لأنَّ الناس كانوا يعرفون ذلك ويفهمونه من لُغتهم، وأن الاستشكال بدأ بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم زاد السؤال والاستشكال بعد ذلك، وكثرتْ أجوبة الصحابة والسَّلَف عن هذه الاستشكالات، والتي كَثُر فيها التفسير اللغوي لألفاظ القرآن الكريم.
وذكر الشيخ/ صالح أنّ هذه الروايات عن السَّلَف قد اعتُني بروايتها وجمعها، إلى أن جمع أكثرها ابنُ جرير الطبري -رحمه الله- في تفسيره، فجمع أكثرَ التفسير اللغوي للسَّلَف، وإن كان السَّلَف لا يعتمدون في تفسيرهم على اللغة وحدها، بل على موارد أخرى.
وقد ظهرتْ مدرسة أخرى في التفسير بعد ذلك، وهي مدرسة التفسير اللغوي، وانتدب لها عدد من أهل الأدب واللغة، فتوسَّع الكلام في اللغة.
ثم ختم كلامه عن التفسير اللغوي بذِكْر كونه مشتملًا على ثلاثة أمور: تفسير المفردة، وتفسير التركيب، والتفسير الإعجازي الذي فيه إعمال لعلوم البلاغة.
ثم انتقل الشيخ/ صالح للكلام عن التفسير الموضوعي، فذكر أنّ المتأخرين كما قَسَّموا التفسير إلى تفسير بالمأثور وتفسير بالاجتهاد، فقد قسَّموه أيضًا إلى تفسير تحليلي وتفسير موضوعي، ثم ذَكَر أهمية التفسير الموضوعي في أنَّ الحُجَّة في القرآن إنما تصل للناس بالموضوعات لا بتفسير كلمة ومعناها، وذَكَر من جوانب أهميته أيضًا: أنه يُيَسِّر استحضار الآيات في الموضوع الواحد، وأن بعض المسائل لا تتضح إلا بجمع الآيات فيها.
ثم مَثَّل الشيخ/ صالح للتفسير الموضوعي، وذَكَر أوجه الاستفادة منه لطالب العلم ولعموم المسلمين.
هذا وقد حظي اللقاءُ بحضورٍ طيّب ومشاركة فاعِلة من الباحثين والأكاديميين وطلاب العلم.