تقرير اللقاء الـ75 من لقاءات أهل التفسير

حول "توجيه النظم القرآني بالحسن اللفظي" كان موضوع اللقاء الـ75 من لقاءات أهل التفسير، مستضيفًا فضيلة الدكتور/ يوسف بن عبد الله العليوي، وهذا تقرير موجز عن اللقاء.

  أقام مركز تفسير للدراسات القرآنية مساءَ الثلاثاء الموافق 24 شوال 1446هـ الموافق 22/ 4/ 2025م بمدينة الرياض اللقاء الـ75 من لقاءاته الشهرية لأهل التفسير بعنوان: (توجيه النَّظْم القرآني بالحُسْن اللفظي)، مع الأستاذ الدكتور/ يوسف بن عبد الله العليوي، وذلك في ديوانية أ. عبد الله الشدي.

افتتح اللقاء الدكتور د. يوسف بن صالح العقيل بكلمة ترحيبية رحّب فيها بالدكتور/ يوسف بن عبد الله العليوي، أستاذ البلاغة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

ثُمَّ افتتح د/ العليوي اللقاء بمقدّمة حول الحُسْن اللفظي، فذكر أن الحُسْن في البلاغة نوعان: حُسن معنوي يُنْظَر فيه ابتداء إلى جانب المعنى، وحُسْن لفظيّ يُنْظَر فيه ابتداء إلى الجانب اللفظي، وضرب مثالًا موضِّحًا للفرق بين نوعَي الحُسْن المذكورَيْن مِن القرآن الكريم.

ثُمَّ أشار إلى أنَّ فنون كلّ من الحُسْن المعنوي والحُسْن اللفظي كثيرة عند البلاغيين، وأنه يقصد في هذا اللقاء إلى الوقوف على مسألة خاصّة وهي: إذا كان القرآن فيه هذا الحُسْن اللفظي الذي لا تخطئه أُذُن، فإنه يقع أحيانًا في بعض المواضع من القرآن شيء من التصرُّف الذي يتلاءم مع الحُسْن اللفظي، فهل يكفي أن يوجَّه هذا التصرُّف بالحُسْن اللفظي فقط؟

ذكر د/ العليوي أنَّ هذه المسألة من المسائل الشائكة، وأن مِن العلماء مَن شَنَّع على مَن يقول بذلك، وعدَّ الاقتصار على التوجيه باعتبار الحُسْن اللفظي ممَّا لا يليق بالقرآن الكريم، وأشار إلى أن بعض مَنْ أنكر ذلك لم يستطع أن يتخلّص مِن سطوة الحُسْن اللفظي في توجيهه في بعض المواضع.

ثم سرد د/ العليوي بعضًا من الأمور كمقدّمات في تأصيل هذا الموضوع، وهي:

الأمر الأول: ما هي الغاية من الفنون البلاغية؟ فذكر أنّ العلماء قد ذكروا عدّة غايات، اقتصر على ذِكْر ثلاثة منها لها اتصال بموضوع البحث، وهي: الوفاء بالمعنى، والاستمالة إلى المعنى، وتمكين المعنى في النفس، وفَصَّل الكلام في هذه الغايات.

الأمر الثاني: النظر في منزلة البلاغة اللفظية عند العرب، فذكر أنّ الناظر في كلام العرب يجد أن هذا حاصل، خلافًا لمن أنكر عناية العرب به، وذكر ثلاثة شواهد على ذلك، وهي: النظر في البناء الشِّعْري، وعناية العرب بالتلاؤم اللفظي بين الألفاظ، والسَّجْع وهو ظاهر في كلام العرب.

الأمر الثالث: سعة العربية ومرونتها في العدول اللفظي، وذلك أن العربية تُعْطِي المتكلِّم بها بدائل مختلفة للبيان عن مقاصده، سواء في الألفاظ أو التعبيرات.

ثم أشار د/ العليوي أن الحُسْن اللفظي في ضوء ما ذُكِر من الممكن أن يكون من أجل الوفاء بالمعاني، وقد يكون لاستمالة النفوس إلى المعاني، وأشار إلى أنَّ نظير هذا الأمرُ بتحسين الأصوات بالقرآن الكريم في الحديث الشريف.

ثم ختم د/ العليوي اللقاء بذِكْر أنّ جمهور العلماء لم يجدوا غضاضة في توجيه النَّظْم القرآني في بعض المواضع بالحُسْن اللفظي، إلا أنَّ هذا التوجيه له ضابطان: أنه إذا احتمل السياق توجيهًا دلاليًّا فلا يُكتفى بالتوجيه اللفظي، وأنَّه لا يصحّ التوجيه بالمناسبة اللفظية فيما يخالف السياق والدلالة الظاهرة.

هذا وقد حظي اللقاءُ بحضور طيّب ومشاركة فاعلة من الباحثين والأكاديميين وطلاب العلم.

 

شاهد اللقاء كاملًا

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))