تقرير اللقاء الــ68 من لقاءات أهل التفسير

حول "قراءات الصحابة -رضي الله عنهم- وأثرها في التفسير" كان موضوع اللقاء الـ68 من لقاءات أهل التفسير، مستضيفًا فضيلة الدكتور/ محمد بن عبد الرحمن الطاسان، وهذا تقرير موجز عن اللقاء.

  أقام مركز تفسير للدراسات القرآنية مساء الثلاثاء الموافق 28 شعبان 1445هـ الموافق 5/ 3/ 2024م بمدينة الرياض اللقاء الـ68 من لقاءاته الشهرية لأهل التفسير بعنوان: "قراءات الصحابة -رضي الله عنهم- وأثرها في التفسير"، مع فضيلة الدكتور/ محمد بن عبد الرحمن الطاسان، وذلك في ديوانية أ. عبد الله الشدي.

افتتح اللقاء الدكتور د. يوسف العقيل بكلمة ترحيبية تلا فيها نبذة من سيرة د/ محمد بن عبدالرحمن الطاسان، أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة المجمعة.

افتتح د. الطاسان حديثه بمقدمة وجيزة عرف فيها بمفردات عنوان اللقاء وهي: القراءات، والصحابة، والتفسير؛ فذكر أن القراءات هي: التزام القارئ قراءة القرآن كما أُقرئ اختيارًا أو إقراءً، وذكر أن الصحابة جمع صحابي، وهو مَن لقي النبي مؤمنًا به ومات على الإسلام وإن تخلل ذلك ردّة على الصحيح، وبيَّن أن التفسير هو بيان معاني القرآن.

 ثم ذكر د. الطاسان أن هذا الموضوع يشتمل على شقّين رئيسين؛ الأول: قراءات الصحابة، والثاني: أثر قراءات الصحابة في التفسير، ثم تحدث عن الموضوع من خلال سبعة مسائل: 1- أقسام قراءات الصحابة، 2- هل قراءات الصحابة المخالفة للمصاحف العثمانية تُعَد قراءة أم تفسيرًا؟ 3- حفاوة العلماء بقراءات الصحابة، 4- مكانة قراءات الصحابة في التفسير، 5- أثر قراءات الصحابة في التفسير، 6- أسانيد قراءات الصحابة، 7- هل قراءات الصحابة المخالفة للرسم العثماني والمذكورة في كتب التفسير يُشترط فيها صحة الإسناد؟

فأما المسألة الأولى: أقسام قراءات الصحابة فذكر د. الطاسان أن القراءات تنقسم عمومًا إلى قراءات يُقرأ بها، وقراءات لا يُقرأ بها، وفصَّل في ذلك ومثَّل له.

وفي المسألة الثانية: هل قراءات الصحابة المخالفة للمصاحف العثمانية تُعَد قراءة أم تفسيرًا؟ وذلك نحو قراءة ابن عباس: (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلًا من ربكم في مواسم الحج)، وقراءة عائشة: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر) وغيرها، فنبّه د. الطاسان على أن هذه المسألة من المسائل الكبرى التي تتعلق بموضوع قراءات الصحابة، ورجّح أنها قراءات كانت مِن الأحرف السبعة، ثمّ بعد جمع عثمان للناس على قراءة واحدة وإجماع الصحابة على ذلك تُرِكت هذه القراءات.

وأبرز د. الطاسان في المسألة الثالثة: حفاوة العلماء بقراءات الصحابة، وذكر أنّ مِن أقدم ما ورد في ذلك قول مجاهد: (لو كنتُ قرأتُ قراءة ابن مسعود لما سألتُ ابن عباس عن كثير مما سألته عنه)، ثم أورد نصوصًا تبيّن حفاوة العلماء بقراءات الصحابة عن بعض العلماء، كالقاسم بن سلام، وابن عبد البر، وغيرهما.

وفي المسألة الرابعة: مكانة قراءات الصحابة في التفسير بيَّن د. الطاسان أن قراءات الصحابة داخلة في أصول التفسير، بل تعد الأصل الأول من أصول تفسير القرآن وهو تفسير القرآن بالقرآن، وبيَّن أهميته ومثَّل له.

ثم انتقل د. الطاسان إلى المسألة الخامسة: أثر قراءات الصحابة في التفسير، وهي لُبّ الموضوع وعموده، فتحدث عن أثر قراءات الصحابة في تفسير القرآن، وذكر أن قراءات الصحابة لها عدة آثار في التفسير، منها: تقييد المطلق، وتخصيص العام، وتبيين المجمل، ودفع مُوهِم الاختلاف، وتبيين الحذف والتقدير، وتعضيد المعنى وزيادته، ومثَّل لذلك.

وفي المسألة السادسة: أسانيد قراءات الصحابة ذكر د. الطاسان أنّ القاسم بن سلام يُعدّ المؤسس لعلم قراءات الصحابة، ونقل عنه نصًّا في موضوع أسانيد قراءات الصحابة، وعلَّق عليه، وذكر أنّ أبرز ما فيه ثلاثة أمور: بيان طريق أخذ قراءات الصحابة وتعلّمها، وبيان الهدف من أخذها، وبيان مكانتها في العلم بكتاب الله تعالى.

وفي المسألة السابعة: هل قراءات الصحابة المخالفة للرسم العثماني والمذكورة في كتب التفسير يُشترط فيها صحة الإسناد؟ ذكر د. الطاسان أن كثيرًا من العلماء يوردون قراءات الصحابة دون ذكر أسانيدها فضلًا عن بيان صحتها، كيحيى بن سلام، والفرّاء، وابن قتيبة، والبستي، والطبري، وغيرهم.

ثم ختم د. الطاسان اللقاء بالحديث عن موارد قراءات الصحابة، فذكر أنّ مِن أبرزها كتب القراءات وكتب التفسير، فمِن كتب القراءات: مختصر في شواذ القرآن لابن خالويه، والمحتسب لابن جني، وشواذ القراءات للكرماني، وقرة عين القراء للمرندي، وغرائب القراءات لابن مهران.

وأما كتب التفسير فذكر د. الطاسان أن بعضها فيه مئات القراءات نحو تفسير الطبري وأبي حيان وابن عطية والقرطبي والزمخشري وابن الجوزي، ومنها كتب ذُكر فيها عشرات القراءات نحو تفسير السمعاني والسمرقندي والماوردي والبغوي وابن كثير، ومنها كتب ذكرت آحاد القراءات، كما ذكر د. الطاسان إحصائية بالقراءات الواردة عن أبرز الصحابة الذين رويت عنهم قراءات.

هذا وقد حظي اللقاء بحضور طيب، ومشاركة فاعلة من الباحثين والأكاديميين وطلاب العلم، وفي نهاية اللقاء تفاعل د. الطاسان مع أسئلة الحضور ومداخلاتهم.

 

شاهد اللقاء كاملًا

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))