بين التاريخ والتفسير
ملاحظات على الإستراتيجيات المنهجية للطبري
يُعَدّ الطبري أحد أهم المفسّرين في التقليد الإسلامي، إن لم يكن أهمهم على الإطلاق، وهو كذلك من أهم المؤرّخين ضمن هذا التقليد، ويعدّ تفسيره وتاريخه من أهم الكتب ضمن تاريخ العلوم والمعارف الإسلامية، وبسبب موسوعيته الكبيرة وتخصّصه في حقول معرفية شتى وكونه من عمد هذه العلوم ومؤسّسيها، فإن التساؤل حول العلاقات المنهجية الدقيقة بين مختلف الفنون التي صنَّف فيها يعدّ في عمقه تساؤلًا حول الحدود التصنيفية للفنون الإسلامية التقليدية.
ولماريانا كلار اهتمام كبير بالحدود النوعية التي تخصّ الفنون الإسلامية المتنوعة؛ مثل: التاريخ، والتفسير، وقصص الأنبياء، والسِّيَر، والطبيعة الخاصّة لبناء كلّ متن من متون هذه الفنون، والعلاقات التي تحكم حركة التخصّصات العلمية داخلها، ومساحات الحجيّة والسلطة للمصادر والطرائق وآليات التوظيف داخل نسيجها.
في هذه الورقة تحاول كلار بحث تلك الاختلافات المنهجية التي يشهدها كتابي الطبري (التفسير، والتاريخ)، فهي توافق هيث وروزنتال على التشابه الكبير بين الكتابين، إلا أنها ترى أن ثمة اختلافات منهجية قائمة على اختلاف المحدّدات النوعية لكلّ فنّ من هذه الفنون، وأنّ هذه الاختلافات تحتاج لإلقاء النظر عليها وبلورتها للوقوف على الحدود النوعية بين فنّي التفسير والتاريخ.
ومن أجلِ هذا تقوم كلار بتخصيص عملها على قصة آدم والنزول من الجنة والتوبة ما بين كتاب التاريخ وكتاب التفسير، محاولة الكشف عن دور الأهداف والمحدّدات الخاصّة لكلّ فنّ في تشكيل الخطوات المنهجية وطرائق التعامل مع المصادر أثناء بناء متون هذه الكتب.
إنّ مثلَ هذه الأوراق شديدةُ الأهمية في اكتشاف البناء الخاصّ لفنّ التفسير، والملامح والمحدّدات النوعية التي تفصله عن غيره من فنون التقليد الإسلامي، خصوصًا حين ينطلق اشتغالها من أحد الأعمدة المركزية لهذا الحقل.
الملفات المرفقة
مواد تهمك
- الملف الخامس على قسم الترجمات: مدخل تعريفي
- منطلقات دراسة توظيف الإسرائيليات في تفسير السلف؛ تحرير وتأصيل (1-3)
- الإسرائيليات في التفسير
- تفاسير القرآن تاريخها، مناهجها، وظائفها، واقع دراستها في الأكاديميا الغربية
- تفسير السلف؛ الأهمية والضرورة: قراءة في أسباب أهمية تفسير السلف، وكيفية توظيفه في حلّ إشكالات علم التفسير
- التفسير في الدراسات الغربية المعاصرة؛ قضايا منهجية، مساحات جديدة في تناول التفسير - مدخل تعريفي