ثلاث محاضرات حول القرآن؛ المحاضرة الأولى: تاريخ القرآن، لماذا لا نحرز تقدمًا؟
في هذه المحاضرة يستعرض المستشرق الألماني شتيفان فيلد تاريخ الدراسات القرآنية في أوروبا في القرن العشرين، ويحصر تناوله على الدراسات الألمانية تحديدًا؛ لمعرفته الأدق بها من ناحية، ومن ناحية أخرى «لما تحظى به بعض المشكلات الدولية لدراسة القرآن من طابع ألماني محدد» وفقًا لتعبيره، فيسترجع فيلد تاريخ تشكّل هذه الدراسات في أربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضي وتطورها والخلافات المنهجية والفكرية ما بينها، وكيف ارتبطت كثير من أبعاد هذه الاختلافات المهمة -التي تصل أحيانًا إلى مساحة الأهمية المعطاة للقرآن الكريم من الأساس- بالأوضاع السياسية في ألمانيا في هذه الفترات قبل الحرب وبعدها.
إلا أنه وفقًا لفيلد فإن هذه الاختلافات في دراسة القرآن لم تكن تطال القضايا المنهجية الرئيسة في التقليد الاستشراقي -مثل الانطلاق من صحة نسبة القرآن للقرن السابع الميلادي، ومثل الاعتماد ولو الحذر على المصادر الإسلامية حول تاريخه-، والتي لم تعرف خلافًا عميقًا إلا بعد ظهور «الاتجاه التنقيحي»، والذي شكّك في هذه القضايا المنهجية الرئيسة التي كان يعتمد عليها التقليد الاستشراقي، فسبَّبَ بهذا انعطافة بارزة في مسار الدراسات القرآنية الغربية.
ورغم أن فيلد -وكما يعبر- لا يستبعد استفادة حذرة من هذا النهج التشكيكي الذي بدأه المستشرق الأميركي وانسبرو وتلامذته، إلا أنه يرفض أن يكون التشكيك شاملًا ومجانيًّا ومفضيًا لمنهج «الصفحة البيضاء» الذي يسمح بظهور فرضيات قليلة العلمية تزيد من فوضى حقل دراسات القرآن.
في هذا السياق يلقي فيلد الضوء على بعض المشروعات العلمية المعاصرة حول القرآن، مثل مشروع «كوربس كورانيكوم»، والملامح الخاصة لهذا المشروع، وما يمكن أن يفيد به في تطوير حقل الدراسات القرآنية أوعلى الأقل في معالجة "فوضاه".
الملفات المرفقة
مواد تهمك
- الدراسات القرآنية: مصادر ومناهج تفسير النصوص المقدسة، جون وانسبرو
- ثلاث محاضرات حول القرآن: المحاضرة الثانية: لغة القرآن، هل العربية لغة مقدسة؟
- القرآن في اللغة الإنجليزية؛ سيرة بروس بي. لورانس
- هل تأخّر ترتيب القرآن لما بعد عهد النبوّة؟ أدلة جديدة على وحدة مصدر ترتيب القرآن وفرضية جديدة حول تدوين القرآن
- النصّ المقدّس، الشعر، وصناعة المجتمع: قراءة القرآن كنصٍّ أدبي. لأنجيليكا نويفرت