القرآن كنصّ
تحرير: شتيفان فيلد

تأتي أهمية كتاب (القرآن كنصّ) الذي حرّره المستشرق الألماني الكبير شتيفان فيلد، من قدرته على استكشاف التحولات التي أصابت الدراسات القرآنية الغربية في رؤيتها للنصّ ودراسة بِنيته وتاريخه والعلاقة بينهما، خصوصًا مع بروز الدراسة الأدبية للنصّ على ساحة الدراسات القرآنية، وهل تشهد هذه الدراسات بالفعل تحوّلًا عن دراسة تاريخية مهتمة بما قبل النصّ وأصوله ومراحل تثبيته، أضحت عتيقة، صوب دراسة أدبية أكثر اهتمامًا بالنصّ كما هو معطى بين أيدينا، أم تميل هذه الدراسات في هذه الوضعية الجديدة للاستفادة من مستجدات البحث عبر المزاوجة بين المنهجية التاريخية القديمة والمنهجية الأدبية الأحدث؟ ومما يزيد من أهمية الكتاب كونه يضم عددًا من الدراسات المهمّة بأقلام نخبة من الدارسين متنوعي اللغات والمناهج، مثل: أنجيليكا نويفرت، وأندرو ريبين، وجوزيف فان إس، وكلود جيليو، ونويد كرمان وغيرهم، يعرض دانييل ماديغان أهم مفاصل هذا الكتاب.

  تطمح هذه المجموعة[1] -كما يذكر المحرّر- إلى أن تكون (تتمَّة قيِّمَة) لمجموعة المقالات السابقة التي حررها أندرو ريبين[2] بعنوان: «مقاربات في تاريخ تفسير القرآن»، (أكسفورد، 1988)؛ والمجموعة التي حررها ج. ر. هوتنج[3] وعبد القادر شريف، بعنوان: «مقاربات للقرآن»، (روتليدج، 1993). وتعتبر نفسها جزءًا من تحوّل التركيز في الدراسات القرآنية في العقدين الأخيرين، حيث تقليل الاهتمام بالتاريخ السابق للنصّ -سوابقه، مراحل تنقيحه...إلخ- في مقابل الاهتمام بالنصّ الذي بين أيدينا اليوم بالفعل، وهو النصّ الذي يصوغ حياة ومعتقدات المجتمع المسلم. وهذه المقالات في الأصل مادة ندوة عُقدت في جامعة بون في عام 1993 (مقال بالفرنسية، وسبعة بالإنجليزية والألمانية)، ومع ذلك تتباين تمامًا في طبيعتها. وتظهر المجموعة في بعض المناحي أنه إمّا أن الدراسات القرآنية لم تبلغ بعدُ ذلك التحوُّل الذي يصفه المحرّر، أو ربما أن معالم التفاوت بين الطريقة (القديمة) و(الجديدة) قد رسمت بوضوح زائد عمّا هي عليه حقيقة، فعلى الرغم من دعوى أن المجموعة تتبنَّى المقاربة (الجديدة) الأكثر أدبية للقرآن، تجد العديد من المقالات نفسها منجذبة -لا محالة- للتكهّن حول ظهور النصّ في السياق المدني أو المكي.

ولعلّ أفضل ما يوضح هذا هو المقال الأكثر ثراء بين الخمسة عشر مقالًا، بقلم أنجيليكا نويفرت[4]، عن نشأة الوحدة الأدبية القرآنية: السورة. وفي سيناريو ذي علاقة بذلك الذي اقترحه ريتشارد بيل[5]، وإن كان أكثر اعتمادًا على إعادة بناء تاريخ الطقوس في صدر الإسلام، ترى نويفرت أنّ بِنية سور القرآن ومفرداتها قد تطورت عبر أربع مراحل: فالسور الاثنتين والثلاثين المكية المبكرة نشأت في سياق عبادة إسلامية مبكرة أدرجت ضمن طقوس الكعبة (ص84-88). أما السور المكية في المرحلة الوسطى، بدعواتها الصريحة لـ(الكتاب)، فلها بِنية أكثر تعقيدًا وتحديدًا، ويبدو أن سردها لأحداث تاريخ الخَلاص قد نبَت في سياق طقسي كان إعادة تمثّل للطقوس المسيحية واليهودية، خلال الفترة التي كانت القدس فيها هي محور نشاط تلك الطقوس (ص89-91). فتلك السور الطقسية مهَّدت بدورها لِمَا تسمِّيه نويفرت: «السور الخطابية» (Rede-Suren)، وهي تلك التي تنحى أكثر لأسلوب الخطاب الوعظي في سياق طقسي (ص95-97). إنها تبزغ من فترة أصبحت فيها الكعبة مرة أخرى هي المركز المحوري للعبادة الإسلامية، وأصبح الاهتمام بالترابط مع التقاليد التوحيدية السابقة أقلّ وضوحًا؛ وترى نويفرت أن هذه كانت بداية انحلال شكل السورة، التي تطورت لتوليف موحّد يوفر جميع عناصر الطقس الكامل. وبما أن هذا النوع من السور الخطابية ليس له فقرة ختامية شكلية، فقد كان لزامًا إكمالها في الطقوس بعناصر من سور أخرى، هذا الانحلال للشكل التكويني الطقسي سيغدو واضحًا في السور التالية الطويلة -سور: 2-5، 8، 9-[6] إِذْ لم تَعُد تحمل دلائل مخطط متماسك يحكم تكوينها؛ وبالتالي تقترح نويفرت أنه على الرغم من مقدماتها التقليدية، فإنّ وظيفتها تكمن في كونها «أوعية حاوية» (Sammelkorbe) للمجموعات المعزولة من الآيات، التي تشبه المكونات الكلاسيكية للسور السابقة لكنها الآن تضيف أحكامًا قانونية محددة للغاية (ص98)؛ ذلك أن مبلغ طولها وانعدام بِنيتها يجعلها غير مناسبة للاستخدام الطقسي ككل، وهذا في الواقع يسهم في تطوير الممارسة المعروفة الآن بــ (Perikopisierung) - مقاربة القرآن على أنه مصدر لمقتطفات من الآيات المعزولة (والتي تُمثِّل كل مجموعة آيات منها وِحدة تُقرأ في خدمات طقسية)، (ص99).

وسواء قَبِلَ المرء إعادة البناء تلك أم لا، فإن مقاربة نويفرت هنا تجمع احترام البنية الفعلية للنصّ القرآني، مع تقديم مقترح ثاقب النظر عن الوسط التاريخي الذي يمكن أن يكون قد بزغ منه. ولم يكن أحد هذين العاملين ليثمر مثل هذه النتيجة اللافتة وحده بدون الآخر.

 هذا وتُعنَى المقالات الأخرى كذلك بالخلفية التاريخية للقرآن أكثر من ذاته بوصفه نصًّا؛ أبرزها تلك التي كتبها كلود جيليو[7] عن الجوانب الثلاثة للوسط الديني لمحمد: الحنيفية وهي الدين الإبراهيمي قبل الإسلام، وإخباريو النبي من اليهود والمسيحيين. وعلى الرغم من أنه يدرك نوايا الاعتذار والجدل الكامنة غالبًا وراء التقارير التقليدية المتعلقة بهذه الأسئلة الثلاثة، إلا أنه ليس مستعدًا -لمجرد ذلك- أن يرفض إمكانية وجود أساس لها في الواقع. ويعدُّ جيليو ونويفرت أسماء لامعة في حقل الدراسات القرآنية الأوروبية المعاصر، وهما أبعد ما يكون عن إعلان أن الدراسة التاريخية النقدية للقرآن وخلفيته قد صارت عتيقة. ولن يتفقا بالتأكيد مع فيلد، الذي يتبنى موقفًا منهجيًّا حازمًا مِن السطر الأول في مقاله الذي يستعرض فيه مفهوم (التنزيل) في القرآن، فيقرر أنه: «سيعنى فحسب بالنصّ الموجود بين يديه»، ويحاجج بأن «التساؤل حول ما قبل تاريخ النصّ الديني لا صلة له بالموضوع» (ص140).

أمّا مقالة أندرو ريبين عن المصطلحات التجارية في الإسكاتولوجي (الأخرويات) القرآني فتُعنَى بالمشاركة في القضايا المنهجية المتعلقة بالتسييق التاريخي للنصّ، ويقف ريبين على النقيض من مقاربة س. س. توري[8] لهذه المصطلحات، فيحاجج بأنه، بعيدًا عن قراءة لغة التجارة في القرآن بوصفها دليلًا تاريخيًّا على الاقتصاد الحضري في مكة، فإنّ علينا أن نعترف بها بوصفها العملة المشتركة للأخرويات التوحيدية في الشرق الأدنى، وإنما القراءات الإسلامية المتأخرة المصمَّمة خصيصًا لأهداف أيديولوجية معيَّنة هي التي خلقت سياق التجارية المكية للقرآن، والنصّ الضمني لهذا المقال هو النقد المستمر -الذي ابتدأه وانسبرو[9]- للسذاجة التاريخية التي تقبّلَت التصوّر المسلم للسياق الأصلي للقرآن: بما أن الموضوعات التي بدا أنها تشكِّل السياق التاريخي للنصّ في مكة ليست سوى مجرد حوادث عادية في الشرق الأدنى، فلا وجه لافتراض أن القرآن "المقدّس" مبكر أو عربي كما يُدَّعى.

ويبدو أنّ مصنّف ماثاياس رادشيت[10] سيغدو ذا أهمية في السنوات المقبلة، بالنظر لمدى تكرار اقتباس أطروحته للماجستير في مقالات الكُتّاب الآخرين في هذا الكتاب؛ ففي مقال ثاقب له حول إعجاز القرآن، يقرر رادشيت أنّ تحدي القرآن لخصوم محمد ليس على الحقيقة مسألة إثبات معجزة أو دعوى بالإعجاز الجمالي للغة، بل يشير بالدليل الدامغ إلى أن الرسالة النبوية راسخة القدم في عهد الله مع الإنسانية، وبالتالي طبعًا سيكون هذا الإعجاز مشتركًا مع بقية البلاغات النبوية لأهل الكتاب.

القسم الأول من الكتاب بعنوان: «دراسات حول النصّ» يحوي كذلك مقالين ينتميان لــ(النقد النصي): أحدهما بقلَم عمر حمدان، ويسلك منهجًا متفائلًا لإعادة بناء ما ضاع من النصوص القرآنية الأولى على أساس قراءات غير معتمدة، والثاني بقلَم جيرد- ر. بوين[11] يتناول فيه بإيجاز بعض دقائق الإملاء وتنويعات (الرسم) وترتيب السور الواضح في مخطوطات القرآن القديمة، التي عثر عليها في الجامع الكبير في صنعاء في 1972. وأتم هذا القسم مقالان ينتميان لــ(النقد التحريري): أحدهما بقلَم لمياء قنديل حول وظيفة القَسَم في السور المكية، والثاني بقلَم تيلمان ناجيل[12] عن الزيادات المدنية المقحمة في نفس السور.

وتم جمع المقالات المتبقية معًا تحت عنوان: «دراسات عن استقبال النصّ». وأكثرها ثراءً (نص محاضرة جوزيف فان إس[13] عن اللغة والوحي في اللاهوت الإسلامي الكلاسيكي)؛ تم إدراجه في المجموعة لحُسْن الطالع، إِذْ لم يكن جزءًا من الندوة الرئيسة، وهي استقصاء قَيِّم للغاية حول صراعات اللاهوتيين مع قضية الإلهام اللفظي، وتمدنا بتفاصيل ودقائق أكثر بكثير من سائر المعالجات المعتادة لتلك القضية، حتى أولئك الذين دافعوا عن عدم خلق القرآن يبدو أنهم واعون بالأخطار الكامنة وراء بساطة مساواته بالإلهام اللفظي. ورغم استقبال وجود المقال استقبالًا حسنًا؛ إلا أنه محبِط لافتقاره للتوثيق، وتمت إحالة القارئ على أحدث مؤلفات فان إس «اللاهوت والمجتمع».

مسألة الإلهام اللفظي هي مثار الخلافات الحالية بين المفكّرين المسلمين حول المقاربات الجديدة لتفسير القرآن؛ وقضية نصر حامد أبو زيد، أستاذ الدراسات القرآنية في جامعة القاهرة، الذي تم إبطال زواجه بدعوى رِدّته، ما تزال تحوم فوق مؤتمر بون كالسحابة، وتلقي بظلالها على هذه المجموعة، على الرغم من أنه لم يدرج له مقال هنا مع الأسف، إلا أنه يكثر الاقتباس منه، وتم تكريس مقال معتبر لروتارد فيلاندت[14] عن المقاربات الهرمنيوطيقية الإسلامية الجديدة للنصّ القرآني في نصف القرن الماضي. والجزء الأكبر من ذلك مكرّس لأعمال (أبو زيد) وردّ الفعل العدواني تجاهه في مصر. ويقدّم أستاذ آخر من جامعة القاهرة (الفيلسوف: حسن حنفي) عرضًا ودفاعًا واضحًا وصريحًا، ولحدٍّ ما متخشب، عن المنهج الموضوعي لتفسير القرآن، ويغدو واضحًا للغاية من شرحه لماذا يَعُدُّ المسلمون المحافظون مثلَ هذا المنهج خطيرًا: فهو يترك صراحة مسألة الأصول ويؤكّد أنه لا يوجد تمييز في هذا النوع من التفسير بين المقدّس والعادي[15]، والإلهي والبشري، والديني والعلماني. ويصرّ حنفي على أنّ «المعنى الأزلي للقرآن فرضية ومُسَلَّمَة لا دليل عليها» (ص210). ومن ثَمّ «ليس ثمة صلاحية نظرية، والدليل على تفسير ما هو قوَّته» (ص211).

وقد دفعت أعمال (أبو زيد) نويد كرماني[16] للتفكّر في البُعد الجمالي للوحي، وفي بعض أوجه الشبه بين فهم المسلمين للرسول والنموذج الرومانسي الألماني للشاعر العبقري[17]. وعلى النقيض من رادشيت، يحاجج كرماني بأن عناية أكبر ينبغي أن تُوَجَّه للجماليات في محاولة فهم عقيدة الإعجاز.

ويكشف هارتموت بوبزين عن سبب إخفاق أوروبا المسيحية تمامًا في تقدير القرآن، الذي يرجع -على الأقلّ جزئيًّا- إلى مدى رداءة الترجمات المتاحة. وهو يحدّد الخطوط العريضة للجدل في القرن السادس عشر حول طباعة (مستودع الهرطقات) هذا، ويبيِّن كيف أن ترجمة سيئة تراكمت فوق أخرى، لتجعل النصّ في النهاية يبدو في مواضع كثيرة مبهمًا وحتى سخيفًا.

ويصاحب الدعوة إلى أخذ القرآن على محمَل الجد باعتباره كيانًا نصيًّا معيّنًا بغضّ النظر عمّا قبل تاريخ النصّ المقدّس، الاهتمام بسبر أغوار تراث التفسير. ولا يفتأ يظهر باستمرار قدر متزايد من الأدلة المخطوطة، لكن مهمّة غربلتها لإعادة بناء الطبقات الأولى من التفسير التقليدي تبقى هائلة. يقدم ميكلوش موراني[18] سردًا مفصلًا مثيرًا للإعجاب لبعض مواد التفسير المبكّرة في مكتبة مسجد القيروان، ويربطها بالعمل الذي يقوم به باحثون آخرون. ويعالج -بإسهابٍ- المنهجية التي يجب اتباعها لمن كان يأمل في إعادة بناء التاريخ من خلال فصل طبقات التقليد، مذكِّرًا إيّانا أن تحذير نولدكه حول دراسة القرآن ينطبق لحدٍّ بعيد على هذه المهمّة: «يمكن بناء أنظمة دقيقة من عصور ما قبل التاريخ اللغوي، لكن يبقى السؤال دائمًا عمّا إذا كانت الحقيقة غير ذلك».

 

 

 

[1] سائر التعليقات والتعريفات بالأعلام الواردة في نصّ الترجمة هي من عمل قسم الترجمات بموقع مركز تفسير.

[2] أندرو ريبين، هو باحث كندي من أصل بريطاني، ولد في لندن 1950م، واهتمامه الرئيس يتعلّق بدراسة الإسلام المبكّر، ودراسة تفسير القرآن في العصور الكلاسيكية، له عدد من المؤلفات التي قام بتأليفها أو المشاركة في إعدادها، مثل: «دليل إلى الإسلام»، مع ديفيد إيدي ليونارد ودونالد ليتل ريتشارد، كذلك كتاب: «مقاربات في تاريخ تفسير القرآن»، الذي صدر عن جامعة أكسفورد عام 1988م، والمشار إليه بالأعلى، وقد عمل كباحث زميل في معهد الدراسات الإسماعيلية بلندن، منذ عام 2013م، قبل وفاته في 2016م.

[3] جيرالد هوتنج، باحث ومؤرخ بريطاني، مختص بالإسلاميات، ولد عام 1944، وهو أستاذ متقاعد في تاريخ الشرق الأدنى والشرق الأوسط بكلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن (SOAS).
وهوتنج تلميذ مباشر لجون وانسبرو (1928-2002) وبرنارد لويس (1916-2018)، وتركز أبحاثه بالأساس على التكوين الديني للبيئة التي ظهر فيها الإسلام، وعلى الفترة الأموية، ومعظم آرائه تتماشى مع الاتجاه التنقيحي الذي يعدُّ من الأسماء المهمّة على خارطته.

له عدد من الكتب حول هذه الاهتمامات: «مقاربات للقرآن، 1993»، «فكرة عبادة الأوثان ونشوء الإسلام، 1999». ومنشور له على قسم الترجمات عرض لكتاب كارل أوليج وجيرد بوين: «البدايات المبهمة؛ بحث جديد حول أصل الإسلام وتاريخه المبكر»، ترجمة: هند مسعد، منشور ضمن ملف الاتجاه التنقيحي، يمكن مطالعته على هذا الرابط: tafsir.net/translation/12

[4] أنجيليكا نويفرت (1943-) من أشهر الباحثين الألمان والأوروبيين المعاصرين في الدراسات القرآنية والإسلامية، من جامعة برلين الحرة، كانت مديرة مشروع «كوربس كورانيكوم»، وعملت كأستاذة للدراسات الإسلامية في عدد من الجامعات: برلين، ميونيخ. وكذلك كأستاذة زائرة في جامعة عمان بالأردن وجامعة عين شمس بالقاهرة، ولها عدد من الكتابات والدراسات المهمّة في مجال القرآن ودراساته.

[5] ريتشارد بيل (1876-1952)، مستشرق بريطاني، أستاذ اللغة العربية بجامعة أدنبرة، له اهتمام كبير بالقرآن؛ حيث كتب حول أسلوب القرآن ومتشابه القرآن، كما أنه اهتم لعلاقة القرآن وعلاقة النبي بالمسيحية، كما أنه ترجم القرآن في ترجمة وإعادة ترتيب (1937-1941).

[6] سورة 2: البقرة، سورة 5: المائدة، سورة 9: الأنفال، سورة 10: التوبة.

[7] كلود جيليو (1940-)، مستشرق فرنسي، وأحد الآباء الدومنيكان، وهو أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة إكس أون بروفانس-مارسيليا بفرنسا منذ عام 1989 وحتى تقاعده في عام 2006، ولد جيليو في السادس من يناير عام 1940، وقد حصل على دكتوراه الدولة في سبتمبر عام (1982) من جامعة السوربون 111Paris-، وكانت أطروحته بعنوان: «جوانب المخيال الإسلامي الجمعي من خلال تفسير الطبري»، التي أشرف عليه فيها أستاذه: محمد أركون، وقد عمل باحثًا في معهد الأبحاث والدراسات حول العالم العربي والإسلامي (IREMAM)، ومشرفًا ومحررًا لعددٍ من المجلات البحثية المتخصصة كمجلة أرابيكا (Arabica)، وله إنتاج غزير وعدد كبير من الكتابات حول تاريخ القرآن والتفسير، وأشرف على العديد من الرسائل الأكاديمية والأعمال العلمية.

[8] تشارلز كوتلر توري (1863-1956)، مؤرخ وعالم آثار أمريكي، درّس اللغات السامية في عدد من الجامعات، مثل: معهد أندوفر اللاهوتي، وجامعة ييل. تركزت دراساته في تاريخ اليهودية والمسيحية والإسلام، ومخطوطاتهم، فدرس الأسفار التوراتية وكذلك الأناجيل في محاولة لكتابة تاريخ موثوق لها، تم نشر بعض دراساته حول القرآن في كتاب: «أصل القرآن؛ مقالات كلاسيكية عن الكتاب المقدس للإسلام، 1998».

[9] جون وانسبرو (1928م-2002م)، مستشرق أمريكي، يعتبر هو رائد أفكار التوجه التنقيحي، وتعتبر كتاباته منعطفًا رئيسًا في تاريخ الاستشراق؛ حيث بدأت في تشكيك جذري في المدونات العربية الإسلامية وفي قدرتها على رسم صورة أمينة لتاريخ الإسلام وتاريخ القرآن، ودعا لاستخدام مصادر بديلة عن المصادر العربية من أجل إعادة كتابة تاريخ الإسلام بصورة موثوقة، ومن أهم كتاباته: «الدراسات القرآنية، مصادر ومناهج تفسير الكتب المقدسة»، 1977م. وقد ترجمنا عرضًا لهذا الكتاب، كتبه كاول كيرستن، ترجمة: هند مسعد، وهو منشور ضمن الملف الأول على قسم الترجمات، ملف (الاتجاه التنقيحي)، ويمكن مطالعته على هذا الرابط: tafsir.net/translation/10.

[10] ماثياس رادشيت، باحث في الإسلاميات بجامعة بون الألمانية، تتركّز اهتمامته في القرآن، من أشهر كتبه: التحدي القرآني، آيات التحدي في الفقرات الجدلية في القرآن، 1996.

[11] جيرد ر. بوين (1940م-)، مستشرق ألماني من جامعة سارلاند، مختص بالأساس بالخط العربي وتاريخ ضبط الكتابة القرآنية، عمل رئيسًا لمشروع ترميم مخطوطات صنعاء، أهم أعماله هو تحريره لكتاب: «البدايات المبهمة؛ بحث جديد حول أصل الإسلام وتاريخه المبكر»، وقد ترجمنا لهذا الكتاب عرضًا كتبه جيرالد. هوتنج، ترجمة: هند مسعد، ونشر ضمن الملف الأول على قسم الترجمات، ملف (الاتجاه التنقيحي)، ويمكن مطالعته على هذا الرابط: tafsir.net/translation/12

[12] تيلمان ناجيل (1942-)، مستشرق ألماني، هو أستاذ فخري بجامعة تبونغن الألمانية، من كتبه: «تاريخ اللاهوت الإسلامي من محمد وإلى العصر الحاضر»، 1994. وكتابه: «محمد؛ الحياة والأسطورة»، 2008.

[13] جوزيف فان إس (1943-)، مستشرق ألماني، اهتماماته الرئيسة تتركز في الفقه وتاريخ الفكر الإسلامي، حاصل على الدكتوراه من جامعة بون، وكانت رسالته عن التصوف الإسلامي، أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة توبنغن منذ 1968 وإلى تقاعده عام 1999، وكانت رسالته لنيل الأستاذية حول نظرية المعرفة الإسلامية، عمل كأستاذ زائر في بعض الجامعات، مثل: جامعة كاليفورنيا، والجامعة الأمريكية ببيروت.

وله عدد من الكتب المهمّة، منها كتابه المترجم إلى العربية «علم الكلام والمجتمع في القرن الثاني والثالث للهجرة» ترجمة: سالمة صالح، وصدر عن دار الجمل، كولونيا (ألمانيا)، بغداد، ط1، 2008. وهو عبارة عن الجزء الأول والثاني من كتاب عن تاريخ الفكر الديني في الإسلام والواقع في خمسة أجزاء، وقد كتب في عام 2006 كتابًا بعنوان: (The Flowering of Muslim Theology)، «ازدهار علم الكلام الإسلامي» كتلخيص للأجزاء الخمسة.

[14] روتارد فيلاندت (1944-)، باحثة ألمانية، أستاذة الدراسات الإسلامية في جامعة بامبرغ، ومستشارة اللجنة البابوية للعلاقات الدينية مع المسلمين، درست فيلاندت الدراسات الإسلامية والأديان المقارنة في جامعات ميونيخ وتوبنغن، وحصلت على الدكتوراه من جامعة توبنغن، كتابها الأعم هو: «الوحي والتاريخ في تفكير المسلمين المعاصرين»، 1971.

[15] تترجم كلمة (profane) عادةً بالمدنس، لكن في ظننا فهذا التعريب غير دقيق، فالمقدس والمدنس هما ظاهرة واحدة ويقابلها العادي أو الدنيوي أو المجرد من القداسة والدناسة، فالمقدس/المدنس هو مزدوج أو ملتبس دلالي كما يعبر كايو، يشير إلى المسحوب من التداول، تلك المساحة غير الممكن الاقتراب منها إلّا عبر طقوس وشروط؛ لذا فهي تقابل المساحة الخالية من هذه القوة المدمرة أو الخالقة، الوحشية أو الأنيسة، هذه المساحة هي ما يمكن تسميتها بالعادي أو الدنيوي، من أجل الاستزادة يمكن مراجعة الفصل الأول والثاني من كتاب روجيه كايو: «الإنسان والمقدّس» بعنوان: (العلاقات العامة بين المقدّس والدنيوي) و(ازدواج المقدّس)، روجيه كايو، الإنسان والمقدّس، ترجمة: سميرة رشا، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، ط1، 2010.

[16] نويد كرماني (1967-)، مستشرق ألماني من أصول فارسية، مهتم بالإسلام المعاصر والحوار بين الأديان، درس الفلسفة والدراسات الشرقية وكذلك الدراما في جامعات: بون، وكولونيا، والقاهرة. رسالته للدكتوراه كانت بعنوان: «الله جميل؛ التجربة الجمالية للقرآن»، له عدد من الكتب والمقالات حول الحوار بين الأديان، كما أنه له اهتمام خاص بنصر أبو زيد، وصدر له بعض الكتب والمقالات عنه، منها: «الوحي كتواصل؛ مفهوم الوحي عند نصر أبو زيد»، 1996.

[17] ربما ما أثار هذه المقارنة هو استعانة أبو زيد بفكرة شلايرماخر اللاهوتي الألماني عن النصّ المنتَج والنصّ المنتِج في مقاربة القرآن، حيث اعتمد شلايرماخر على كون مقاربة النصوص لا بد أن تتم من خلال بُعدَين: بُعد نفسي يتعلق بمنشئ النصّ، وبُعد آخر لغوي يتعلق ببناء النصّ وصلته باللغة التي يستخدمها الكاتب، وكان يعتبر أن وظيفة المؤول هي عكس عملية التأليف، حيث على المؤول العودة من خلال النصّ اللغوي إلى منشئ النصّ، ثم الوصول لفهم النصّ أكثر مما فهمه مبدعه نفسه، وهي الفكرة المرتبطة تمامًا بالسياق الرومانسي لكتابات شلايرماخر واهتمامها بالمبدع والعبقري، وإن كان أبو زيد يستبعد في تعامله مع القرآن المضيّ مع النظرية أكثر من هذا، حيث لا يمكن الحديث هنا عن مؤلف للنصّ، هذا أيضًا تماشيًا منه مع نظريته حول كون قراءة القرآن هي قراءة أفقية تبدأ من لحظة النطق المحمدي بالقرآن ولا تنشغل بما قبل هذا، أو بالبُعد الرأسي للقرآن.

[18] ميكلوش موراني (1943-)، مستشرق ألماني، حاصل على الدكتوراه من جامعة رايتش فريدريش فيليلهم، وكانت أطروحته للدكتوراه عن الصحبة النبوية في بدايات الإسلام، له مشاركات في موسوعة الإسلام حول روايات ابن وهب في التفسير.

المؤلف

دانييل ماديغان - Daniel A. Madigan

دانييل ماديغان، كاهن يسوعي معاصر، وهو مؤسس ومدير معهد دراسات الأديان والثقافات بالجامعة الغريغورية البابوية.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))