حول ترجمة القرآن الكريم للعبرية
ترجمة يعقوب بن يسرائيل هاليفي من الإيطالية ( فينيسيا 1636 )

المؤلف : ناصر بصل
يُعدّ تاريخ الترجمات الوسطية والحديثة للقرآن من أهم مراحل التفاعل الأوروبي مع القرآن، وللترجمات اليهودية أهمية خاصة في هذا السياق، حيث ترتبط بالجدل الديني والإصلاحي في هذه الفترة ذات الأثر الكببر في تطوُّر ترجمة القرآن ودراسته غربيًّا، تتناول هذه المقالة ترجمة عبرية للقرآن من القرن السادس عشر وتلقي الضوء على سياقها وملامح اختلافها عن غيرها.

حول ترجمة القرآن الكريم للعبرية

ترجمة يعقوب بن يسرائيل هاليفي من الإيطالية (فينيسيا 1636)[1]

بروفيسور. ناصر بصل[2]

مقدمة[3]:

تعدّ ترجمة القرآن في أوروبا الوسيطة والحديثة من أهمّ مراحل التعامل الأوروبي مع القرآن، والتي تحظى باهتمامٍ كبيرٍ من قِبَل الدَّارِسِين؛ سواء باعتبارها مرحلة مؤسّسة للصور الغربية اللاحقة حول القرآن، أو باعتبارها نوعًا من التفاعل الأوروبي مع القرآن والذي ترك أثره على الفكر الأوروبي ذاته.

وتعدّ الترجمات اليهودية من المساحات المهمّة داخل هذا الفضاء الخاصّ، يرجع هذا للوضع الخاصّ لليهود داخل أوروبا، ولموقعهم من الجدالات الوسيطة والنهضوية حول الإصلاح الديني، وكذا بسبب الموقف المختلف من الحضارة الإسلامية والذي يعود للسلام الذي حظي به اليهود في ظلّ الحكم الإسلامي.

تدرس هذه المقالة ترجمة يهودية مبكِّرة للقرآن، هي ترجمة يعقوب بن يسرائيل هاليفي، وهي ترجمة تمّت من الإيطالية، وترجع للترجمة اللاتينية لروبرت كيتون، مما يجعل هذه الترجمة جزءًا من تاريخ الترجمات الأوروبية الحديثة التي بدأت في سياق استعادة ترجمة كيتون في خِضَمّ النقاشات الإصلاحية والكتابات الجدلية حول الإسلام في القرنين السادس والسابع عشر، وتحاول الدراسة بيان الطبيعة الخاصّة لهذه الترجمة وما تختلف به عن سياق الترجمات (الجدلية) للقرآن في هذه الفترة.

ما يهمّ في هذه المقالة هو كونها تُلْقِي ضوءًا على مرحلة مبكِّرة من مراحل ترجمة القرآن، وفي سياق مخصوص هو سياق الكتابات اليهودية، والتي سيكون لها تأثيرٌ كبيرٌ في حقل دراسات القرآن الكلاسيكية، مما يجعل من المهم للقارئ العربي الاطّلاع عليها.

المقال

1. رغم التحريم المفروض على غير المسلمين لحيازة كتاب القرآن، أو تعلّمه، أو -حاشا لله- نقده، إلا أنّ اليهود عرفوا القرآن جيدًا واهتمُّوا به منذ ظهوره. وقد تبدَّى اهتمام المثقفين منهم به، كما سنرى لاحقًا، بعدّة طُرق مختلفة على مَرّ الأجيال، فلم يكن من العجيب أن يثير ظهور كتاب مقدّس لديانة توحيدية جديدة اهتمام أبناء ديانات توحيدية أخرى لا سيّما إذا كانوا يهودًا يعيشون في ظلّ الإمبراطورية الإسلامية، خاصةً وأنه يوجد بالقرآن تناقضات أساسية مع الـمِقرا[4] (كتاب اليهود المقدس [المترجم]).

استُخْدِمَت هذه المحظورات على غير المسلمين[5] فيما يتعلّق بالتعرُّف على القرآن ودراسته أساسًا لعلاقة السلطات المسلِمة تجاه رعاياهم غير المسلمين، ويبدو أنّ هذه الأُسس موجودة في الشروط العُمَرِية (شروط عُمَر) العُهْدَة العُمَرية التي تُحدّد[6] في الكثير من نصوصها أنه من المحظور على اليهود والنصارى دراسة القرآن؛ نظرًا لأنّ دراسته ونُسَخه يمكن أن تمثّل خطرًا على مَن ليس مِن حقِّهم دراسته[7]، رغم أنه من المعروف أنّ اليهود كانوا يعرفون اللغة العربية، وعرفوا القرآن وكانوا فقهاء جدًّا في الثقافة العربية والأدب الديني الإسلامي.

2. ترجم اليهود فقرات (آيات [المترجم]) وأجزاء من فقرات من القرآن، وهناك مَن قاموا بذلك بأسلوب سِرّي، وهناك من قاموا بذلك بشكلٍ مباشر[8]، كما هو موجود في كتابات يهودية كثيرة[9]. في حين أنّ الكثير من الكُتَّاب اليهود الآخرين ترجموا القرآن في ثوب عبري، بشكلٍ عام، بدون إشارة واضحة[10]. وبالنسبة للكِتَاب اليهودي الذي به الكمّ الأكبر من الاقتباسات القرآنية مترجمة للعبرية فهو كتاب (الثروة الحسنة)، وهو كتاب جدلي للحكيم والفيلسوف شمعون بن تسيمح دوران (مايوركا 1361- الجزائر 1444)[11].

كما وجدنا، على سبيل المثال، أنّ موسى بن عزرا اقتبس فقرات من القرآن لإثبات نظريته، مثال ما يتعلّق بمسألة أشكال الجناس وأشكال الاستعارة[12]، لكن من الجيد افتراض أنّ جزءًا كبيرًا من الاقتباسات المفصّلة من القرآن الموجودة في كتابات يهودية، على خلاف التي أُعدّت بأسلوب سرّي، استُخْدِمت للجدل ضد الإسلام، لا سيما لرفض فكرة السموّ المطلق للقرآن (إعجاز القرآن)[13].

في بعض الأحيان كانت هذه النقاشات لغوية فقط؛ فاليهود استوعبوا تعبيرات لغوية من القرآن (أو من الحديث) بطرق غير مباشرة، وكذا من الأدب العربي أو من جيرانهم العرب، لكن يبدو أن هذا الاستيعاب لم يكن معروفًا كما أنهم لم يشيروا إلى أنّ المصدر هو القرآن، والمقصود هي تلك التعبيرات التي تحوّلت إلى شائعة سواء كتابة أو شفاهة، وسواء في أوساط المسلمين أو اليهود والنصارى من متحدِّثي العربية، والتي لم تكن في العصر الوسيط وحسب، ولكن في العصر الحديث أيضًا مثل: (الأَمْر بالمَعرُوفِ والنَّهْي عَنِ المُنْكَرِ)، التي مصدرها القرآن[14]. كما توجد تعبيرات أخرى شائعة في حياتنا اليومية، من سورة الفاتحة: (باسمِ الله والحمدُللهِ)، ومن السورة 76: 2 ﴿أَعُوذُ بِاللهِ﴾، ومن السورة 26: 55 ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ﴾.   

كما توجد تعبيرات من الحديث وصارت دارجة على لسان العرب وغير العرب، مثل: (إنّما الأعمالُ بالنيّاتِ) بكتاب المحاضرة والمذاكرة لابن عزرا[15]، وقد جاء هذا الحديث كحديثٍ أوّل في صحيح البخاري على لسان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب: (إنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى).

3. نُسخ القرآن بأحرف عبرية: توجد خمس مخطوطات بأحجام مختلفة[16]:

أ- مخطوطة الفاتيكانb 357. غير كاملة، وبين السطور توجد ترجمة جزئية من اللاتينية[17].

ب- مخطوطة هالِه، ألمانيا DMG Ms.Arab.5، ويبدو أنّ أصلها يعود لشبه جزيرة القرم وربما قرَّائيًّا[18][19].

ج- مخطوطة بودليانا Hunt.529. وهي نسخة كاملة للقرآن، ومن المثير للانتباه أنّ بها ملاحظات هامشية قصيرة بالعبرية في كامل المخطوطة تتعلّق بمضمون فقرات القرآن[20].

د- قطعة جِنيزا من صفحتين، كامبريدج T- S Ar.51.62. سورة الفاتحة بأحرف عبرية والفقرات العشر الأولى من سورة البقرة[21].

هـ- مخطوطة المكتبة الوطنية الروسية II Frik.Evr.- Arab.nov173 [22]، وهي صفحتان. والسور الكاملة فيها هي سور: 110، 97، 93، 82، 81. وفقرات من سور: 109: 18 و2: 1- 21. ووفقًا لملاحظة الدكتورة إنجل فإنّ هذه المخطوطة من القرن الثالث عشر أو الرابع عشر، وفيما يبدو أنها قرَّائية[23].

2.1 ترجمات القرآن للعبرية. فكما أسلفنا، اقتبس اليهود فقرات وأجزاء من فقرات من القرآن ونسخوها بأحرف عبرية، لكن البحوث المتعلّقة بترجمات القرآن لا تعطينا فكرة عن اليهود من العصر الوسيط الذين ترجموا القرآن من العربية، رغم تمكّنهم منها.

في الآونة الأخيرة، كتب سرجيو نيفيه أنّ جوجليالمو رايموندو دي مونكادا كانت له مخطوطة بها ترجمة كاملة بالعبرية للقرآن، وأنه بسنة 1480 ترجم سورتين من القرآن. لكن نيفيه لم يُشِر من أيّة لغة تمّت الترجمة، هل مباشرة من العربية؟ أم من لغة أخرى، ربما اللاتينية؟ وقد أحال نيفيه القارئ إلى مقال أ. فايمونتيزا الذي تعرّض لهذا الأمر[24]، لكن المفاجئة أنّ المعلومات في مقال فايمونتيزا حول المخطوطة التي تشتمل على ترجمة عبرية كاملة للقرآن ليست واضحة أبدًا، وحتى الآن فلا جديد حول هذا الأمر، لكن وفقًا لهذه المعلومات فإننا أمام الترجمة العبرية الأقدم للقرآن.

كانت الترجمة الأُولى للقرآن للعبرية التي تمّت مباشرة من المصدر العربي هي ترجمة هيرمان ريكندورف (لايبزغ 1857)، وقد سبقته ترجمتان عبريتان أُعِدّتا عن طريق لغات أوروبية وسيطة، ويبدو أن إحداهما اعتمدتْ على ترجمة إيطالية للقرآن والتي اعتمدت على ترجمة لاتينية، والأخرى اعتمدت على الترجمة الهولندية، والتي أُعدّت من الترجمة الفرنسية.

 وبالتالي نحن أمام مسارين مختلفين من التسلسل: (أ) القرآن بالعربية > ترجمة إلى اللاتينية > ترجمة إلى الإيطالية > ترجمة عبرية: (ب) القرآن بالعربية > ترجمة فرنسية > ترجمة هولندية > ترجمة عبرية.

2.2 يعقوب بن يسرائيل هاليفي والترجمة العبرية من الإيطالية:

2.2.1 وصف مخطوطة الترجمة من الإيطالية:

إنّ الترجمة العبرية الأُولى المعروفة لنا أُعدّت من الإيطالية عام 1636 على يدي يعقوب بن يسرائيل هاليفي، الحاخام والمثقف اليهودي من فينيسيا[25]. وهذه الترجمة مكتوبة بعبرية حاخامية بسيطة، تمتزج بها ظواهر لغوية من كلّ طبقات العبرية التي سبقتها، كما أنها مليئة بأخطاء لغوية كثيرة، لا سيما ما يتعلّق بالتنسيق في الجملة[26].

جاءت ترجمة (هاليفي) بأربع مخطوطات متشابهة جدًّا وبينهم فروقات صغيرة؛ سواء في الصياغة أو الإملاء، مثال كلمة: «מהימיט» «مهيمط» هكذا مقابل «מחמד» «محمد»، ومثال: «הקב״ה» [لقب من ألقاب الإله في الفكر الديني اليهودي] مقابل «ה״»[27]، وبشكل عام فإنّ هذه المخطوطات صغيرة إلى حدّ ما، وهي كالآتي:

أ. مخطوطة بودليانا (Neubauer Cat.2207/1), Mich,113. 102 صفحة، وتعدّ صغيرة مقارنة بمخطوطات أخرى، ومكتوبة بلغة إيطالية حاخامية، وفي صفحة العنوان كُتب: «كتاب القرآن نُسِخَ من لغة عربية (في البداية كُتب: من لسان نصراني أي الإيطالية[28]، ثم تمّ تعديلها) إلى اللغة المقدسة [أي العبرية] على يدي الحاخام العام القاضي يعقوب من بيت هاليفي، طيّب الله ذِكراه، بفينيسيا 1636».

كما كُتب في مقدّمة المخطوطة: «كتاب القرآن للإسماعيليين الذي نُسخ من لسان عربي إلى لسان نصراني وبعد ذلك إلى اللغة المقدسة (...)»[29]: وفي نهايته كُتب: «(...) وأيضًا في النسخة اللاتينية لم يتم نَسْخ التشكيل». وفي الصفحة (27 أ) كُتب: «القرآن الذي يتحدّث عن الدِّين الذي جاء به محمد». بينما جاء أعلى بيانات النّسخ الجملة الآتية: «وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَسُنُّونَ شَرَائِعَ ظُلْمٍ، وَلِلْكَتَبَةِ الَّذِينَ يُسَجِّلُونَ أَحْكَامَ جَوْرٍ» (إشعياء 10/ 1)، وهو ما سنعود إليه في 3.2 (د)[30].

ب. مخطوطة المكتبة البريطانية في لندن (Or. 6636, Margoliouth 1156). 134 صفحة مكتوبة بالحرف المُربّع[31]، ويبدو أنها كُتبت في الهند في القرن السابع عشر، وهي مشوّهة جدًّا ومن الصعب قراءتها[32].

ج. مخطوطة معهد الدراسات الشرقية بسان بطرسبرغ B155 [33]. 100 صفحة بكتابة شرقية، وتم نسخها في أمستردام عام 1653، وهي واضحة للقراءة[34]، لكن مفقودة به أربع صفحات (35- 38 وفق ترقيم الناسخ)، ومكانهم بعد الصفحة 34 ب، وهو ما حدث أيضًا في المخطوطات الأخرى.

وقد استخدمنا في بحثنا بشكلٍ خاصّ هذه المخطوطة (انظروا فيما يأتي المخطوطة ل 1). الذي في مقدمتها (الصفحة أ 1) كُتب: «هذا كتاب القرآن للإسماعيليين الذي نُسِخ من لسان عربي إلى لسان نصراني وبعد ذلك إلى اللغة المقدسة حرفًا حرفًا ويُقسم إلى فصول. وكانت النسخة النصرانية لتسهيل دراسته وتقسيمه إلى أجزاء وكلّ جزء إلى فصول، وكانت الأجزاء به تمثّل بداية مُلك نبيهم محمد[35] وبداية دينه وبه 12 جزءًا (צ״ל: יג[36].

وبعد ذلك مباشرة يبدأ الفصل الأول من الجزء الأول - المقدمة، وفي نهايته (الصفحة 100 أ) تأتي بيانات النسخ: «حتى هنا وجدت مكتوبًا عدّة مخطوطات وكانت مليئة كلّها بتشويهات تم نسخها من لغة لاتينية إلى لغة مقدّسة غير معروفة في هجائها (؟) لغة مقدسة عامة». والترجمة مقسمة إلى ثلاثة أجزاء (وصفهم الدقيق سيأتي فيما بعد)- الجزء الأول: مقدمة وبها 13 فصلًا: الجزآن الثاني والثالث: ترجمة نصّ القرآن.

د. مخطوطة معهد الدراسات الشرقية بسان بطرسبرغ B234[37]، كتابة إشكنازية (كتابة اليهود الغربيين [المترجم]) تعود للقرن العشرين، لا توجد بها بيانات نَسْخ ولا صفحة عنوان، ومفقود بها صفحة العنوان وكذا نحو ثلاث صفحات بداية من المقدّمة، ومفقود بها أيضًا صفحات أخرى، كما تخطّى الناسخ ترجمة السورة 93 الضحى التي كان من المقرّر أن تكون على رأس صفحة 94 أ، وبداية من هذا الموضع يبدأ خلط ومحو في أرقام الصفحات حتى النهاية.

2.2.2ترجمة القرآن للإيطالية: فالترجمة العبرية ليعقوب هاليفي اعتمدتْ على الترجمة الإيطالية للقرآن التي كانت بفينيسيا عام 1547[38]، وكاتب الترجمة غير معروف، لكن تمّت نسبته خطأً لمطبعة أ. أريبوابينا (Andrea Arrivabene)[39]، كما كانت هناك طبعة أخرى للترجمة الإيطالية أُعدّت عام 1574[40]، وبعد ذلك طُبعت عدّة مرات بمكانين مختلفين[41]. والرأي المقبول بحثيًّا هو أنّ هذه الترجمة الإيطالية تم نسخها من الترجمة اللاتينية للقرآن، التي طُبعت قبل ثلاث سنوات منها في بازل[42]، رغم أنه في عنوان النسخة كُتب أنها أُعدّت مباشرة من العربية Tradotto nuouamente dall’ Arabo in lingua Italiana.

2.2.3 ترجمة القرآن للّاتينية: أساس هذه الترجمة هو ترجمة روبرت كيتون Robertus Ketenensis [43] التي أُعدّت عام 1143 مباشرة من العربية في إطار مشروع ترجمة يرأسه بطرس فينرابيليس الـمُبجّل رئيس دير كلوني الذي زار طُليطلة[44]، وكان من بين مساعديه مثقف مسلم اسمه محمد[45]، الذي ساعد روبرت كيتون في عمل الترجمة، ويبدو أنّ محمدًا هذا لم يكن على دراية بالهدف الجدلي للترجمة[46]، كما أنّ عددًا من اليهود الذين يعرفون العربية شاركوا في مشروع الترجمة هذا لبطرس، وبهذا ساعدوا في الترجمة بالأدب التفسيري وكذا بتراث الحديث اللذَيْن تمّ دمجهما في ترجمة النصّ القرآني[47].

وتزامنًا مع أجواء الكراهية والعداوة تجاه الإسلام التي سادت أوروبا في القرن الـ17[48] لم تقبَل الكنيسة الكاثوليكية ترجمة كيتون، لكن لكي تحارب تأثير الإسلام على أوروبا أعدّت هذه الترجمة لتُطبع على يدي تيودور بوخمان بيبلياندر، وطُبعت للمرة الأُولى في بازل عام 1543 على يدي الناسخ يوهانس أوبورينوس.

من جانبها كتبت ماريا تريزا ذالفيرني، التي وصفت هذه الترجمة بـ(كوروبوس طُليطلة) بأنها حظيتْ باهتمام كبير في أوروبا، وأنّ جمهورًا عريضًا قرأها على مدار قرون عقب طباعتها[49].

إضافة إلى ترجمة القرآن احتوى هذا الكوربوس موادّ كثيرةً سواء كانت موادّ إسلامية في أصلها حول الإسلام ونبيّه[50]، أو سواء كانت موادّ جدلية من تأليف بطرس فينيرابيليس[51]. وقد تم وقف طباعة الترجمة بضغط من الكنيسة واستُؤنفتْ عقب تدخُّل شَخْصِي من مارتن لوثر، وفي ظلّ النجاح الذي حظيتْ به هذه الترجمة فقد تمّت طباعتها مرة أخرى في زيورخ عام 1550[52].

وفيما يأتي تسلسل الترجمة من العربية حتى العبرية:

القرآن بالعربية > الترجمة اللاتينية (طبعة بيبلياندر، بازل 1534، أساسها ترجمة روبرت كيتون، طُليطلة 1143)، الإيطالية (طبعة أريوبينا، فينيسيا 1547) > ترجمة عبرية (على يدي يعقوب بن يسرائيل هاليفي، فينيسيا 1636)[53].

2.2.4 مبنى ترجمة هاليفي ومضمونها وسماتها ومصادرها:

2.2.4.1 المخطوطات الأربع المتشابهة: ففي بدايتها تأتي مواد غير قرآنية كثيرة ومصدرها الأدب الإسلامي (الجزء أ) وبعدها ترجمة النصّ القرآني (الجزآن ب و ج). والتشابه بين الأربع مخطوطات سواء في المبنى أو المضمون يُرجِح فرضية أن جميعها نُسخت من نموذج رئيس واحد. وعلى خلاف كلام لازروس يافيه بأنّ «الترجمة العبرية (...) لا تُقسِّم القرآن لثلاثة كتب (مثل الترجمة الإيطالية)، وأن ترقيم الفصول -السور بالعبرية- مختلف عن الترجمة الإيطالية، لكنها لا تُشبه سواء المصدر العربي أو حتى الترجمة اللاتينية»[54]، فقد وجدنا أن الترجمة العبرية مثل الترجمتين اللاتينية والإيطالية مقسّمة إلى ثلاثة، كما أن ترقيم الفصول- السور يتشابه مع ترقيمها في الترجمتين الإيطالية واللاتينية وهو الترقيم الذي اعتمدنا عليه في بحثنا[55].

الجزء أ (المقدمة) (مخطوطة ل 1، صفحة 1 أ- 24 ب): وبها 13 فصلًا ( توضيحهم سيأتي لاحقًا).

الجزء ب (ترجمة النصّ القرآني) (مخطوطة ل 1، صفحة 62 أ- 100 أ): وبها فصول مرتبة من سورة مريم (سورة 19) وحتى نهاية القرآن سورة الناس (سورة 114).

وفي الثلاث ترجمات (اللاتينية، الإيطالية، العبرية) لا توجد أسماء للسور، وكلّ فصل الذي هو سورة كاملة أو جزء منها (انظروا فيما يأتي) يبدأ بترجمة عبرية بكلمة «פרק» أي: فصل، وبعد ذلك البسملة[56]. وفي الترجمة الإيطالية كلّ فصل هو Capitolo، وفي الترجمة اللاتينية Azoara [57].

2.2.4.2 الجزء أ (المقدمة): المقدّمة تشتمل بالأساس على مادة كثيرة عن النبي محمد، وحول حياته ومعجزاته. وبطبيعة الحال هذه المادة تُرجمت من مصادر إسلامية عن طريق بطرس فينرابيليس، لكن مصدرها العربي لم يُعثر عليه بعدُ. وفي الترجمة اللاتينية هذه المواد كثيرة جدًّا ومنها انتقلت عقب اختصارها إلى الترجمة الإيطالية ومنها إلى الترجمة العبرية. وفيما يبدو أنه في أوروبا في القرنين السادس والسابع عشر اعتبر هذا الجزء غير القرآني جزءًا من القرآن نفسه؛ فبهذا اعتقد المترجمون للّاتينية والإيطالية، ومثلهم المترجمون الذين ترجموا منهم، ومن بينهم المترجمون للعبرية. وهذه هي أسماء المترجمين والكُتّاب الذين ترجموا من العربية[58]:

أ. هيرمانوس دلماتا (Hermannus Dalmata)[59]، ترجم من العربية كتابًا يصف انتقال النور الإلهي من جيل إلى جيل حتى محمد (Generaione Machumet et Nutritura)[60].

ب. قصص حول تاريخ العرب وحياة النبي محمد، أصلها سيرة ابن إسحاق (توفي 768)، وابن هشام (توفي 828)، ومواد حول تاريخ الخلفاء الأوائل وتمّت ترجمتها للّاتينية عن طريق أشخاص كانوا بمجموعة أعدّها بطرس فينرابيليس (Incipit Chronica Mendosa et Rididculosa Saracenorum)[61].

ج. من النصّ العربي «مسائل عبد الله»، وهي الأسئلة التي سألها اليهودي المعروف الذي اعتنق الإسلام عبد الله بن سلام (عوفديا بن شالوم) للنبي محمد (الفصل 13)، وترجمها الألماني هيرمانوس دلماتا للاتينية عن طريق بطرس فينرابيليس: Incipit Doctrina Machumet, QuaeApud Saracenos Magnae Authtitatis est Theologia Mahometi [62]. وقد عرف النبي بطبيعة الحال كيف يردّ بإجابات وافية، وعقب كلّ إجابة كان يقول عوفديا: «انتصرت، نعم، قلت الحق»[63]، وفي النهاية قال عوفيديا بصوتٍ عالٍ: «انتصرت أنت يا محمد، تقبّل امتناني لك، وأنا أرى أنه لا إله إلا إله واحد قادر على كلّ شيء، وأنا أعترف بحقّ أنك أُرْسِلْتَ منه، وأنك نبيّه والمخلص له»[64].

مصدر مثل هذه المادة حول آخر الأنبياء لا يمكن أن يكون إلا عربيًّا- مسلمًا، وهو معروض هنا بلغته بدون أيّة ملحوظات جدلية ساخرة وبدون أيّة تحفّظات أو تدخُّلات من جانب المترجم اليهودي، ولا يوجد به المدخل الجدلي الذي أُضيف للترجمة الإيطالية ضد محمد ودينه (دين الأتراك)[65]، وبدلًا من الجدل فإنه مشبع بكلمات الإشادة والتفخيم للنبي محمد.

2.2.4.3 الجزآن ب و ج (ترجمة نصّ القرآن):

2.2.4.3.1 إنّ فحص هذه الترجمة العبرية مقارنةً بالترجمة الإيطالية والترجمة اللاتينية والأصل العربي يُظْهِر أنها إعادة صياغة أساسها موجود بالفعل في الترجمة اللاتينية، ومنها انتقلت إلى الترجمة الإيطالية، وفي نهاية هذه المسيرة وصلتْ إلى الترجمة العبرية[66]. وكما هو متوقع فإنّ مثل هذه الترجمة كانت سببًا في الابتعاد والانحراف عن المصدر[67]، وبهذا فإنّ ترجمة القرآن هذه التي ليست إلّا إعادة صياغة ابتعدت من الأصل العربي، وانخرطت فيها تفسيرات عربية- إسلامية[68] جعلت منها نوعًا من الترجمة التي هي تفسير معاني القرآن، وهو مصطلح محبوب للمؤمنين المسلمين، والذي يتعلّق بترجمة التراث أو معاني النصّ القرآني، ووفقًا لرأيه فإنه لا يمكن ترجمة القرآن ترجمة حرفية بسبب لغته الإعجازية والرمزية الخاصّة، ولا يمكن محاكاته بسبب سموّه التام (إعجاز القرآن)[69].

وفيما يأتي سوف نستعرض أمثلة لإثبات أنّ الترجمة العبرية هي إعادة صياغة للترجمتَيْن الإيطالية واللاتينية؛ فرغم أنّ المترجِمِين للإيطالية والعبرية لا يعرفون الأصل العربي للقرآن؛ فإنه من المعقول افتراض أن جميعهم لم يعرفوا العربية، وسنطرح أولًا نصّ القرآن بالعربية وبالترجمة العبرية[70]، وعند الحاجة سنطرح الأمور مصاحبة بتوضيحات، لكي نشير إلى المصدر مقابل إعادة الصياغة والابتعاد منه، كما سنقارن الترجمة بالتفسيرات الإسلامية من الفترة التي أُعدّت خلالها الترجمة اللاتينية وقبلها مثل تفسير الطبري (توفي 923)، وتفسير الطوسي (توفي 1067)، وتفسير السمعاني (توفي 1096)، لكن سنقارن أيضًا مع تفاسير متأخِّرة أوردت تفاسير قديمة مثل تفسير البيضاوي (توفي 1286)، وتفسير ابن حيان الغرناطي من الأندلس (توفي 1344)، وتنوير المقباس من تفسير ابن عباس المنسوب للفيروزآبادي (توفي 1414)، والمُشبع بالتراث القديم خاصّة المنسوب لابن عباس، وكذا التفسير المتأخّر للنووي (توفي 1898)، الذي أورد الكثير من التراث التفسيري القديم.   

2.2.4.3.2 دمج التفاسير العربية - الإسلامية بتراجم نصّ القرآن:

2.2.4.3.2.1 قبل عرض الأمثلة سأعرض ترجمة غريبة وجدتها للفظة ﴿وَالتِّينِ﴾ (قرآن، 1: 95) الذي كما هو معروف هو التِّين. هاليفي (مخطوطة ل 1، صفحة 99 أ: 2) ترجمها إلى «האפרסקים الخوخ»، متبعًا الترجمة الإيطالية (أريوبينا LXXVII، صفحة 98 ب): ipersichi (الخوخ)[71]. وهذه الترجمة الإيطالية جاءت من الترجمة اللاتينية (بيبلياندر، أ، CV، صفحة 186): perficos (الخوخ). ولم نجد هذه الترجمة الغريبة للتِّين (الخوخ perficos) في تفاسير القرآن ومن الصعب تحديد مصدرها[72].

مقابل هذه الترجمة الغريبة، فإنّ تسلسل الترجمات (عبري < إيطالي < لاتيني) يعكس بشكلٍ عام التفاسير الإسلامية، ويمكننا بسهولة أن نحدّد تفاسير مشابهة لهم. فالكلمة «كوثر» (قرآن 1: 108): ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾ يوجد حولها تفسيرات مختلفة ومتنوّعة في التفاسير الإسلامية؛ فقد أشار أبو حيان الغرناطي (صفحة 556) أنّ الكلمة في القرآن لها 26 معنى، وقد وجدنا أن غالبية مفسِّري القرآن يقولون إنها وفرة[73]، ونهر في جنة عدن، دلو من الماء، حوض ماء [74][75]، وفي الترجمة العبرية لهاليفي (مخطوطة ل 1، صفحة 99 ب: 16) وجدنا: «في جنة عدن מעשן معين[76] واحد»، متبعًا الترجمة الإيطالية (أريوبينا ،XC، صفحة 100 أ): In Paradiso una fonte، التي أخذتها من الترجمة اللاتينية (بيبلياندر، أ، CXVIII، صفحة 187): in parardiso praeparavimus (معين واحد بجنة عدن)، وفي التفسيرات العربية: حوض ماء. مثال ما ورَدَ لدى الطبري، 1972. الجزء الثلاثون، صفحات: 208: 30- 31: هو حوض أُعطِيَهُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في الجنة، في حين أورَدَ السمعاني في تفسيره (1977، الجزء السادس، صفحة 9: 290) حديثًا باسم النبي: هو حوضي ترِدُ عليه أمّتي يوم القيامة، وكلمات مشابهة من فم (عطاء) عند الطوسي (1980، الجزء العاشر، صفحة 13: 417- 2: 418).

2.2.4.3.2.2 فيما يأتي مجموعة أمثلة:

أ. المصدر (القرآن 1: 72): ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا﴾. و(عجبًا) هي صورة المصدر التي تقوم بدور اسم الصفة (عجيب). وبالنظر في الترجمات نجدها تشير إلى أنّ بناء الجملة الأصلية تغيّر وتوسّع؛ فالترجمة اللاتينية (بيبلياندر، أ، LXXXII، صفحة 178): Nos Alchoran mirabilem audit < uiam retam edocentem credimus (نحن نؤمن أنّ القرآن هو عجيب لمن يسمعه)، أمّا الترجمة الإيطالية (أريوبينا، LIIII، صفحة 92 ب) فقد وردت: Noi crediamo che L’Alcorano mirabile di udire: «نحن نؤمن أنّ القرآن عجيب لمن يسمعه»، أمّا الترجمة العبرية لهاليفي (مخطوطة ل أ، صفحة 94 ب: 3- 4): «ها نحن نؤمن أنّ القرآن عجيب لمن يسمعه». وهذه الترجمات تبرز مسألة تلاوة النصّ القرآني، وهذا ما وجدناه أيضًا في التفاسير (تنوير المقباس) (صفحة 29: 369): تلاوة قرآن عجيب «تلاوة (سفر) قرآن عجيب»: النووي (1994، الجزء الثاني، صفحة 10: 405)؛ أي: كتابًا مقروءًا[77].

ب. المصدر (قرآن، 79: 1- 2): ﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا﴾. و(النازعات) لفظة غريبة ولها عدّة تفسيرات؛ مثلًا: الملائكةُ المسؤولة عن إخراج أرواح الأشرار من أجسادهم، أو المحاربون بالقوس والنجوم. أمّا الناشطات فتُفسَّر -مثلًا- على أنها الملائكة أو النجوم، وهناك من يميزون بينهما، وهناك مَن يرون أنّ كليهما واحد.

وقد ورَدَ في الترجمة اللاتينية (بيبلياندر، أ، LXXXIX، صفحة 182): Animas malorum vi coactsque, bonorum autm leniter & sponte extrahunt angeli, praecep- taque divina citius omnibus aliis descendendo prophetis afferent «أرواح الأشرار تُخرجها الملائكة جبرًا (يجبرونهم) وبالقوة، بينما هذه (أرواح) الأخيار (تخرج) بلطف وبرغبتهم».

بالنسبة للترجمة الإيطالية (أريوبينا. أ. LXI، صفحة 95 أ): L’anime de cattivi sons cavate da corpi loro da gli Anggeli per forza, e de buoni piacevolmente, e di volonta «أرواح الأشرار تُخرَج من أجسادهم بواسطة الملائكة بالقوة، وتُخرَج من الأخيار بلطف وسهولة».

بالنسبة للترجمة العبرية لهاليفي (مخطوطة ل 1، صفحة 96 أ: 24- 96 ب: 1): «أرواح الأشرار تُخرجها الملائكة من أجسادهم بالجبر والغصب والقوة، ومن الأخيار بسهولة ويُسر».

ويوجد توضيح مماثل لذلك في تفسير السمعاني (1997، و، صفحة 145: 5- 17): أنها الملائكة تنزع أرواح الكفار بشدة وهو قول ابن عباس (...) وتأخذ روح المؤمن بسرعة وسهولة. وورَدَ في تفسير النووي (1944، ب، صفحة 425: 2- 4): الملائكة الذين ينزعون روح الكافر من جسده (...) والملائكة التي تحلّ نفس المؤمن حلًّا رفيقًا. كما يوجد توضيح مشابه لدى الطوسي (1980، ي، صفحة 251: 16- 252: 6).

ج. المصدر (قرآن، 112: 2- 3): ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾، هناك من يُفسِّرون (الصمد) مِن صمد (وقف، اتخذ مكانة) بشكل أبدي، واقف للأبد، وهناك من يُفسرون أنّ معناها: يتوجهون إليه وقت الحاجة (مصمود إليه، انظروا فيما يأتي)، أو ليس له شبيه، وليس له شريك وغيرها[78].

وورَدَ في الترجمة اللاتينية (بيبلياندر، أ، CXXII، صفحة 188) (Deum unum essenecessarium omnibus, & incorporeum: Qui nec genuita, nec est generatus«هو واحد، يحتاج له الجميع، وليس له جسد، ولم يلد ولم يولد».

بالنسبة للترجمة الإيطالية (أريوبينا، XCIIII، صفحة 100 أ): NECESSARIO A TUTTI,&INCORPOREO, ILQUAL UNG: NON GENERO, NE MENO FU GENERATO «الإله، الكلّ يحتاجون له، وهو ليس جسد، وحيد[79]، لم يَلِد شيئًا، ولم يُولَد».

3. ملخص ونتائج:

3.1 هدف ترجمة هاليفي ودوافعه:

تعرَّض اثنان من الباحثين لمسألة هدف هذه الترجمة للعبرية[80]، أوّلهما م. فاينشتاينالذي درس مخطوطة الترجمة العبرية من الهولندية[81]، ويقول عنها: «مثل مخطوطة أكسفورد ومخطوطة لندن[82] تبدو الترجمة (العبرية) بمخطوطة واشنطن بعيدة عن النصّ العربي (للقرآن)؛ فجميعهم نتاج لهدف جدلي إن لم يكونوا نتاجَ روحٍ عدائية»[83].

من جانبها قالت حافا لازروس يافيه كلمات مشابهة: «الترجمات العبرية للقرآن -التي لن نناقشها هنا- متأخرة، وغير دقيقة، وتشتمل أيضًا على أدبٍ جدلي ضدّ محمد، وتراثٍ جدلي حول تاريخ حياته»[84]، لكن تجدر الإشارة إلى أنها بعد ذلك غيَّرت رأيها ورأتْ أن الترجمة العبرية للقرآن من الإيطالية تعدّ محاكاة لترجمات الجيران من غير اليهود[85].

3.2 يبدو أنه من أجل نقاشِ هدف ودوافع الترجمات العبرية للقرآن من الإيطالية يجب الإجابة على هذه التساؤلات: ما الخلفية الثقافية للترجمة؟ مَن المترجِم؟ وما مصادره؟ وكيف ترجَم؟ وماذا احتوت ترجمته؟

أ. على عكس الكنيسة الكاثوليكية وأوروبا النصرانية بشكلٍ عام إبان القرنين السادس والسابع عشر، الذَيْن رفرف سيف الإسلام فوقهما، لم يكن لليهود شأن في الصراع مع الإسلام، فهو دين الأتراك، دين الإمبراطورية العثمانية التي منحتهم حرية العبادة واستوعبت مطرودِي إسبانيا. فعلى العكس، يبدو أن هذا دفعهم للتعرّف على أُسس دين الإسلام الذي لم يمثّل أيَّ تهديد عليهم.

ب. بطبيعة الحال، المترجم هو يعقوب بن يسرائيل هاليفي، حاخام إيطالي، فقيه بموضوعات علمانية، حظي بمكانة رفيعة لدى سلطات فينيسيا، المدينة التي تمّت بها الترجمة، وكانت لديه علاقات قوية مع المسلمين أيضًا (انظر أعلاه & 2.2.1)، ويمكن افتراض أنّ شخصًا مثله وفي مكانته لم تكن له دوافع للجدل مع أبناء ديانات أخرى.

ج. تجاهل المترجِم العبري المدخل الجدلي الذي كان في الترجمة الإيطالية (& 2.2.4.2 والهامش 57)، الذي توجد أُسسه في المادة الجدلية بكتابات بطرس فينرابيليس، والكتابات المصاحبة للترجمة اللاتينية للقرآن (& 2.2.3 والهامش 39).

ويمكن افتراض أنه لم تكن للمترجِم أسباب للجدل مع الإسلام، فلم تكن هذه الترجمة مثل الترجمة اللاتينية التي طُبعت في بازل عام 1543، وهدفَت لمكافحة التأثير الإسلامي على أوروبا في هذه الفترة، وهو ما هدفَت له الترجمة الإيطالية أيضًا (&& 2.2.3,2.2.2).

د. لا توجد في الترجمة العبرية أيّة كلمات جدلية ضد الإسلام، وفقط في مخطوطة بودليانا (انظر ما سبق 2.2.1) توجد بأعلى صفحة العنوان ومِن فوق بيانات النّسخ الفقرة الأُولى من سفر إشعياء الإصحاح العاشر: «وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَسُنُّونَ شَرَائِعَ ظُلْمٍ، وَلِلْكَتَبَةِ الَّذِينَ يُسَجِّلُونَ أَحْكَامَ جَوْر»، ويبدو من هذه الفقرة أنها كانت بمثابة تحذير للقارئ اليهودي أنه أمام كتاب سيِّئ توجد به أقوال الشرّ. إلا أنّ هذه الأمور توجد في مخطوطة واحدة فقط من المخطوطات الأربع، ومن المعقول جدًّا أن نفترض أنها من عمل ناسخ وأُضيفت في أعلى صفحة العنوان، ولم تكن من عمل المترجِم نفسه.

هـ. كما رأينا سابقًا (& 2.2.4.3.1) جاءت الترجمة العبرية على شكلِ إعادة صياغة لمضمون القرآن، واعتمدت عمليًّا على تفاسير عربية- إسلامية؛ لذلك لم يكن من المستغرب أن لا ينشأ من هذه التفاسير عمل ذو طابع جدلي ضد الإسلام.

و. مضمون الجزء أ من العمل المكتوب (& 2.2.4.2) هو مقدمة تحكي بتوسّع عن (السيرة) للنبي محمد، وتاريخ حياته ومعجزاته وتُعظِّم في مدحه. ويرِدُ بها بتوسّع الحديث بين محمد وعبد الله بن سلام أحد أبرز مَن اعتنقوا الإسلام من اليهود في بدايات الإسلام.

مصدر هذه المقدّمة هو كتابات إسلامية، وبالتأكيد سوف تعرض الإسلام ونبيّه بروح إيجابية وودودة. وهذه المواد تمّت ترجمتها من مصدرها اللاتيني على أيدي المجموعة التي ترأّسها بطرس فينرابيليس في طُليطلة، وتم عرضها بهذا الشكل المُشين في العنوان الذي حملته هذه المواد (انظر ما سبق: & 2.2.4.2، والهامش 53): Incipit Chronica Mendosa et Riidiculosa- norum(بداية القصص الكاذبة والمضحكة للعرب). هذا العنوان حُذف من الترجمة العبرية، وهذه المادة جاءت أمامنا بهذه اللغة في المصادر الإسلامية (المرجع السابق).

كما وجدوا هذه المادة من مصادرها الإسلامية في ترجمة عبرية وبدون أيّة تدخُّلات أو تحريف يدلّ على وجود نيّة أخرى، وبالتأكيد ليست للجدل مع الإسلام ونبيّه. وفيما يأتي مجموعة أمثلة:

(1) قال الإله لإبراهيم عن محمد (مخطوطة ل 1، صفحة ب 2: 15- 18): «يجب أن يخرج من نسلك محبوب أَ (يبدو أنها اختصار للاسم أحمد [المترجم])، وهو رسولي الذي كانت روحه في السنوات السابقة لخلق العالم ممتزجة مع روحك، وكلامه هو عن طريقي».

(2) مخطوطة ل 1، صفحة 12 ب: 8- 9: «ولموسى التوراة، ولداوود المزامير، وليسوع النصراني الإنجيل، ولمحمد القرآن؛ لأنه الأسمى من بينهم جميعًا».

(3) كما ذكرنا سابقًا (& 2.2.4.2 ج)، فقد كان موضوع الفصل الثالث عشر، وهو الفصل الأخير من الجزء الأول (المقدّمة)، هو الحوار بين محمد وأربعة من حكماء إسرائيل على رأسهم عوفديا بن شالوم، وفي هذا الحوار واجَه محمد أسئلة صعبة، لكن النبي أجاب عليها كما يجب؛ وعقب كلّ إجابة خضع عوفيديا. وبشكل عام قيل في الترجمة: «وأجاب بنعم، وأجاب حقًّا، انتصرت يا محمد»؛ «كلّ كلامك يا محمد حقيقي» (المخطوطة ل 1، صفحة أ 18: 15)، وفي نهاية الاختبار خضع عوفيديا (مخطوطة ل 1، صفحة ب 24: 13- 17): «وحينها صرخ اليهودي بصوتٍ عالٍ وقال: انتصرت يا محمد، وأنا أعترف بك»... إلخ.

3.3 وأخيرًا، فإنه في القرن السادس عشر وما بعده مَثَّل الإسلام -دين الأتراك- تهديدًا حقيقيًّا على أوروبا النصرانية، وتزايَدَ الاهتمام به وبالقرآن يومًا بعد يوم، وترجم مثقفون أوروبيون القرآن للغاتهم، وطُبعت الترجمات عدة مرات[86]؛ لذلك لم يكن عجيبًا أن يحاول اليهود تقليد محيطهم، وترجموا القرآن للغتهم.

وقد تسبّب التهديد الإسلامي الذي ظهر في هذه الفترة في كراهيةٍ قوية من جانب الكنيسة الكاثوليكية ومن جانب المثقّفين الأوروبيين، وبالتالي كان من الطبيعي أن تُولِّد هذه الكراهية ترجمات للقرآن مليئة بالكراهية والشيطنة للقرآن وللإسلام.

في مقابل ذلك، لم يمثّل الإسلام خطرًا على اليهود واليهودية الذين استُوعِبُوا في ربوع الإمبراطورية العثمانية وحظوا فيها بحرية العبادة الكاملة، وبالتالي فإنه حينما شرع يعقوب هاليفي في تقليد مثقفي أوروبا، وهو الذي كان يعيش في فينيسيا وترعرع في سالونيك، فترجم القرآن إلى لغته الرئيسة، وهي العبرية الكلاسيكية. إلا أنه لم تكن لهذا المترجم اليهودي أيّة اهتمامات بالجدل مع الإسلام؛ إذ لم يكن يشعر بأيّ تهديد عليه أو على دينه؛ فقام بإعداد الترجمة بصدق، وببساطة وبدون أيّ جدل ضد الإسلام ونبيّه، لكنه أراد إبراز الفرق بين ترجمته العبرية وبين الترجمات النصرانية للغات الأوروبية، وبهذا أعرب عن نقدٍ خفيّ.

كما أن هذه الترجمة أُعدّت على يدي يهودي مثقف كتقليد لمثقفي أوروبا خلال هذه الفترة، ويبدو أن هدفها كان توسيع دائرة ثقافته والتعرّف على عقيدةٍ أخرى، ولم يكن يعرف العربية؛ لذلك لم يكن أمامه خيار إلا ترجمة القرآن من لغة أخرى وهي الإيطالية التي كان متمكنًا منها.

بيبلوغرافيا:

אבוחיאן 1992 أبو حيان محمد بن يوسف الغرناطي، البحر المحيط في التفسير، بيروت.

אריואבנה 1547 A. Arrivabene (ed), L’Alcorano di Macometto, nel qual si contiene la dotrina, la vita, I costume et le leggi sue. Tradotto nuovamente dall’ Arabo in lingua Italiana.Venezia

בובצין1993 H.Bobzin, Latin Translation of the Koran; A short overview. Der Islam 70,pp.193- 206

בובצין 1995 - - - ,Der Koran im Zeitalter der Reformation, Beiruter Texte und Studien 42. Stuttgart

בטליה 1986 S.Battaglia, Grande dizonario della lingua italiana.Torino

ביבליאנדרי1550 TH. Bibliandri (ed.), Machumetis Saracenorumpricipis,eius que Successorum Vitae, doctrina, ac ipse Alcoran{…}Zurich

ביבליגרפיה 1986 World Bibliography of Translation of the Meaning of the Holy Qur’an; Printed Translation 1515- 1980.Istanbul

ביצאוי 1996 ناصر الدين أبو سعيد البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، 1- 5. تحقيق: عبد القادر حسّونة، بيروت.

בייקר- פוליאק2001 C.F Baker & M. Polliack, Arabic and judaeo- Arabic Manu- scripts in the Cambridge Genizah Collations, Arabic Old Series, Cambridge

בלאותשל״איהושעבלאו، ביןערבית־יהודיתלקוראן.תרביץנ, עמ׳ 512- 514

בלאו 1999 J. Blau, The Emergence and Linguistic Background of Judaeo Arabic, Jerusalem

בן- שמאיH. Ben- Shammai, The Attitude of some Early 1984 Karaites to- wards Islam. In; I. Twersky (ed.), Studies in Medieval jewish History and Literature. II. Pp. 3- 40. Cambridge, Ma.

בסל، קוראןנאסרבסל, היהודיםוהקוראןעלתרגומיהקוראןמלשונותאירופהלעברית. האקדמיההלאומיתהישראליתלמדעים. בדפוס

בסל، תרגום Nasir Basal, An Eighteenth Centery Hebrew Translation of the Qur’an and Its Arabic Sources, Forthcoming

בקרתשמ״דדןבקר، ה"רסאלה" שליהודהבןקוריש. תלאביב

גויטין 1971 S.D. Goitein, A Mediterranean Society, II. Berkeley

גויטין1974 - - - ,Koran. Encyclopedia Judaica Society, 10,col. 1199.Jeruslaem

גולדנברג1974 E.Goldenberg, Ashkenazic and Rabbinic Hebrew, Encyclopedia Judaica 16, col. 1636- 1642 .Jerusalem

גלאזימאקר 1698 J.H. Glasemaker. Mahomets Alkoran, Door de Hr. Du Ryer uit d’Arabische in de Fransche Taal geftelt {…} Amsterdam

ד׳אלװרני 8/ 1974 M.Th d’Alverny, Deux traductions latines du Coran au moyen age Archives d’histoire doctrinal et litteraire du moyen age 22/23, pp. 69- 131.

ד׳אלװרני1956 - - - - -: ,Quelques manusrits de la ‘Colletio Tolentana’. In; G. Constable & J.Kritzeck (eds.), petrus venerabilis. Rome (Studia Ansemiana 40), pp. 202- 218

דורײה 1685 A. Du Ryer, L’Alcoran de Mahomet, Traduit d’Arabe en Francois. Paris

דנהתשנ״איוסףדנה، נכחותתרבותערביתבתרבותהערביתהיהודיתבימיהבינײם، ספונותכ, עמ׳ 21- 35

הקר1974 Joseph Hacker, Levi (Bet Ha- Levi), Jckob Ben Israel. Encyclopedia judaica 11,col. 83. Jerusalem

וײנשטײן 2/1971 M.M Weinstein, A Hebrew Qura’an Manuscript. Studies in Bibliography and Booklore 10, pp. 18- 52

וירשובסקי1989 Ch. Wirszubski, Pico della Mirandola’s encounter with Jewish mysticism. Cambridge, Ma.

ורצ׳לי׀2001 G. Vercellin, Venezia e l’origine della stampa in caratteri arabi. Modena

טברי 1972 أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، جامع البيان في تفسير القرآن، 1- 30، بيروت.

טוסי 1980 أبو جعفر محمد الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، 10- 1، تحقيق: أغا بزرك الطهراني، بيروت.

טרטושי 1935 محمد بن الوليد الطرطوشي، سرج الملوك، القاهرة.

כ״יל 1 כתבידהמכו׀ללימודיהמזרחבסנטפטרסבורג B155.

לצרוס- יפהתשנ״אחוהלצרוסיפה، עליחסהיהודיםלקוראן، ספונתכעמ׳ 37- 47

לצרוס- יפהתשנ״ו- - - (עורכת)، סופריםמוסלמיםעליהודיםויהודותירושלים

לצרוס- יפהתשנ״ח- - - - , תרגוםעברישלהקוראןמןהמאההי״ז. פעמים 75، עמ׳ 63- 74 }נוסחאנגלי - - ,A Seventeenth- century Hebrew Translation of the Qur’an Scripta Mediterranea 19/20 (1998/9), pp. 199- 211

לצרוס- יפה 1998 - - - ,עולמותשזורים: ביקורתהמקראהמוסלמיתבימיהבינײם (תרגוםמאנגלית: אביגדורשנאן). ירושלים}נוסחאנגלי{H. Lazarus- Yafeh, Intertwined Worlds. Princeton 1992

מאן 1969 J. Mann, The Jews in Egypt and Palestine under the Fatimid Caliphs. Oxford

מולהמונכאדאV. Mule, Convegno internazonale calabellotta citta natale di Guglielmo Raimondo Moncada nel contest .dell’ebrasmo di Sicilia Caltabellotta.בדפוס

מרגוליות1965 G. Margoliouth, Catalogue of the Hebrew and Samaitan Manuscripts in the British Museum, III. London

משהאבןעזראתשל״המשהאבןעזרא، ספרהעיוניםוהדיונים (כתאבאלֽמֻחאצרהואלמדאכרה) מהדורתא״שהלקין. ירושלים

נוויחש״דمحمد نووي الجاوي، مراح لبيد- تفسير النووي، 1- 2، القاهرة.

נויבאואר1886 A. Neubauer, Catalogue of the Hebrew Manuscripts in the Bodleian Library .I. Oxford

נויה 2000 S. Noya Noseda, II Corano nell’editoria Italiana. Quaderni di Libri e Riviste d’l’Italia 44; La Presenza Arabo- Islamica nell’editoria Italiana, a curea di I. Camera d’Afflitto.2000

סמעאני 1997 منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني، تفسير القرآن، 1- 6، الرياض.

עמאריה 2003 إسماعيل عمايرة، بحوث في الاستشراق واللغة، عمان.

פײמוטיה 1996 A.M Piemonese,II Corano latino di Ficino e I Corani arabi di pico e di Monchates, Rinacimento, Seconda serie 36, pp 222- 273. Firenze

פיכפר 1924 F. Pijper. Het Boek der Duizend Vragen. Leiden

ירוזאבאדיחש״דمحمد بن يعقوب الفيروزآبادي، تنوير المقباس من تفسير ابن عباس، بيروت.

פירסט 1960J. Furst, Bibliotheca judaica; Bibliographisches Handbuch der gesammelten judischen Literatur (…), I- III. Leipzzig

פרידלנדר1912 I. Friedlaender, Qirqisanis Polemilk gegen den Islam. Zeit- schrift fur Assyriologie 26; Festschrift fur Ignaz Goldzihr, pp 93- 110

פרלמן 1967 M. Permann (ed), Sa’iid b. Mnsur ibn Kammuna’s Examination of the Inquiries into Therr Faiths; A Thirteenth- Century Essay in Comarative Religion. Los Angeles

פרלמן 1971 - - - , (trans), Ibn Kmmuna’s Examination of the Three Faith; A Thirteenth- Century Essay in the Comparative study of Religion. Los Angeles

צװמר1915 S.M Zwemer, Translation of the Koran. THE Moslem World 5,pp. 244- 261

קריצ׳ק 1964 J. Kritzeck, Peter the Venerable and Islam. Princeton

קרקסאני43/1939 L. Nemoy, Kitab al- Anwar wal- Maraqib; Law by Ya’qub al- Qirqisani, I- V.New York

רובין 2005 אורירובין، מתרגם، הקוראן، תלאביב

רודיגר 1860 E. Rodiger. Mitteiungen zur Handschritenkunde; 2. Ube rein Koranfragment in hebrascher schrift. ZDMG 14, pp 485- 489

רקנדורףתרי״זהרמן (צביחײם) רעקענדורף، אלקוראןאוהמקרא، נעתקמלשוןערביתללשוןערבית (צ״ל: עברית) לײפציג

שטײנשנײדר 1860 M. Steinschneider, Ueber ein Koranfragm. In hebr. Schrift. Hebraische Bibliographie, 3 (18), p. 113 (116)

שטײנשנײדר 1877 - - - ,Polemische und apologetische Literatur in arabscher Sprache, zwischen Muslimen, Christen und juden, nebst An- hangen verwanten Inhalts. Leizig

שטײנשנײדר1893 - - - - , Die hebraischen Ubersetzungen des Mittealalters. Berlin

שטײנשנײדר1966 - - - - ,Allgemeine Einleitung in die judische Literatur des Mitte- lalters, Amsterdam

 

[1] ترجم هذه الدراسة: د. أحمد البهنسي، أستاذ الديانة اليهودية والأديان المقارنة بقسم اللغات الشرقية بكلية الآداب جامعة القاهرة، له عدد من الكتابات والترجمات المنشورة.

[2] الأستاذ الشرفي بقسم تاريخ الشرق الأوسط وإفريقيا بجامعة تل أبيب، حول ترجمة القرآن للعبرية للحاخام يعقوب بن يسرائيل هاليفي، الحاخام اليهودي، والتي أُعدت بفينيسيا ومؤرخة بعام 1636. وقد صدرت هذه الورقة العلمية في إسرائيل عن المركز لدراسة الثقافة اليهودية في أسبانيا والبلدان الإسلامية وتحديدًا في الجزء الثالث من الكتاب بالصفحات 166-181، وذلك عام 2011.

[3] قام بكتابة المقدمة وكذلك التعليقات الواردة في نص الترجمة مسؤولو قسم الترجمات بموقع تفسير، وقد ميزنا حواشينا بأن نصصنا بعدها بـ(قسم الترجمات).

[4] على سبيل المثال هامان في سفر استير، الذي يُعرض في القرآن (سورة 30: 28: 24: 40) على أنه كان يعيش في عهد فرعون؛ وأيضًا مريم، أم يسوع النصراني، التي تُنسب في القرآن إلى مريم بنت عمران أخت موسى في السورة 12: 66، مريم بنت عمران، وفي الترجمتين: الفرنسية (دو رييه 1685)، والهولندية (غلازيماكر 1698). تُترجم لفظة عمران إلى يهوشفاط. وفيما يبدو أن ذلك يهدف للخروج من حالة التخبط بين مريم أم يسوع ومريم أخت موسى في القرآن. وقد تسببت هذه الترجمة الغريبة في حالة من الدهشة بالترجمة العبرية لعمانوئيل فون دوريست (مخطوطة مكتبة الكونغرس، 99.Hebr .، صفحة 232 ب: 15- 16) التي أُعدت من الترجمة الهولندية سابقة الذِّكْر للقرآن: «مريم بنت يهوشفاط. لم أجد في المقرا كاملة ابنة ليهوشفاط ولربما أراد أن يقول بنت يفتاح. أي أنّ هذه الملاحظة تتعلق بمريم أم يسوع الذي تم تحريف اسمها بالقرآن إلى مريم بنت عمران، أخت موسى». وقد تشدّد دو رييه في اختياره لترجمة الاسم (عمران) إلى يهشوفاط بالتحديد، رغم أنه وفقًا للتراث النصراني فإنّ أبا مريم أم يسوع هو يواكيم (Joachim)، وهكذا ترجم دو رييه ومن بعده غلازيماكر وفون دوريت الاسم (عمران) في عنوان السورة الثالثة من القرآن إلى (يواكيم)؛ لذلك فقد نوَّه فون دوريت إلى أنه لم يجد في المِقرا كلّها أنه كانت ليهوشفاط ابنة، واقترح تعديلها إلى (بنت يفتاح) في كلّ مكان بالترجمة. ولا يزال الأمر يحتاج لدراسة كبيرة. حول هذا الموضوع. انظروا للاستزادة: بصل، الترجمة، 2.7.2III.

[5] في الأصل العبري (على غير اليهود) وهو غير صحيح كما هو واضح من سياق الفقرة، (المترجم).

[6] حول هذه الشروط، انظر على سبيل المثال: طرطوشي 1935، ص252- 253؛ لازروس يافيه 1991، ص37، ولازروس يافيه 1998، ص157.

[7] نجد مثالًا جيدًا لهذا الأمر في גויטין1971، עמ׳356، حول المصرفي اليهودي من مصر الذي نسخ القرآن في مخطوطته، والختم الذي كتبه أبو المنجا اليهودي ليموت بعدها بالسجن. انظر أيضًا: מאן1969، עמ׳ 215: לצרוסיפה1991،עמ׳37، לצרוסיפה1998. עמ׳157- 158.

[8] שטײנשנײדר 1877 (خاصة ص314 وما بعدها) كان أوّل مَن ذكر مثل هذا العمل، ومن بعده ناقشوا هذا الأمر: בלאו 1971 עמ׳ 513- 514: בלאו 1999، עמ׳ 36- 37: לצרוסיפה 1991، עמ׳ 38- 39، 1996 עמ׳ 268: 1998 עמ׳ 63: 1998، עמ׳ 159- 160.

[9] على سبيل المثال، أبو يعقوب القرقساني. انظر: קרקסאני 43/1939، ב، עמ׳ 292- 301: פרידלנר 1912، עמ׳ 93- 110. حول يهودا بن قُريش- בקר 1984 עמ׳ 280- 281, 284- 285: בלאו 1971 עמ׳ 513. وحول موسى بن عزرا- משהבןעזרא 1975 ، עמ׳ 4- 5: 92- 93: 112- 113: 240- 241: 296- 297: דנה 1991 עמ׳ 28- 31. انظروا أيضًا: גויטין 1974: לצרוסיפה 1971، עמ׳ 39، والهامش 9. حول ابن كمونه، الفيلسوف اليهودي من بغداد (مات 1285) والذي أظهر في كتاباته معرفةً واسعةً بالقرآن وقراءاته وباللاهوت الإسلامي، انظروا: المرجع نفسه: עמ׳ 39: לצרוסיפה 1998، עמ׳ 160؛ والمرجع نفسه الهامش 16، وأيضًا: פרלמן 1967، עמ׳ 20، 67، 69، 71- 74، 86- 87/ פרלמן 1971، עמ׳ 37، 101، 103، 106- 110، 126- 127.

[10] لكن من الطبيعي أنه مع غياب إشارة للكاتب غاب أحيانًا مصدر المداخل أمام القارئ المتفحّص في هذا الأدب المُترجَم. حول هذه المداخل وحول وصف القرآن باسم (العار) و(كتاب العار) في كتابات أدباء يهود بالعصر الوسيط، انظروا: שטײנשנײדר 1877، עמ׳ 316 وما بعدها: בןֿשמאי1984، עמ׳ 16.

[11] גויטין 1974.

[12] للأمثلة وللنقاش حول هذا الموضوع. انظروا: דנהתשנ״א، עמ׳ 28- 31.

[13] مثل: קרקסאני 43/1939، ב، פרק 15؛ في الردّ على المسلمين وعلى كلّ من أثبت نبوّة פסול ( תשובהלמוסלמיםולכלמישקבעאתנבואת׳פסול׳עמ׳ 292- 301، ובמיוחד & 12، עמ׳ 298- 299، قارن بين: שטײנשנײדר 1877، עמ׳ 302، פרידלנדר 1912؛ وبين: לצרוס - יפהתשנ״אעמ׳ 40: 1998, עמ׳ 162 על "אעגאזאלקראן «إعجاز القرآن»، انظروا الآتي: & 2.2.4.3.1.

[14] من الجدير الإشارة إلى أن هذا التعبير لا يوجد كما هو كذلك بالقرآن مثلًا، السورة 3: 110: (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) (אתםמצװיםעלהטובואוסריםאתהמגונה)، وبأشكال قريبة من ذلك في السورة: 104: 3: 157: 7: 67: 9: 71: 9: 112: 9: 41: 22؛ كما أن لازروس يافيه: לצרוס- יפה 1998، עמ׳ 158، ذكرت أنه خلال حياة ابن فاقودا (النصف الثاني من القرن الحادي عشر)، في كتابه (فرائض القلوب)، أكثر من استخدام هذا التعبير وتحديدًا مقارنة بفقرات من المِقرا مثل: «إنذارًا تُنذر صاحبك» (اللاويين 19/ 17).

[15] דנהתשנ״א، עמ׳ 31: משהאבןעזראתשל״ה، עמ׳ 192.

[16] حول الثلاث مخطوطات الأُولى، انظروا:שטײנשנײדר 1860، עמ׳ 113: לצרוס - יפהתשנ״א ،עמ׳ 42، הערה 26.

[17] لوصفه: Bibliothecae Apostolicae Vaticanae, Cat, I; Codicces Ebraicos et Samaritos Rome 1756 , . עמ׳336. ومؤخرًا ناقش هذه المخطوطة بتوسع فايمونتيزا 1996.

[18] لوصفه، انظروا: רודיגר 1860.

[19] يُنسب إلى فرقة يهودية (القراؤون) ظهرت بالعراق تحت حكم العباسيين وكانت متأثرة بالإسلام. [المترجم].

[20] لوصف مخطوطة الفاتيكان وغيرها، وحول تقدير تاريخ كتابة مخطوطة بودليان ووصف محتواها وسماتها، انظروا: לצרוס- יפהתשנ״אעמ׳ 42- 47: 1998، עמ׳ 166- 172.

[21] من الصعب تحديد تاريخها، ولوصف مختصر لها، انظروا: בײקרֿפוליאק 2001، עמ׳ 251.

[22] أعتزم نشر هذه المخطوطة قريبًا.

[23] شكري الكبير للدكتورة عدنا إنجل، من مشروع البيبلوغرافيا للمكتبة الوطنية والجامعية بالجامعة العبرية بالقدس، التي فحصت -بناءً على طلبي- المخطوطة ووضعت ملاحظات مهمّة فيما يتعلق بأصلها وتاريخها. والمكتوب هنا حول هذه الموضوعات هو وفقًا لرأيها.

[24]נויה 2000، עמ׳ 1. مونكادا، يهودي من صقلية، ابن حاخام، شخص مثقف ومتعدد الأعمال، تنصَّر في العشرين من عمره، حوله وحول أعماله، انظر على سبيل المثال: וירשובסקי 1989، א، עמ׳ 69: פײמונטיזה 1996، עמ׳ 254- 262: מולה، מונכאדא. أشكر الدكتور مريوتشا كارسنر على هذه المعلومات. ووفقًا لفايمونتيزا (1996، עמ׳ 258- 259) السورتان اللتان تُرجمتا هما: 22 و21، ويتضح من كلام فايمونتيزا أنّ مونكادا لم يُترجم بنفسه السورتين من القرآن إلى اللاتينية، لكنه ترأّس مشروع الترجمة، الذي كان من ضمن أعمال بطرس فنرابيليس الذي سيتم ذكره لاحقًا (& 2.2.3)، وساعده شخص يعرف العربية لكتابة النصّ العربي للسورتين وترجمتهما، وأضاف فاينمونتيزا أن مونكادا كتب مدخلًا باللاتينية للسورتين وترجمهما.

[25] انظروا: אריובנא 1547. (هاليفي) ترعرع في سالونيك، وهناك تعلّم في اليشيفوت (المدرسة الدينية اليهودية [المترجم]) بما في ذلك الفلسفة، ومن سالونيك انتقل إلى زانتيه (مدينة يونانية [المترجم])، وهناك تولى منصب حاخام المدينة وما حولها، وبعد ذلك نقل مقر إقامته إلى فينيسيا واشتهر بفضل الإجابات (الفتاوى) الدينية التي كتبها. كما ارتبط بعلاقات جيدة مع سلطات المدينة ومع المسلمين وحظي بتقديرٍ كبيرٍ، ويبدو أن ذلك بسبب مؤهّلاته الثقافية ودرايته بموضوعات علمانية، وقد توفي في فينيسيا عام 1636 (اسم المدينة وذِكْر السَّنة مسجّلان بصفحة العنوان للمخطوطة بودليانا: انظروا الآتي)، وانظروا أيضًا: פירסט 1960، ב، עמ׳ 20- 21: וײנשטײן 1971/2، עמ׳ 21، והערה 34، עמ׳46: הקר 1974. ױײנשטײן 1971/2 עמ׳ 45 הערה 21، ومكتوب أنه في كتالوجات عدّة بمكتبات عالمية تُذكر ترجمات قرآن أخرى للعبرية، لكنها غير موجودة، ويبدو أن المعلومات حولها غير دقيقة.

[26] الأمثلة لذلك كثيرة جدًّا وتوجد تقريبًا في كلّ صفحة، وفي كل مكان، تحتاج لغة الترجمة بحثًا مستقلًّا وأعتزم مناقشة ذلك مستقبلًا. حول اللغة الحاخامية، انظروا: גולדנברג 1974.

[27] اختصار لاسم الإله في الفكر الديني اليهودي. [المترجم].

[28] انقسم كبار البيبلوغرافيين الذين درسوا هذه المخطوطات العبرية حول مسألة معنى التعبير (لسان نصراني) الوارد بها. ومنهم من غيّر رأيه بمرور الوقت. שטײנשנײדר (1983, עמ׳ 461: 1848. עמ׳ 5، 362: 1966, עמ׳39) ונויבאואר (1886، א، עמ׳ 759، מס׳ 2207)، واعتقدوا أن المقصود هي اللاتينية. في حين أن مرجليوت (1965، עמ׳ 581- 581، מס׳ 1156) رأى أن المقصود هي الإيطالية، ومثله فيرست (1960، ב، עמ׳ 20- 21) الذي رأى في البداية أن المقصود اللاتينية (انظروا:וײנשטײן 2/1971 עמ׳ 21). كما أن عددًا من الباحثين ناقشوا هذه المشكلة ومن بينهم فاينشتاين (انظروا المرجع السابق)، وحافا لازروس يافيه (תשנ״ה. עמ׳ 66). ووفقًا لأقوالهم لم يكن هناك أيّ دافع من جانب يهود إيطاليا لوصف الإيطالية بـ(لسان نصراني) أو أيّة (لغة لاتينية) كتلك الموجودة في بيانات النسخ في نهاية المخطوطة ل 1. أمّا اليوم فمن الممكن تفسير (لسان نصراني) في هذه المخطوطات على أنها الإيطالية. والتأكيد على ذلك يوجد في عدة أسماء عربية تنتهي باللاحقة الإيطالية (نو) التي توجد في الترجمة، مثل: (القرعانو، والقرآنو) (مخطوطة ل 1، صفحة 1 א: 1: صفحة 24 ב: 18: صفحة 61 ב: 22 وغيرها الكثير)، (الفرقانو) (مخطوطة ل 1، صفحة 17 أ: 21 (2×)، 24 وغيرها) (قُرشينو) (مخطوطة ل 1: صفحة 99 ב: 10).

[29] أشارت لازروس يافيه لذلك بالفعل תשנ״העמ׳ 65، والصحيح، أنه بناءً على ما هو مكتوب هنا «من لسان نصراني وبعد ذلك إلى اللغة المقدسة»، يمكن فهم سبب الخطأ «من لسان نصراني» الذي يوجد في صفحة العنوان.

[30] حول هذه المخطوطة، انظروا: וײנשטײן 2/1971: נויבאואר 1886، עמ׳ 759 (מס׳ 2207).

[31] الشكل القديم للحروف العبرية. [المترجم].

[32] حوله، انظروا: מרגליות 1965، עמ׳ 581- 582: וײנשטײן 2/1971، עמ׳ 20: לצרוס- יפהתשנ״ה، עמ׳ 65.

[33] يوجد وصف مختصر للمخطوطة بمعهد صور المخطوطات العبرية: מס׳סרט53078.

[34] أنا مندهش لماذا حددت لازروس يافيه، תשנ״ח، עמ׳ 64 أنّ الترجمة في المخطوطة B243 (لوصفه انظروا الآتي) «أكثر مقروئية» من الترجمة في هذا المخطوط (B155).

[35] لازروس يافيه (المرجع السابق، وغيرها) قرأتها «محيميط»، لكن الفرق بين الهاء والحاء في المخطوطة واضح، ومن الواضح أنها أخطأت.

[36] هذه الأخطاء أساسية في الترجمة الإيطالية للقرآن. בסל، קוראן & ג.2.2.4 (3)، الهامشان: 83، 85.

[37] يوجد وصف مختصر لها في معهد صور المخطوطات العبرية:מס׳סרט 53361.

[38] حول هذه الترجمة، انظروا:ורצ׳לין 2001 עמ׳ 39- 44.

[39] انظروا:בובצין 1993، עמ׳ 197: לצרוסיפהתשנ״ח، עמ׳ 66: נויה 2000، עמ׳2.

[40] انظروا، مثلًا: בובצין، 1993، עמ 197، ووفقًا للبيبلوغرافيا 1986، עמ 285 وما بعدها.

[41] انظروا:נויה 2000، עמ 2.

[42] انظروا الآتي: & 2.2.3.

[43] بطبعة بيبلياندر (1550، א، עמ׳ 7) Retenensis، توجد أخطاء للناسخ بالفعل في مخطوطة الترجمة اللاتينية (ד׳אלװרני 1947/ 8، עמ 71)، وبالفعل كانت عن طريق الخطأ، צװמר (1915، עמ249). وحول هذا المُترجم انظروا على سبيل المثال: קריצ׳ק 1964، עמ 62- 65.

[44] حول بطرس ومشروعاته كُتب الكثير، مثل:ד׳אלװרני 8/1947، עמ 69- 113: קריצ׳ק 1964.

[45] ذالفيرني (8/ 1947، עמ 71) ذكرت أن أعضاء المجموعة لم يرغبوا في الكشف عن هوية هذا المثقف العربي، وأطلقوا عليه (محمد). انظروا عنه أيضًا:קריצ׳ק 1964،עמ׳ 68- 69.

[46] لم يُخفِ بطرس مقاصده الجدلية ضد الإسلام ونبيّه، والمواد المترجمة تم عرضها عرضًا مشوّهًا في العنوان: (ביבליאנדר 1550، א،עמ 213- 223) Incipt Chronica Mendosa et Ridiculosa: Saracenorum؛ «بداية القصص الكاذبة والمثيرة للسخرية للعرب»، هذا العنوان تم حذفه من الترجمة العبرية. فقد اتخذ بطرس موقف المواجهة الثقافية ضد الإسلام الذي هدد حينها أوروبا وكان هدفه هو تنصير المسلمين بطرق ناعمة. انظروا:בובצ׳ין 1993، עמ׳ 194.

[47] المرجع نفسه: בובצ׳ין 1995، עמ׳ 45- 54، קריצ׳ק (1964، עמ 53)، ذكر يهودي متحوِّل اسمه John of Seville.

[48] حول هذه الكراهية ودوافعها، انظروا مثلًا:עמאירה 2003، עמ׳ 398- 399.

[49] ذالفيرني 1956. كتب الكثير حول هذا الكوربوس، مثلًا: ד׳אלװרני 8/ 1947، עמ׳69 - 85: קריצ׳ק 1964، עמ׳ 69- 85: בובצ׳ין 1993، עמ 198- 194: פימונטיזה 1996،עמ 238- 242.

[50] انظروا ما يأتي: &2.2.4.2

[51] على سبيل المثال. المقدمة الطويلة (18 صفحة) التي وضعها بيبلياندر قبل ترجمة القرآن، وكتب دفاعًا جدليًّا لبطرس عن يسوع النصراني Theodori Bibliandri Apologia Iesu Christi Epistola Danini Petri: وبطبيعة الحال فإن كلّ المقدمات بمخطوطات ترجمات القرآن للعبرية وترجمات القرآن للغات أوروبية جاءت في لغاتها الأصلية.

[52] انظروا: בובצ׳ין 1993، עמ׳ 195- 196: ורצ׳לין 2001،עמ׳ 35- 38. وترجمات أخرى أيضًا للقرآن للغات أوروبية طُبعت عدة مرات في ظل الاهتمام بالإسلام - دين الأتراك. انظروا: בובצ׳ין 1993، עמ׳ 197.

[53] أشار جان لوب في دراسته للترجمات في أوروبا الحديثة إلى مسألة تعدّد الترجمات عن طبعة ببلياندر وتشابكها، وعلاقة هذا بالرغبات الترويجية للمترجمين في الادّعاء بالترجمة عن الأصل العربي مباشرة، راجع: القرآن في أوروبا، قراءة في التعامل الأوروبي مع القرآن في بدايات العصر الحديث، جان لوب، ترجمة: د/ حسام صبري. (موقع تفسير)

[54] לצרוסיפהתשנ״ח، עמ׳ 67.

[55] ناقشناه بالفعل بتوسع في بحث آخر (בסל، קוראן & 2.2.4) حول موضوع بناء الثلاث ترجمات: لاتيني > إيطالي > عبري.

[56] «بسم الرب الرحمن الرحيم».

[57] يبدو أن اللفظة سورة + (ال) السابقة المعروفة بالعربية، مكتوبة وفق الهجاء Asoara <Azoara. وحول تبديلz < sفقد تعلّمناها من كلام ذالفيرني ד׳אלװרני (8/ 1947،עמ׳ 80: وانظروا:בסל، קוראן). لكن لم نجد الكلمة Azoara لا في القواميس اللاتينية القديمة ولا اللاتينية الوسيطة.

[58] انظروا حول هذا الموضوع بتوسع: בסל، קוראן &2.2.4 ב (1- 3).

[59] هذا المترجم يوصف في طبعة بيبلياندر (1550، א، עמ׳189) كخبير كبير جدًّا في لغتين: اللاتينية والعربية. كما توجد صيغ أخرى للاسم: Hermannus Sclauus (ד׳אלװרני 8/1947،עמ׳ 80)، Hermannus S (c) lavus (בובצ׳ין 1993، עמ׳ 194).

[60] ביבליאנדר 1550، א، עמ׳ 201- 212: קריצ׳ק 1964، עמ׳4 84- 88، ومن بعده לצרוסיפהתשנ״ח،עמ׳ 68.

[61] ביבליאנדר 1550، א، 213- 223.

[62] المرجع السابق، עמ׳ 189- 200: קריצ׳ק 1964، עמ׳ 89- 94: לצרוסיפהתשנ״ח،עמ׳ 68. המפנהאלפיכפר 1924. עמ׳ 9- 10، ووفقًا لمخطوطة أخرى فإنّ الصيغة هي: Theologia Mahometi. انظروا: בובצ׳ין 1993، עמ׳ 194.

[63] لأمثلة أكثر تفصيلًا انظروا ما يأتي: & 3.2ו.(3).

[64] انظروا: المخطوطة ل 1. صفحة 24 ب: 13- 17، وانظروا ما يأتي:& 3.2 ו.(3).

[65] يوجد في هذا المدخل الجدلي 48 صفحة، وقد جاء في طبعة أريوبينا قبيل المدخل المكون من 13 فصلًا وتُرجم إلى العبرية.   

[66] هكذا رأت قبلي، وبصدق، لازروس يافيه، (תשנ״ח،עמ׳ 67)، لكنها أضافت: «باستثناء عدّة حالات كانت بها انحرافات إيطالية وكانت نصرانية جدًّا، إلا أن الترجمة العبرية، بطبيعة الحال، لم تحذُ حذوها»، لكننا لم نجد تأكيدًا لكلامها، فقد ضربت مثالًا للانحرافات النصرانية- الإيطالية هذه بترجمة الفقرة 3، من السورة 112: ﴿لم يَلِد ولم يُولَد﴾، وأضافت أن الترجمة الإيطالية تُقحم «الابن» (الإلهي) على خلاف روح القرآن، لكن هذه الإضافة مخالفة لروح القرآن. ولم نجد هذا الانحراف في الترجمة الإيطالية (ما يأتي & 2.2.3.4.2.2) وفي طبعة أريوبينا الأولى (1547). وإذا كان كلامها دقيقًا، فلربما استخدمت لازروس يافيه في بحثها إحدى الطبعات المتأخرة التي بها اختلافات عن النصّ الأصلي الذي استخدمته (انظروا ما سبق & 2.2.2)، لكنها لم تشر إلى ذلك.

[67] حول هذه الانحرافات انظروا ما يأتي: & 2.2.3.4.2.2.

[68] حول مثقف أسباني مسلم اشترك في عمل الترجمة اللاتينية لبطرس، انظروا ما سبق: & 2.2.3.

[69] وانظروا: & 1.2. في هذه الأيام اكتمل مشروع الترجمة للقرآن لـ47 لغة على أيدي مسلمين بمدينة المدينة بالسعودية، وكان هدف هذه الترجمات هو منع الزيف في فهم معاني القرآن، ومن ضمنهم ترجمة عبرية من شأنها أن تُفنِّد الزيف في الترجمة العبرية لبن شيمش (الترجمة المُحرَّفة)، وقد علمنا ذلك من خلال مقال الدكتور عليّ بافقيه في صحيفة الشرق الأوسط التي تصدر بلندن بتمويل سعودي، يوم 20- 11- 2005.

[70] بشكل عام استخدمنا الترجمة الجديدة لروبين 2005.

[71] انظروا:בטליה 1986، יג، עמ׳ 99.

[72] هل نحن بصدد ترجمة خاصة عائدة للمثقف المسلم محمد الذي ساعد كيتون في مشروع الترجمة للّاتينية (انظروا ما سبق & 2.2.3)، أو أنها نتاج خطأ الناسخ لمخطوطة هذه الترجمة؟ الأمر ما زال بحاجة لفحص كبير.

[73] من الجذر (كثر) وفي شكل الفعل الرباعي (كوثر)، والمقصود -فيما يبدو- الخير الإلهي الذي حظي به النبي محمد في هذا العالم.

[74] استخدم المؤلف مصطلح מקווה מים وهو مصطلح تشريعي يهودي يعني حوض الماء المستخدم للطهارة في اليهودية، المترجم

[75] فسَّر بعض المفسِّرين الكوثر بأنه نهر في الجنة، واختاره كثير من المفسِّرين، وفسَّره بعضهم -ابن عباس- بالخير الكثير، وهناك أقوال أخرى كثيرة؛ كتفسير الكوثر بأنه الإسلام أو الشفاعة أو العلم والقرآن أو النبوّة أو حوض النبيّ الذي يكثر عليه الناس، أو العدد الكثير من الأشياع، وغير ذلك من أقوال كثيرة حملها بعض المفسِّرين على أنها مثال داخل في القول الثاني. يراجع: التفسير البسيط، الواحدي، (24/ 375- 375)؛ البحر المحيط، أبو حيان، (10/ 565). (قسم الترجمات)

[76] خطأ ناسخ: شين بدلًا من ياء واحدة (أو ياءان).

[77] يحيل المؤلِّف هاهنا لتفسير (مراح لبيد لكشف معنى قرآن مجيد)، لمحمد نووي بن عمر بن عربي الجاوي، يراجع في التعرّف على هذا التفسير: مراح لبيد لكشف معنى قرآن مجيد، لمحمد نووي بن عمر بن عربي الجاوي (ت: 1316هـ): طبعاته - مصادره - ملامحه - تصنيفه - الدراسات حوله. تقرير منشور على مرصد تفسير للدراسات القرآنية ضمن سلسلة (تفاسير القرن الرابع عشر الهجري) في قسم (كتب ومصنفات). (قسم الترجمات)

[78] في المراد بالصمد أقوال: أنه الذي لا جوف له، ولا يأكل ولا يشرب، أو الذي يُقْصَدُ ويُصمَدُ إليه في الأمور كلّها، أوالسيد الذي قد كمل في جميع أنواع الشرف والسؤدد، أو الذي لم يلد ولم يولد، أو الذي لا يتّصف الخَلْق بصفاته ولا سبيل لهم إلى إدراك حقيقتها، وغير ذلك، وأمّا ما ذكره المؤلِّف من أن الصمد هو مَن وقف واتخذ مكانة بشكل أبدي وأنه واقف للأبد، فهذا لا يُعرف له قائل في التراث التفسيري. (قسم الترجمات)

[79] في المصدر الإيطالي: ung (هكذا!)، ويبدو أنه يقصد: unigenitus/ unigenito، حرفيًّا: مولود وحيد، ترجمناها «وحيد» انطلاقًا من أنّ المقصود هو الإله.

[80] التوصيفات الأولى لمخطوطات هذه الترجمة العبرية للقرآن كانت بيبلوغرافية فقط. لذلك، ليس من العجيب أن كتبة هذه المخطوطات لم يتعرضوا لمسألة هدف الترجمات. انظروا: שטײננײדר 1893، עמ׳ 461: פירסט 1960. ב،עמ׳ 20- 21): מרגליות 1965، עמ׳ 581- 582)، נויבאואר 1886، א، עמ׳ 759 (מס׳ 2207)؛ وما سبق: & 2.2.1.

[81] لهذا البحث أهمية كبرى، خاصّة ما يتعلق بتاريخ يهود إيران في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، فوفقًا للمقدمة بالبحث يصف الكاتب حياة اليهود وعلاقاتهم مع فرقة صوفية محلية.

[82] حول هاتين المخطوطتين ووصفهما، انظروا سابقًا: & 2.2.1

[83] וײנשטײן 2/1971، עמ׳ 23.

[84] لازروس يافيه תשנ״ח،עמ׳ 42. يبدو أنها اتخذت هذا الموقف قبل أن تفحص مخطوطة الترجمة، ويبدو أن ذلك بتأثير من مقال فاينشتاين، كما أنها تذكر هنا (الجاحظ) الذي نوَّه إلى أن ترجمة اليهود للقرآن بالتأكيد ستكون مشوّهة، والمقصود -بطبيعة الحال- «التحريف» للنصّ القرآني، الذي اتهم به غير المسلمين ومن بينهم اليهود أيضًا، وهي الاتهامات التي استمرت حتى يومنا هذا. انظروا ما سبق، الهامش 61.

[85] לצרוסיפהתשנ״ח،עמ׳ 72.

[86] בובצין 1993، עמ׳ 195- 197.

المؤلف

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))