تفسير آية انشقاق القمر
في التفسير الحديث وفي الإنترنت

المترجم : د. مصطفى حجازي
تزايد اهتمام الدراسات الغربية في العقود الأخيرة بدراسة التفاسير الحديثة والمعاصرة، كجزء من محاولة فهم طبيعة حقل التفسير ومدى استمراريته، والعلاقة بين النتاج المعاصر والتقليدي، هذه الورقة لأندرياس جوركي تقدِّم دراسة للتفاسير المعاصرة سواء المكتوبة أو المدوّنة على الإنترنت عبر دراسة حالة تفسير آية انشقاق القمر ومدى الجدة في تفسيرها المعاصر وعلاقته بالتفسير التقليدي.

  انصبّ الاهتمامُ الأكبر للدراسات الغربية للتفسير على دراسة التفاسير التراثية بالأساس، ولكن بدأ الاهتمام يتزايد في العقود الأخيرة بالتفاسير والدراسات التأويلية العربية والإسلامية الحديثة والمعاصرة، كجزء من محاولة فهم مدى استمرارية حقل التفسير الإسلامي، والعلاقة التي تربط النتاج الحديث والمعاصر بالنتاج التقليدي الطويل والمتنوع، وفهم الطبيعة الخاصّة للتفاسير الحديثة والمعاصرة والتنوّع الذي تنطوي عليه ومدى الجدة في نتاجها.

في هذه الورقة يحاول أندرياس جوركي أن يوسع دائرة الدراسة للتفاسير المعاصرة، حيث لا يتوقف عند التفاسير المكتوبة وحدها، بل يوسع الإطار ليشمل التفاسير على الإنترنت التي يقدّمها (العوام)، بالإضافة للاتساع الكبير في الرقعة الجغرافية التي يتناولها والتي تشمل البلاد العربية وتركيا والهند، وهذا من أجل إضافة طبقة جديدة من التساؤلات؛ بالتساؤل حول علاقة التفاسير المعاصرة الجديدة بالإقليم الجغرافي الذي تنتمي إليه، ويضع جوركي تفسير آية انشقاق القمر كحالة يدرس من خلالها التفسير المعاصر ويحاول الإجابة عن هذه التساؤلات.

ينطلق جوركي من تحديد ثلاثة تفسيرات تراثية للآيات، ثم يحاول فهم العلاقة بين التفاسير الحديثة والمعاصرة وبين هذه التفسيرات الثلاثة، سواء على مستوى استمرارية هذه التفسيرات، والتفسيرات التي تمّت إضافتها، أو على مستوى مراقبة الآليات الحجاجية التي قدّمها هؤلاء المفسِّرون من أجل الحجاج عن تفسيراتهم سواء الموروثة أو الجديدة، حيث يبدو -وَفقًا له- أنّ قبولَ بعضِ المعاصرين بعضَ التفسيرات التراثية لم يتمّ بذات الآليات التقليدية، بل إنّ بعض هذه التفسيرات يتمّ قبوله عبر رفض الآليات القديمة وافتراض آليات معاصرة مثل الإعجاز العلمي والعددي وغير ذلك.

تأتي أهمية هذه الورقة من كونها تلقي الضوء على اشتغال غربي بالتفسير الإسلامي يهتم بدراسة النتاج التفسيري الحديث والمعاصر في بعض المساحات ويحاول إبراز مدى تشعّبه وتشابكه، وبحث حجاجاته وآلياته وصِلته بالتقليد التفسيري السابق على الحداثة وطبيعة علاقته بالآليات والمرجعيات التراثية، وهو نمط من الدراسة بدأ يتزايد في الدراسات الغربية المعاصرة حول التفسير الإسلامي؛ لذا فمِن المفيد أن يطّلع عليه الدارسون العرب.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))