كتابة كلمة الله؛ المصاحف القرآنية في سياق عصرها
هذه الدراسة لشيلا إس. بلير المختصة بالفنّ والعمارة الإسلامية هي نمط خاصّ ومختلف من دراسة المخطوطات القرآنية، حيث لا تهتم هذه الدراسة لمضمون المخطوطات أو العلاقة بينها وبين غيرها من حيث الحروف والشّكل والرّسم والتحزيب والتسمية، وإنما تدرُس هذه المخطوطات من حيث عناصرها الفنيّة الخاصّة وما طرأ عليها من تغييرات فرَضَتْها عوامل شتَّى، حيث تحاول الربط بين التغيّرات الماديّة في المخطوطات، مِن قبيل اختلاف الشَّكْل والمواد المستخدمة في نسخ النصّ القرآني، وبين التغيرات الاجتماعية والتاريخية، وهو ما دعاها لتوسّل ذلك إلى تتبُّع العديد من الجوانب الفنيّة المختلفة في المخطوطات، وكذلك الفروق بين الأدوات التي أنتجتها.
وقد اختارت بلير في دراستها هنا ثلاث مخطوطات كنماذج لثلاث وضعيات اجتماعية من وجهة نظرها: المخطوطة الأولى هي مصحف أماجور، والمخطوطة الثانية مصحف ابن البوّاب، والمخطوطة الثالثة مصحف السهروردي. وتتبَّعت ما بينها من تغييرات ماديّة وفنيّة واختلاف في طرائق النسخ ومداده وغير ذلك، وكذلك الظروف والأسباب التي أفضَتْ لظهور تلك التغيّرات بينها.
إن الفائدة الكبيرة من وراء ترجمة مادة كهذه في ملف يهتم بـ(تاريخ القرآن)، هو أنها تُطْلِعنا على مساحة لا تخلو من طرافة من الاشتغال الاستشراقي لها فائدتها الكبيرة في كشف جانب مهمّ من جوانب تلقي الأمة للقرآن وعنايتها به في مختلف فئاتها وأهدافها الاجتماعية والسياسية.
الملفات المرفقة
مواد تهمك
- مخطوطات المصاحف بين التناول الإسلامي والاستشراقي؛ الواقع - الإشكالات – الآفاق (2-2)
- مصاحف الأمصار؛ قراءة في المصاحف المُنتَسَخة في صدر الإسلام
- التفسير في الدراسات الغربية المعاصرة؛ الجزء الأول: الإشكالات النظرية في الدراسة الغربية للتفسير
- الرِّق، والمكاتبة، والحرية: تفسير (آية المكاتَبة) في الإسلام المبكِّر
- ما قبل مصحف القاهرة؛ إطلالة على دراسة المصاحف المبكّرة
- دراسات التفسير الغربية ومعضلة المعيارية