الأسطورة، قصة الخلاص في تفسير الطبري
توظيف الأخبار الإسرائيلية في تفسير الطبري ودلالاته
يمثّل تفسير الطبري أحد أهم التفاسير في تاريخ التفسير الإسلامي؛ لذا فقد حظي هذا التفسير باهتمام كبير من الدارِسِين الغربيّين، وحظي صاحبه ونتاجه المتنوّع باهتمامٍ كبيرٍ كذلك، والاهتمام بتفسير الطبري اهتمام متنوّع المداخل والمقاربات والمساحات؛ بسبب الثراء الكبير لهذا التفسير والعلاقة التي يعقدها بغيره من الكتب التفسيرية السابقة واللاحقة، وكذلك العلاقة التي يعقدها بالحقول المعرفية الإسلامية الأخرى.
وكلود جيليو هو أحد أهم المستشرقين المعاصرين الذين ينصبّ اشتغالهم على تاريخ التفسير وخصوصًا في مراحله المبكِّرة، وله اهتمام خاصّ بالطبري وتفسيره، وفي هذه الورقة ينصبّ اهتمام جيليو في دراسته لتعامل الطبري مع بعض القصص القرآني وما يسرده الطبري من أخبار تاريخية وقصص إسرائيلي أثناء تفسيره لآيات القصص في القرآن، حيث يحاول -من خلال تحليل ثلاثة مواضع من تفسير الطبري- فَهْمَ عِلّة هذا السّرد من قِبَل الطبري وطبيعة وظيفته ومعرفة أغراضه في سياق العمل التفسيري عند الطبري.
ومن فهم أسباب سرد الطبري لمادة هذا القصص القديم، يستعين جيليو بعدد من المنهجيات الحديثة؛ فيستحضر نقاشات جادمر وريكور وشتراوس حول البنية والدلالة، والنقاشات حول دور النصوص الدينية في صنع أسطورة خلاص، ويستعيد النقاشات حول دور المخيال في حياة المؤمنين.
إنّ توظيف الروايات والأخبار التاريخية في التفسير يمثّل إحدى القضايا الشائكة في الدرس العربي والإسلامي لقضايا التفسير بشكلٍ عامّ، وهذه الورقة تمثّل مقاربة من أبرز المقاربات الغربية لمعالجة تلكم القضية في التفسير؛ مما يجعل من المهم إطْلاع الباحثين العرب عليها، للوقوف على ملامحها ونتائجها وأساساتها المنهجية.
الملفات المرفقة
مواد تهمك
- بدايات تفسير القرآن
- إعادة قراءة الطبري بعيون الماتريدي: إطلالة جديدة على القرن الثالث الهجري
- تفسير السلف؛ الأهمية والضرورة: قراءة في أسباب أهمية تفسير السلف، وكيفية توظيفه في حلّ إشكالات علم التفسير
- منطلقات دراسة توظيف الإسرائيليات في تفسير السلف؛ تحرير وتأصيل (1-3)
- رُقوق أندلسية عتيقة من تفسير الطبري؛ قراءةٌ لسماعاتها ونظرٌ في صحتها
- {فَقَد صَغَت قُلوبُكُما} تفسير الآية الرابعة من سورة التحريم عند الفراهي وإصلاحي