"الابن الضال لنوح" في القرآن

يدرس رينولدز في هذه المقالة قصة الابن الضال لنوح -عليه السلام- في القرآن، فيدرس مصدر القصة والعلاقة بين قصة القرآن وقصة الكتاب المقدّس حوله، مفترضًا كون القصة القرآنية جزءًا من مجموعة قصص تتعلق بالعلاقة بين المؤمنين والكفار في الأسرة الواحدة كما يريدها القرآن.

  دراسة العلاقة بين القرآن والكتب المقدسة السابقة عليه أحد المساحات الرئيسة في الدرس الاستشراقي، ومع تطوّر المناهج الأدبية واعتماد الكثير من الدارسين عليها في دراسة النصّ القرآني، أخذت دراسة هذه العلاقة أبعادًا جديدة تتعلق بدراسة إعادة تركيب النصّ القرآني للنصوص السابقة، مع ربط هذا بأبعاد تطور المجتمع المسلم.

ويُعدّ رينولدز واحدًا من أبرز الأسماء المهتمة بدراسة السياق التاريخي للنصّ القرآني وعلاقاته بالكتب السابقة عليه، وكذا المنفتحة على المناهج الأدبية في دراسة القرآن، يظهر هذا عبر عديد الكتب التي كتبها أو حرّرها في هذا الإطار.

في هذه المقالة يدرس رينولدز قصة الابن الضال لنوح -عليه السلام- في القرآن، حيث يحاول بحث صلتها بالتوراة، ومصدر هذه القصة القرآنية من جهة، ومن جهة أخرى يحاول بحث كيفية بناء القرآن لها، حيث يدرس علاقة هذه القصة بعدد من القصص القرآني الآخر مثل قصة إبراهيم وأبيه؛ لتصبح جزءًا من رسم القرآن للعلاقة المُثلَى بين المؤمنين والكافرين، وأحدَ مساحات عرض هذه العلاقة داخل الأسرة الواحدة والتي شكلت أحد أبعاد المجتمع الإسلامي الناشئ وانشغالاته.

ويعتمد رينولدز في مقالته على عدد من الكتابات السابقة سواء حول القصص القرآني عمومًا أو حول نوح وابنه خصوصًا، ويظهر في مرجعياته المعتمدة هذا الحضور للدرس الأدبي، كما للاهتمام بتنسيب القرآن للكتب السابقة، حيث يعتمد على كتابات مثل كتابات جيجر وشباير وغوردون نيوبي ونويفرت وكارلوس سيغوفيا، بالإضافة لما يضيفه من إطار خاصّ لنقاش المسألة.

إنّ الهدف من ترجمة هذه المقالة لرينولدز هو عرض أحد الاشتغالات المعاصرة حول هذه العلاقة؛ بغية تبيُّن مدى التطوّر المنهجي للدرس الاستشراقي في تعامله مع مثل هذه المساحات من عدمه.

المؤلف

جبريل سعيد رينولدز - Gabriel Said Reynolds

أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة نوتردام الأمريكية.
مهتم بدراسة القرآن في سياقه التاريخي، وكذا بدراسة العلاقات بين القرآن والكتاب المقدس، وكتَب وحرّر عددًا من الكتب والبحوث في هذا السياق.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))