جهود علماء نيجيريا في أصول التفسير
من عهد الدولة العثمانية الفُودَوِيَّة (القرن 12هـ) إلى الوقت الحاضر (القرن 15هـ)
إنَّ جهود العلماء حول القرآن وعلومه وعطاءَهم العلمي لا ينتهي عبر القرون والأزمان؛ لذا كان البحث والكشف عن هذه الجهود والعطاءات متواصلًا كذلك عبر القرون، لذا كان تفكير الباحث في استخراج جهود علماء دولته ومنطقته في أعزّ فنّ من فنون العلم، ألَا وهو علم (أصول التفسير)، وقد شهدت دولة نيجيريا منذ القرن الثاني عشر الهجري عهدًا ذهبيًّا من الحركة الثقافية والعلمية، وذلك بفضل قيام دولة الشيخ عثمان بن فودي فيها، وهي دولة إسلامية كبيرة دام نفوذها المتواصل نحوًا من مائتي سنة؛ أي ما يقرب من قرنين من الزمن، وقد أنتج علماء هذه الدولة ومَن أتى بعدهم من أبناء نيجيريا الغرّاء كثيرًا من الكتب والمؤلّفات العِلْمِيّة الكثيرة، ما زال كثير منها مخطوطًا أو مفقودًا أو منسيًّا أو مهملًا، وكان من مباحث هذه المؤلَّفات والكتب مسائل في علم (أصول التفسير)، والتي رأى الباحث استخراجها ومناقشتها، فأعمل منهج العرض والتحليل عند كلّ عالم من العلماء الذين كتبوا في أصول التفسير، وبيَّن الجديد الذي أضافه أو المصدر الذي نقل منه.
وقد قسَّم الباحثُ جهودَ هؤلاء العلماء حسب الزّمن الذي عاشوا فيه، فقسَّمهم إلى طائفتَيْن: طائفة عاشوا ما بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريّيْن، ومؤلّفات هذه الطائفة غير مُعَنْوَنة بمصطلح (أصول التفسير). وطائفة عاشوا ما بين القرن الرابع عشر الهجري إلى الوقت الحاضر، وأغلبها عَنْوَنَتْ كُتبَها بمصطلح (أصول التفسير).