أصول التفسير في الخطاب الـمُقَدِّمَاتِي
قراءة ابستيميّة في أشهر مقدّمات كتب التفسير
إنّ مقدّمة العِلْم هي الفَرْشُ الضروري لما يتلوها من المضامين والمحتويات، فهي التي تُعَرِّف بالكتاب، وتُرشد إلى مسالكِ الإفادة منه.
ومن أجل ذلك وَقَعَ من أكثر المفسِّرين مزيدُ اهتمامٍ بالمقدّمات، وكمالُ اعتناءٍ بتنظيمها وترتيبها، فلا تكادُ تجد للمفسِّرين كتابًا في التفسير إلّا وقد ضُبِطتْ موضوعاته وأبوابه في أوّله، بحيث يَقِفُ القارئُ من مُقدِّمته على ما في أثنائه من التفاصيل والأغراض.
وَيَتَنَزَّل هذا البحثُ ضمن سعيٍ منهجيٍّ لإظهار أهم الإشارات التأصيليّة الثَّاوية في أشهر كتب التفسير، وكَشْفِ حَمُولَتها المنهجية.
ومن أجل تحقيق هذا الغرض توسّل البحث بمنهجية «النقد الابستمولوجي»؛ بحُسبانها الأداة الأنسب لتظهير إشاراتها المنهجيّة، والأَعون على ترشيد أنساقها المعرفية والنظرية، أو بعبارة أوجز: هي التي تُجْتَلَى بها شروط الإنتاج، وتُجْتَنَى منها قوانينُ البناءِ والاستئنافِ.