تعريف بكتاب
The Iberian Qur’an
From the Middle Ages to Modern Times
الكتاب:
The Iberian Qur’an
From the Middle Ages to Modern Times
القرآن في شبه الجزيرة الأيبيرية
من العصور الوسطى إلى الأزمنة الحديثة
الكاتب: ميرسيدس جارثيا أرنيل وجيرارد فيجرز - Mercedes García-Arenal and Gerard Wiegers
دار النشر: Der Gruyter
تاريخ النشر: 2022م.
عدد الصفحات: 550
الترجمة: الكتاب غير مترجم للعربية.
محتوى الكتاب:
يحتوي الكتاب على ثماني عشرة دراسة، مقسمة على أربعة أقسام:
القسم الأول: اللاتينية وتطوّر الترجمة الحرفية للقرآن:
يضمّ هذا القسم خمس دراسات؛ في الدراسة الأُولى يتناول تشارلز بيرنت كيف تبرز ترجمة مارك الطليطلي تطويرًا للترجمة الحرفية للقرآن والتي بدأت مع روبرت الكيتوني. الدراسة الثانية لتريزا ويتكومب تناقش فيها ترجمة مارك الطليطلي للقرآن ولبعض الكتابات عن العقائد الإسلامية، مثل عقائد ابن تومرت، وتُلْقِي الضوء على سياق الترجمة وأهدافها الظاهرة في تقديم مارك لها، كذلك تبرز تطوير مارك لترجمة حرفية للقرآن. في الدراسة الثالثة يناقش أنتوني جان لوبين وجود ترجمة لاتينية للقرآن في القرن الثاني عشر في طليطلة غير مشتهرة، من خلال تحليل قصيدة تأبين لمترجم مجهول، في الدراسة الرابعة يناقش ديفيد سكوتو أنّ الترجمة ثلاثية اللغة (العربية واللاتينية والقشتالية) لخوان دي سيغوفيا (يوحنا الأشقوبي) في القرن الخامس عشر، والتي خضعتْ لدراسات كثيرة، هي ترجمة حديثة نسبيًّا وليست أقدم ما توصل إليه المؤرِّخون. في الدراسة الخامسة يتناول أوليس سيشيني ترجمة الراهب الفرانسيسكاني جيرمانويس السيليزي للقرآن من القرن السابع عشر، وهي ترجمة أنجزها في دير الأسكوريال، وقضى فيها تقريبًا حياته كاملة، وهي من أهمّ ترجمات شبه الجزيرة الأيبيرية للقرآن.
القسم الثاني: المسلمين في إسبانيا المسيحية:
يضمّ هذا القسم خمس دراسات؛ في الدراسة الأُولى يناقش ريتشارد فيجرز تفاعل فقهاء القاهرة المملوكية مع النُّسَخ القرآنية التي كتبها الموريسكيون للقرآن في ظلّ الضغط المسيحي؛ إِذْ كان الفقهاء على معرفة بهذه المصاحف المكتوبة بالعربية والقتشالية باستخدام الخط العربي (الألخاميدية)، وكانوا يحذرون في فتاويهم من تعليم غير المسلمين القرآن. في الدراسة الثانية يناقش أدريان رودريجز إيجلاسياز النُّسَخ القرآنية في إسبانيا المسيحية؛ إِذْ كان المسلمون ينسخون القرآن إمّا كاملًا أو جزئيًّا، وكذلك كانوا ينسخونه بالعربية أو باللهجات المحلية، وتمثّل هذه المخطوطات القرآنية أحد أهمّ أجزاء التراث الموريسكي. في الدراسة الثالثة يناقش بابلو روزا كاندس طبيعة النُّسَخ القرآنية المكتوبة بالألخاميدية، وتقوم دراسته على محاولة تجاوز الاهتمام المكثّف في دراسة هذه النُّسَخ بنسبتها وطبيعة الترجمة، ليهتمّ بطبيعة لغة هذه النُّسَخ. في الدراسة الرابعة يتناول أدريان رودريج إيجلاسياز وبابلو روزا كاندس النُّسَخ القرآنية في فترتي المدجنين والموريسكيين، في المرحلة الأولى كان لا يزال مسموحًا للمسلمين بممارسة شعائرهم، أمّا في المرحلة الأخيرة فقد كان على المسلم الاختيار بين التنصّر أو النفي؛ لذا كان القرآن الأساسي في الشعائر الإسلامية يُكتب بأشكال مختلفة، وتمثّل دراسة نُسَخ المرحلة الأخيرة نافذة لفهم طبيعة حياة المسلمين وتعاملهم مع القرآن في هذا السياق. في الدراسة الخامسة يتناول مارسيدس جارسيا أرنيل القرآن فترة محاكم التفتيش في إسبانيا في القرن السابع عشر؛ إِذْ يبرز من خلال قصة محاكمة خوان دي فيديس وزير الملك فيليب الرابع على تهمة الاستماع للقرآن، اهتمام محاكم التفتيش بمعرفة اللغة التي يُقرأ بها القرآن في إسبانيا، وكذلك العدد النسبي لهؤلاء القرّاء، ويتساءل حول إمكانية وجود القرآن لدى دي فيديس، وما هي طبيعة النُّسَخ القرآنية التي قد تكون متاحة في هذه الفترة.
القسم الثالث: معارضو القرآن، الجدليّون، المتحوّلون، العلماء:
في الدراسة الأولى يتناول ريان سفيتش الاهتمام السياسي الإسباني بمعرفة العربية ضِمن عملية التنصير في القرنين السادس عشر والسابع عشر؛ إِذْ يتناول الأساس العملي الذي وضعه مارتن غارسيا القسيس الإسباني للتنصير في غرناطة، إِذْ تمّت دعوته من قِبَل الملك والملكة من أجلِ معرفته بالعربية ليكون قادرًا على قيادة عملية تبشير واسعة للمسلمين ولتعليم المتحوِّلين إلى المسيحية. في الدراسة الثانية يتناول لويس برنابيو بونس مسألة الاهتمام بالقرآن بعد غزو قشتالة وأراغون وغرناطة، وكيف تشكّلت السياسية الدينية التبشيرية في مرحلة الموريسكيين في القرن السادس عشر؛ إِذْ كان عدد المسلمين في هذه المناطق يتجاوز أحيانًا عدد المسيحيين، ولم يكن الغزو نفسه ولا الإكراه كافيَيْن في تحويل ديانة المسلمين؛ لذا قامت السياسية الدينية باعتماد منهج الجدل الديني إلى جوار الإكراه أحيانًا، مما فتح المجال لتطوّر الدراسات الجدلية بالعربية ضد القرآن. في الدراسة الثالثة يتناول روبرتو توتوللي أهمية الترجمات والجدل الديني في إسبانيا في القرن السادس عشر، في تعريف الأوروبيين بالإسلام وبالنصّ الأصلي للقرآن. تتناول الدراسة الرابعة لكاتارزينا ستارزيفسكا ترجمات المتحوِّلين من المسيحية للإسلام؛ إِذْ تدرس ترجمة خوان جابرييل وتعديلاتها التي أنجزها ليون أفريكانوس، ويحاول عبر مقارنة النُّسختين إثبات وجود ترجمة أخرى لمؤلّف مجهول تم إدراجها في الترجمة الأولى. في الدراسة الخامسة يتناول مكسيم سيلين إستراتيجيات التنصير التي اتّبعها المسيحيّون في غرناطة وأراغون في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وكيف قامت هذه الإستراتيجيات على البدء بتنصير النُّخَب، مما دفع لمحاولات فهمٍ معمّق للقرآن وللفقه الإسلامي؛ لإنتاج كتابات تقوم على دحض الإسلام.
القسم الرابع: الأزمنة الحديثة:
يتضمّن هذا القسم ثلاث دراسات؛ في الدراسة الأُولى يتناول خوان بابلو أرياس توريس استقبال القرآن في إسبانيا في القرن التاسع عشر، وهو اهتمام تزايد بفعل الترجمة الفرنسية للقرآن لكازيمكسي إلى الإسبانية، يجمع هذا الاستقبال بين الافتتان بالقرآن والشّك تجاهه من منظور مسيحي وعلماني. يتناول إيزابيل بويانو جويرا وفيرناندو رودريجز ميديانو في الدراسة الثانية (مصحف الملكة)، وهو عبارة عن كتاب يتضمّن في بعض أجزائه ترجمة شِعْرية لبعض سور القرآن، كتبها خوسيه فيليبرتو بوتيلو وأهداه إلى الملكة الأمّ والدة إيزابيلا الثانية، وقد كتب المؤلِّف هذا الكتاب في مرحلة مهمة من حياته بعد تعرُّض مسيرته السياسية في إسبانيا في القرن التاسع عشر لاضطراب كبير. في الدراسة الثالثة يتناول إيزاك دونوسو القرآن بين الفلبينيين الإسبان في الصين التي توسّع فيها الإسلام في القرن السادس عشر.
أهمية الكتاب:
تهتمّ الدراسات العربية المعاصرة اهتمامًا مكثفًا بدراسة ترجمات القرآن في أوروبا منذ العصور الوسطى وإلى الآن، وهذا في إطار محاولة فهم هذه الترجمات باعتبارها كاشفة عن تاريخ التفاعل الأوروبي مع الإسلام، وكيف تطوّر وتنوّع هذا الاهتمام وفق السياقات التاريخية والجغرافية، وفي هذا الإطار نشأ مشروع القرآن الأوروبي الذي أنتج عددًا من الكتابات ضمن هذا السياق.
هذا الكتاب يتناول بالتحديد الترجمات القرآنية في إسبانيا منذ القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر، ويبرز كيف أثّرت إستراتيجيات التنصير في غرناطة وأراغون وقشتالة على نموّ الكتابات الجدلية ضد القرآن، وعلى الاهتمام بالقرآن الأصلي، وعلى تطوير دراسات حول القرآن والإسلام، كذلك يلقِي الضوء على أهمية هذه الترجمات في نقل المعرفة بالقرآن لأوروبا، مما يجعل من المهم للقارئ العربي أن يطّلع عليه.
