المنشورات الحديثة في المجلات العلمية الغربية المتخصّصة في الدراسات القرآنية
ملخصات مترجمة
الجزء الرابع والأربعون

هذه المقالة هي الجزء (44) من ترجمة ملخَّصات أبرز الدراسات الغربية المنشورة حديثًا[1]، والمنشورة في بعض المجلات الغربية، والتي نحاول من خلالها الإسهام في ملاحقة النتاج الغربي حول القرآن الكريم ومتابعة جديدِه بقدرٍ ما، وتقديم صورة تعريفية أشمل عن هذا النتاج تتيح قدرًا من التبصير العامّ بكلِّ ما يحمله هذا النتاج مِن تنوُّع في مساحات الدرس.
1- Between Bible and Byzantium: “Corruption on Earth” (fasād fī l-arḍ) and the Qur’an’s Penal Code (Q 5:33-34.38-39)
Holger Zellentin
Journal of the International Qur’anic Studies Association, August, 2025
ما بين الكتاب المقدّس والرؤية البيزنطية: الفساد في الأرض وقانون العقوبات القرآني (سورة المائدة: 33- 34، 38- 39)[2]
هولجر زلنتين
تبدأ هذه المقالة المكوّنة من جزأَيْن بسردٍ موجَز للثقافة القانونية للقرآن، ثم تدرس المفهوم القرآني لـ(الإفساد) أو (الإفساد في الأرض). أوّلًا: تضع هذا المفهوم ضِمن الإطار الدلالي واللغوي للقرآن، وثانيًا: تحلّل التشريعات الجزائية القرآنية ذات الصلة بـ(الفساد) (سورة المائدة: 33- 34)، في سياقاتها الكتابية والحاخامية والبيزنطية.
تفترض المقالة أنّ قانون العقوبات القرآني مرتبط ارتباطًا جوهريًّا بنظرية الخَلْق، التي تُحدِّد الأرضَ بأكملها أرضًا مقدّسة لا يُسمح فيها بأيّ جريمة. علاوة على ذلك، فإنّ تصنيف القرآن للأفعال التي تسبب الفساد يردّد صدى سفر تكوين 6 ويطوّره بشكلٍ أكبر، والذي يحذِّر من (فساد الأرض)، أي: من إفساد خلقِ الله، وبشكلٍ أكثر تحديدًا، يردّد صدى سفر اللاويين: ١٩- ٢٦، الذي يركّز بشكل أضيق على أرض إسرائيل كأرض الله المقدّسة. ووفقًا لسوابقه الكتابية، يستند القرآن إلى النماذج التوراتية واليهودية، والمسيحية، عند صياغة عقوبات مَن (يُحاربون الله ورسوله) في سورة المائدة، في الآيتين: ٣٣- ٣٤. ويُشبّه هذا الهجوم -في إشارةٍ مُحتملة إلى غارةٍ حديثةٍ على المجتمع القرآني في المدينة المنورة- بـ(محاولة الإفساد في الأرض)، فيجعلها بذلك تهديدًا لنظام الله في الخَلق. وعند تحديد العقوبة المُناسبة لمثل هذا الإفساد، تُحاكي صياغةُ القرآن الكريم عن كثبٍ الترجمةَ الآرامية للعقوبات المُفصَّلة في سفر صموئيل الثاني 4: 12، حيث يُعْدِم داود اثنين من ضبّاطه لقتلهما عدوًّا مُقعَدًا في نومه: إمّا النفي، أو الصَّلْب، أو قطع اليدين والقدمين. وتُغْفِل قائمةٌ مُماثلةٌ من العقوبات في قانون جستنيان الجنائي، الرواية 134 (الصادرة عام 556م)، الصَّلْب، لكنها تُقدّم توازيًا موسّعًا مع القرآن الكريم من خلال الحدّ من قطع اليد للسارِقين، مُتناقضةً بذلك مع تكملة قانون العقوبات القرآني في سورة المائدة، في الآيتين: 38- 39. في كلتا الحالتين -مفهوم (الفساد في الأرض)، والعقوبات المترتبة عليه- يصعب تحديد مدى تفاعل القرآن الكريم مباشرةً مع الكتاب المقدّس العِبري مقابل تفسيره من منظور يهودي ومسيحي. ومع ذلك، فإنّ أوجه التشابه الواسعة وسط الاختلافات الدقيقة تؤكّد أن مجتمع النبيّ الحجازي انخرط بنشاط في الممارسات والخطابات الشرعية السائدة بين اليهود والمسيحيين في المقاطعات الشرقية للإمبراطورية البيزنطية.
2-Debate in the Qur’an: A Form-Critical Study
Karim Samji
Journal of the International Qur’anic Studies Association, August 2025
الجدل في القرآن، قراءة وفق منهج نقد الشكل
كارم سامجي
لطالما أقرّت الدراسات القرآنية بمكانة الجدل التي لا مِراءَ فيها كنوع أدبي رئيس في القرآن. ومع ذلك، لا يزال تصنيف الجدل النقدي من حيث الشكل مطلبًا أساسيًّا للبحث. تشمل العوائق المهمّة الجودة الشاملة للجدل والدفاعيات في بلاغة العصور القديمة المتأخّرة والذخيرة الواسعة المقدّمة في القرآن. ويُضاف إلى ذلك التعقيدِ السؤالُ المحيِّر حول الخطاب المروِّع والأخروي في كلٍّ من الدراسات الكتابية والقرآنية. من خلال فحص منهجي، تسرد هذه المقالة مجموعة شاملة من صِيَغ الجدل وأشكال الكلام المقابلة لها، والتي تتراوح من النبوءات الأخروية إلى الإعلانات النبوية. وبالتالي، يفتح نقد الشكل نافذة نادرة على العالم البلاغي للقرآن.
3- Variant Qur’anic Readings Before and After Ibn Mujāhid
Christopher Melchert
Journal of the International Qur’anic Studies Association, May 2025
القراءات القرآنية المختلفة قبل ابن مجاهد
كريستوفر ميلشرت
قامَ ابن مجاهد (ت: بغداد، ٣٢٤هـ= ٩٣٦م) باستعراضٍ شهيرٍ لقراءاتٍ قرآنيةٍ مُختلفةٍ من سبعةٍ من القرّاء السابقين. يتساءل هذا المقال عن محاولة ابن مجاهد ودافعها، هل كان يُطالِب بإجماعٍ مُشتركٍ، أم كانت محاولته مُجرد مُعالجةٍ مُتفردةٍ للمشكلة (ولكنها كانت مؤثِّرةً بشكلٍ غير عادي)؟ تُشير مُقارنةٌ مع مُعالجاتٍ سابقةٍ للقراءات من قِبَل النحاة وعلماء اللغة؛ أمثال الفرّاء، والأخفش، وقطرب، وأبي عُبيد، وأبي حاتم السجستاني، وابن قتيبة، في القرن التاسع =إلى بعض الأدلة على تفضيلٍ مُتزايدٍ لقبول مجموعةٍ مُحدّدةٍ من القراءات، ولكن لا يوجد اتفاقٌ يُذكر حول أيٍّ مِن القراءات يُمكن اعتبارها مُؤهّلة للقبول الشامل. تُظْهِر المقارنات مع معالجات الطبري والماتريدي والزجّاج في القرن العاشر، بشكلٍ رئيس، استمراريةً مع الآراء المتنوّعة في القرن التاسع. يتميّز الطبري بتركيزه الشديد على الإجماع لتحديد مدى قبول قراءةٍ ما. ويبدو أنّ أبرز ابتكارات ابن مجاهد هو قبوله جميع قراءاته السبع المختارة تقريبًا، بينما فضّل طلابُ القراءات السابقون بعض القراءات صراحةً على أخرى. ويبدو أنّ ابن النديم هو أوّل مَن فَسّر اختيار ابن مجاهد للقراءات السبع على أنه استثناءٌ للقراءات الأخرى.
4- Jesus and Mary in Sūrat al-Māʾidah (Q 5): Anti-Imperial Discourse in the Qur’an as a Criticism of Byzantine Christology
Klaus von Stosch
Journal of the International Qur’anic Studies Association, May 2025
عيسى ومريم في سورة المائدة: الخطاب المناهض للإمبريالية في القرآن كنقد للكريستولوجي البيزنطي
كلاوز فون ستوتش
تحاول هذه الورقة البحثية إثبات أنّ بعض الآيات المتعلقة بعيسى ومريم في سورة المائدة (المائدة: 17، 72، 73، 75) يمكن تفسيرها على أفضل وجه بفهمها كردّ فعلٍ على الدعاية الإمبراطورية البيزنطية. ويرى هذا البحث أنّ السبب الحقيقي لرفض الكريستولوجي البيزنطي في هذه الفترة الأخيرة من الدعوة القرآنية هو رفض إساءة استخدامه لأغراض سياسية. ومن ثم، يمكن فهم الصياغات المُنتقدَة حول دور مريم و(عبادتها)، والتي كانت تُفهَم حتى الآن -في الغالب- على أنها ردودٌ جدليّة ضد الإيمان المسيحي أو الممارسات التعبدية المسيحية.
[1] يمكن مطالعة الجزء السابق على هذا الرابط: tafsir.net/paper/90.
[2] تعريب عناوين المقالات والبحوث هو تعريب تقريبي من عمل القِسْم. (قِسم الترجمات)