تقرير اللقاء الـ80 من لقاءات أهل التفسير
أقام مركز تفسير للدراسات القرآنية مساء الثلاثاء الموافق 25 جمادى الآخرة 1447هـ الموافق 16/ 12/ 2025م بمدينة الرياض اللقاء الـ80 من لقاءاته الشهرية لأهل التفسير بعنوان: "الوقف عند القراء بين الإفراط والتفريط"، مع الأستاذ الدكتور/ سليمان بن عبد العزيز العيوني، وذلك في ديوانية أ. عبد الله الشدي.
افتتح اللقاء الدكتور د. عبد الرحمن الشهري بكلمة ترحيبية رحّب فيها بالدكتور/ سليمان بن عبد العزيز العيوني، أستاذ النحو والصرف بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
افتتح د/ العيوني اللقاء بسرد عناصر اللقاء، وهي أربعة عناصر: مقدمة قصيرة عن الوقف والابتداء، وذِكر بعض مظاهر التشدُّد والإفراط عند بعض القراء، وذِكر بعض مظاهر التساهل والتفريط عند بعض القراء، ثم خلاصة اللقاء.
ذكر د/ العيوني في مقدمته عن الوقف والابتداء أهمية اتخاذ موقف متوسط بعيدًا عن الإفراط والتفريط، وذكر أنَّ موضوع اللقاء يختص بقراءة الصلاة والقراءة الخاصَّة، دون ما يكون في مجالس التعليم، أو ما يكون في القراءة المسجَّلة المحرَّرة.
وأشار إشارة سريعة إلى عناية العلماء بعلم الوقف والابتداء، وذِكر ما يرجع إليه الوقف، وعناية بعض أهل العلم بتفصيل مراتب الوقف، وأشار إلى تأكيدهم على أهمية علم الوقف والابتداء.
ثم انتقل د/ العيوني إلى ذِكر بعض مظاهر التشدُّد والإفراط عند بعض القراء في الوقف والابتداء، وأجملها في النقاط التالية:
- شدة الالتزام بعلامات الوقف في المصاحف حتى لو طالت الآيات، مما يؤدي إلى التكرير والترديد للكلمات.
- منع الوقف على مواضع لها نظائر جاء الوقف عليها في رؤوس الآيات، رغم أن الوقف على رؤوس الآي سنة مطلقة عند الأكثر.
- الوقف على معانٍ بعيدة والإغراب في ذلك، وهو مَظهَرٌ قد يدخل في التشدُّد والإفراط باعتبارٍ إذا صدر من قارئ أو عارف بالمعاني، وفي التساهل والتفريط باعتبارٍ آخر إذا صدر من جاهل بالوقف والمعاني.
وضرب أمثلة متعدِّدة لكل منها.
ثم انتقل د/ العيوني بعد ذلك إلى ذِكر بعض مظاهر التساهل والتفريط، ومن أبرزها:
- الوقف المغيّر للمعنى.
- الوقف الدالّ على معنى فاسد.
- الوقف على كلمة ثم البدء بها مرة أخرى بقصد بيان صلاحيتها لما قبلها وما بعدها، فيوهم الوقف أن هذه الكلمة مكررة في الآية.
- الوقف الذي يوهم الخطأ النحوي.
- تقطيع المترابطات بلا موجب.
- الوقف حيث ينتهي النفس دون مراعاة للمعنى، مما قد يَفسد به المعنى.
- البدء بالكلام المحكيّ عن الكفار، وقد يكون القول كفريًّا يقبح البدء به.
- البدء بما يغيِّر المعنى.
- عدم مراعاة جهل كثير من الناس اليوم بالنحو واللغة، فيقف وقوفًا قد يفهم منها المستمع معنًى غير مراد.
وضرب أمثلة متعدِّدة لكل منها.
ثم في ختام اللقاء عرض د/ العيوني خلاصة اللقاء، والتي أكَّد فيها على أنّ الوقف يعتمد على المعنى، فما أدَّى إلى خلاف المراد أو إلى لبس في المعنى فهو ممنوع، وما لم يؤدِّ إلى ذلك فهو مقبول، وأنَّ الوقف في الآيات الطويلة بغير موجِب ولا مستحسِن بقصد توضيح المعنى من التكلُّف، وأشار إلى أن المتلازمات اللغوية ليست على درجة واحدة في قوة التعلق، وذكر عدة قواعد في ذلك.
وقد شهد اللقاء تعقيبًا من الأستاذ الدكتور/ مساعد الطيار، أكَّد فيه على أن علم الوقف والابتداء هو علم متعلق بالمعنى والتفسير في المقام الأول، وأن كتب الوقف والابتداء ليست محلًّا للوقوف الصحيحة فقط، بل فيها الصحيح والضعيف والمحتمل، وأنّ الأصل في قراءة العامة هو الوضوح وتجنُّب ما يشغِّب على أذهان الناس.
هذا، وقد حظي اللقاء بحضور طيب من الباحثين والأكاديميين وطلاب العلم.