بحث: بنية وتفسير سورة المؤمنون
لـ نيل روبنسون
"عرض وتقويم"

المؤلف : محمود عماد
نيل روبنسون من أهم الباحثين على ساحة ما يُعرف بالاتجاه التزامني لدراسة القرآن، في ورقته البحثية (بنية وفهم سورة المؤمنون) قدّم رؤية لبنية هذه السورة في نقاش مع بعض الكتابات الأخرى مثل كتابات نويفرت، هذا المقال هو عرض وتقويم لورقة روبنسون.

  نُشِرَتْ مؤخرًا ترجمة ورقة بحثية لأحد الباحثين الغربيّين، والتي تناوَل فيها الباحث أحد الموضوعات المهمّة، وهي ورقة (بنية وتفسير سورة المؤمنون)[1]، للباحث نيل روبنسون[2]، وفي هذه المقالة سنحاول تقويم ورقة روبنسون وبيان الموقف منها، وستأتي معالجتنا النقدية مقسومة لقسمين؛ أحدهما لعرض البحث كما عَرَضَه صاحبه باختصار لا يخلّ به، والثاني لتقويمه، وذلك بعد تمهيد نعرِّج فيه أولًا حول الاتجاه التزامني للاستشراق وكيفية التعاطي مع القرآن، وثانيًا حول مجهودات روبنسون واعتراضه على بحث أنجيليكا نويفرت وهو ما نتعرّض له بالتفصيل في هذه المقالة التي تُعَدُّ مقاربة نقديّة نأمل أن تكون منصفة وشارحة لمنهج الباحث قدر الاستطاعة؛ واقفة على أهم ما يميّز هذا البحث وأبرز ما اعتراه من نقصٍ وإشكال.

تمهيد:

أولًا: الاتجاه التزامني للاستشراق:

شهدت مؤخرًا الدراسةُ الغربية للقرآن بدءَ ظهورٍ لتناوُلٍ مختلِفٍ، وهو التناول التزامني (السانكروني)، والذي ينطلق من فرضية معاكسة تمامًا للفرضية التي ألجأَتْ لاستحضار المنهج التاريخي النقدي لدى غالب المستشرِقين؛ وهي القول بأنّ النصَّ القرآني -كما هو موجود الآن- نصٌّ متّسقٌ وله بنْيَة تحتاج للكشف عنها والبحث فيها لفهمها، ومِن ثَمّ استثمار المنهج التزامني لا التعاقبي في الكشف عن هذه البنية وفهم أبعادها.

ويرجع بروز التزامنية على ساحة دراسات القرآن الغربية في العقود الأخيرة لسببين رئيسين:

أولًا: تطوّر مناهج دراسة النصوص ذاتها في الفكر الغربي -كظهور البنيوية وغيرها- والتي تهتم باستكشاف بُنَى النصوص لا دراسة أصلها ومصدرها كالمنهج الدياكروني.

ثانيًا: تطوّر مناهج دراسة النصوص الدينية ذاتها في الغرب، ومحاولة استفادتها من المناهج التزامنية وتحقيقها الكثير من النتائج اللافتة للنظر من خلالها، والتي حفزت -بالتالي- المستشرقين لمحاولة تطبيقها على القرآن، خصوصًا في إثر تنامي الرّغبة الأوسع في نقل دراسة القرآن لحقل دراسات اللاهوت ومحاولة إيجاد منهج أكثر ملاءمة يستطيع تلافي بعض الإشكالات التي طالما لابست المنهج التعاقبي في دراسته القرآن[3].

ثانيًا: التعريف بالباحث وأهم اعتراضاته على أنجيليكا نويفرت:

يُعَدُّ روبنسون الأستاذ للدراسات الإسلامية في جامعة ليدز والمعروف بكتابه الشهير (اكتشاف القرآن، 1996) واحدًا من أهم باحثي الاتجاه التزامني، سواء بإسهاماته التطبيقية داخل هذا الاتجاه، أو برؤيته النقدية لكثير من رواد نفس الاتجاه، مثل الألمانية أنجيليكا نويفرت، وهذه الورقة التي سنقوم بتناولها تُمثِّل من جهة اشتغالًا تطبيقيًّا لمنهج روبنسون الخاص في تناول القرآن عبر مثال سورة المؤمنون، ومن جهة أخرى يُقدِّم فيها روبنسون نقدًا قويًّا لمنهج نويفرت في التعامل مع النصّ، خصوصًا فهم نويفرت لبنية السورة القرآنية باعتبار أنها الوحدة التي يبني عليها النصّ/ القرآن ذاته المقسم إلى مجموعة من السور.

القسم الأول: بحث نيل روبنسون؛ عرض وبيان:

هدف البحث:

يهدف البحث إلى نقد الدراسات السابقة لأنجيليكا نويفرت حول سورة المؤمنون، واقتراح تقسيم مختلِف لبنية السورة؛ لذا ينقسم البحث إلى قسمين رئيسين:

أولًا: العرض والنقد لتقسيم أنجيليكا للسورة.

ثانيًا: تطبيق نموذج مقترح للباحث.

أولًاالعرض والنقد لتقسيم أنجيليكا نويفرت للسورة:

قسمت أنجيليكا نويفرت السورة إلى مجموعة من المقاطع أو الوحدات كلّ منها يحتوي على عددٍ من الآيات حسب موضوع معين يعبّر عن معناها، وقد قسّمت السورة إلى ثلاثة أقسام كلّ قسم ينقسم إلى وحدات أصغر منها كالآتي[4]:

1- مقدمة تحتوي على الآيات من 1 إلى 11 وتمثّل فضائل المؤمنين.

2- تقسيم السورة إلى 3 أقسام.

أ) آيات الخلق؛ وتحتوي على آيات 12 إلى 16 وتمثّل خَلْقَ الإنسان، وهو دليل على قدرة الله على البعث، والآيات 17 إلى 22 وتمثّل خلق السماوات والأرض وشجرة طور سيناء والأنعام والفُلْك.

 ب) آيات قصص الأنبياء؛ وتحتوي على آيات:

 - نوح وخَلاصه في الفُلك، 23 إلى 30.

 - رسول لم يُذْكَر اسمه، 31 إلى 41.

 - رسل يظهرون من وقت لآخر على فترات منتظمة، 42 إلى 44.

 - موسى وهارون، 45 إلى 49.

 - عيسى بن مريم، 50.

 - مخاطبة الرّسل: الشقاق الحاصل داخل الأمم.

 ج) العظة والجدل؛ وتحتوي على آيات:

 - عظة للنبي، 54 إلى 56.

 - بيان أصحاب الفضائل، 57 إلى 61.

 - إحصاء الأعمال في الكتاب، 63.

 - الغفلة عن الحساب والعقاب، 64 إلى 67.

 - التلاشي في سياق الجدل الحالي، 68 إلى 71.

 - مهمّة النبي التحذير وإعلان عقاب الكافرين، 72 إلى 77.

3- مقاطع تسبيحية، الوعيد بالحساب، الإيمان بوحدانية الله.

• الثناء على الله، 78 إلى 80.

• استشهاد الكفار بآبائهم لإنكار البعث، 81 إلى 83.

• تساؤلات عن مَن بيده السلطان وإجابتها: الله، 84 إلى 89.

• وحدانية الله، 90 إلى 92.

• أدعية موصى بها، 93 إلى 98.

• ندم الكافرين يوم القيامة، 99 إلى 104.

• رفض التوبة، 105 إلى 108.

• التذكير يوم القيامة بسخريتهم من المؤمنين، 109 إلى 111.

• سؤالهم عن كَمْ لبثوا بعد الموت، 112 إلى 115.

تمجيد الله، والوعيد لمن اتخذ إلهًا غيره، ودعاء موصى به، 116 إلى 118.

أهم النقاط الذي ينتقد بها روبنسون هذا التقسيم:

1- عدم التوازن بين طُول الأقسام الثلاثة: فبينما القسم الأول يتكون من 11 آية فإن القسم الثالث يتكون من 42 آية.

2- يَعتبر روبنسون الآية 54 هي نقطة التحوّل إلى القسم الثالث في السورة وليست الآية 78 التي أشارتْ إليها نويفرت، ففي هذه الآية يخاطب القرآن (الله) متحدّثًا مميزًا (محمد) بصيغة المفرد ويقول: {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ}[المؤمنون: 54].

3- عدم وجود تناظر بين الآيات من 1 إلى 11 والآيات 78 إلى 80 التي اقترحتها، بل يرى أنّ التناظر مع الآيات 54 إلى 63؛ لأنها تمثّل في جوهرها فضائل للمؤمنين.

4- يقترح أنْ تصنّف الآيات من 78 إلى 80 كجدل مع الغائب، وليست كمقطع تسبيحي؛ لذكرها في خواتيمها: {قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ}، و{أَفَلَا تَعْقِلُونَ}.

5- يعترض على اعتبار الآية 78 وما بعدها بداية المقطع الثالث المفتتح بالجدل كما تدّعي نويفرت، ويستشهد بإجابة الإمام الرازى عن علاقة الآية: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} بما قبلها.

6- يعتبر فهم نويفرت للقرآن كمقاطع غير مترابطة خطرًا لعدم فهم وجه الترابط بين المقاطع، مما جعله يُقْدِم على وضع تصوّر أكثر تماسكًا لبنية السورة من وجهة نظره.

ثانيًا: تطبيق نموذج مقترح للباحث:

يقدِّم روبنسون -كما يزعم- بنية متناظرة أو شبه متناظرة للسورة؛ حيث يقسّمها إلى قسمين رئيسين فقط، كلّ قسم به حوالي بضع وأربعون آية (الأول 42 والثاني 45) مغلّفان بلوحة أوّلية ولوحة ختامية كلّ منهما متقاربتان في الطّول أيضًا (11 آية، و10 آيات) ومربوطتان بالمفصل المركزي المكوّن من 10 آيات هو الآخر، كما بالشّكل الآتي[5]:

عنوان المقطع
الموضوع
رقم الآيات

مفتتح

 

0 إلى 1

لوحة أوّلية

 

1 إلى 11

القسم الأول

بداية من خلق الإنسان وصولًا إلى التحزّب الديني الواقع بينهم

12 إلى 53

المفصل المركزي

 

54 إلى 63

القسم الثاني

الجدل الحالي، والحساب الوشيك

64 إلى 108

لوحة نهائية

 

109 إلى 118

خاتمة

 

117 إلى 118

ورغم قول الباحث بأنّ القسم الثاني به تَشَظٍّ من حيث تماسك الموضوعات وتتابعها إلا أنه يجادل أن الظاهرة الشفهية للسورة تجعل بنية السورة في حالة تماسك من حيث الطول والقافية لكلّ قسم وكذلك للمقطع الافتتاحي والختامي، ثم يستعرض الباحث بعد ذلك بنية السورة من خلال منهجية التقابل العكسي والتقويس.

التقابل العكسي للسورة عند روبنسون:

1- في بداية ونهاية السورة: يستعرض روبنسون البسملة وأول آية في السورة مع آخر آيتين في السورة، ويجد علاقة ترابط على مستوى المعنى والبنية[6]؛ حيث تبدأ السورة بـ{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}، وتنتهي بـ{إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ}، ويُعَدُّ ذلك سيمترية متعاكسة/ أو تقابلًا عكسيًّا في الشكل؛ حيث استخدم كلمات دالّة على الرحمة في البداية والنهاية/ واستخدم كلمة المؤمنون والمقابل لها الكافرون في الآيتين 1 و117 كما بالشكل الآتي:

رقم الآية
 
رقم الآية
المقابل العكسي

0

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

118

وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ

1

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ

117

إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ

2- علاقة سيمترية أخرى يذكرها روبنسون في المفصل المركزي (الآيات من 54 إلى 63)، ويقدِّم أسباب التقابل العكسي الخماسي الذي يقدّمه كالآتي:

رقم الآية
 
رقم الآية
المقابل العكسي
سبب التقابل

54

فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ

63

بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ

تكرار كلمة غمرة

55

أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ

62

وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ

تشابه كلمتي نمدّهم مع وُسعها

56

نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ

661

أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ

نسارع ويسارعون وتكرار كلمة الخيرات

57

إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ

60

وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ

تكرار خوف المؤمنين باستخدام كلمتي خشية ووجلة

58

وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ

59

وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ

التأكيد على الإيمان وتجنُّب الشرك مثل يؤمنون ويشركون

3- يقدِّم تناظرًا عكسيًّا آخر في اللوحة الأولية، رغم وصفه إياه بعدم التشابه الكامل إلا أنه يقدّمه، ويسوق أسباب التشابه كالآتي:

رقم الآية
 
رقم الآية
المقابل العكسي
سبب التقابل

1

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ

10 إلى 11

أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

الآيات المقابلة تشرح معنى الفلاح المذكور في أوّل آية

2

الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ

9

وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ

الإشارة إلى الصلاة

3

وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ

8

وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ

ربط اللغو بالأيمان بدلالة آية البقرة: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ}

4

وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ

5 إلى 7

وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ

علاقة طهارة المال بطهارة الجسد، كما ذكرَ سيّد قطب في كتابه (في ظلال القرآن)

التقويس للسورة عند روبنسون:

 يرى روبنسون أنّ القسم الثاني لا يحتوي على متقابلات عكسية، ويصف ذلك بالتفريغ[7]، ويحاول جاهدًا الوصول لعلاقة بين الآيات في القسم الثاني، ويضع التقويس بديلًا للتقابل العكسي حيث يوجد تكرار لنصوص الآيات، ويضرب مثالًا لذلك بالآية 109 و118: {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ}[المؤمنون: 109]. {وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ}[المؤمنون: 118].

التماسك النصي للسورة وربطها ببعضها عند روبنسون:

أولًا: تماسك آيات القسم الأول:

وضع روبنسون بعض الملاحظات لربط آيات القسم الأول ببعضها ورفضه لتقسيم أيّ مقطع من المقاطع لمجموعة منفصلة، وهذه الملاحظات تتمثّل في:

1- وجود الفعل (أنشأنا) في مجموعات الآيات في القسم الأول حيث يظهر في الآية 14: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ}، و19: {فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ}، و31 و42 تكرّرت الآية: {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ}، وبذلك يكون هناك رابط مشترك بين كلّ آيات القسم الأول.

2- الربط بين كلمة الفردوس وبين خلق الإنسان بوجود قصة سابقة تتعلّق بوجود الإنسان الأول (آدم) في الجنة، كذلك وجود علاقة بين آيات البعث وآيات خَلْق الإنسان في مواضع سور أخرى مجتمعة يجعل هناك تأكيدًا بأنّ العلاقة بين خلق الإنسان وآيات البعث علاقة طبيعية جدًّا، بل يعدُّ ذلك ربطًا طبيعيًّا بأن الجنة هي مكان البعث الذي ينتظره المؤمن.

3- علاقة قصص الأنبياء بصفات المؤمنين هي أنّ الأنبياء هم القدوات الصالحة لأيّ مؤمن؛ لذلك تَذكر الآيات صفات الأنبياء لتكون مثالًا عمليًّا لكلّ مؤمن.

4- تشير الآيات إلى عيسى وأمّه مريم: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً}، وبمعرفة الآيات في السور الأخرى فإنّ عيسى قد تكلّم عن الصلاة والزكاة في المهد: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا}[مريم: 31]، بينما مريم تمثّل رمزًا للعفة: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا}[التحريم: 12]، وهذه صفات المؤمنين في اللوحة الافتتاحية: {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ}.

5- وجود تشابه بين آيات خَلْق الإنسان المعجزة، وقصة إعجاز خَلْق عيسى بدون أب.

6- وجود كلمات متشابهة بين آيات المقطع القصصي في القسم الأول، مثل:

{أَفَلَا تَتَّقُونَ} و{وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}.

{فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} و{فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.

وهكذا[8].

ثانيًا: تماسك المفصل المركزي وعلاقاته بباقي السورة:

يعمل المفصل المركزي على الانتقال من القسم الأول إلى القسم الثاني، حيث يردّد موضوعات القسم الأول مع الإشارة إلى الموضوعات الآتي بيانها في القسم الثاني.

- فبداية الآيات تخاطب النبيَّ محمدًا وتقول: {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ}، مثلما قال قوم نوح قبل نزول العذاب: {فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ}، وتكمل الآيات بذِكْر النّعم والتّرف من الله عليهم تمامًا مثل ما كان في الأمم السابقة.

- وتأتي آيات القسم الثاني لبيان تفاصيل آيات المفصل المركزي، كالآية 59: {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ}، الذي تم ذكره بالتفصيل في الآيات 91 و92 و116 في القسم الثاني.

- إشارة الكتاب الناطق بالحقّ في الآية 62 أعطى فكرة مهيمنة قد تكرّرت في آيات 70 و71 و90 و116 في القسم الثاني[9].

ثالثًا: تماسك آيات القسم الثاني:

يُعَدُّ القسم الثاني عبارة عن مقطع واحد منتظم من آيات الجدل مع المتوجّه لهم الخطاب على لسان الرسول، وتذكيرهم بالآخرة والعذاب المنتظر لهم لجحودهم وإشراكهم بالله، وطمأنة للمؤمنين على مكانهم في الفردوس، إلى أن تنتهي السورة باللوحة الختامية والدعاء التسبيحي النهائي.

يحاول روبنسون إيجاد علاقات بين القسم الثاني وباقي آيات السورة، ويستعرض هذه العلاقات في الآتي:

1- مخاطبة محمد لله بكلمة (رَبِّ) كما خاطبه الأنبياء المذكورون في القسم الأول.

2- التأكيد على فلاح مَن ثقلَتْ موازينهم وخسارة مَن خَفّتْ موازينهم في الآية 102 و103 وهو ما افتتحت به السورة في القسم الأول مِن ذِكْر فلاح المؤمنين.

3- تشابه نفس الألفاظ المذكورة لوصف الكافرين في القسم الأول مع المذكورة في القسم الثاني.

4- وجود تشابه بين اعتراض كفار مكة على محمد بأنه بشرٌ فانٍ في القسم الثاني مع قصص الأقوام السابقة المذكورة في القسم الأول.

5- الإشارة إلى العلاقة بين عقيدة المسيحية في اتخاذ الله ولدًا وبين ما ذُكِر في القسم الأول عن عيسى وأمّه. [راجع تماسك القسم الأول]

6- علاقة المفصل المركزي: {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ} بما بعدها في القسم الثاني: {حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ} وغيرها من الآيات؛ يُعَدُّ مفارقة بين وعد الله للكافرين وبين أفعالهم وإصرارهم على الشِّرْك[10].

نتائج البحث:

يصل روبنسون إلى نتيجة أن السورة 23 (سورة المؤمنون) هي مترابطة من حيث البنية، وكلّ مقطع من مجموعة الآيات له ارتباط وثيق بالآيات السابقة واللاحقة عليه، وليس كما كتبت نويفرت بأنّ السورة تتألّف من (نظم حلقي) حلقات منفصلة من الآيات[11].

وبذلك نكون قد انتهينا من عرض بحث روبنسون، والآن ننتقل لمراجعة ما قرّره في بحثه وبيان أهم الأخطاء التي وقع فيها الباحث، لكن أولًا نقف على أهم ما جاء في دراسته من مميزات وأبرز ما يمكن الاستفادة منها.

القسم الثاني: بحث نيل روبنسون؛ نقد وتقويم:

أهم مزايا البحث:

ينطوي البحث على بعض الميزات، أهمها ما يأتي:

أولًا: محاولة النقد الجادة لمنهجيات الدراسات القرآنية السابقة:

استطاع روبنسون ببراعة وجرأة أن يجادل البحث الذي تقدِّمه نويفرت، واستخرج علاقات لم تنتبه لها فيما كتبته عن السورة، بل إنه لم يكتفِ بالقيام بنقدٍ عميق وقويّ لبحثها بل اشتبك نقديًّا معه وحاوَل تقديم رؤية مغايرة لبنية السورة.

ثانيًا: تعضيد التنظير بالتطبيق:

استطاع روبنسون أن يطوّر نظرية نولدكه ومِن بعدِه نويفرت عن التركيب الداخلي للسور، وظهرتْ نتيجة هذا التطوير في العلاقات التي استخرجها بين أقسام السورة وبعضها وداخل كلّ قسم، وقد قام ببحث عملي تطبيقي ناجح بشكلٍ عامّ لسورة المؤمنون.

ثالثًا: إيجاد بعض الروابط التي تربط بين آيات السورة:

قدّم روبنسون بعض العلاقات المنطقية التي تشير إلى معنى مترابط ومتّسق في إطار تسلسل الآيات؛ كمثال الربط بين أول آيتين وآخر آيتين بالسورة (التقابل بين المفتتح والخاتمة)، وأيضًا الربط بين آيات ذِكْر سيدنا عيسى وأمّه مريم وبين ما جاء لاحقًا من ذِكر الجدل التوحيدي والتأكيد على عدم اتخاذ الله أبناء في الآية 91 كما تدّعي العقيدة المسيحية الحالية.

أهم إشكالات البحث:

ينطوي البحث على بعض الإشكالات، وأهمها ما يأتي:

أولًا: محاكمة الباحث من داخل منهجه في البحث:

1- الخطأ في ربط بعض علاقات التقابل العكسي:

أخطأ روبنسون في ذِكْره لوجود تقابل عكسي بين آيات اللوحة الافتتاحية وبعضها[12]، الأمر الذي جعله يضع 3 آيات في تقابل مع آية واحدة ليكمل التصوّر الذهنى المسبَق لوجود تقابل عكسي في اللوحة الافتتاحية، ويظهر جليًّا أنه من الصعب جدًّا قبول هذه الفرضية ولا حتى من باب الظاهرة الشفهية التي ساقها لتبرير التقابل في المقطع الأخير للسورة، هذا الافتراض مقبول نوعًا ما لكن في أول 11 آية من السورة لم يكن موفّقًا في وضعهم في تقابل عكسيّ وإن كان هناك تشابه في الألفاظ، وهذا يأخذنا إلى المأخذ الثاني للباحث وهو:

2- الاهتمام بالشكل والتناسق على حساب المعنى (المفصل المركزي نموذج):

يبدو أنّ روبنسون يتّخذ من التحليل البنيوي سبيلًا للتعامل مع النصّ القرآني ولا يعير للمعنى أهمية كبيرة، أو لنكن منصِفين نقول: يَعتبر المعنى أولوية ثانية بعد التقسيم الشكلي والترتيب ومراعاة التنسيق والقافية. قد تستشف ذلك بسهولة حيث تجده متناثرًا في كلّ مكان في البحث كما ذكرنا في النقطة السابقة، وسنركز على أهم مثال في البحث وهو المفصل المركزي الذي يعتبر أهم ما جاء في بحث روبنسون والذي قسمه إلى 10 آيات من الآية 54 إلى 63 لسببين:

أ) ليكون متناظرًا مع اللوحة الافتتاحية والختامية (كلّ منهما 11 و10 آيات أيضًا)[13].

ب) ليثبت أنه متكوّن من تقابل عكسي خماسي منتظم[14].

وبالطبع كِلا السببين قائم على أسباب شكلية/ تنسيقية في حين أن المتأمّل لمعاني الآيات سيدرك أن المقطع من الآية 54 في حالة ترابط وانسجام وحتى الآية 67؛ أي يكون المفصل المركزي عبارة عن 14 آية وليس 10.

3- التمسك بوحدة القسم الأول رغم اختلاف الموضوعات:

جادل روبنسون بأن المقطع الثاني من القسم الأول الذي يتحدّث عن قصص الأنبياء السابقين في علاقة وثيقة مع موضوع القسم الأول بل والسورة بأكملها، وهذا صحيح، بيدَ أنّ من الغريب هو إصراره على عدم تقسيم المقطع رغم أنه من حيث المعنى يختلف في مضمونه مع آيات خلق الإنسان اختلافًا واضحًا، وهنا يظهر أن تقسيم نويفرت للقسم الأول كان أكثر دقة؛ حيث فصّلت بين موضوعات القسم الأول: بدايةً مِن ذِكر فضائل المؤمنين، ثم التذكير بقدرة الخالق على إعجاز خلق الإنسان، ثم ذِكر قصص الأقوام السابقة لطمأنة النبيّ ومَن معه وإنذار الكافرين بمصيرهم المنتظَر، ولا يخلّ هذا التصنيف بموضوعات السورة ولا يمنع من وجود علاقات تربط كلّ مقطع بما يليه أو ما يسبق عليه، والتمسك بجعلِ كلّ المقاطع وحدة واحدة هو أمرٌ مستغرَب لا يفسّره سوى أن يكون القسم الأول له نفس عدد آيات القسم الثاني (بضع وأربعون آية لكلّ قسم)، أي: التمسك بالتنسيق الشكلي على حساب المعنى كما ذكرنا آنفًا.

ثانيًا: إشكالات منهجية الاتجاه السانكروني (نقد التزامنية):

هناك جوانب يتم التغافل عنها من قِبَل الاتجاه التزامني (السانكروني)، والذي يجب أن تتم محاكمته وبيان الخطأ في منهجياته، ليس بالضرورة لإسقاط هذا المنهج أو اعتباره غير جدير بالنظر، إنما لمعرفة مواطن القصور التي تتخلّل الدرس النصّي البنيوي للقرآن والمطالبة بالنظر الأعمق للتعامل معه؛ لذلك نقدّم بعض النقاط التي تبرز إشكاليات التزامنية، وهي:

أولًا: النظر للقرآن باعتباره المصدر الوحيد للدراسة:

بعد أن بينَّا أخطاء وقعت من روبنسون في المنهج الذي اتبعه بنفسه، واعترافه في بعض المواضع بعدم ملاءمة النصّ لما يفترضه بشكلٍ شخصي على وجود تقابل عكسي أو تناص أو تناسب في الطول والقافية، سنصل إلى نتيجة مفادها أنّ هناك خللًا ما يعتري منهجية الدراسة، وهذا الخلل يشمل الاتجاه التزامني كاملًا وليس فقط روبنسون، وأهم تلك الإشكالات هي الاعتماد على القرآن في فهم وتقسيم بنية القرآن كمصدر وحيد باعتباره الدليل المادي على وجوده، وعدم النظر إلى الشِّعْر الجاهلي والسِّيرة أو حتى التفسيرات القديمة للمسلمين كمصادر تساعد على فهم وتحليل النصّ القرآني، ولا شك أن هذا له من العيوب التي نجدها في تحليلات التزامنيّين وعلى رأسهم أنجيليكا نويفرت، وليس هذا المقال المكان المناسب لعرض أمثلة لذلك، والتي تحتاج لمساحة خاصة لنقاشها.

ثانيًا: التقسيم المشوّش للسور المكية:

التقسيم الثلاثي الذي بدأه نولدكه وطوّرته نويفرت للسور المكية واتّبعه روبنسون هو الآخر لم ينجح كثيرًا في وضع منهج واضح خالٍ من الغموض، بالرغم من تقسيم عدد معيّن من القوافي لكلّ مرحلة من الثلاث، إلا أنه لا تخلو كلّ مرحلة من وجود خصائص من المراحل الأخرى= الأمر الذي يشكّك في مدى علمية تلك التقسيمات وإظهارها بشكلٍ غامض وبه الكثير من التشويش[15].

ثالثًا: جدوى التحليل الحديث للسورة/ لوحدة النصّ القرآني:

يقوم بحث روبنسون على نقد تقسيم نويفرت واستعراض نموذج جديد لتقسيمٍ أفضل من وجهة نظره، ويعتبره نموذجًا يقدِّم رؤية متماسكة للسورة متجاهلًا حقيقة أنّ هذا التقسيم أيضًا تقسيم ذاتي يمكن أن يتم نقده بنفس المنطق المتبع وتقديم رؤية جديدة تدّعي أيضًا أنها أكثر تماسكًا لفهم السورة، فهل هذا صحيح حقًّا؟!

الإجابة، هي أن تلك الدراسات على ما بها من لمَحات جيدة تحاول فهم السورة في إطار واسع بدلًا من فهمِ كلّ آية منفردة، إلا أنها لا بد أن تقدِّم نفسها باعتبارها اجتهادات شخصية من الباحث تتغيّر بتغير النظرة الشخصية لكلّ باحث، يحدّد ما هو الموضوع الرئيس للسورة، وعليه يقول إنّ تلك الآيات جاءت بعد ذلك لتتحدّث عن نفس الموضوع... وهكذا[16]. وليس كما قَدَّم الاتجاه التزامني نفسَه باعتباره يقدّم تحليلًا علميًّا دقيقًا لقارئ القرآن الغربي بغية فهمه، والادّعاء بأنهم قد استطاعوا أخيرًا فهم النصّ عن طريق تحليله وتقسيمه إلى فقرات وعناصر ورصد الروابط بينها وانتهى الأمر! بل يجب النظر للقرآن باعتباره نصًّا إلهيًّا مقدّسًا، واعتبار خصوصية بيانه وتقسيمه كجزء لا يتجزّأ من خصائص وإعجاز النصّ، وادعاء ضرورة مطابقة تقسيمات النصّ لذات التقسيمات البنيوية المعاصرة إنما هو يُسْقِط البحث برمّته ويجعله يُغَيِّب طريقة البناء الخاصة للنصّ، فضلًا عن أنه غير مستساغ من جانب المؤمن بهذا النصّ الذي لا ينشغل كثيرًا بأن تكون كلّ فقرات السورة بينها تسلسلٌ وانتظامٌ بالمعنى البنيوي المحدّد.

خاتمة:

وبعد هذا النظر في فحص هذه الدراسة التي قدّمها روبنسون، وتمحيص هذه البناءات منهجيًّا تبيّن لنا عدّة جوانب إيجابية؛ فقد رأينا نقدًا قويًّا من داخل الاتجاه التزامني للأبحاث السابقة عليه المتمثل في نقد نويفرت رائدة الاتجاه في الوقت الحالي، كما عرَضْنا تطبيق روبنسون لتقسيم سورة المؤمنون بطريقة أكثر تماسكًا مما قدّمته أنجيليكا، وتعرّضْنا بعد ذلك للأخطاء التي وقع فيها الباحث، كما قدّمنا بعض الاعتراضات التي توجّه لمنهجية الاتجاه التزامني الذي يبحث في بنية النصّ كهدف وغاية غافلًا تفسير/ الهرمنيوطيقا النصّ التي تعدُّ الهدف الأهم من دراسة القرآن، ويمكن للباحثين المسلمين تطبيقه والاستفادة منه، إلا أنه بالطبع لم تخلُ الدراسة من أخطاء تُمثّل خللًا في المقدّمات قد ترتّب عليها خلل في النتائج، ونؤكّد في ختام البحث أنّ الدراسة البنيوية للقرآن الكريم بها الكثير من الميزات التي يجب إضافتها للتفسير الحديث والتعامل مع القرآن، كما نأخذ على الباحث الغربي عدم إدراكه خصوصية النصّ القرآني باعتباره نصًّا إلهيًّا لا يخضع لما يخضع له غيره من النصوص الأدبية التي ينطبق عليها التحليل البنيوي بحذافيره، ونلفت نظره للجوانب الأخرى التي يمكن أن يضيفها في بحثه ليخرج بنتائج أكثر منطقية واتساقًا مع مراد النصّ، لا كما يتصوّر هو عن النصّ!

 ونسألُ اللهَ أن يكون قد وَفَّقَنَا في عرض وتقويم هذا البحث، وأن يغفرَ لنا الزَّلَل الذي لا نُبرّئ أنفسنا من الوقوع فيه ولا بد.

 


[1] بنية وتفسير سورة المؤمنون، نيل روبنسون، ترجمة: أمنية أبو بكر، مركز تفسير للدراسات القرآنية، وهي منشورة على موقع تفسير للدراسات القرآنية تحت الرابط الآتي: tafsir.net/translation/49.

[2] بنية وتفسير سورة المؤمنون، نيل روبنسون، ص2.

[3] الاتجاه السانكروني (التزامني) في دراسة القرآن، مسؤولو قسم الترجمة في موقع تفسير، وهي منشورة على موقع تفسير للدراسات القرآنية تحت الرابط الآتي: tafsir.net/translation/44.

[4] بنية وتفسير سورة المؤمنون، نيل روبنسون، ص9.

[5] بنية وتفسير سورة المؤمنون، نيل روبنسون، ص14.

[6] بنية وتفسير سورة المؤمنون، نيل روبنسون، ص17.

[7] بنية وتفسير سورة المؤمنون، نيل روبنسون، ص22.

[8] بنية وتفسير سورة المؤمنون، نيل روبنسون، ص28.

[9] بنية وتفسير سورة المؤمنون، نيل روبنسون، ص32.

[10] بنية وتفسير سورة المؤمنون، نيل روبنسون، ص35.

[11] بنية وتفسير سورة المؤمنون، نيل روبنسون، ص13، رقم 6.

[12] بنية وتفسير سورة المؤمنون، نيل روبنسون، ص21.

[13] بنية وتفسير سورة المؤمنون، نيل روبنسون، ص15.

[14] بنية وتفسير سورة المؤمنون، نيل روبنسون، ص19.

[15] مساءلة التفسير البنيوي للقرآن، برايتشل فريدمان، ترجمة: أمنية أبو بكر، ص30، وهي منشورة على موقع تفسير للدراسات القرآنية تحت الرابط الآتي: tafsir.net/translation/69.

[16] مساءلة التفسير البنيوي للقرآن، برايتشل فريدمان، ترجمة: أمنية أبو بكر، ص33.

المؤلف

محمود عماد

باحث في التفسير وعلوم القرآن

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))