أعلام التونسيين في علم القراءات القرآنية وما تعلَّق به تدريسًا وتأليفًا
من القرن الثاني إلى الخامس الهجري

كان لعلماء تونس جهودٌ كبيرةٌ في خدمة كتاب الله تعالى قراءة ورسمًا وضبطًا وتفسيرًا، وهذه المقالة تعرِّف بعددٍ من أعلام تونس في القراءات القرآنية وما تعلّق بها من علوم، وأهم المؤلفات المؤلفة في هذا الفنّ في القطر التونسي من القرن الثاني إلى الخامس الهجري.

مقدمة:

  شهد المشرق العربي والإسلامي حركةً علميّةً كبيرةً منذ فجر الإسلام، وتتابعت هذه الحركة على مَرِّ الأزمان والأعصار، ولقد حفظ لنا التاريخُ أسماءَ رجال تخصصوا في القراءات القرآنية وما تعلّق بها من علوم؛ تدريسًا أو تأليفًا وكتابةً.

ولم يقتصر هذا الأمر العظيم على المشرق فقط؛ فلقد كانت للمغاربة اليد الطّولَى في هذا الميدان الفسيح: في الحواضر الجزائرية أو الليبية أو الموريتانية أو المغرب الأقصى.

ولقد كان لعلماء تونس جهودٌ كبيرةٌ في خدمة كتاب الله تعالى قراءةً ورسمًا وضبطًا وتفسيرًا، والذي يحتاج إلى أن يُسَلَّط عليه الضوء، وتُلْفَتُ إليه الأنظار؛ حيث خفي كثيرٌ من هؤلاء الأعلام على كثيرٍ من الباحثين، ولم تُولَ جهودهم قدرها الذي تستحقه من العناية والتحليل والدراسة.

لذا فقد جاءت هذه المقالة مُعَرِّفة بعددٍ من أعلام علماء تونس في القراءات القرآنية وما تعلّق بها من علوم، وأهم المؤلفات المؤلَّفة في هذا الفنّ في القطر التونسي من القرن الثاني الهجري إلى القرن الخامس الهجري.

أولًا: العناية بالقراءات القرآنية وما تعلَّق بها من علوم؛ تدريسًا:

كانت تونس من الحواضر العلميّة البارزة على مَرّ التاريخ، ولقد بذل علماؤها جهودًا كبيرةً في تعلُّم القراءات القرآنية وإقرائها، إِنْ في تونس أو عن طريق الرحلة والسفر لتلقِّي العلوم طلبًا للعلم في الحواضر العلمية الأخرى؛ كمِصْر والمدينة وقسنطينة، وغيرها.

ولقد حفظت كتبُ التراجم أسماءَ العديد من العلماء ممن تعلَّموا وعلَّموا وجلسوا للإقراء تعليمًا للناس هذا العلم النبيل، وفيما يأتي عرضٌ لبعض ذلك:

1- صقلاب بن زياد الهمداني القيرواني: وهو إمام حجّة فقيه، تفقّه على الإمام مالك وغيره. أخذ القراءة عن نافع، وأخذها عنه يونس بن عبد الأعلى ويعقوب بن الأزرق، الذي اشتهر طريقه عن ورش في القراءة وصار عمدة قراءة المغاربة. مات سنة: 193هـ[1].

نرى أنّ هذا الإمام التونسي رحل إلى مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأخذ الفقه عن مالك، والقراءة عن نافع، وتعلّم على يديه رجلٌ صارت قراءته هي قراءة عددٍ كبيرٍ من المغاربة. وكان ذلك عن طريق عقد مجالس يتعلّم فيها هذا العلم تسمى مجالس الإقراء.

ومن الذين عقدوا مجالس للإقراء كذلك:

2- محمد بن محمد بن خيرون الأندلسي أصلًا التونسي قرارًا، يكنى: أبا جعفر: مقرئ فقيه.

قرأ بمصر على أبي الحسن إسماعيل بن أبي يعقوب الأزرق المزني صاحب ورش، ثم دخل القيروان وبنى مسجدًا وطلب العلم على علمائها كعيسى بن مسكين، ودرس القراءات القرآنية بها، وهو الذي قدم بقراءة نافع على تونس، وكان الغالب عليهم قراءة حمزة، فاجتمع عليه الناس، ورحل إليه أهل الآفاق. مات سنة: 301هـ[2].

3- محمد بن سفيان الهواري القروي أبو عبد الله: وهو إمام مقرئ فقيه حافظ، أَوْحَد أهل زمانه في القراءات القرآنية، من شيوخه في القراءة أبو الطيب عبد المنعم بن غلبون.

أقام بالمهدية، وأقرأ الناس القراءات، ومن تلاميذه الذين أقرأهم: أبو محمد عبد الله بن خزرج، وأبو حفص عمر بن حسن المعروف بابن النفوسي سنة: 403هـ، وحاتم الطرابلسي والدلائي. مات سنة: 408هـ، وقيل: 415هـ[3].

4- موسى بن عيسى بن أبي الحاج الغفجومي القيرواني، أبو عمران: إمام فقيه حافظ محدِّث.

أقرأ القرآن بالسّبع وجوَّده. مات بالقيروان سنة: 430هـ[4].

ولقد منَّ الله -عزّ وجلّ- على الربوع التونسية بِعَلَمٍ سطّر التاريخُ ذِكرَاه وانتفع به الناس في زمانه وإلى زماننا، مقرئ مجيد ومصنِّف بارع، لا تزال مصنفاته هي عمدة المتخصصين في القراءات القرآنية وما تعلّق بها من علوم؛ كالرّسم والضبط القرآنيَّيْن وعدِّ الآي والتجويد وغيرها، وهذا الإمام هو:

5- أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي القيرواني: إمام عالم فقيه أديب شاعر أستاذ القرّاء والمجوِّدين: أخذ القراءة عن أبي الحسن القابسي، وقرأ القراءات بمصر على أبي الطيب عبد المنعم بن غلبون وابنه طاهر، وقراءة ورش على أبي عديّ عبد العزيز، وسمع من أبي بكر محمد بن علي الأذفوي.

أَقْرَأَ بالقيروان، ورحل إلى الأندلس، وجلس للإقراء بجامع قرطبة.

قرأ عليه: يحيى بن إبراهيم بن البياز، وموسى بن سليمان اللخمي، وأبو بكر محمد بن المفرج، ومحمد بن أحمد بن مطرف الكناني، وعبد الله بن سهل، ومحمد بن محمد بن أصبغ، ومحمد بن عيسى بن فرج المغامي، ومحمد بن محمد بن بشير، وحازم بن محمد. مات سنة: 436هـ[5].

ومن الأئمة الأفذاذ كذلك:

6- أحمد بن عمار المهدوي، أبو العباس: إمام مقرئ مفسّر نحوي، كان مقدّمًا في القراءات والعربية.

رحل وقرأ القراءات بالقيروان على محمد بن سفيان، وعلى جدِّه لأُمِّه: مهدي بن إبراهيم، وأبي الحسن أحمد بن محمد القنطري بمكة، وغيرهم.

دخل الأندلس في حدود سنة: 430هـ.

قرأ عليه: غانم بن الوليد، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن مطرف الطرفي، وموسى بن سليمان اللخمي، ويحيى بن إبراهيم البياز، ومحمد بن إبراهيم بن إلياس، ومحمد بن عيسى بن فرج المغامي. مات سنة: 440هـ. وهو الذي ذكره الشاطبي في باب الاستعاذة[6].

ولا تزال تونس تُنجِب الكبار، وتَلِد العمالقة، ممن سخَّروا حياتهم لخدمة القرآن الكريم، ومن بين هؤلاء:

7- علي بن عبد الغني أبو الحسن الفهري القيرواني الحصري: أستاذ ماهر، وأديب حاذق، قرأ القراءات على عبد العزيز بن محمد صاحب ابن سفيان، وعلى أبي علي بن حمدون الجلولي، والشيخ أبي بكر القصري، تَلَا عليه السبع تسعين ختمة.

تصدّر للإقراء فقرأ عليه أبو داود سليمان بن يحيى المعافري، وروى عنه أبو القاسم بن الصواف قصيدته في قراءة نافع، وأقرأ الناس بسبتة وغيرها، توجه للأندلس نحو سنة: 450هـ، وأقرأ بها، استقر بطنجة سنة: 483هـ، وتوفي بها سنة: 488هـ[7].

تبيّن لنا من خلال هذا المطلب أنّ تونس كانت حافلة بطلاب العلم، منوّرة بمجالس الإقراء والتعليم، وكانت منارة من المنارات التي تضيء للدنيا بأَسْرِها.

ثانيًا: العناية بعلوم القراءات القرآنية وما تعلّق بها من علوم؛ تأليفًا:

لم يقتصر الأمر -كما رأينا في المطلب الأول- على مجالس الإقراء، بل كَتَبَ علماءُ تونس مصنَّفات بديعة دوَّنوا فيها هذه العلوم، وهذه المصنفات هي قِبْلة طلاب العلم قديمًا وحديثًا، ينهلون من مَعِينها. وهذه جملة من تلك المصنَّفات، رصدتُ أسماءها وما استطعتُه من بيان معلوماتها إنْ كان الكتاب مفقودًا أو مطبوعًا أو مخطوطًا:

1- الابتداء والتمام في القراءات: لمحمد بن محمد بن خيرون، ت: 301هـ[8].

2- الأَلِفات واللامات في رسم المصحف: له[9].

3- كتاب في الأداء: له، وهو في مذهب ورش عن نافع[10].

4- كتاب الهادي في القراءات: لمحمد بن سفيان الهواري القيرواني أبي عبد الله، ت: 415هـ[11].

والكتاب مهمٌّ جدًّا؛ لأنه من أصول النشر للإمام ابن الجزري. وقد طبع الكتاب بدار عباد الرحمن بالقاهرة ودار ابن حزم، الطبعة الأولى، سنة: 1432هـ -2011م بتحقيق: د. خالد حسن أبو الجود.

5- كتاب الإرشاد في مذاهب القراء: له أيضًا[12].

6- التذكرة في القراءات: له كذلك[13].

7- كتاب التبصرة: لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي القيرواني، ت: 436هـ.

ألَّفه بالقيروان سنة: 392هـ. والكتاب مطبوع سنة: 1402هـ/1982م بالدار السلفية، الهند، في طبعته الثانية.

وطبعه أيضًا: معهد المخطوطات العربية بالكويت، بتحقيق: محيي الدين رمضان سنة: 1405هـ، في طبعته الأولى.

8- التذكرة لاختلاف القرّاء السبعة: لمكي بن أبى طالب، جزء ألَّفه بقرطبة سنة: 395هـ. ذَكَره القفطي، وغيره[14].

9- التنبيه على أصول قراءة نافع وذِكر الاختلاف فيه: لمكّي، جزآن. ذَكره القفطي، وغيره[15].

10- كتاب الإنصاف في الردّ على أبي بكر الأدفوي فيما زعم من تغليطه في كتاب الإمالة: لمكّي بن أبي طالب القيسي، والكتاب ثلاثة أجزاء. ذكره ياقوت، وغيره[16].

11- شرح الراءات على قراءة ورش وغيره: لمكي، وهو جزء. ورَدَ ذِكره عند القفطي[17].

12- التبيان في اختلاف قالون وورش: لمكي بن أبي طالب. ذَكره القفطي، وقال: جزء[18].

13- شرح رواية الأعشى عن أبي بكر عن عاصم: لمكي بن أبي طالب. ذَكره القفطي، وقال: جزء[19].

14- الاختلاف بين قالون وأبي عمرو: لمكي، جزء. ذَكره القفطي[20].

15- الاختلاف بين قالون وابن كثير: لمكي. نسَبه إليه القفطي، وقال: جزء[21].

16- الاختلاف بين قالون وابن عامر: لمكي، جزء. ذَكره القفطي[22].

17- الاختلاف بين قالون وعاصم: لمكي. ذكره القفطي، وقال: جزء[23].

18- الاختلاف بين قالون وحمزة: لمكي، جزء. ذَكره القفطي[24].

19- الاختلاف بين أبي عمرو وحمزة: لمكي. ذَكره القفطي[25].

20- الاختلاف بين قالون والكسائي: لمكي. ذكره القفطي[26].

21- كتاب شرح الفرق لحمزة وهشام: لمكي، جزء. ذكره القفطي[27].

22- اختلاف القراء في ياءات الإضافة وفي الزوائد: لمكي، جزء. ذكره القفطي[28].

23- وجوه كشف اللبس التي لبَّس بها أصحاب الأنطاكي في المدّ لورش: له، وهو جزء. ذكره القفطي[29].

24- فرش الحروف المدغمة: لمكي. ذكره القفطي، وغيره[30].

25- اختصار الإدغام الكبير على ألف با تا ثا: لمكي. ذكره القفطي[31]، وهو جزء.

26- كتاب الإمالة: لمكي. ذكره ياقوت الحموي[32].

27- تمكين المدّ في: آتى وآمن وآدم، وشبهه: له. والكتاب مطبوع بدار الأرقم بالكويت، سنة: 1404هـ/1984م، بتحقيق: أحمد حسن فرحات.

28- كتاب الموجز في القراءات: لمكي القيسي، جزآن، ألَّفه بقرطبة سنة: 394هـ. ذكره الداودي وغيره[33].

29- اتفاق القراء: لمكي. جزء ذكره القفطي[34].

30- الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة بعلم مراتب الحروف ومخارجها وصفاتها وألقابها: لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي القيرواني، ت: 436هـ. والكتاب مطبوع عدّة طبعات، منها التي هي بتحقيق: أحمد حسن فرحات، بدار عمار، الأردن، ط1، سنة: 1404هـ/1984م.

31- الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها: لمكي القيسي.

والكتاب طبع سنة: 1394هــ/1974م بمجمع اللغة العربية، مطبعة الترقي، دمشق، بتحقيق: محيي الدين رمضان.

وطبع بدمشق مؤسسة الرسالة، سنة: 1401هـ/1981م، مصورة عن سابقتها.

وطبع بمؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، للمحقق نفسه، طبعة خامسة سنة: 1418هـ/1997م في مجلدين.

32- الإبانة عن معاني القراءات: لمكي بن أبي طالب. طبع سنة: 1397هـ/ 1960م، بتحقيق: عبد الفتاح إسماعيل شلبي، القاهرة، مكتبة نهضة مصر، ومطبعة الرسالة.

وطبع أيضًا سنة: 1399هـ/1979م، بتحقيق: محيي الدين رمضان، دمشق، دار المأمون للتراث، طبعة أولى.

33- منتخب حجة أبي علي الفارسي: لمكي كذلك، ثلاثون جزءًا. ذكره القفطي وغيره[35].

34- الياءات المشددة في القرآن والكلام: لمكي أيضًا. وهو كتاب مطبوع سنة: 1402هـ/1982م، بتحقيق: أحمد حسن فرحات، مكتبة الخافقين، دمشق، والمكتبة الدولية الرياض.

35- أصول الظاء في القرآن والكلام وذكر مواضعها في القرآن: له أيضًا. ذكره القفطي[36].

36- الاختلاف في الرسم من: هؤلاء، والحجة لكلّ فريق: لمكي أيضًا. ذكره القفطي[37].

37- هجاء المصاحف: لمكي كذلك. ذكره ابن خلكان، وغيره[38].

38- اختصار الألفات: له، جزء. ذكره القفطي[39].

39- شرح كلّا وبَلَى ونَعَم والوقف على كلّ واحدة منهن في كتاب الله -عزّ وجل-: لمكي. والكتاب مطبوع بدار المأمون للتراث، بتحقيق: أحمد حسن فرحات، دمشق، سنة: 1978م.

ومطبوع كذلك للمحقق نفسه، بدار عمار، الأردن، ط1، سنة: 1418هـ/1997م.

40- اختصار الوقف على كلّا وبَلَى ونَعَم: لمكي، وهو مختصر للكتاب السابق.

والكتاب مطبوع بمؤسسة ومكتبة الخافقين، الرياض، المكتبة الدولية، سنة: 1402هـ/1982م، بتحقيق: أحمد حسن فرحات.

وطبع كذلك بدار المأمون للتراث، دمشق، سنة: 1978م.

ومطبوع أيضًا بمجلة عالم الكتب المجلد 1، العدد 1، سنة: 1980م[40].

41- شرح اختلاف العلماء في الوقف على قوله تعالى: {يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ}[الحج: 13]: له. وهو جزء ذكره القفطي[41].

42-منع الوقف على قوله: {إِنْ أردْنَا إِلّا الحُسْنَى}[التوبة: 107]: له. جزء ذكره القفطي[42].

43- شرح معنى الوقف على قوله: {ولَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُم}[يونس: 65]: له. ذكره القفطي[43].

44- شرح التمام والوقف: له. ذكره القفطي، وغيره، وهو أربعة أجزاء[44].

45- الوقف التام: له، أوله: الحمد لله وحده... ذكره حاجي خليفة، وإسماعيل باشا[45].

46- الهداية في الوقف على كلّا: له. ذكره ياقوت، وحاجي خليفة، ومحفوظ[46].

47- الاختلاف في عدد الأعشار: له. ذكره القفطي، وغيره[47].

48- تسمية الأحزاب: لمكّي. ذكره ياقوت الحموي، وغيره[48].

49- الهداية: لأبي العباس المهدوي، ت: 440هـ، وهو كتاب مختصر في القراءات السبع. ذكره في كتابه شرح الهداية.

ذكره ابن الجزري، وغيره[49].

وهو كتاب مفقود، وحفظ لنا عن طريق ثلاثة كتب، وهي:
أ- كتاب النشر، لابن الجزري.
ب- كتاب الفوائد المجمعة في زوائد الكتب الأربعة، لابن الجزري، وهو مفقود، والكتب الأربعة هي: تبصرة مكي، وهداية المهدوي، وكافي ابن شريح، وتلخيص العبارات بلطيف الإشارات، لابن بليمة.
ج- كتاب تحصيل الكفاية من الاختلاف الواقع بين التيسير والتبصرة والكافي والهداية، لمؤلف مجهول، سار فيه على نمط ابن الجزري في الفوائد المجمعة، وخالفه في أمرين: الأمر الأول: جعل كتاب التيسير للداني مكان تلخيص العبارات. الأمر الثاني: صدر المسألة المختلف فيها بين الكتب الأربعة ببيت من الشاطبية؛ تقريبًا للباحثين[50].

50- الكفاية في شرح مقارئ الهداية: للمهدوي أيضًا، ذكره المؤلف نفسه في كتابه شرح الهداية، ونسبه إليه أيضًا ابن خير الإشبيلي[51].

51- شرح الهداية: للمهدوي أيضًا. والكتاب مطبوع بتحقيق: حازم سعيد حيدر، في مجلدين، سنة: 1416هـ/1995م، في طبعته الأولى، بمكتبة الرشد بالرياض.

52- ظاءات القرآن: لأبي العباس المهدوي أيضًا، وهي منظومة في أربعة أبيات، ذكر هذه الأبيات الحميدي في ترجمته للمهدوي[52].

53- هجاء مصاحف الأمصار: للمهدوي كذلك. والكتاب حققه محيي الدين رمضان، ونشره في مجلة معهد المخطوطات العربية، القاهرة، المجلد 19 الجزء 1، شهر ربيع الآخر، من: ص 53-141.

وطبعته مكتبة المعرف بالطائف بالتحقيق المذكور، نشر: محمد بن سعيد حسن الكمال، ضمن خمسة كتب باسم: مجموعة الرسائل الكمالية في المصاحف والقرآن والتفسير، سنة: 1407هـ.

54- بيان السبب الموجب لاختلاف القراءات وكثرة الطرق والروايات: للمهدوي.

طبع الكتاب بتحقيق: حاتم صالح الضامن، مجلة معهد المخطوطات العربية، سنة: 1405هـ/1985م. المجلد: 19، الجزء: 1، من: ص 127-162.

وطبع بدار ابن حزم، بيروت لبنان، ط1، سنة: 1427هـ/2006م، بتحقيق: أحمد بن فارس السلوم.

55- كتاب في عدد الآي: للمهدوي، ذكره الشاطبي في ناظمة الزهر[53].

56- كتاب في القراءات: لعبد الرحمن بن محمد اللبيدي الصفاقسي، أبي القاسم، نزيل القيروان، أخذ عن ابن أبي زيد والقابسي، روى عنه محمد بن سعدون، وغيره. مات بالقيروان سنة 440هـ[54]. ذَكره الذهبي في ترجمة عيسى بن عبد العزيز اللخمي[55].

57- الرائية في قراءة نافع: لعلي بن عبد الغني أبي الحسن الفهري القيرواني الحصري، منظومة عدد أبياتها: 209 بيتًا. وهي مطبوعة باسم: القصيدة الحصرية في قراءة الإمام نافع، لعبد الغني الحصري، تحقيق: توفيق بن أحمد العبقري، مكتبة أولاد الشيخ، مصر، ط1، سنة: 1423هـ/2002م.

خاتمة:

وبعد هذه الجولة العلمية مع جهود العلماء التونسيين في علم القراءات القرآنية وما تعلّق بها من علوم، تتجلَّى لنا المكانة العلمية للمدرسة التونسية في مجال القراءات القرآنية والإقراء، والتي ظهرت من خلال أعلامها الكبار، ومقرئيها الأفذاذ، أمثال: ابن سفيان، والمهدوي، ومكي بن أبي طالب القيسي، والحصري، ومن خلال مصنفاتهم البديعة في هذا العلم، ومن خلال استفادة العلماء من كتبهم ومصنفاتهم، ولعلّ هذه الجولة تفتح الأفقَ لمزيد بحث وعناية بهذه الجهود، ومدى تأثُّرِها وتأثيرها في مسيرة علم القراءات القرآنية وتاريخه، كما تَلْفِتُ الباحثين للعناية بسِيَرِ هؤلاء الأعلام ودراسة جهودهم في هذا الفنّ، وكذا الالتفات إلى دراسة هذه المصنفات، خاصّةً المركزية منها، وتحقيق المخطوط منها، والله الموفق.

 

 


[1] شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، محمد مخلوف، دار الكتاب العربي، بيروت لبنان، د.ط، د.ت، ص62.

[2] تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس، عبد الله بن محمد الأزدي الشهير بابن الفرضي، عُني بنشره: السيد عزت العطار الحسني، مكتبة الخانجي، القاهرة، مصر، ط2، سنة: 1408هـ/1988م، (2 /112-113).

[3] الديباج المذهّب في معرفة أعيان علماء المذهب، إبراهيم بن علي بن فرحون المالكي، تحقيق وتعليق: محمد الأحمدي أبو النور، مكتبة دار التراث، القاهرة مصر د.ت، (2 /235)، وشجرة النور، ص105-106.

[4] شجرة النور، ص106.

[5] غاية النهاية في طبقات القراء، شمس الدين محمد بن الجزري، عُني بنشره: ج. برجستراسر، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، ط2، سنة: 1402هـ/1982م، (2 /309).

[6] غاية النهاية، 1 /92، وتراجم المؤلِّفين التونسيين، محمد محفوظ، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، ط1، سنة: 1405هـ/1985م، (4 /397-401).

[7] ينظر: غاية النهاية، (1 /550-551)، وتراجم المؤلِّفين التونسيين، (2 /153-157)، والقصيدة الحصرية في قراءة الإمام نافع، لعبد الغني الحصري، تحقيق: توفيق بن أحمد العبقري، مكتبة أولاد الشيخ، مصر، ط1، سنة: 1423هـ/2002م، مقدمة التحقيق، ص26-27.

[8] غاية النهاية، (2 /217).

[9] غاية النهاية، (2 /217).

[10] ينظر: تراجم المؤلِّفين التونسيين، (2 /266).

[11] الديباج المذهب، (2 /235)، وشجرة النور، ص105-106، وتراجم المؤلفين التونسيين، (3 /43).

[12] شجرة النور، ص105-106، وتراجم المؤلفين التونسيين، (3 /43).

[13] الديباج المذهب، (2 /235)، وشجرة النور، ص105-106، وتراجم المؤلفين التونسيين، (3 /43).

[14] ينظر: إنباه الرواة على أنباه النحاة، جمال الدين القفطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي، القاهرة، مصر. دار الكتب الثقافية، بيروت لبنان، ط1، سنة: 1406هـ/1986م، (3 /318). وورد اسمه بـ: التذكرة في اختلاف القراء. ينظر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، مصطفى بن
عبد الله الشهير بحاجي خليفة، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط. سنة: 1413هـ/1992م، (1 /393)، وهدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون، إسماعيل باشا البغدادي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط سنة: 1413هـ/1992م، (2 /470).

[15] ينظر: إنباه الرواة، (3 /316)، ومعجم الأدباء، ياقوت الحموي، تحقيق: إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، ط1، سنة: 1993م، (6 /2714)، وسمّاه إسماعيل باشا: تنبيه على أصول قراءة نافع، (2 /470).

[16] ينظر: معجم الأدباء، (6 /2714)، وكشف الظنون، (1 /174)، وهدية العارفين، (2 /470)، وإنباه الرواة، (3 /316). وورد اسمه عند ابن خلكان بـ: الإبانة، مكان الإمالة. ينظر: وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، شمس الدين أحمد بن محمد بن خلكان، حققه: إحسان عباس، دار الفكر، بيروت، لبنان. د.ت، (5 /276).

[17] ينظر: إنباه الرواة، (3 /317).

[18] ينظر: إنباه الرواة، (3 /316).

[19] ينظر: إنباه الرواة، (3 /316).

[20] ينظر: إنباه الرواة، (3 /316).

[21] ينظر: إنباه الرواة، (3 /316).

[22] ينظر: إنباه الرواة، (3 /316).

[23] ينظر: إنباه الرواة، (3 /316).

[24] ينظر: إنباه الرواة، (3 /316).

[25] ينظر: إنباه الرواة، (3 /317).

[26] ينظر: إنباه الرواة، (3 /316).

[27] ينظر: إنباه الرواة، (3 /316).

[28] ينظر: إنباه الرواة، (3 /317).

[29] ينظر: إنباه الرواة، (3 /318).

[30] ينظر: إنباه الرواة، (3 /318)، ووفيات الأعيان، (5 /276)، ومعجم الأدباء، (6 /2714)، وكشف الظنون، (1 /660). وسمّاه إسماعيل باشا: كتاب الحروف المدغمة. ينظر: هدية العارفين، (2 /470).

[31] إنباه الرواة، (3 /317).

[32] ينظر: معجم الأدباء، (6 /2714).

[33] ينظر: طبقات المفسرين، لشمس الدين محمد بن علي الداودي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1 سنة: 1403هـ/1983م، (2 /332)، ووفيات الأعيان، (5 /275)، وغاية النهاية، (2 /310)، وإنباه الرواة، (3 /315)، وترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، أبو الفضل عياض اليحصبي، تحقيق: أحمد بكير محمود، منشورات مكتبة الحياة، بيروت، لبنان، د.ت، (4 /738)، ومعجم الأدباء، (6 /2713)، وكشف الظنون، (2 /1899)، وهدية العارفين، (2 /471)، وتراجم المؤلفين التونسيين، (3 /276).

[34] ينظر: إنباه الرواة، (3 /317).

[35] ينظر: إنباه الرواة، (3 /315)، ووفيات الأعيان، (5 /275)، وترتيب المدارك، (4 /738)، وكشف الظنون، (2 /1448)، وهدية العارفين، (2/471).

[36] إنباه الرواة، (3 /317).

[37] إنباه الرواة، (3 /316).

[38] ينظر: وفيات الأعيان، (5 /276)، ومعجم الأدباء، (6 /2714)، وهدية العارفين، (2 /471)، وسمّاه القفطي: علل هجاء المصاحف. ينظر: إنباه الرواة، (3/318).

[39] إنباه الرواة، (3 /316).

[40] المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع، جمع وإعداد وتحرير: محمد عيسى صالحية، طبع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، معهد المخطوطات العربية، القاهرة، مصر، ج1، سنة: 1992م، ج2و3 سنة: 1993م، ج5، سنة: 1995م، (5 /156).

[41] إنباه الرواة، (3 /317).

[42] إنباه الرواة، (3 /317).

[43] إنباه الرواة، (3 /317).

[44] إنباه الرواة، (3 /318)، ووفيات الأعيان، (5 /276)، ومعجم الأدباء، (6 /2714).

[45] ينظر: كشف الظنون، (2 /1470، 2024)، وهدية العارفين، (2 /471).

[46] ينظر: معجم الأدباء، (6 /2714)، وكشف الظنون، (2 /1470، 2041)، وتراجم المؤلفين التونسيين، (3 /276).

[47] ينظر: إنباه الرواة، (3 /316)، ووفيات الأعيان، (5 /276)، وهدية العارفين، (2 /470).

[48] ينظر: معجم الأدباء، (6 /2714)، وكشف الظنون، (1 /404)، وهدية العارفين، (2 /470)، وسمّاه القفطي: قسمة الأحزاب. ينظر: إنباه الرواة، (3/318).

[49] ينظر: النشر في القراءات العشر، محمد بن الجزري، أشرف على تصحيحه ومراجعته: علي محمد الضباع، دار الكتاب العربي، بيروت لبنان، د.ت، (1 /69-70)، وغاية النهاية، (1 /92)، وفهرس ابن عطية، عبد الحق بن عطية، تحقيق: محمد أبو الأجفان، ومحمد الزاهي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، ط1، سنة: 1400هـ/1980م، ص55، 91، وفهرسة ما رواه عن شيوخه من الدواوين المصنفة من ضروب العلم وأنواع المعارف، محمد بن خير الإشبيلي، وقف على نسخها وطبعها ومقابلتها على أصل محفوظ في خزانة الإسكوريال: فرنشكه قداره زيدين وتلميذه: خليان ربارة طرغوه، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، لبنان، ط2، سنة: 1399هـ/1979م، ص31، وطبقات المفسرين للداودي، (1 /56)، وكشف الظنون، (2 /2040)، ومعجم المؤلفين تراجم مصنفي الكتب العربية، عمر رضا كحالة، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، ط1، سنة: 1414هـ/1993م، (1 /214).

[50] ينظر: مقدمة التحقيق لشرح الهداية، شرح الهداية، أحمد بن عمار المهدوي، تحقيق ودراسة: حازم سعيد حيدر، ط1، سنة: 1416هـ/1995م، مكتبة الرشد بالرياض، (1 /87-88).

[51] ينظر: شرح الهداية، (2 /527)، وفهرسة ما رواه عن شيوخه، ص43.

[52] ينظر: جذوة المقتبس في تاريخ علماء الأندلس، محمد فتوح أبو عبد الله الحميدي، تحقيق: إبراهيم الأبياري، دار الكتاب المصري، القاهرة، ودار الكتاب اللبناني، بيروت، لبنان، ط2، سنة: 1410هـ/1989م، (1 /182)، وبغية الملتمس، ص140، وتراجم المؤلفين التونسيين، (4 /398).

[53] ينظر: القول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز على ناظمة الزهر، رضوان بن محمد المخللاتي، حققه وعلق عليه: عبد الرزاق موسى، مطابع الرشيد، المدينة المنورة، ط1، سنة: 1412هـ/1992م، ص39.

[54] ينظر: شجرة النور الزكية، ص109، وتراجم المؤلفين التونسيين، (4 /208-210).

[55] معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، شمس الدين الذهبي، حققه: محمد سيد جاد الحق، ط1، دار التأليف، مصر، (2/492).

الكاتب

الدكتور عبد الكريم بو غزالة

استاذ وباحث جزائري له عدد من الأعمال والمؤلفات في الدراسات القرآنية

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))