تأصيل علم تجزئة القرآن الكريم

لا يخفى التعدُّد الواقع في القضايا الجدليّة المتعلّقة بتجزئة القرآن، وهذا البحث يحاول التأصيل لعلم تجزئة القرآن كعلم مستقلّ، من خلال تحديد المقصود به، وبيان موضوعه، وثمرته، وحكمه، وتحرير مجالاته، ورسم الحدود بينه وبين باقي العلوم في دائرة علوم القرآن.

  عُقِد هذا البحث لمحاولة التأصيل لعلم تجزئة القرآن الكريم؛ كعلمٍ مستقلٍّ من علوم الكتاب الأجَلّ. والـمُطَّلع على كيفية معالجة الباحثين لبعض القضايا الجدليّة المتعلّقة بتجزئة القرآن الكريم لا يُخطئ ملاحظة الخلط الشديد بين حيثيات علوم القرآن المختلفة؛ كعلم القراءات وعلم الرسم وغيرهما، وهل التجزئة من اختصاص علماء القراءات بمعناها الخاصّ، أم علماء رسم المصحف، أم علماء الوقف والابتداء والتفسير، أم علماء التحفيظ، أم غير ذلك. وهو مظهرٌ من مظاهر الاضطراب في الفصل بين حيثيات تلك العلوم، وانعكاسٌ لعدم التعامل مع علم تجزئة القرآن الكريم كعلمٍ مستقلٍّ من علوم القرآن له حيثيةٌ تُبايِن غيره من علوم القرآن، وتتقاطع مع بعضها في مسائلَ قَلَّت أم كثرت. إنَّ تأصيل علم تجزئة القرآن الكريم كفيلٌ -في تقدير الباحث- بحلِّ كثير من الإشكالات، والوصول إلى الحُكْم الفَصْل في تلك القضايا الجدليّة. والأهم من ذلك: فإنَّه كفيلٌ بإثراء علوم القرآن، وإعادة ترسيم حدودِ بعضها، وتوسيع مساحات الاختصاص لبعضها الآخر.

وانطلاقًا من ذلك؛ حدَّد البحثُ المقصودَ بعلم تجزئة القرآن الكريم، وبيَّن موضوعه، وثمرته، وحُكمه، وحرَّر مجالاتِه، ورسَّم الحدود بينه وبين غيره من العلوم في دائرة علوم القرآن الكريم؛ مبيِّنًا ما بينه وبينها من وشائج وأواصر، ومُحقِّقًا أن هذه العلائق وإنْ قويت فإنها لا تشفع لحسبان علم التجزئة برمّته علمًا تابعًا لعلم من تلك العلوم، بل تبقى العلاقة بينه وبينها كالعلاقة بين بعضها بعضًا في دائرة علوم القرآن الواسعة.

وقد اقترح البحث طائفة من الموضوعات البحثيّة؛ كقضايا ومسائل لعلم التجزئة - يتشكّل بتحريرها القوام الرئيس لمادة هذا العلم المبارك.

المؤلف

الدكتور محمود عبد الجليل روزن

الأستاذ المساعد بقسم علوم وتقنية الأغذية بجامعة دمنهور - مصر، وحاصل على عالية القراءات، وله عدد من المؤلفات والبحوث العلمية المنشورة.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))