تجزئة القرآن الكريم

يحاول هذا الكتاب تتبُّع جذور تجزئة القرآن الكريم، ومدى الحاجة إلى تحسين تجزئة القرآن وتطويرها، فيعرض لمرتكزات المعارضين لتطوير التجزئة ويناقشها، كما يعرض لمقترحات التطوير ويناقشها، خالصًا إلى مقترحٍ جديدٍ للتجزئة في ضوء الأسس والمعايير التي استنتجها البحث واقتضاها النَّظر.

  تأتي هذه الدراسة ضمن الإصدارات التي نشرها مركز تفسير للدراسات القرآنية، أعدَّها الباحث: محمود عبد الجليل روزن، وقد صدر الكتاب عام 1443هـ/2021م، في مجلد واحد، وعدد صفحاته (296) صفحة.

وقد تتبَّعت الدراسة مسألة تجزئة القرآن الكريم، غير مكتفية بتصوير الإشكال بين ضرورة الإبقاء على مبدأ التجزئة ومدى الحاجة إلى تحسينها، وإنما تقصّدت طرح الحلول واقتراح آليات تنفيذها، وفي سبيل ذلك عرضت لمرتكزات القائلين بضرورة تحسينها وتطويرها، كما عرضت لمرتكزات المعارضين لهم، وحاولت الإجابة عنها.

وجاءت الدراسة في مقدمة، وتمهيد، وثلاثة فصول، وخاتمة.

اشتمل التمهيد على بيان: معنى التحزيب والتجزئة والوِرد لغةً واصطلاحًا، والفرق الدقيق بين مصطلح التحزيب والتجزئة، وأهم فوائد التجزئة.

وتناول الفصل الأول: منشأ تحزيب القرآن وتجزئة المصحف: نظرة تاريخية، من خلال أربعة مباحث:

المبحث الأول: تحزيب الصدر الأول (التحزيب بالسور).

المبحث الثاني: التخميس والتعشير (التحزيب بالآيات).

المبحث الثالث: التجزئة بالكلمات والحروف.

المبحث الرابع: التجزئة المعنوية.

وجاء الفصل الثاني عن: تاريخ نقد تجزئة المصحف ومرتكزاته ومقترحات تحسين التجزئة القائمة والاعتراضات عليها، وذلك من خلال ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: تاريخ نقد تجزئة المصحف عند المتقدمين والمعاصرين.

المبحث الثاني: مرتكزات نقد تجزئة المصحف القائمة ومقترحات تحسينها وتطويرها.

المبحث الثالث: مرتكزات معارضة دعوات تحسين التجزئة القائمة، والإجابة عن تلك الاعتراضات.

وتناول الفصل الثالث ذكر: مقترح جديد لأرباع القرآن (أرباع الأحزاب).

وقد خلصت الدراسة إلى جملة من النتائج، أبرزها ما يأتي:

1- طريقة تحزيب الصدر الأول من السلف للقرآن كانت التحزيب بالسور الكاملة، وقد اشتهر عنهم وِرد السبعة، فكانوا يحزّبون القرآن على سبعة أيام الأسبوع: ثلاث سور وخمسًا وسبعًا وتسعًا وإحدى عشرة وثلاث عشرة والمفصل، ثم نشأت التجزئة مِن أثناء السورة بعد ذلك.

2- نشأت التجزئة بالكلمات والحروف في عصر الحجاج بن يوسف، فجزّأوه على الكسور التسعة، واشتهر منها أجزاء ثلاثين وأجزاء ستين وأجزاء مئتين وأربعين.

3- الاختلاف الوارد في العدّ في جميع مستويات التجزئة يرجع إلى منهجية العد، وكيف يُعَد المرسوم والمنطوق من الحروف والمقطوع والموصول من الكلمات ونحو ذلك، ولا يمنع أن يكون جزء من اختلافهم راجعًا إلى بعض الأخطاء البشرية المتوقعة في الإحصاء.

4- يُعد علم تجزئة القرآن الكريم من العلوم التي يلزم المقرئ الإلمام بها والإلمام بصلتها بعلم الوقف والابتداء وعلم رسم المصحف.

5- يجب أن تكون النصوص المختارة لغرض تعليمي أو تربوي متحقّقة تمام التحقق بالوحدة الموضوعية، وليتجنب الاقتطاع من أثناء المعاني.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))