المنشورات الحديثة في المجلات العلمية الغربية المتخصصة في الدراسات القرآنية
ملخصات مترجمة
الجزء الثامن

في هذه المقالة نقدِّم عددًا من ملخّصات الدراسات المنشورة في بعض المجلات العلمية الغربية المعاصرة، من أجلِ لفتِ أنظار الباحثين إلى أهم ما ينشر في هذه الدوريات العلمية حول القرآن الكريم وعلومه.

  هذه المقالة هي الجزء الثامن[1] من ترجمة ملخصات أبرز الدراسات الغربية المنشورة حديثًا، والمنشورة في مجلة Journal of qur’anic studies، والتي نحاول من خلالها الإسهام في ملاحقة النتاج الغربي حول القرآن ومتابعة جديدِه بقدرٍ ما، وتقديم صورة تعريفية أشمل عن هذا النتاج تتيح قدرًا من التبصير العامّ بكل ما يحمله هذا النتاج من تنوع في مساحات الدرس.

1-The Impact of the Qur'an on Twentieth-Century Urdu Poetry (in Arabic).
Rizwanur Rahman.

أثر القرآن على الشعر الأردي في القرن العشرين[2].
لريزوانور رحمن.

شَهِدَ القرن العشرون حضور شخصيّتَيْن رئيستَيْن في المشهد الأدبي الشعري الهندي، كلاهما حاول أن يستوحي شِعْره من رسالة القرآن: مولانا خواجة حسين هالي (مواليد 1914)، ومحمد إقبال (مواليد 1938). في ديوانه صَوّر مولانا حسين هالي صعود وسقوط الحضارة الإسلامية، وسعى من خلال شِعْره إلى غرس تعاليم القرآن في نفوس الشعب الهندي. أمّا إقبال، فقد قَدّم فلسفته الإسلامية من خلال الأشعار باللغة الأردية، حيث أشار إلى القصص والآيات والتعاليم القرآنية في أعمال، مثل: Baange-e-Dara,Baal-e-Jibrail.

تسعى هذه المقالة إلى تحليل الصور القرآنية التي تظهر على نطاق واسع في الأعمال الشعرية لمولانا حسين هالي ولإقبال. فديوان الأول، على سبيل المثال، يتحدّث عن الأُخوّة الإسلامية المنصوص عليها في الآية القرآنية (سورة آل عمران: 103). وبالمثل، فإنّ «الشكوى وجواب الشكوى» لإقبال مليئة بالتشبيهات القرآنية والاستعارات والصّور، فضلًا عن الإشارات إلى العديد من الأنبياء، بما في ذلك موسى وإبراهيم ومحمد. وهكذا، يقوم إقبال بتوظيف آية النور (س24: 35)، على سبيل المثال، ليبيّن أنّ الإنسان يصل إلى الاستنارة بسبب نور الله الذي يُلقى على كل شيء في الكون.

2- The Qur'an in the Novels of Naguib Mahfouz (in Arabic) M.A.S. Abdel Haleem.
Haykal aḥmed.

القرآن في روايات نجيب محفوظ
لمحمد عبد الحليم وهيكل أحمد.

مع مسيرة مهنية غنية ومنتجة امتدّت لأكثر من 60 عامًا، وبلغت ذروتها في جائزة نوبل للآداب في عام 1988، اجتذبتْ أعمال نجيب محفوظ الأدبية بطبيعة الحال العديد من الدراسات النقدية، غطّت هذه الدراسات العديد من جوانب الكتابة الإبداعية لمحفوظ، ولكن ربما بسبب التعليم العلماني الحديث الذي تلقّاه محفوظ (سواء في المدرسة أو في قسم الفلسفة في جامعة القاهرة)، وأسلوب حياته الشخصي، فقد ركّزوا على الجوانب الاشتراكية والمادية والبنيوية الأدبية لعمله. ربما لهذا السبب، فإنّ جانبًا مهمًّا من كتاباته قد غاب عن الاهتمام إلى حدّ كبيرٍ: وهو استخدامه الفني لِلُغة القرآن.

 لا يشير محفوظ داخل أعماله إلى عبارة أو مرجع معيّن من القرآن، مما يجعله عمله في المجمل ممتزجًا مع النصّ، ويجعل من السهل تفويت حقيقة أنّ القرآن لعب دورًا في استخدام محفوظ للّغة. ومع ذلك، بالنسبة للقارئ الذي يعرف القرآن عن ظهر قلب، فإنّ وجود اللغة القرآنية في أعماله واضح، ومن الواضح أيضًا موهبة محفوظ الفنية في استخدامه.

 أخيرًا، وضّح هو نفسه في نهاية حياته أنه كان دائمًا مهتمًّا بشكلٍ وثيق بالقرآن، ويقرؤه يوميًّا، ويستفيد منه.

 يسعى هذا المقال إلى إظهار الحضور الواسع للّغة القرآنية في أعمال محفوظ، والمهارة والبراعة الفنية التي استخدمها بها.

3- A Bilingual ‘Morisco Qur'an’ with Thirteen Lines to the Page.
Nuria Martínez de Castilla.

القرآن الموريسكي ثنائي اللغة
لنوريا مارتينيز دو كاستيلا

تقدّم بعض النُّسَخ من «قرآن الموريسكيين» و RESC / 101D.2 و RESC / 39E و RESC / 58B.1 شهادة استثنائية لدراسة عملية النقل النصِّي داخل مجتمعات الموريسكيين. حيث تقود هذه النُّسَخ إلى الاعتقاد بأنّ الناسخين العاملين في هذه المجتمعات كانوا يعرفون ويستخدمون منهجية لنَسْخ النصوص التي يمكن أن نُطلق عليها المصاحف «الـمُفسَّرة» (أو «المترجمة»)، مع وجود 13 سطرًا في الصفحة. في جميع الحالات الثلاث، كان النصّ مكتوبًا في بداية القرن السادس عشر، إنْ لم يكن بالتوازي المباشر على الأقلّ خلال فترة زمنية قصيرة، بنفس اليد، وبنفس التصميم، على ورقة من نفس النوع والحجم، وبنفس أجزاء النصّ في نفس الصفحة.

 من الواضح أنّ هذه النُّسَخ استثنائية، حيث لم يتم العثور على أمثلة مماثلة في كامل إنتاج المخطوطات لعالم الغرب الإسلامي المعروف حتى الآن. نحن نتعامل هنا مع عملية دقيقة للتوحيد مماثلة لتلك الموجودة لاحقًا في العالم الإسلامي الأوسع -وبشكلٍ أكثر تحديدًا في الإمبراطورية العثمانية- من عام 1620 فصاعدًا، والتي ستنتشر على نطاق واسع في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

4-The Modern Literary (After)lives of al-Khiḍr.
Shawkat M. Toorawa.

الأدب الحديث عن الخضر
لشوكت توراوا

تشمل الأمثلة البارزة للشخصيات القرآنية الرئيسة في أدب العالم الحديث شخصيات مثل يوسف (وزليخا)، في الرواية العربية (الرهينة) للكاتب اليمني زيد مطيع دماج الصادرة عام 1984، وكذلك التصوير الخيالي للنساء حول الرسول محمد في الرواية الفرنسية Loin de Médine (بعيدًا عن المدينة المنورة) للمخرجة والروائية آسيا جبار الصادرة عام 1991. تركّز هذه المقالة، بدلًا من ذلك، على شخصية قرآنية «ثانوية»، وهي الخضر (الواردة في سورة الكهف: 65- 82). تبدأ المقالة بإلقاء نظرة موجَزة على تطوّر الخضر في الآداب الإسلامية بشكلٍ عام، ثم يتم التركيز على انتشاره في عدّة روايات خيالية قصيرة، أي. الرواية الفرنسية «أوم دو ليفر» (محمد) لعام 1995 للمؤلِّف المغربي إدريس الشرايبي؛ القصة القصيرة الروسية لعام 1994 لفيكتور بيليفين، «برينتس جوسبلانا» (أمير غوسبلان)؛ القصة القصيرة لعام 1998، «صانعو الخرائط في سبيتالفيلدز» للكاتب البنجلاديشي البريطاني مانزو إسلام؛ وحكاية رضا دانشوار الفارسية لعام 2004، «محبوبة وأهل». يصف المقال الطُّرُق التي يعتمد بها هؤلاء المؤلِّفون المعاصرون على الخضر وشخصيته، ويقترح كيف ولماذا يكون استخدام الخضر في الأدب الحديث مثمرًا ومتعدّد الاستخدامات.

5- The Qur’an and Identity in Contemporary Chinese Fiction.
Wen-chin Ouyang.

القرآن والهوية في الأدب الخيالي الصيني المعاصر
لوين-شين ويانج

كيف يمكن فهم وتقييم تأثير القرآن على التعبيرات الأدبية لمسلمي الصين (الهوي)، الذين اندمجوا في مجتمع (سينوفون)، والمجتمع متعدّد الثقافات في الصين منذ القرن الثالث/ التاسع، حيث لم يظهر القرآن بالصينية إلا في عامَي 1927 و 1931، تبحث هذه الورقة في الطُّرُق التي يتم بها تخيّل القرآن، ثم تجسيده، في نصوص أدبية كتبها مؤلِّفَان مسلمان صينيّان حائزان على جوائز مهمّة. ألمحت Huo Da (مواليد 1945) إلى القرآن في روايتها «جنازة المسلم» (1982)، وأبرزت كيف تحوّلت تعاليمه إلى ملامح ومعبرات طقسية للتغيّر في قصّتها عن أسرة مسلمة في مطلع القرن العشرين. جانغ تشنغ تشي (مواليد 1948) يقوم بإعادة بناء تاريخ طائفة الجهارية Ṣūfī في الصين بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر في روايته التاريخية الوحيدة: تاريخ الروح (1991)، ويبتكر هوية للمسلمين الصينيين على أساس المعرفة المباشرة للنصّ المقدّس والتقاليد.

 

[1]  يمكن مطالعة الجزء السابق على هذا الرابط: tafsir.net/paper/31.

[2]  تعريب عناوين البحوث والمقالات هو تعريب تقريبي من عمل القسم، (قسم الترجمات).

المؤلف

فريق موقع تفسير

موقع مركز تفسير للدراسات القرآنية

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))