هذه المقالة هي الجزء السابع[1] من ترجمة ملخصات أبرز الدراسات الغربية المنشورة حديثًا، والمنشورة في مجلة Journal of qur’anic studies، والتي نحاول من خلالها الإسهام في ملاحقة النتاج الغربي حول القرآن ومتابعة جديدِه بقدرٍ ما، وتقديم صورة تعريفية أشمل عن هذا النتاج تتيح قدرًا من التبصير العامّ بكل ما يحمله هذا النتاج من تنوع في مساحات الدرس.

1- The Qur'an Commentary of al-Bayḍāwī: A History of Anwār al-tanzīl
Walid A. Saleh

تفسير القرآن للبيضاوي: تاريخ «أنوار التنزيل»[2]
لوليد صالح

إنّ تفسير القرآن (أنوار التنزيل) للبيضاوي (تُوفي 719/ 1319) أحد أهم الأعمال الدينية في التقليد الإسلامي. كنصّ سُنّي معتمَد عالميًّا لتدريس التفسير، كان موجودًا في كلّ مكان، ويُقرأ حتى في إيران الصفوية. كان هذا عملًا تستخدمه جميع المدارس السُّنِّية، وبالتالي كان خارج التقسيمات المذهبية؛ ومع ذلك، فإنّ تاريخ هذا العمل مجهول. تتتبّع هذه المقالة مسار هذا العمل وتتتبّع تاريخ صعوده، ومتى تم اعتماده كتفسير مركزي ولماذا، وكيف تم إسقاط الأهمية الجديدة التي اكتسبها بعد القرن التاسع/ الخامس عشر إلى الفترة التي كُتِب فيها.

 يستكشف المقال كيف حلّ الأنوار محلّ كشّاف الزمخشري (المتوفى 538/ 1144)، في الدوائر العلمية في القاهرة قبل اكتساب سلطة عالمية في العوالم العثمانية. بعد ذلك، يتطرّق المقال إلى الروابط العميقة الجذور التي كانت قائمة بين علماء القاهرة وإسطنبول، وكيف وصلت التطورات المملوكية المتأخّرة في القاهرة إلى ثمارها بالكامل في إسطنبول. كما يحاول المقال توضيح كيف تراجع الاهتمام بالأنوار إلى صالح تفسير القرآن لابن كثير (ت 774/ 1372) في القرن العشرين، ويذكر المقال في ملحق قائمة بالنسخ المنشورة من كتاب الأنوار.

2- Ibn ʿAjība's ‘Oceanic Exegesis of the Qur'an': Methodology and Features
Omneya Ayad George Archer

«البحر المديد في تفسير القرآن المجيد»، لابن عجيبة، المنهجية والملامح العامة
 لأمنية عياد جورج آرتشر

أحمد بن عجيبة (تُوفي 1224/ 1809) كان صوفيًّا بارزًا، عاش في المغرب خلال القرن الثالث عشر/ التاسع عشر. لقد برز كمنظِّر فكري في مجال التأويل الباطني القرآني؛ لأنّه كان من العلماء القلائل الذين تمكنوا من نقلِ المفاهيم النظرية والنظريات الباطنية للتفسير القرآني بلُغَة في متناول أولئك الذين ليسوا شديدي التمكُّن من مصطلحات التصوّف الخاصة. تعمل هذه الورقة على فحص تفسير القرآن الشهير لابن عجيبة، البحر المديد في تفسير القرآن المجيد، بدقّة، مع التركيز على الملامح الرئيسة لهذا التفسير، والأساليب المنهجية المستخدمة في تكوين كلٍّ من الجوانب الظاهرية والباطنية. يبحث القسم الأول من هذه الورقة في التطوّر التاريخي للتفسير الباطني والصوفي للقرآن، وذلك لوضع شرح ابن عجيبة ضمن هذا النوع، سيتم تقديم تحليل شامل للميزات الرئيسة والمبادئ التوجيهية والمنهجيات المختلفة التي اعتمدتها مختلف التفسيرات الباطنية للقرآن. يستكشف القسم الثاني أكثر المصادر تأثيرًا التي استخدمها ابن عجيبة لفهم الأبعاد الظاهرية والباطنية لـ«البحر المديد». من أجلِ تقييم مدى تأثير هذه المصادر على تكوين البحر المديد، سيتم إجراء تحليل لخصائصها البارزة والأساليب المنهجية الرئيسة لهذه المصادر. ومن المهم أيضًا تحليل سبب اختيار ابن عجيبة لمصادر معيّنة على أخرى، وتوضيح مدى اعتماده على هذه المصادر في كتابة تفسيره. يحدّد الجزء الثالث من هذه الورقة المنهجية التي اعتمدها ابن عجيبة في تفسيره.

3- A Zaydī Qur’an Commentary from Yemen: An Introduction to Tajrīd al-Kashshāf maʿa ziyādat nukat liṭāf
Scott C. Lucas

التفسير الزيدي للقرآن في اليمن: مقدمة لـ«تجريد الكشاف مع زيادة نُكَتٍ لطاف»
لسكوت سي. لوكاس

يقدِّم هذا المقال مقدّمة لتجريد الكشاف، وهو تفسير قرآني كتبه العالم الزيدي اليمني ابن أبي القاسم (تُوفي 837/ 1433- 1434) ولم يُنشر بعد. على الرغم من شهرته باعتباره زيديًّا، إلا أنّ تفسير القرآن لابن أبي القاسم يعتمد حصريًّا على أعمال التفسير السُّنِّي، ولا سيّما الكشاف للزمخشري، والبسيط للواحدي، وزاد المسير لابن الجوزي. من خلال تحليل دقيق لتفسيره على سورة النجم وسورة المائدة، توضح هذه المقالة المصادر التي اعتمد عليها ابن أبي القاسم وأهم تقنياته التفسيرية؛ يحتوي المقال على نسخة نقدية من تفسير ابن أبي القاسم لسورة النجم ويسلّط الضوء على العلاقة الكبيرة بين التفسير الزيدي والتفسير السنّي.

4- Do We Go Back to Where We Came From? Mullā Ṣadrā's Philosophical Exegesis on the Paradise of Adam and the Promised Paradise of the Afterlife
Amir Rastin Toroghi, Seyyed Mortaza Hosseini Shahrudi, Shima Pooyanejad

هل نعود إلى حيث أتينا؟ التفسير الفلسفي لملا صدرا حول جنة آدم وجنة آدم الموعودة
لأمير راستن توروغي، سيد مرتضى حسيني شاهرودي، شيما بويانيجاد

من القضايا المثيرة للجدل بين المفسِّرين وعلماء الدِّين قضية الموقع الكوني وهوية الفردوس الذي سكن فيه آدم وحواء قديمًا، قبل أن يُنْزَلوا إلى الأرض بعد استسلامهم لإغواء الشيطان والاقتراب من الشجرة المحرّمة كما قيل لنا في سورة الأعراف (22-24). ويُعَدّ صدر الدين محمد بن إبراهيم بن يحيى القوامي الشيرازي ملّا صدرا (تُوفي 1050/ 1640)، وهو حامل لواء علم التفسير الفلسفي والصوفي للقرآن،  أحدَ الذين انخرطوا في هذا السؤال؛ هذا الموضوع مهم لأنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعديد من الموضوعات القرآنية الأنثروبولوجية المهمّة: فلسفة خلق الجنس البشري ومسكنهم الأرضي؛ حالات الوجود البشري قبل الحياة الأرضية على هذا العالم، وفي رحلة النزول إليه؛ وكذلك الروابط بين هذه الحالات وتلك التي تلي الموت وفي رحلة الصعود. إنّ تحليل مقاربة ملا صدرا لمسألة جنة آدم له آثار على تقديرنا لفهمه الفلسفي للقرآن ومنهجيته، بالإضافة إلى فهمٍ أوضح لإسهامه في الفكر الفلسفي الإسلامي.

رأى ملّا صدرا أنّ الفردوس الأول يقع على القوس النازل لدائرة الوجود، والثاني يقع على القوس الصاعد لهذه الدائرة، يشير هذا إلى مراحل الوجود البشري قبل هذا العالم وبعده. كان يعتقد أنّ هاتين الجنتين تقترحان الحقيقة نفسها، وإن كان ذلك من جانبين مختلفين؛ يظهر الأول الجانب الداخلي وغير الواضح للروح البشرية، بينما يمثّل الثاني جانبها الخارجي والمتميز.

5- In Pursuit of Consonance: Science and Religion in Modern Works of tafsīr
Ayman Shabana

سعيًا وراء التوافق: العلم والدين في الأعمال التفسيرية الحديثة
لأيمن شبانة

من أهم أنواع الأدب العلمي الذي يسلِّط الضوء على الجدل الخلافي حول العلاقة بين الإسلام والعلم الحديث هو التفسير الحديث للقرآن. تبحث هذه الورقة في كيفية تصوّر المفسرين المعاصرين للعلاقة بين الدِّين والعلم، وكيف أدّى هذا الاهتمام الحديث بالعلم إلى ظهور نوعٍ جديد في أدب التفسير. يستكشف المقال إلى أيّ مدى يمثّل هذا النوع الجديد امتدادًا لأشكال سابقة من التفسير، وكيف يربط مؤلِّفو هذا النوع أعمالهم بالتقاليد التفسيرية الموسّعة. تم إيلاء اهتمام خاصّ لتفسير المنار لمحمد عبده ورشيد رضا وتأثيره على الأعمال اللاحقة للتفسير، مع التركيز بشكلٍ خاصّ على تفسير الجواهر لطنطاوي جوهري. تهدف المقالة إلى تحليل السلطة المعرفية للعلم في هذه الأعمال واستكشاف كيفية استخدام هذه السُّلْطَة لبناء النصّ الإلهي في ضوء المعرفة الحديثة.