كتاب (سبق الغايات في نسق الآيات) للعلّامة: أشرف علي التهانوي (ت1362هـ)
عرض وتعريف

يُعَدّ كتاب (سَبْق الغاياتِ في نَسْقِ الآيات) من الكتابات المهمّة في علم المناسبة، وهو من المؤلفات التي لم تنل حظًّا من التعريف رغم أن مؤلفه أحد أشهر علماء الهند، وتأتي هذه المقالة لتعرِّف بهذا الكتاب، وتبرز موضوعاته ومحتوياته، مع طرح بعض الملاحظات عليه.

 الحمد لله وحده، وصلى اللهُ على محمد وآله وصحبه، وبعد:

  فإنّ تراثَ المسلمين في خدمة القرآن الكريم وعلومه تراثٌ ضخم، يغطي فترة زمنية تمتدّ إلى خمسة عشر قرنًا من الزمان، ومساحة مكانية تبلغ ربع العالم أو تزيد. وقد كُتب هذا التراث الإسلامي العظيم بلغات الأمم التي اعتنقت هذا الدّين الخالد؛ فمنه ما كُتب بالعربية، ومنه ما كتب بالفارسية، والتركية، والأردية، وغيرها من لغات المسلمين.

ويأتي مقالنا هذا ليحاول إلقاء الضوء على جانب من التراث الإسلامي في بقعة شبه منسيّة من البلاد الإسلامية، وهي الهند التي حكمها الإسلام ثمانية قرون عددًا[1]، ونشأت بها حركة علمية ضخمة في سائر علوم الإسلام، كالعقيدة، والفقه، والتفسير، والسُّنة، واللغة والأدب...إلخ.

ولعلّ من الأمور التي يلحظ المتابع للدراسات القرآنية حضورها في هذه البقعة هي الاهتمام بنَظْم القرآن وتناسق الآيات والسور التي اهتم بها فضلاء في هذه الديار من أمثال عبد الحميد الفراهي وإحسان إصلاحي وغيرهما.

ويُعَدّ كتاب (سَبْق الغاياتِ في نَسْقِ الآيات) من الكتابات في علم المناسبة، وهو من المؤلفات التي لم تنل حظًّا من التعريف رغم أن مؤلفه أحد أشهر علماء الهند في القرن المنصرم، وهو حكيم الأمة الشيخ العلّامة: أشرف علي بن عبد الحق الحنفي التهانوي الهندي؛ ولذا فإننا سنحاول في هذه المقالة التعريف بهذا الكتاب وبيان نشراته وأغراضه وخطّة المؤلّف فيه...إلخ، وقبل الشروع في ذلك يحسن بنا أن نقدّم تعريفًا موجزًا بالمؤلف، وفيما يأتي بيان ذلك:

المؤلف في سطور:

 يُعَدّ العلّامة أشرف علي بن عبد الحقّ الحنفي التهانوي الهندي (1280-1362هـ=1863-1943م) من أكابر علماء الهند، وهو عربي الأصل ينتهي نسبه إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.

برع الشيخ في العلوم العقلية والنقلية، وكان له نشاط ضخم في الدعوة والتربية، وأكثرَ من التأليف جدًّا، بحيث عُدّ أكثرَ علماء العصر على الإطلاق تصنيفًا للكتب، وأُحْصِيَ له ما يربو على ألفِ كتابٍ ورسالةٍ تتناول غالب علوم الإسلام[2]، كَتَبَ بعضَها باللغة العربية، وأكثرها بالفارسية. من أشهر تلك المصنفات كتاب (إعلاء السّنن)[3] الذي أشرفَ على تأليفه، وهو يقع في ثمانية عشر مجلدًا بعد ثلاث مقدمات حافلة غنية بالفوائد تعلن عن رفيع قدره في العلم بالسُّنة النبوية، وتوجيه أحاديثها والاستنباط منها.

جهوده في علوم القرآن:

وكان للشيخ -رحمه الله- اهتمام خاصّ بالتفسير وعلوم القرآن؛ فقد وقَفْنا له على ما يقارب عشرين مصنفًا في الإعجاز، والمناسبات، والمتشابه، والتجويد...إلخ، وتفسيره: (بيان القرآن) في أربعة مجلدات ضخمة هو أشهر التفاسير في اللغة الأوردية، حوى مباحث علميّة مهمّة من التفسير والنحو والبلاغة والفقه والتصوّف، مع عناية بالمناسبات، وجمَع لُبّ المطوّلات ومغزاها في عبارة مختصرة[4]، وهو من المقرّرات في مادّة التفسير في جامعات الهند[5].

سَبْق الغاياتِ في نَسْقِ الآيات:

هذا الكتاب كما هو بيِّنٌ من عنوانه هو كتاب في علم المناسبات القرآنية، أسماه مؤلفه (سَبْق الغاياتِ في نَسْقِ الآيات)[6]، وتلك تسمية فريدة، لم نرها في شيء من كتب التراث، ولعلّ الشيخ أخذ هذا الاسم من نحو قول العُجَيْر السَّلُولي[7]:

خُلِقْتُ جوَادًا، والجوادُ مثابرٌ * على جَرْيِهِ، ذُو عِلّـةٍ ويسيرُ

وَلَا يَسْبق الغاياتِ مُستسلِمُ الصَّلا * مُغلٌّ لأطرافِ الرماح عَثُورُ[8]

نشرات الكتاب:

وقد طُبِع الكتاب طَبْع حجر في حياة مؤلفه (عام 1317هـ)، طبَعه: (المطبع المجتبائي) الواقع في: (دِهْلِي)[9] بالهند، وتولى تصحيحه: (مولوي حافظ محمد عبد الأحد)[10]، وجاء في (154) صفحة، في كلّ صفحة (24) سطرًا، وقد لوحظ أن الكتاب قد انتهى عند الصفحة (151)، ثم ألحق بآخره قطعة من كتاب: (النُّقاية) للجلال السيوطي إتمامًا للفائدة كما ذكر في آخره[11]، وقد كتب الكتاب بخط غير مشكول، سواء في ذلك آيات القرآن وكلام المصنف، غير أنه تم تمييز الآيات بخط فوقها.

وعلى حاشية الكتاب تعليقات متنوعة تجبر نقصًا في النصّ، أو تصحّح غلطًا فيه، وهي قليلة جدًّا، وقد ختم بعضها بكلمة: «منه»، وبعضها بكلمة: «مصحح»، مما يشير إلى أنها من تعليقات المصحح.

ثم أعيد نشر الكتاب في القاهرة بعد 120 عامًا من نشرته الأولى في الهند، إذ نشرته منذ بضع سنوات (1437هـ=2016م) دار الكلمة للنشر والتوزيع بالقاهرة، في مجلد واحد يبلغ (448 صفحة) من القطع الكبير، بتحقيق متواضع لمحمد عبيد الله الأسعدي[12]، وتقديم موجز للشيخ خالد سيف الله الرحماني، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي بالهند.

تاريخ تأليف الكتاب ومدّة تأليفه:

وقد ورد في خاتمة الكتاب ما نصّه: «قد تمّ الكتاب، والحمد لله الوهّاب، على يد هذا التراب، في نحو مدّة شهرين وأسبوعين، وقد فرغ منه في يوم الخميس ثالث عشر من شهر ربيع الآخر، سنة (1316) من الهجرة، في كورة تَهانَة بَهْوَن...»[13]، وهو ما يعني أنه قد ألّفه في عصر الشباب، ولمّا يجاوز السادسة والثلاثين من عمره، ولم يستغرق في تأليفه أكثر من شهرين ونصف الشهر.

خطأ شائع: هذا وقد أخطأ كثير من الناس فخلط بين صاحبنا العلّامة أشرف علي التهانوي، المتوفى سنة (1362هـ)، وبين العلّامة محمد علي التهانوي صاحب كشاف اصطلاحات الفنون، المتوفى سنة (1158هـ)؛ ونظرًا لشهرة هذا الأخير في البلاد العربية فقد نسبوا إليه بعض مؤلفات الأول، ومنها هذا الكتاب: (سبق الغايات في نسق الآيات)، فعل ذلك معجم المطبوعات العربية والمعرّبة، والأعلام، ومعجم المؤلفين[14]، وهو غلط شديد، يبطله تاريخ تأليف الكتاب المثبت في خاتمته، وكذا اتفاق مَن ترجم للشيخ من علماء الهند ومؤرخيها على نسبة الكتاب إليه، وبعضهم تلامذة الشيخ، وهم أعلم بالكتاب وبصاحبه[15].

هذا فضلًا عن أن الكتاب قد طُبِع طَبْعَ حجر في حياة مؤلفه وعليه اسمه، فقد ورد على غلاف الكتاب ما نصه: «لله الحمد والمنة على طبع الكتاب المبين للحكم الإلهية المتكفل لارتباط الآيات القرآنية، من تأليف العالم الرباني، والفاضل الصمداني، مولوي أشرف علي التهانوي».

موضوع الكتاب:

والكتاب -كما يفصح عنه عنوانه- في علم المناسبات القرآنية، يتناول بالتفصيل ذكر المناسبات بين آيات القرآن جميعًا.

مصادر الكتاب:

صرّح العلّامة أشرف علي التهانوي بمصادره في مقدمة الكتاب حيث قال: «ملتقط أكثره من الكبير، وبعضها من تفسير أبي السعود، وفي مواضع شتى مما ورد على هذا المهين...»[16]، يعني بالكبير: (التفسير الكبير) للإمام فخر الدين الرازي (ت606هـ)، وبأبي السعود: (إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم) لشيخ الإسلام أبي السعود العمادي (ت 982هـ)، وبما ذَكر آخرًا نفسَه -رحمه الله تعالى-.

طريقة تأليفه:

 سلك الشيخ في تأليف الكتاب طريقة تقوم على أن يذكر صدر الآية، ثم يذكر مناسبتها معتمدًا على أحد الكتابين السالف ذكرهما أو مستعينًا بما فتح الله عليه من المناسبات. ولا يصرّح الشيخ التهانوي باسم الفخر حين ينقل عنه، فما لم ينصّ على نسبته في الكتاب فهو للفخر الرازي، وهو معظمه؛ لكنه يصرح باسم أبي السعود حين ينقل عنه غالبًا، وقد يكون هذا قبل النقل، وقد يكون بعده، وإذا كان الكلام للمصنِّف عبّر عنه بـ«قال المسكين».

يقول -رحمه الله- في المقدمة: «هذا كتاب وجيز في بيان الارتباط فيما بين الآيات القرآنية والمعاني الفُرقانية، اشتدّت إليه الحاجة في هذا الزمان؛ لكثرة من يفتش عن هذا الشان، ملتقط أكثره من (الكبير)، ومن ثم لم يحتج إلى التصريح بالنسبة إليه، وبعضها من تفسير أبي السعود، وقد أحيل عليه، وفي مواضع شتى مما ورد على هذا المهين، وقد أفصح عنه بـ"قال المسكين"»[17].

وقد يقول: «قال المسكين»، ثم يذكر شيئًا من المناسبات ثم يقول: «أخذًا من الكبير» أو «من أبي السعود»، والغالب أن يذكر الشيخ كلام الرازي وأبي السعود بألفاظهما، وقد يختصره أو ينتقي منه، أو يتصرّف في ألفاظه وهو قليل[18].

ولا يذكر الشيخ -غالبًا- غير قولٍ واحدٍ في المناسبة بين الآيات، فإن كان في التفسير عدّة أقوال اختار واحدًا منها وترك باقيها، وقد يجمع بين عدّة أقوال للفخر، أو بين قول الفخر وأبي السعود، وقد يذكر قول أحدهما ثم يعقب عليه بما يراه مِن رأيِ نفسِه.

وقد لا يلتزم الشيخ ذِكر مناسبةٍ لكلّ آية؛ بل يذكُر مناسبةً واحدةً لمجموعة من الآيات اتحد موضوعها. وقد لاحظنا أن الشيخ ابتداءً من سورة الفتح إلى آخر القرآن قد ترك ذكر المناسبات بين الآيات تفصيلًا، واكتفى بذكر موضوع السورة إجمالًا.

أمثلة من الكتاب:

وتلك ثلاثة أمثلة من الكتاب تجلي منهج مؤلفه وطريقته في تصنيفه:

 «قوله تعالى: {وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ...}إلخ [البقرة: 41]، اعلم أن قوله سبحانه: {وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ} أمرٌ بترك الكفر والضلال، وقوله: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ}[البقرة: 42] أمرٌ بترك الإغواء والإضلال، واعلم أن إضلال الغير لا يحصل إلّا بطريقين؛ وذلك لأن ذلك الغير إنْ كان قد سمع دلائل الحقّ فإضلاله لا يمكن إلا بتشويش تلك الدلائل عليه، وإن كان ما سمعها فإضلاله إنما يمكن بإخفاء تلك الدلائل عنه ومنعه من الوصول إليها. فقوله: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} إشارة إلى القِسم الأول وهو تشويش الدلائل عليه، وقوله: {وتَكتُمُوا الحقَّ} إشارة إلى القِسم الثاني، وهو منعه من الوصول إلى الدلائل»[19].

- قوله تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ}[الأنعام: 108]، قال المسكين: لمّا ذكر في الآيات السابقة جهلهم وعنادهم فلا يبعد أن يغضب بعض المسلمين ويشتمونهم [كذا!][20] وآلهتهم فنهى الله تعالى عنه»[21]. وهو مضمون كلام الفخر في تفسيره[22].

«سورة الطلاق: قال المسكين: لمّا ذكر فيما قبل من عداوة الأزواج ذكر ههنا حقوقهن لئلا يُفرَّطَ فيها، ثم نبّه في الركوع الثاني[23] أنّ الله تعالى في المعاملات الدنيوية أيضًا واجب الامتثال، لا كزعم بعض الجهلة»[24].

التعليقات على الكتاب:

 وبعض صفحات الكتاب في طبعته الأولى مذيّل بالتعليقات، وهي نوعان:

الأول: تعليقات متنوعة تجبر نقصًا في النصّ، أو تصحّح غلطًا فيه وهي قليلة جدًّا، وقد ختم بعضها بكلمة: «منه» مما يشير إلى أنها من كلام المصنف، وبعضها بكلمة: «مصحح» مما يشير إلى أنها من تعليقات المصحح.

والثاني: يتعلق بالمناسبات بين السور، وقد وضعت عند أول كلّ سورة في حاشية داخل إطار الصفحة، وذيّلت بعبارة: «منه عُفي عنه». وقد رفعها محقّق الكتاب في نشرته الثانية إلى متن الكتاب، معتبرًا إياها من كلام المؤلف، ورغم تنبيهه على ذلك في كلّ موضع، إلّا أنّ في النفس شيئًا بل أشياء من نسبة المناسبات بين السور إلى مؤلّف الكتاب، فمِن ذلك:

1- تسمية المؤلف كتابه بسبق الغايات في (نسق الآيات)، فاقتصر على الآيات.

2- قوله في مقدمة الكتاب: «هذا كتاب وجيز في بيان الارتباط بين الآيات القرآنية والمعاني الفُرقانية»[25]، فلم يتعرض لذكر السور.

3- أنه قد ورد في حاشية الكتاب عند انتهاء مناسبات السور هذا النصّ: «قال صاحب المنهيات -عفا الله عنه جميع السيئات-: هذا آخر ما أردنا إيراده في الارتباط بين السور القرآنية، وقع الفراغ ثلاث جمادى الأخرى (1316) من الهجرة النبوية على صاحبها ألف سلام وتحية»[26]. هذا، في حين نصَّ المؤلفُ -كما سبق- على الفراغ من كتابه في المناسبات بين الآيات في الثالث عشر من شهر ربيع الآخر 1316هـ.

فهذا كلّه مما يجعل هناك احتمالًا لأن يكون مؤلف المناسبات بين السور غير مؤلف المناسبات بين الآيات، والله أعلم.

مميزات الكتاب والمآخذ عليه:

لعلّ أهم مميزات هذا الكتاب أنه كتاب مجرّد لعلم المناسبات، خالص لهذا الشأن لا يخلط الكلام في التناسب بشيء غيره، فلا تجده يتعرض لبيان لغة أو ذكر سبب نزول أو حلّ مشكل ونحوها من مباحث التفسير، التي زحمت كتابًا مثل نظم الدرر، فأثقلته حتى زاد على العشرين جزءًا.

وأنه مختصر غاية الاختصار بحيث استطاع أن يستوعب مناسبات القرآن الكريم آياته وسوره في قريب من مائة وخمسين صفحة، وهذا شيء لا نعلمه موجودًا في كتاب من كتب المناسبات كلّها.

وأنه مستمد من كتابين عظيمين لهما عناية خاصّة ببلاغة القرآن عامّة وبتناسب الآيات والسور خاصّة، أعني (التفسير الكبير) للإمام فخر الدين، و(إرشاد العقل السليم) للقاضي أبي السعود.

وأنّ مصنفه هو علّامة المنقول والمعقول الشيخ أشرف علي التهانوي، الذي ظهرت براعته في اختيار وجه المناسبة، وفي إضافاته القيّمة، وفي تعقيباته على ما ينقل عن غيره.

وقد يؤخذ عليه أنه لم يستكمل ذكر المناسبات بين الآيات في جميع القرآن؛ بل وقف عند آخر سورة القتال، واكتفى فيما بعدُ بذكر موضوع السورة إجمالًا، دون التعرض للمناسبات بين آياتها تفصيلًا.

وأنه قد أغفل الاستمداد من بعض أهم الكتب في علم المناسبات، وهو كتاب نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للشيخ برهان الدين البقاعي، ولعلّ عذره في ذلك أن الكتاب لم يعرف طريقه إلى المطبعة قبل سنة (1391هـ=1971م)[27]، أيْ بعد وفاته بنحو ثلاثين سنة، ولو فعل لكان الكتاب آية في بابه، ثم كثرة التصحيف والتحريف في نصّ الكتاب، وليس بعيب يرجع على مصنِّفه الكريم بقدر ما يرجع على طابِعه ومصحِّحه.

وأمرٌ آخر شكليّ وهو أن الشيخ -رحمه الله- رغبةً منه في الاختصار كان يكتفي من الآيات بذكر مطلعها فحسب، حتى إنه ليذكر منها أحيانًا كلمتين أو ثلاثًا لا يتم بمثلها معنى، فلو ذكر الآيات على وجهها لكان أيسر على الحافظ، وأعون لغيره.

وبعدُ، فقد عرضْنَا كتابًا خفيف المحمل ثقيل المضمون، يستطيع القارئ بمطالعته أن يمرّ بمناسبات آيات القرآن الكريم وسوره جميعًا في يوم أو يومين، ويجد الباحث فيه مادة مختصرة مجرّدة في علم المناسبات القرآنية لا نعرفها جُمعت على هذا الإيجاز في كتابٍ غيره. فرحم اللهُ مصنِّفه وأحسن مثوبته، وألحَقَنَا وإيّاه بالصالحين.

 

[1] انظر غيرَ مأمور: تاريخ الإسلام في الهند، لعبد المنعم النمر، ص60 وما بعدها.

[2] انظر: نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر، المسمَّى بالإعلام بمَن في تاريخ الهند من الأعلام، لعبد الحي الحسني (8/ 1188).

[3] ألّفه الشيخ ظفر أحمد التهانوي على ضوء ما أفاده العلّامة أشرف علي التهانوي، ونشرته إدارة القرآن والعلوم الإسلامية، بكراتشي- باكستان، عام 1418هـ، في اثنتين وعشرين مجلدة.

[4] انظر: مقدمة إعلاء السنن (1/ 11) للشيخ محمد تقي العثماني.

[5] إذ يدرسون في المرحلة الأولى تفسير الجلالين مع حاشية مختصرة عليه كحاشية الكمالين في شرح الجلالين، والمرحلة الثانية يدرسون تفسير البيضاوي أو الخازن، والمرحلة الثالثة يدرسون هذا التفسير (بيان القرآن)، والمرحلة الرابعة يدرسون مواضع يحدّدها المدرّس من تفسير الكشاف والرازي والنهر المادّ وروح المعاني وابن كثير وغيرها، انظر: ترجمة حكيم الأمة الفقيه الحافظ مولانا أشرف علي التهانوي لعثمان محمد النابلسي، مقال منشور في الموقع الآتي:

www.aslein.net/showthread.php?t=11041

[6] ومِن المَجاز: هو سبّاقُ غاياتٍ، أَيْ: حائِز قَصَباتِ السَّبقِ، قال الشَّمّاخ يمدَحُ عَرابَةَ الأَوْسِي:

(في بيتِ مَأثُرَةٍ عِزًّا ومَكْرُمَةً ... سَبّاقُ غاياتِ مَجْدٍ وابْنُ سَبّاقِ)

والنّسْق: مصدر الفعل (نَسَقَ) يقال: نَسَقَ الشَّيْءَ يَنْسُقهُ نَسْقًا، ونَسَّقه تنسيقًا إذا نظَّمه. انظر: لسان العرب- نسق (10/  352)، وتاج العروس- سبق (25/ 431).

[7] هو العجير بن عبد الله بن عُبَيْدَة السَّلُولي، شَاعِر مُقِلّ إسلامي، قَدِم على عبد الملك بن مروان ومدَحه. انظر: الوافي بالوفيات (19/ 346)، والأبيات في طبقات فحول الشعراء (2/ 617).

[8] الصَّلا: ما انحدر من وركي الفرس، كأنه يريد مسترخي الصَّلا من الاستسلام، ويذمّ من الفرس أن يسترخي صلاه، وقوله: «مُغلٌّ لأطراف الرماح» يريد الفرس ينظر أطراف الرماح ويحدّد نظره إليها فيهاب ويحجم، من قولهم: «أغل بصره» إذا شدّد نظره. (انتهى من تعليق الشيخ محمود شاكر).

[9] عاصمة بلاد الهند، قال ابن بطوطة: قاعدة بلاد الهند، وعليها السور الذي لا يعلم له في بلاد الدنيا نظير، وهي أعظم مدن الهند؛ بل مدن الإسلام كلّها بالمشرق، كان افتتاحها سنة أربع وثمانين وخمسمائة، انظر: رحلة ابن بطوطة (3/ 104) وتسمى الآن: (نيو دلهي).

[10] لم أقف له على ترجمة.

[11] الصفحة رقم 151.

[12] عضو هيئة التدريس بالجامعة العربية، هتورا، بانده، الهند.

[13] سبق الغايات، ص439.

[14] انظر: معجم المطبوعات العربية والمعربة، ليوسف سركيس (2/ 645)، والأعلام، للزركلي (6/ 295)، ومعجم المؤلفين، لعمر كحالة (11/ 47).

[15] انظر: نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر، المسمَّى بالإعلام بمَن في تاريخ الهند من الأعلام، لعبد الحي بن فخر الدين بن عبد العلي الحسني الطالبي (8/ 1188)، الثقافة الإسلامية في الهند له أيضًا (ص389)، مقدمة الشيخ محمد تقي عثماني لكتاب إعلاء السنن، للشيخ ظفر أحمد التهانوي (1/ 13)، معجم المطبوعات العربية في شبه القارة الهندية الباكستانية، لأحمد خان (ص36)، كتاب «أشرف علي التهانوي حكيم الأمة وشيخ مشايخ العصر في الهند» لمحمد رحمة الله الندوي (ص343).

[16] سبق الغايات، ص2.

[17] سبق الغايات، ص2.

[18] انظر: مقدمة محقق سبق الغايات، ص27.

[19] سبق الغايات، ص45، وهو نص التفسير الكبير (3/ 43).

[20] كذا في طبعة دار الكلمة، وهي في الطبعة الهندية بالنصب على الصواب.

[21] سبق الغايات، ص170.

[22] التفسير الكبير (13/ 109).

[23] الركوعات: هي طريقة في تجزئة المصحف ابتدَأَها علماء بخارَى في القرن الثالث الهجري، لتنظيم ختم القرآن في التراويح، وانتشرت بعدُ في القارة الهندية ووسط آسيا، وفي القرآن 540 ركوعًا، يبدأ الركوع وينتهي غالبًا بحسب الموضوعات لا بحسب الأجزاء. انظر: مصطلح الركوع في المصاحف (مدلوله، ونشأته، وأقوال العلماء فيه) د. عبد القيوم السندي، بحث منشور بمجلة تبيان للدراسات القرآنية، العدد (24) 1437هـ، ص63.

[24] سبق الغايات، ص419.

[25] سبق الغايات، ص33.

[26] سبق الغايات، ص433.

[27] حيث نشرته دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد الدكن بالهند.

الكاتب

الدكتور أسامة المراكبي

حاصل على الدكتوراه في أصول الدين - تخصص التفسير وعلوم القرآن، وأستاذ مساعد بجامعة الأزهر وجامعة الطائف، وله عدد من المؤلفات والمشاركات العلمية.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))