قراءة في كتاب (وثاقة نقل النصّ القرآني من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أمته)
تأليف: أ.د/ محمد حسن حسن جبل

اعتنى أهل العلم بقضية توثيق نقل القرآن، وبالرغم من كثرة ما كُتِب حول النقل الخطِّي، فقد قلَّ تناوُل قضية النقل الشفهي وعلاقته بوثاقة نقل النصّ، ويُعدُّ كتاب «وثاقة نقل النصّ القرآني من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أمته» للأستاذ الدكتور/ محمد حسن حسن جبل، من الكتب المهمَّة التي تناولت هذه القضية بشمولها، وهذه القراءة تتناول جانب النقل الشفهي من الكتاب، وتستعرض محتوياته، وتناقش إشكالاته، وتذكر أهم مزاياه.

  لا يخفى على أحد مدى عناية علماء المسلمين بتوثيق وقوع النقل الصحيح للنصّ الشريف من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الأمة نقلًا مباشرًا ودقيقًا.

والناظر الفَطِن يلحظ حضور هذه القضية في كثير من الدراسات القرآنية: كتاريخ المصحف، وعلم الرسم المصحفي، وتاريخ علم القراءات...إلخ؛ وذلك لأهميتها وتشعّبها.

بَيْدَ أن هذه العناية كانت منصبَّةً على بيان سبيل النقل الخطِّي والكتابي للنصّ الكريم، ولم ينتبه لسبيل النقل الشفهي وأهمية توظيفه في خدمة هذه الإشكالية إلّا بعضٌ ممَّن عرضوا لفكرة الطبقات؛ كابن الجزري، والذهبي.

وبالرغم من هذا الحضور الكبير، إلّا أنّ المتأمل في المكتبة القرآنية يلحظ ندرة الظفر ببحث يبرز سبيلي وثاقة نقل النصّ الكريم، سيما النقل الشفهي؛ فيؤصّل له، ويفصِّل صوره، ويوثِّق جزئياته، ويبيِّن مدى أثره، ويجمع بين رافدي (النقل الكتابي، والنقل الشفاهي) في آن واحد.

وتأتي أهمية هذا الكتاب بأنه سَدَّ هذه الثغرة؛ حيث عرض لفكرة الجمع الشفهي بصورة موسَّعة، ومزجها بجانب التواتر الخطي؛ لإثبات انتقال النصّ القرآني بين الأجيال دون تحريف، أو تبديل.

ومِن ثَمَّ فالكتاب محاولة جديدة وشديدة الندرة في إثبات سلامة وصول النصّ القرآني إلينا من خلال فكرة النقل الشفهي للقرآن الكريم، وهو ما يجعل من قراءته والنظر في طرحه أمرًا له وجاهته وأهميته.

والناظر للكتاب يرى أنه لم يعالج الوثاقة من جانب الشفاهة فقط، وإنما تناوَل التدوين الكتابيّ كذلك، بَيْدَ أن هذه القراءة ستنشغل بالأول دون الثاني.

فما هي أهم النقاط الشائكة التي حاز قصب السبق في معالجتها؟ وكيف وظَّفَ طبقات القراء، والذين استظهروا القرآن في حياته -صلى الله عليه وسلم- في معالجة هذه القضية الشديدة الأهمية؟ وبيان ذلك والكشف عنه هو ما تصبو إليه هذه القراءة[1].

 

[1] فازت هذه القراءة بالمركز الخامس في مسابقة موقع تفسير (قراءة في كتاب)، والتي أعلن عنها 12/ 10/ 1440هـ الموافق 15/ 6/ 2019م. (موقع تفسير)

الكاتب

إبراهيم عبد القادر الوزان

مدرس مساعد بكلية القرآن الكريم - بجامعة الأزهر، ومجاز بالقراءات العشر الكبرى والصغرى، وله عدد من المؤلفات والمشاركات العلمية.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))