كتب ومؤلفات (ترجمات)
بين كتابي؛ نظم القرآن لميشيل كويبرس، والأحاديث حول تثبيت مصحف عثمان لفيفيان كوميرو
كتابا «نظم القرآن» لميشيل كويبرس و«الأحاديث حول تثبيت مصحف عثمان» لفيفيان كوميرو من الكتب المهمّة الصادرة مؤخرًا على ساحة الدرس الاستشراقي، وهما يتبنّيَان منهجيْن مختلفيْن، حيث يطبِّق الأول قراءةً تزامنية للقرآن تحاول تبيُّن الطريقة التي نُظِم بها النصّ، بينما يطبِّق الثاني قراءةً دياكرونية للأخبار حول عملية تثبيت المصحف، تُقَدِّم آن سيلفي عرضًا للكتابين طارحةً عددًا من الأسئلة المهمّة حولهما وحول العلاقة بين المنهجيّتين التزامنية واللاتزامنية.
الصورة الذاتية للقرآن؛ الكتابة والسلطة في نصّ الإسلام المقدّس. لدانييل ماديغان
من أهم الكتب التي صدرت في العقود الأخيرة غربًا حول القرآن كتاب دانييل ماديغان (الصورة الذاتية للقرآن)، حيث لا نجد دراسة معاصرة تتناول قضايا مثل سلطة النصّ ومرجعيته وعلاقة هذا بأوصاف النصّ عن ذاته، وبالعلاقة بين النصّ حال تنزّله والمصحف المجموع، إلا وتستعيد نتائج هذا الكتاب سواء اتفاقًا أو اختلافًا أو تعديلًا أو تطويرًا؛ مما يزيد أهمية التعريف به لباحث الدراسات القرآنية، في هذا العرض تقدم يامنة مرمر إطلالة على أهم مرتكزات الكتاب وفكرته المركزية حول مفهوم "الكتاب" القرآني ودلالاته.
القرآن، والكتاب المقدّس كنصٍّ ضمنيٍّ له، لجبريل سعيد رينولدز
كتاب (القرآن، والكتاب المقدّس كنصٍّ ضمنيٍّ له) من الكتب المهمّة الصادرة مؤخرًا على ساحة الدرس الاستشراقي؛ وقد حظي باهتمام من قِبَل عديد من الباحثين لتكثيفه مقترحًا متكررًا في الآونة الأخيرة يعمد لقراءة القرآن في ضوء الكتاب المقدس السابق عليه باعتباره نصًّا ضمنيًّا داخل القرآن، تقدّم المستشرقة الألمانية الكبيرة أنجيليكا نويفرت عرضًا شديد الكثافة لهذا الكتاب، وهو عرض نقدي بالأساس يعمد -رغم تقدير فائدة الكتاب وأثره في حقل الدراسات القرآنية- إلى إبراز إشكالاته المنهجية الأساسية، خصوصًا العشوائية في اختيار النماذج المدروسة وتفويت الدراسة التاريخية الدقيقة لسياق القرآن الزماني والمكاني، وكذا غياب الدراسة النصية للقرآن كنصّ له وحدة أساسية ووحدات فرعية، وأثر كلّ هذا على سلامة نتائج الكتاب.
أهداف كتب التفسير ومناهجها وسياقاتها؛ القرون: الثاني/الثامن- التاسع/الخامس عشر.
هذا الكتاب من الكتب المهمّة التي صدرت مؤخرًا في الدرس الغربي للقرآن، من حيث المشاركين فيه ومن حيث موضوعه، حيث شارك في هذا المجلد عددٌ كبيرٌ من أبرز دارسي الدراسات القرآنية، في محاولة منهم لاستكشاف التعقيد الذي ينطوي عليه تاريخ التفسير، وافتراض طرق تصنيف له مباينة للتصنيفات التي تبرزه كتاريخ من التطور المتمايز والمنفصل -كما استقر في كتابات جولدتسيهر ووانسبرو-، حيث تقوم في مقابل هذا باقتراح تصنيف مدونات التفسير وفقًا لعدد من (العُقَد): المنشأ الجغرافي- الفكري، الشبكات البشرية (القرابة، المعلم/الطالب، المدرسة)، المصطلحات، نظم الهرمنيوطيقا. تقدم أولريكا مارتسنون عرضًا لهذا الكتاب، يلقي ضوءًا على دراساته، كما يطرح بعض الانتقادات الذكية التفصيلية والإجمالية، وأبرزها ما يتعلّق بقدرة مثل هذه الدراسات على تحقيق الهدف المراد من الكتاب ومدى قدرته على توظيف المنهجيات المطلوبة.
قراءة آرامية سريانية للقرآن: ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ في فك شفرة ﻟﻐﺔ اﻟﻘﺮآن؛ لكريستوف لكسنبرج
يعدُّ كتاب لكسنبرج (قراءة آرامية سيريانية للقرآن) واحدًا من أكثر الكتابات الغربية حول القرآن شهرة وإثارة للجدل، حيث طعن في أصل عربية القرآن مدعيًا أنه كان مكتوبًا بلغة مزيج بين العربية والآرامية، وفي هذا العرض يطرح فرنسوا دى بلوا -المختص بالساميات القديمة- نقدًا مركزيًّا لهذا الكتاب، يبرز فيه ضعفه المنهجي وضعف مؤلفه وتهافت ما أتى به من فرضيات ونتائج.
البدايات المبهمة: بحث جديد حول أصل الإسلام وتاريخه المبكر
يعدّ كتاب «البدايات المبهمة: بحث جديد في أصل الإسلام وتاريخه المبكر» من أهم الكتب التي صدرت عن الاتجاه التنقيحي، حيث يضم الكتاب عددًا من البحوث المهمّة لجملة من الباحثين المبرزين في بعض الجامعات، خصوصًا جامعة سارلاند الألمانية، التي تعد أحد مراكز الاتجاه التنقيحي، والتي شارك ثلاثة من أساتذتها في هذا الكتاب؛ مما يجعل من هذا الكتاب تكثيفًا للكثير من دعاوى وحجج التنقيحيين. ومن هاهنا تأتي أهمية التعريف بهذا الكتاب وعرضه ضمن ملفنا في قسم الترجمات عن الاتجاه التنقيحي. وتأتي أهمية هذا العرض تحديدًا للكتاب؛ إِذْ من قام به هو المستشرق البريطاني جيرالد هوتنج وهو تلميذ مباشر لوانسبرو وأحد الأسماء المهمّة على ساحة الاتجاه التنقيحي؛ مما يجعل عرضه للكتاب عرضًا شديد الإفادة على صغر حجمه، خاصّة وأنه لا يكتفي بالإشارة إلى الأبحاث الواردة في الكتاب أو توصيفها، بل إنه يتشابك معها نقديًّا ويقيّم بعض مساحاتها.
الدراسات القرآنية: مصادر ومناهج تفسير النصوص المقدسة، جون وانسبرو
يُعَدّ كتاب وانسبرو «الدراسات القرآنية: مصادر ومناهج تفسير النصوص المقدسة»، أحد أهم الكتب التي أثَّرت في مسار الدرس الغربي للقرآن في النصف الثاني من القرن العشرين، والتي شكّلت الجزء الأكبر من الأسئلة المعاصرة لهذا الدرس، من حيث هو البداية الأساسية لبروز «الاتجاه التنقيحي» في دراسة تاريخ الإسلام والقرآن، وفي هذه المقالة القصيرة يقدم كارول كيرستن عرضًا لهذا الكتاب، مشيرًا إلى أهم موضوعاته وأهم المساحات البحثية التي يَلِجُها، والأدوات التي يستخدمها، كما يتعرض لطريقة تلقّي القرَّاء للكتاب، وتعليقات بعض الباحثين عليه، وتأثُّر بعض الكُتَّاب به، ويختم بضرورة فتح باب النقاش العلمي لما تضمنه الكتاب من أطروحات ذات أهمية كبيرة من وجهة نظره.