الوقف التام في القرآن ورعاية التناسب
قراءة تحليلية

يَرِد إشكال على اعتبار الوقف التام في القرآن الكريم مع ما يُقَرَّر في علم المناسبة من أنه لا بدّ من وجود صِلة بين كلّ آية وما قبلها وما بعدها، وهذا البحث يتعرّض لهذه الإشكالية، ويسعى للتوفيق بين الوقف التام والمناسبة، بعد التعريج على عِلْمَي الوقف والابتداء، والمناسبة؛ تعريفًا وشروطًا بصورة مختصرة.

  يَعملُ هذا البحث على دَفْع إشكالية الانقطاع المعنويِّ المقصود في علم الوقف ‏والابتداء، والترابط والاتصال بين آيات القرآن بما يَتطلَّبُه علم المناسبة.

فعِلْمُ الوقف والابتداء قائمٌ على مَدَى علاقة الآيات بما بعدها، وحال اتصالها ‏وانفصالها، وأعلى درجات الوقوف ما انقطعت علاقَتُه رأْسًا عمّا بعده، وهو ما ‏يُعرف بالوقف التام، بينما المُقرّر في علم المناسبة أنه ما من آية ولا سورة ولا ‏قصة إلا ولها صِلة بما قبلها وما بعدها، يجمعها رِباطٌ، ويُوثِقُها علاقة من نوع ‏ما، وهذا يناقض تمام الوقف؛ إِذْ لازِمُهُ أنه لا يوجد وقف تام في القرآن الكريم، ‏وهذا ما صرح به بعضهم، وقد حاول هذا البحث دَفْعَ هذا المُشكل، طالبًا ‏التوفيقَ بين الأمرين.

يتشكَّل هذا البحث من مُقدِّمةٍ ومبحثين وخاتمة، أمّا المقدمة فتناولت ‏موضوع البحث، وإشكاليته، وخطَّتَه، وأمّا المبحث الأول فمدخل لمبحث ‏المعالجة، عُرّج فيه على علمَي المناسبة والوقف والابتداء تعريفًا وشروطًا ‏بصورة مختصرة، بينما اختص المبحث الثاني بدَفْعِ هذا المُشكل المذكور، ‏والتوفيق بين الوقف التام وعلم المناسبة، وجاءت الخاتمة لذِكْر نتائج البحث.

المؤلف

أحمد نجاح محمد

حاصل على ليسانس القراءات وعلومها من كلية القرآن الكريم بطنطا - جامعة الأزهر، وله عدد من الأعمال العلمية.‏

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))