مراجعة عدد من النظريات المتعلقة برسم المصحف في ضوء علم الخطوط القديمة

يفتح هذا البحث باب المراجعة لعدد من النظريات المتعلقة بالإطار التاريخي لرسم المصحف وتفسير ظواهره، في ضوء علم الخطوط القديمة (علم الباليوجرافية)، والذي يكشف أبعادًا تستلزم النظر في بعض نظريات الرسم التي اجتهد العلماء فيها، فتنوعت تنوعًا يسمح بإعمال الفكر فيها تحليلًا ومراجعةً ونقدًا.

  ارتبط النص القرآني المقروء بالمصحف المكتوب منذ أن ظهر في شكله المكتمل في عصر الخلافة الراشدة، المستند إلى ما كُتِبَ بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- على الرقاع، وصارت موافقة القراءة لرسم المصحف أحد أركان القراءة الصحيحة، ومِن ثَمَّ حافظ المسلمون على رسم المصحف على نحو ما خَطَّهُ الصحابة -رضي الله عنهم-، ونشأ عدد من علوم القرآن المرتبطة بالمصحف الشريف، منها علم رسم المصحف الذي كُتِبَتْ فيه عشرات الكتب منذ بدء التأليف في العلوم الإسلامية إلى عصرنا الحاضر، وتضمنت تلك المؤلفات وَصْفَ ظواهر الرسم، وتعليل كثير من تلك الظواهر، وإشارات إلى الأصول التاريخية للرسم.

 إنَّ رَسْمَ المصحفِ سُنَّةٌ ثابتةٌ، لا تستجيب قواعده للتطوير، ولا تقبل التغيير؛ لارتباط النص القرآني المقروء به، ولأن أصوله ترجع إلى ما كَتَبَهُ الصحابة بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، لكنَّ الدراسات المتعلقة بالإطار التاريخي لرسم المصحف، وتفسير ظواهره، يمكن أن تظل أبوابها مفتوحة لاستيعاب جهود الدارسين؛ لأنها ترجع إلى اجتهاد علماء الأمة في العصور المتتابعة، وقد اتَّسَمَتْ تلك الجهود بالتنوع الذي يسمح بإعمال الفكر فيها، والترجيح بينها، أو الإتيان بقول جديد بجانبها، وهو ما حاول الباحث القيام به في هذا البحث، من خلال مناقشة عدد من القضايا، وهي:

1-   الأصلُ التاريخي لرسم المصحف.

2-   نظريةُ تعدُّدِ النُّظُمِ الكتابية في عصر التنزيل.

3-   نظريةُ الفَرْقِ في تفسير ظواهر الرسم.

4-   نظريةُ تجريد المصحف من النَّقطِ والشَّكلِ.

5-   نظرية رسم الحركات حروفًا.

المؤلف

الدكتور غانم قدوري الحمد

رئيس جامعة تكريت سابقًا، وله عدد من المؤلفات والمشاركات العلمية.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))