المنشورات الحديثة في المجلات العلمية الغربية المتخصّصة في الدراسات القرآنية
ملخصات مترجمة
الجزء الحادي والثلاثون

في هذه المقالة نقدِّم عددًا من ملخّصات الدراسات المنشورة في بعض المجلات العلمية الغربية المعاصرة، من أجلِ لفتِ أنظار الباحثين إلى أهم ما يُنشر في هذه الدوريات العلمية حول القرآن الكريم وعلومه.

  هذه المقالة هي الجزء (31) من ترجمة ملخَّصات أبرز الدراسات الغربية المنشورة حديثًا[1]، والمنشورة في مجلة: Journal of Quranic Studies، هذا العام (2024)، والتي نحاول من خلالها الإسهام في ملاحقة النتاج الغربي حول القرآن الكريم ومتابعة جديدِه بقدرٍ ما، وتقديم صورة تعريفية أشمل عن هذا النتاج تتيح قدرًا من التبصير العامّ بكلِّ ما يحمله هذا النتاج مِن تنوُّع في مساحات الدرس.

1- A Sea-Change in Qur’anic Hermeneutics: ḥadīth Citation in al-Farrāʾ's Maʿānī al-Qurʾān
Tynan Kelly
Journal of Quranic Studies, Volume 26: Issue 1 (July 2024)

تغيير جذري في تفسير القرآن: الاستشهاد بالحديث في معاني القرآن للفرّاء[2]
تينان كلي

أظهرت الدراسات الحديثة حول التفسير الكلاسيكي أنه يتميّز بعدّة أمور؛ أولًا: الاهتمام بالقراءات المتعدّدة للمعنى القرآني، وثانيًا: التنوّع المنهجي. ومن المعتقد على نطاق واسع أنّ هذه السِّمَات ظهرت لأول مرة في الأعمال التفسيرية في القرن الرابع/ العاشر، ولا سيّما أعمال الطبري (ت: 310/ 923)، والثعلبي (ت: 427/ 1035). ومع ذلك، فإنّ هذه الورقة تزعم أننا نجد في (معاني القرآن) لأبي زكريا الفرّاء (ت: 207/ 824) -وهو تفسير ذو توجّه لغوي يعود إلى قرن سابق من الزمان- ولأول مرة سمات التفسير الكلاسيكي الناضج.

تركّز هذه الورقة على استشهاد الفرّاء بالأحاديث لإلقاء الضوء على التنوّع المنهجي المنتشر في مناقشاته الكثيفة للقرآن. وقد أثبت استخدامه للأحاديث أنه مقياس جيّد لتنوّعه المنهجي؛ نظرًا للقبول الواسع للمنهجية الحديثية وتطبيقها في جميع مجالات البحث العلمي العربي الإسلامي التي يستخدمها المفسِّرون تقريبًا. توفّر هذه الملاحظات الحلقة المفقودة التي تعزّز فهمنا لكيفية نمو تقليد التفسير من الأشكال الأبسط والأكثر إيجازًا في القرن الثاني/ الثامن إلى الأعمال الموسوعية الشاملة في القرن الرابع/ العاشر فصاعدًا.

2-Conflicting Interests in the Creation of a State-Authorised Translation: Comparing the Saudi and Indonesian Editions of Al-Qur’an dan Terjemahnya
Fadhli Lukman
Journal of Quranic Studies, Volume 26, Issue 1, April 2024

تضارب المصالح في إيجاد ترجمة معتمدة من الدولة للقرآن:
مقارنة بين الطبعتين السعودية والإندونيسية للقرآن والترجمة
فضلي لقمان

إندونيسيا هي واحدة من الدول القليلة التي لديها ترجمة رسمية للقرآن من إنتاج الدولة، وهي ترجمة (QT) (القرآن دان ترخماهنيا). وينتج مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المملكة العربية السعودية طبعته الخاصّة من هذه الترجمة، والتي يقوم بتوزيعها على الحُجّاج ومن خلال شبكة التوزيع العالمية الخاصة به.

يقارن هذا المقال بين الطبعتين الإندونيسية والسعودية من QT، من حيث ميزات الترجمة وصيغتها شبه النصِّية، ويتحدّى الرواية السائدة بأنَّ هاتين الطبعتين متطابقتان.

يزعم المقال أنّ (مجمع الملك فهد) هو أكثر من مجرّد ناشر لـ QT؛ لأنّ التغييرات التي تم تنفيذها تعكس اتجاهات تفسيرية محدّدة تتعلّق بخيارات عقدية، على عكس الأهمية المحلية التي تفترضها الترجمة التي يتمّ إنتاجها في بلدها. وهذا له أهمية بالنسبة لسؤالين بحثيّيْن وثِيقي الصِّلة: (كيف تتأثر عملية ترجمة القرآن عندما تنتجها مؤسسة رسمية؟)، و(ما الذي يحدث لمثل هذه الترجمة عندما تتولّى مؤسسة مختلفة ذات اهتمامات مختلفة مهمّة طباعتها وتوزيعها؟).

3- Five Qur’anic Papyri from the Michaelides Collection at the Cambridge University Library
Nick Posegay
Journal of Quranic Studies, Volume 26, Issue 1, July 2024

خمس برديات من مجموعة ميشاليدس في مكتبة جامعة كامبريدج
نيك بوسيجاي

تحتوي مجموعة مخطوطات ميشاليدس الموجودة بمكتبة جامعة كامبريدج على ما يقرب من 700 قطعة من ورق البردي جمعها جورج ميشاليدس في مصر في منتصف القرن العشرين. على الرغم من وجود قائمة أوّلية لهذه المجموعة، إلا أنّ معظم البرديات لم يتمّ وصفها بشكلٍ كامل. ومن بينها خمس برديات قرآنية لم يتمّ تحليلها من قِبَل علماء تاريخ القرآن. من بين هذه الخمس؛ واحدة عبارة عن تميمة، وواحدة عبارة عن نصّ أطول يقتبس سورة الفاتحة بأكملها، وثلاث تحتوي على مقاطع من سورة أو سورتين أخريين. وتجدر الإشارة بشكلٍ خاصّ إلى البردية الخامسة (CUL Mich.Pap.D.1415) التي تحتوي على سورتين كاملتين، ويقترب حجمها من حجم المخطوطات النموذجية، وربما تم تجليدها ذات يوم. تصف هذه المقالة هذه المخطوطات الخمس بشكلٍ أكثر تفصيلًا وتدوّن محتوياتها لتوفير بيانات جديدة للنقل النصِّي والمادي للقرآن خلال القرنين الثاني/ الثامن، والثالث/ التاسع.

4- The Grammatical Rules and Textual Functions of the Non-Apposite Indefinite Annexed kull: Sūrat al-Isrāʾ as a Case Study Hassaan Shahawy
Kholoud Al-Omoush
Journal of Qurnaic Studies, Volume 26, Issue 1, April 2024

الأحكام النحوية والوظائف النصية لـ(كلّ) غير التابعة المضافة إلى نكرة
أمثلة من سورة الإسراء
خلود العموش

يتناول هذا البحث القواعد النحوية التي تحكم استعمال (كلّ) مع الأسماء النكرة، مع التركيز على الأمثلة التي وردت في سورة الإسراء. ويستكشف دور (كلّ) في إيصال المعنى، والوظائف النصّية لها، ويقارن بين العروض النظرية والاستخدام العملي في الخطاب القرآني. ويمكن ملاحظة أهمية (كلّ) بشكلٍ خاصّ في المناقشات النحوية المتعلقة بمجالات الفقه والأصول والأحكام الشرعية، ودورها في بناء معنى الخطاب.

وباستخدام المنهج الوصفي التحليلي، تبحث هذه الدراسة في القواعد النظرية التي تحكم (كلّ)، وتحلّل شواهدها، خاصّة من حيث وظائفه النصّية ودوره في بناء المعنى. ويخلص إلى أنّ المبدأ الأساسي المتمثّل في استخدام (كلّ) غير المقيد عند إضافتها إلى الأسماء النكرة يشير إلى الجنس، ويدلّ على الجنس الإفرادي الذي يشمل مكوّنات الأسماء النكرة عن طريق الاستدلال. علاوة على ذلك، فإنّ وظائفه النصِّية ودلالاته تعتمد على عوامل مختلفة مثل العناصر النحوية المصاحبة له، ووظيفتها النحوية، وطبيعة المضاف إليه، والبنى النحوية التي تدعمه في سياقات محدّدة.

يوجد تمييز واضح بين الجُمَل المقيدة المؤكّدة والجُمَل غير المقيدة من حيث الوظيفة النحوية والنصّية، وهو أمر بالغ الأهمية لبناء الشبكة المرجعية للخطاب وضمان تماسك النصّ. وهذا التمييز يتجاوز ما سبق أنْ ذكَرَه النحويون ويؤكّد على الدور المركزي لهذه الجُمَل في التعبير عن محور الخطاب وضمان الصياغة النحوية والمعجمية للجُمَل القرآنية.

 

[1] يمكن مطالعة الجزء السابق على هذا الرابط: tafsir.net/paper/69

[2] تعريب عناوين المقالات والبحوث هو تعريب تقريبي من عمل القِسْم. (قِسم الترجمات)

المؤلف

فريق موقع تفسير

موقع مركز تفسير للدراسات القرآنية

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))