المنشورات الحديثة في المجلات العلمية الغربية المتخصّصة في الدراسات القرآنية
ملخصات مترجمة
الجزء الثاني

في هذه المقالة نقدِّم عددًا من ملخّصات الدراسات المنشورة في بعض المجلات العلمية الغربية المعاصرة في عامَيْ 2020 و2021م، من أجل لَفْتِ أنظار الباحثين إلى أهم ما يُنشر في هذه الدوريات العلمية حول القرآن الكريم وعلومه.

  هذه المقالة هي الجزء الثاني من ترجمة ملخصات أبرز الدراسات الغربية المنشورة حديثًا، والمنشورة في عامي 2020و2021، في مجلة Journal of qur’anic studies.ـ[1]، والتي نحاول من خلالها الإسهام في ملاحقة النتاج الغربي حول القرآن ومتابعة جديدِه بقدرٍ ما، وتقديم صورة تعريفية أشمل عن هذا النتاج تتيح قدرًا من التبصير العامّ بكل ما يحمله هذا النتاج من تنوع في مساحات الدرس.

1-Sūrat Maryam (Q. 19): Comforting Muḥammad

لـ M.A.S. Abdel Haleem

سورة مريم: عزاء/ سلوى محمد، لمحمد عبد الحليم[2]

مريم هي شخصية مهمة للغاية في القرآن؛ حيث ورد ذكرها بالاسم 34 مرة، بالإضافة إلى الإشارات الأخرى؛ كما في سورة المؤمنون آية 50، وسورة التحريم آية 12، خُصِّصتْ لها سورتان قرآنيّتان مهمّتان: سورة آل عمران الآيات من 33- 50 وسورة مريم الآيات من 16- 36. وفوق هذا سُمِّيَت سورة 19 باسمها (سورة مريم). لقد كُتِبَ الكثير عن هذه السورة، مع إعطاء الدراسات الحديثة اهتمامًا خاصًّا لبنيتها.

من المهم بالطبع تحديد البنية داخل السورة، لا سيما بالنظر إلى طريقة تقديم المادة في المصحف، والتي تحدّد السورة بأكملها في نصّ مستمر، دون أيّ أقسام أو فقرات باستثناء العلامات الموجودة في نهاية كلّ آية.

 يمكن أن يكون التحليل البنيوي مفيدًا من حيث تحديد الموضوعات الرئيسة لسورة معيّنة، ولكِنْ هناك خطر يتمثّل في أنّ الاعتماد المفْرِط على التحليل البنيوي يمكن أن يركِّز بشكلٍ كبيرٍ على الشّكْل، وبالتالي يتجاهل الرسالة والغرض الذَيْن يتم عرضهما في كلّ سورة. الشكل والتحليل الأدبي مهمّان، ولكن فقط من حيث إنهما يشيران إلى الموضوعات والمعاني ويُظهِران الغرض من السورة بأكملها. هذا المقال يسعى لإجراء تحليل بنيوي لسورة مريم يحدّد بنية مختلفة عن تلك التي حدّدها الباحثون السابقون. يستند هذا التحليل البنيوي إلى دراسة موضوع هذه السورة وهدفها، والتي يؤكِّد المقال أنها تهدف إلى توفير الراحة والطمأنينة للنبيّ محمد.

2-Towards an Abrahamic Religion: Developments in Later Meccan Suras. Part I: Strategies of Argumentation and Interpretation

في اتجاه دين إبراهيم: التطورات في السور المكية المتأخرة، الجزء الأول: استراتيجيات الجدل والتفسير.

3-Towards an Abrahamic Religion: Developments in Later Meccan Suras. Part II: Abraham, Local Heritage, and Developments in Liturgy and Ethics

لـ Hannelies Koloska

في اتجاه دين إبراهيم: التطورات في السور المكية المتأخّرة، الجزء الثاني: إبراهيم، والتراث المحلي، والتطور في الليتورجي والأخلاق، لهانيليز كلوسكا.

تؤكّد الدراسات القرآنية الغربية الحديثة على التمييز بين القرآن المكّي والمدني، بالإضافة إلى التركيز على الخصوصيات العقائدية والأدبية التي تميّز سور المدينة بعضها عن بعض، يؤكِّد الباحثون الغربيّون على عدم نجاح محمد في تحويل قومه للإسلام واليأس الذي أظهره أتباعه في السور المكية المتأخّرة. في المقابل، تُصَوِّر السّوَرُ المدنية زعيمًا ناجحًا ومشاركًا اجتماعيًّا وسياسيًّا لمجتمع دينيّ متنامٍ وقوي. تتناول هذه الورقة التطوّرات الأدبية والمضمونية في السّور المكيّة المتأخّرة، وتوضح أن تصوّراتنا عن (رسول سلبيّ) في مكة و(قائد نَشِط) في المدينة، وظهور مجتمع واثق من نفسه في المدينة فقط، يجب إعادة النظر فيها. فالسّوَر المكية المتأخّرة تصوِّر تنافسًا على الهيمنة التفسيرية للعالم الواقعي، الأمر الذي يعزّز في النهاية سُلطة محمد ويعزّز مجموعة الأتباع المُتحلِّقين حوله.

تعرِض الورقة تطوّرات متشابكة للاستراتيجيات الأدبية مثل أنماط الجدال، وتأمّلات مكثّفة حول مفاهيم مثل الإدراك والمعرفة. بينما يبحث الجزء الأول من هذه الورقة في هذه العمليات، يركِّز الجزء الثاني على الأهمية المتزايدة لشخصية إبراهيم، وهو تحوُّل حاسم إلى التراث المحلي وتطوير الصيغ الليتورجية (الشعائرية) والمعايير الأخلاقية.

فلا غنى عن استكشاف وفهم هذه الديناميكيات النصيّة لفهم تشكُّل كلّ من السّوَر المكية والمدنية.

4-The ‘Four Aspects of the Qur'an’ ḥadīth and the Evolution of Ṣūfī Exegesis until Shams al- Dīn al- Fanārī (d. 834/ 1431)

لـ Halim Calis

حديث (الأوجه الأربعة للقرآن) وتطور التفسير الصوفي حتى شمس الدين الفناري، لحيلم كاليس

أُنزل القرآن في سبع قراءات، «كلّ حرف من حروف القرآن له ظاهر وباطن». لَفَتَتْ هذه العبارة المنسوبة إلى النبيّ محمد انتباهَ العلماء الكلاسيكيين وكذلك الباحثين في العصر الحديث. قدّم علماءُ المسلمين في العصور الوسطى مجموعةً متنوّعة من الرؤى بخصوص هذا الحديث وفقًا لمقارباتهم المختلفة في التفسير القرآني. استخدم مفسِّرو القرآن الحديثَ لتبرير فكرتهم القائلة بأنّ للآيات القرآنية معانيَ متعدّدة، بما في ذلك مستويات المعنى الباطني.

 تتعقّب هذه الدراسة تفسيرات مختارة مهمّة للحديث اقترحها علماءُ مسلمون من القرون الوسطى، من أجل توضيح كيف مرّ التفسير القرآني بعدّة مراحل. ففي حين أنّ المفسِّرين الأوائل لم يفرّقوا إلا بين المعاني الحرفية والباطنية في ممارساتهم التفسيرية، ولم يتجاوز فهمهم للحديث نطاق التفسير القرآني، استخدم بعضُهم فيما بعد الحديث عند بنائهم النظريات الأنطولوجية والتفسيرية وحتى المعرفية، وقد طوّروا نظامًا تفسيريًّا رباعيًّا قائمًا على مفاهيم حديث «التفسير على أربعة أوجه»، بلغ هذا النظام ذروته في تفسير شمس الدين الفناري (توفي 834/ 1431)، أول شيخ إسلام عثماني.

 في شرحه، يربط بين المستويات الوجودية للوجود، والمستويات الأنطولوجية للخطاب الإلهي، والمعاني القرآنية المتعددة، والتسلسل الهرمي للروحانيات. ونتيجة لذلك، فإنّ تفسيره للقرآن يعمل كوسيط معرفي يربط الروحانية بعلم الوجود في تأويله الكتابي.

5-Aural Aesthetics: The Poetics of Sound and Meaning in the Qurʾān

لـ Tareq Moqbel

الجماليات السمعية، شعرية الصوت والمعنى في القرآن، لطارق مقبل.

 

تستكشف هذه المقالةُ الجمالياتِ السمعيةَ للقرآن؛ حيث ترصد الطّرق المختلفة التي تعكس بها الصفاتُ الصوتيةُ للقرآن المعنى، وتنظر في كيفية عمل قواعد تلاوة القرآن في إيصال الهداية القرآنية، من خلال فحص عدد من الآيات القرآنية التي تُظْهِر دمجًا ملحوظًا بين الصوت والمعنى. يحاول المقالُ تسليطَ الضوء على دور أنماط الصوت القرآني في التفسير القرآني، ويجادل بأنّ الانتباه إلى القيمة الصوتية للكلمات والجُمَل يمكن أن يفتح مزيدًا من الاحتمالات التفسيرية.

6-Conciliation and Conflict in the Meccan and Medinan Qur'an: A Thematic Study of Suras 6 to 9

لـ Shafi Fazaluddin

التوفيق والصراع في القرآن المكي والمدني، دراسة موضوعية للسور من الأنعام إلى التوبة، لشافعي فضل الدين.

على الرغم من التداعيات الاجتماعية المهمّة لموضوع "التوفيق والصراع"، فإنّ دراسة هذا الموضوع في القرآن لا يزال مجالَ دراسة غير مكتشف بالصورة الكبيرة. يركّز هذا المقال على العلاقة بين الصُّلْح والصِّراع في سور (الأنعام، الأعراف، الأنفال، التوبة)، وهي جزء من المصحف تتبع فيه سورتان مدنيَّتان سورتَيْن مكيّـتَين. في تقييم أهمية التوفيق في القرآن، تتناول هذه المقالة مدى انتشاره، ومظاهره، وتركيزه، وتطوّره داخل القرآن كموضوع مترابط.

يستخدم التحليل تفسيرين مشهوريْن ومؤثِّريْن؛ التفسير العربي القديم للرازي (ت 606/ 1209)، والتفسير الأردي المعاصر لإيليا (المتوفى 1997م)، اللذَيْن يوفّران معًا نظرة ثاقبة لغوية وتركيبية تكميلية. ستجادل هذه الدراسة في أنّ المصالحة تم التأكيد عليها أولًا في المكوّن المكّي من خلال نماذج ضَبْط النّفْس النبويّ والرحمة الإلهية. ويشكّل المفهوم المركزي للإصلاح المحور المركزي الذي حوله يتم الحفاظ على التوازن في النظام العالمي الإلهي، وهي عملية تعليم إلهي في شكل الوحي والتعليم النبوي، والذي يمنع الخلافات ويحتوي أي نزاعات.

 ثانيًا، تُبرز أوامر القرآن المدني أهمية الوحدة وحُرمة نقض معاهدات السلام وضرورة المحافظة عليها، مما يدعم المبدأ القرآني بعدم الإكراه على الإيمان. يتضح في سياق التحليل أنه حتى أثناء النّزاع (الذي يخضع لقيود واسعة النطاق)، تظلّ المصالحة ذات أهمية قصوى.

7- An Aljamiado Translation of the ‘Morisco Qur'an’ and its Arabic Text (c. 1609)

لـ Nuria de Castilla

ترجمة (الجاميدو) للقرآن الموريسكي ونصه العربي، لنوريا دو كاستيلا

لأول مرة، تمّ وصف روابط قوية بين ثلاث نُسَخ من «القرآن الموريسكي» (باللغة العربية [Aix 1367]، [BRAH T5]، ونسخة عربية من الترجمة ثنائية اللغة [BRAH T19]). وهي تنطوي على سمات ترميزية ولغوية وجمالية مشتركة بين هذه المخطوطات، وتؤدي إلى تحديد ترجمة واحدة ينقلها الناسخ نفسه في مجلدين مختلفين (BRAH T5 وBRAH T19). تسمح لنا هذه النتيجة بإظهار الطبيعة المتّسقة والمنهجية لعمل نُسّاخ موريسكو، وتوفّر إمكانية إنشاء كود مشترك لبعض ترجمات الجاميدو للقرآن. إنّ علاقة هذه المخطوطات بالنُّسْخَة العربية من «قرآن موريسكو» تجعل من الممكن استنتاج أنّ هذه النُّسَخ الثلاث قد أُنْتِجَتْ حوالي عام 1609م، وهو العام الذي بدأ فيه الطرد النهائي للموريسكيين من إسبانيا. تُسَلِّط هذه الروابطُ الضوءَ على فهمنا لإنتاج واستخدام نُسَخ الموريسكيين للقرآن في وقتٍ متأخّر جدًّا، مما يثري مجال الدراسات القرآنية في إسبانيا في العصور الوسطى وأوائل العصر الحديث.

 

 

[1]  يمكن مطالعة المقالة الأولى، على هذا الرابط: tafsir.net/paper/20.

[2] تعريب العناوين هو تعريب تقريبي من عمل القسم. (قسم الترجمات).

المؤلف

فريق موقع تفسير

موقع مركز تفسير للدراسات القرآنية

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))