إطلالة عامة على حركة التأليف المعاصر في مناهج المفسِّرين
.jpg)
إطلالة عامة على حركة التأليف المعاصر في مناهج المفسِّرين[1]
من سِيمَا العلوم عامة: أن يكتنفها التجديد والعناية بها مِن قِبَل المتخصِّصين فيها، وأن تُحاط بالأعمال المنهجية التي تستقرئ أصولها ومناهجها، وتدرس تراثها، وما سطره أعلامها، وتحلّ ما استشكل منها، وتستخلص بالموازنة بينها مفترقاتها؛ ليكون هذا مَعِينًا لطالبي هذه العلوم، ورافدًا للوصول إلى أقوم طرق الاستفادة منها.
وعلى رأس هذه العلوم: تفسيرُ القرآن الكريم؛ الذي يزخر بتراث عظيم، ومصنّفات لا حصر لها، ولا تزال مَعِينًا لا ينضب، وهي مع هذا متعدّدة المناهج، ومختلفة المدارس، ومتنوّعة الطرائق؛ وذلك بحسب قَدْرِ علوم أصحابها، واختلاف اهتماماتهم، ومقاصد تأليفهم، وتعدّد أمصارهم وعُصورهم، فلمّا كان كذلك، وكانت كتب التفسير لا يَستغني عن قراءتها والبحثِ فيها طلبةُ العلم وأربابه، ولا سبيل لهم للوصول إلى فهم آي القرآن الكريم، وفهم السَّلَف الكرام لها إلا بمطالعة وخوض غمار هذه الكتب التفسيرية المختلفة، والفهم الصحيح لمناهجها، والوقوف على طرائقها، وتمييز حَسَنِ ذلك من قبيحه؛ كلّ ذلك كان دافعًا وحافزًا لأهل العلم من المتخصِّصين والباحثين في التفسير وعلومه في العصر الحديث للتأليف والتصنيف في مناهج المفسِّرين.
فنشأة عِلْم مناهج المفسِّرين كغيره من علوم القرآن؛ إنما نشأ من أجلِ استخلاص مسلك علماء الأمّة الربانيين الراسخين في تفاسيرهم، مِن السَّلَف الصالح ومَن بعدهم؛ ليكون عُمدةً في ضبط الفهم الصحيح للقرآن الكريم، والوصول إلى بناءٍ قويم لأصول التفسير؛ فخدمة علوم التفسير في هذا الاتجاه تجميعًا وتعميقًا وتقعيدًا يُعتبر من أهم المقاصد العلمية التي تقف على رأس أولويات البحث في هذه العلوم خاصةً[2].
«وتتجلى القضية المنهجية اليوم في صورتَيْن... وهما كالآتي: البنية الداخلية للمنهج في العلوم الشرعية، والمقصود بها: المنطق الداخلي الذي يحكم المادة العلمية بهذه العلوم في علاقتها مع موضوعها؛ إنها النَّسَق الداخلي الذي ينبني عليه العِلْم، وذلك نحو مناهج المفسِّرين؛ فهذه مناهج تُشكِّل أجزاءً من ذلك العِلْم الذي ينبني عليها، وأركانًا صريحةً منه، وهذه وِجهة ينبغي أن تُشجَّع فيها البحوث؛ قصد استخراج مكوّنات هذه المناهج من: قواعد وأصول وضوابط من ميادينها التطبيقية؛ كالتفسير»[3].
وكانت نشأة الحديث عن مناهج المفسِّرين لبعض أهل العلم المتقدِّمين؛ وذلك بنصوص تكلّموا فيها عن بعض التفاسير نقدًا، أو تأييدًا، أو وصفًا، في تضاعيف كتبهم وتصانيفهم، أو فيما يُروى عنهم، دون إفراد لهذا العِلْم بتصنيف خاصّ، أمّا إفراد هذا العلم بتصنيف خاصّ وتأليف مستقلّ؛ فكان أسلوبًا معاصرًا، ونمطًا جديدًا أبدع فيه كوكبةٌ من أهل العلم والباحثين المعاصرين.
كما انضمّ للتصنيف والتأليف في هذا الباب: كتابةُ جُمْلة كبيرة من المقالات والبحوث العِلْمِيّة[4]، وعقدُ عددٍ من المؤتمرات والندوات[5] والمحاضرات، وهذه الجهود المحمودة تتكاثر يومًا بعد يوم، ولا يكاد اليوم تجد عالِمًا من علماء التفسير -ممن لهم تراث تفسيري- إلا واجتهد المعاصرون في دراسة منهجه في تفسيره، وبيان طريقته فيه.
إذَا تقرّر هذا: فما هي أوّل الجهود والمصنَّفات المعاصرة في مناهج المفسِّرين، والتي كان لها فضل السَّبْق في بناء قواعد وأصول هذا العلم وتأسيسه واستقلاله؟ وما أبرز صور التأليف المعاصر في مناهج المفسِّرين، والتي تكاثرت وتعدّدت واختلفت؟
أوّل الجهود والمصنّفات المعاصرة في مناهج المفسِّرين:
عند التأمّل والنظر في أوّل الجهود والمصنّفات المعاصرة في مناهج المفسِّرين ظهورًا، والتي حازت قَصَبَ السَّبْق في تأسيسِ واستقلال هذا العلم، وبناءِ قواعده وأصوله، وكانت المؤلَّفات بعدها عالةً عليها في هذا العلم؛ فإنّنا سنجد أنّ هذا السَّبق دائرٌ بين ثلاثة مؤلَّفات، على تفاوت بينها في ذلك، وهي:
كتاب: (مذاهب التفسير الإسلامي)، للمستشرق المجري قولدزيهر (ت: ١٣٤٠هـ)[6].
وكتاب: (مناهل العرفان في علوم القرآن)، لمحمد عبد العظيم الزرقاني (ت: ١٣٦٧هـ).
وكتاب: (التفسير والمفسِّرون)، لمحمد حسين الذهبي (ت: ١٣٩٧هـ).
- أمّا الكتاب الأوّل -وهو كتاب: (مذاهب التفسير الإسلامي)-: فهو تأليف على نمطٍ ونحوٍ جديد لم يُسبق المؤلِّف إليه، ويتمثّل في التأليف المستقلّ في مذاهب التفسير واتجاهاته؛ حيث درس فيه جملةً من المذاهب والاتجاهات التفسيرية[7]، وكان غرضه الأول بيان أصول هذه المذاهب والاتجاهات، وتبعًا لذلك ذَكَرَ بعضَ المفسِّرين فيها، ونماذج من تفاسيرهم تتعلّق بأصول ذلك المذهب والاتجاه، وربما ذكَرَ بعض القضايا في مناهج هؤلاء المفسِّرين في غير ما يتعلّق بأصول المذهب والاتجاه الذي يدرسه المؤلِّف؛ فحديثه عن مناهج هذه الكتب: إنما كان في نطاق الأصول التفسيرية للاتجاهات والمذاهب التي ذكرها؛ بمعنى: أنه -غالبًا- لا يذكر الأدوات المستعملة عند المفسِّر، ولا طريقة ترتيب الكتاب، ونحو ذلك، بل يذكر من المنهج ما يُبيِّن سَيْر المفسِّر في تفسيره على أصول ذلك المذهب والاتجاه؛ ويشهد لهذا قوله في مقدّمة كتابه - مبينًا مقصده العام من كتابه: «كلّ تيار بارز في مجرَى التاريخ الإسلامي زاوَل الاتجاه إلى تصحيح نفسه على النصّ المقدّس، وإلى اتّخاذ هذا النصّ سندًا على موافقته للإسلام... ومقصد البحوث الآتية هنا: أن تُبيَّن تبيينًا مفصّلًا على أيّ وجه، وإلى أيّ مدى من النجاح اتجهت المذاهب الدينية في تاريخ الإسلام إلى تحقيق ذلك الغرض»[8].
وبناءً على ما تقدّم: فإنّ هذا الكتاب كان له أثرٌ ظاهرٌ في نشأة هذا العِلْم وتأسيسه؛ حيث كان لمؤلِّفه فضل السَّبْق في التأليف المستقلّ في مذاهب التفسير واتجاهاته، والذي يُعَدّ أحد أبرز موضوعات علم (مناهج المفسِّرين)، وقد استفاد منه كثيرٌ ممن كتَبَ بعده في مناهج المفسِّرين من خلال تقسيم كتب المفسِّرين بناءً على أنواع التفسير واتجاهاته.
ومما يُلاحظ على المؤلَّفات المعاصرة في مناهج المفسِّرين: أنها لم تذكر هذا السَّبق للمؤلِّف، ولم يأتِ فيها أيّ إشارة لذلك[9]، رغم استفادة كثيرٍ من المؤلَّفات المعاصرة في مناهج المفسِّرين من هذه الطريقة التي ألَّف قولدزيهر کتابَه بها!
- أمّا الكتاب الثاني -وهو كتاب: (مناهل العرفان في علوم القرآن)-: فهو وإن كان في الأصل مؤلَّفًا في مباحث علوم القرآن المختلفة، إلا أن المؤلِّف ضمَّنه مبحثًا عَنْوَنَه بـ(في التفسير والمفسِّرين، وما يتعلّق بهما)؛ حيث درس فيه جملةً من مباحث علم (مناهج المفسرين) دراسةً مجملةً، ورتّب هذه المباحث بما يمثِّل بناءً أوليًّا لمباحث علم (مناهج المفسِّرين).
وبناء على ما تقدّم: فإنّ هذا المبحث الذي ضُمّن هذا الكتاب يُمثل مرحلةً مهمةً في تأسيس هذا العلم؛ حيث كان لمؤلِّفه فضل السَّبق في بناء مباحث هذا العلم بناءً أوّليًّا، ودراستها دراسة مجملة.
ومما يُلاحظ على المؤلَّفات المعاصرة في مناهج المفسِّرين: أنها لم تذكر هذا السَّبق الذي أضافه المؤلِّف، سوى ما جاء في كتاب: (التفسير ومناهج المفسِّرين) من بيانٍ مختصرٍ لأثره في نشأة هذا العلم.
- أمّا الكتاب الثالث -وهو كتاب (التفسير والمفسِّرون)-: فهو كما قال مؤلِّفه في مقدمة كتابه: «هو كتاب يبحث عن نشأة التفسير وتطوّره، وعن مناهج المفسِّرين وطرائقهم في شرح كتاب الله تعالى، وعن ألوان التفسير عند أشهر طوائف المسلمين ومَن ينتسبون إلى الإسلام، وعن ألوان التفسير في هذا العصر الحديث... ورجوتُ من وراء هذا العمل: أن أُنبه المسلمين إلى هذا التراث التفسيري الذي اكتظّت به المكتبة الإسلامية على سعتها، وطول عهدها، وإلى دراسة هذه التفاسير على اختلاف مذاهبها وألوانها، وألّا يقصروا حياتهم على دراسة كتب طائفة واحدة، أو طائفتَيْن، دون مَن عداهما من طوائف كان لها في التفسير أثر يُذْكَر فيُشكر، أو لا يُشكر.
ورجوتُ أيضًا: أن يكون لعشّاق التفسير من وراء هذا المجهود موسوعةٌ تكشف لهم عن مناهج أشهر المفسِّرين وطرائقهم التي يسيرون عليها في شرحهم لكتاب الله تعالى؛ ليكون من يريد أن يتصفّح تفسيرًا منها على بصيرةٍ من الكتاب الذي يريد أن يقرأه، وعلى بَيِّنةٍ من لونه ومنهجه، حتى لا يغترّ بباطل، أو ينخدع بسراب، وفي اعتقادي أنّ في هذا الموضوع جدّةً وطرافةً، جدّة؛ إِذْ لم أُسبق إليه إلا بمحاولات بسيطة غير شاملة»[10].
وبالنظر والموازنة بين هذا الكتاب، وبين ما تقدَّمه من الجهود، وما أضافته بقية المؤلَّفات المعاصرة في مناهج المفسِّرين يتبيّن: أنّ هذا الكتاب كان له قدم السَّبْق في إتمام تأسيس عِلْم (مناهج المفسِّرين)، بإتمام بناء مباحثه وتأصيلها، وإفراد مباحثه المختلفة بتصنيف خاصّ، وتأليف مستقلّ، كما يُعَدّ أول دراسة حاولَت استيعاب مناهج أشهر المفسِّرين واتجاهاتهم.
وبناء على ذلك: عُدَّ هذا الكتاب والمصنَّف البديع هو اللَّبِنَة الأبرز في تأسيس عِلْم (مناهج المفسِّرين)؛ كما أنه مع ما كتبه الزرقاني في المبحث الذي ضُمّن كتابه قد رسمَا لمن بعدهما خطةَ التأليف في هذا العِلْم، وفُتح بِرَقِيمِهَا للباحثين أبوابًا، واخْتَطَّا بههما للدارِسين أرضًا يَبَابًا، فانثالت البحوث العلمية إِثْـرهما، وتكاثرت الدراسات الأكاديمية خَلْفَهما.
أبرز صور التأليف المعاصر في مناهج المفسِّرين:
لمّا كان كتاب: (التفسير والمفسرون) للذهبي، وما كتبه الزرقاني في المبحث الذي ضُمّن كتابه قد رسمَا لمن بعدهما منهجَ البحث فيه، انطلق الباحثون المعاصرون يُصنِّفون في مناهج المفسِّرين، متّبعين أثرهما، وتكاثرت مصنّفاتهم وتعدّدت، واختلفت أقطار الباحثين وبلدانهم حتى صار من الصعب إحصاء هذه المصنّفات والإلمام بها.
ثم إنه تعدّدت مذاهب الباحثين المعاصرين في تصانيفهم وتأليفهم في تناول ودراسة مناهج المفسِّرين، فمِن التصانيف ما كان دراسةً لمناهج جُملة من المفسِّرين؛ بتقسيم كتب التفسير بناءً على أنواع التفسير واتجاهاته، ومنها: التأليف في مناهج المفسِّرين بناءً على تطوّرات الأفكار في كتب التفسير، ومنها: ما كان بسرد مناهج أبرز كتب التفسير، ومنها ما كان بإفراد اتجاه معيّن، أو اتجاهات ذات وصف معيّن من اتجاهات التفسير بالدراسة، وبيان مناهج أبرز الكتب المؤلَّفة فيه، ومنها ما كان بإفراد أبرز كتب التفسير التي تربطها رابطة الإقليم، أو رابطة الزمن بالدراسة وبيان مناهجها، ومنها: ما كان بإفراد مفسِّر معيَّن بالدراسة، وبيان منهجه بالتفصيل، وفريق ثامن قاموا بإفرادِ جانبٍ واحد من جوانب تفسير القرآن بالدراسة، وبيان مناهج المفسِّرين فيه.
وهذا التعدّد في مذاهب الباحثين المعاصرين في تناول ودراسة مناهج المفسِّرين يرجع إلى أمور؛ منها: جدّة الكتابة في هذا العلم، وتعدّد أسباب التأليف فيه، وكثرة كتب التفسير، وتعدُّد مدارسه ومناهجه واتجاهاته.
وهذا عرض لأبرز صور التأليف المعاصر في مناهج المفسِّرين، مع ذِكْر نماذج من المؤلَّفات في كلٍّ منها[11]:
الصورة الأولى: دراسة مناهج جُملة من المفسِّرين؛ بتقسيم كتب التفسير بناءً على أنواع التفسير واتجاهاته، ثم التعريف ببعض المؤلَّفات في كلّ اتجاه:
والمراد بها: أن تُقَسَّم كتب التفسير بناءً على أنواع التفسير واتجاهاته؛ كالتفسير بالمأثور[12]، والتفسير بالرأي المحمود[13]، والتفسير بالرأي المذموم[14]، والتفسير الفقهي[15]، والتفسير العِلْمي[16]، والاتجاهات المعاصرة في التفسير، وما يتفرّع عن بعضها؛ كالاتجاهات المُتَفَرِّعة عن التفسير بالرأي المذموم: كتفسير الشيعة، والخوارج، ونحو ذلك، ثم يُعرّف بهذه الأنواع والاتجاهات مع بيان نشأتها، وتطوّرها، وأصولها.
ثم يُعَرَّف بأبرز المؤلَّفات في كلّ نوع واتجاه، بذِكْر مناهجها، والطريقة التي سارت عليها في تفسير القرآن الكريم، فعند التفسير بالمأثور مثلًا: يُصنَّف تحته: التفاسير التي كان لها عناية ظاهرة بالتفسير بالمأثور؛ كتفسير ابن أبي حاتم، وتفسير الطبري، وتفسير ابن كثير، مع ذِكْر مناهجها، والطريقة التي سارت عليها، ونحو ذلك في الاتجاهات الأخرى.
وأصحاب هذه الصورة يُقسِّمون التفسير إلى قسمين: تفسير بالمأثور، وتفسير بالاجتهاد -ويسمِّيها بعضهم: اتجاهات[17]، وبعضهم: أقسامًا[18]، وبعضهم: مناهج[19]، وبعضهم: مدارس[20]- وتقسيم التفسير إلى قسمين: تفسير بالمأثور، وتفسير بالاجتهاد، هو تقسيم واسع للاتجاهات، تندرج تحته الاتجاهات المختلفة الأُخرى للمفسِّرين، كما أنّ تصنيف هذه الاتجاهات محلّ اجتهاد بين الباحثين؛ فمنهم مَن يزيد فيها، ومنهم مَن يُنقص، ومنهم من يضمّ اتجاهًا إلى آخر[21].
وهذه الصورة هي أوّل صور التأليف المعاصر في مناهج المفسِّرين، كما أنها أشمل الصور عرضًا؛ ففيها الجَمْع بين دراسة اتجاهات التفسير المختلفة، ودراسة مناهج أبرز مفسِّري هذه الاتجاهات.
ومِن أبرز المؤلَّفات التي أُلّفت على هذه الصورة:
كتاب: (التفسير والمفسِّرون للذهبي): والذي يُعَدُّ أشهر وأبرز مَن صنّف في مناهج المفسِّرين -كما تقدّم-، وقد ألّف كتابه على هذه الصورة من صور التأليف، واستفاد من طريقته كلُّ مَن صنّف في مناهج المفسِّرين بعده، وقد تحدّث عن ثمانية عشر اتجاهًا من اتجاهات التفسير، وعن مناهج ما يقارب أربعة وخمسين تفسيرًا.
ومنها؛ كتاب: (تعريف الدارسين بمناهج المفسِّرين)، تأليف: صلاح الخالدي: وقد درس مناهج المفسِّرين بتقسيم كتب التفسير إلى خمسة أقسام: كتب التفسير بالمأثور، وكتب تجمع بين التفسير الأثري والنظري، وكتب التفسير بالرأي المحمود، وكتب التفسير ذات الاتجاهات المنحرفة، وكتب التفسير في العصر الحديث، وعرَّف بهذه التقسيمات، وذكَرَ أشهر كتب التفاسير المؤلَّفة فيها.
الصورة الثانية: التأليف في مناهج المفسِّرين بناءً على تطوّرات الأفكار في كتب التفسير:
والمراد بهذه الصورة مراعاة تسلسل الأفكار زمنيًّا بين المفسِّرين ومصنّفاتهم، فيعمد المؤلِّف إلى دراسة مناهج المفسِّرين الذين كانت على أيديهم تحوّلات بارزة في التفسير، وظهر في تفاسيرهم تسلسل للأفكار، وكانت أثرًا من آثار تفاسيرهم.
والكتاب الذي أُلّفَ على هذه الصورة؛ هو كتاب: (التفسير ورجاله)، تأليف: الفاضل بن عاشور، حيث درس فيه مناهج المفسّرين، متتبعًا تسلسل الأفكار زمنيًّا فيها، منذ نشأة علم التفسير، مرورًا بتفسير ابن عباس، وانتهاءً بتفسير المنار.
الصورة الثالثة: سرد مناهج أبرز كتب التفسير:
والمراد بهذه الصورة: سردُ المؤلِّف مناهج أبرز كتب التفسير دون قيد، أو رابط محدّد يربط بين هذه التفاسير، وعلى تفاوتٍ بين المؤلّفات في ترتيب هذه الكتب وتقديم بعضها على بعض، وعلى تفاوت بينها أيضًا في عدد كتب التفسير التي يتمّ تناولها والتعريف بمناهجها.
ومِن أبرز المؤلَّفات التي أُلّفَت على هذه الصورة:
كتاب: (مناهج المفسِّرين)، تأليف: منيع عبد الحليم محمود؛ وقد عرض المؤلِّف فيه ثلاثة وخمسين كتابًا من كتب التفسير، ذكرها تباعًا، ورتبها -غالبًا- على حسب وفيات المؤلِّفين، ويبدأ -غالبًا- بالتعريف بالمفسِّر، ثم يُبيِّن أبرز مزايا كتابه، ومنهجه فيه، ويختم بنماذج من تفسيره.
ومنها؛ كتاب: (معجم تفاسير القرآن الكريم)، تأليف: مجموعة من المؤلِّفين، وصدر عن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وهو في جزأين؛ درس المؤلِّفون في الجزء الأول: تسعة وثمانين تفسيرًا[22]، وفي الجزء الثاني: مائة مؤلَّف في التفسير، ولم تُرتَّب الكتب على حسب وفيات المؤلِّفين، بل على الترتيب الهجائي.
الصورة الرابعة: إفراد اتجاه معيّن، أو اتجاهات ذات وَصْف معيّن من اتجاهات التفسير بالدراسة، وبيان مناهج أبرز الكتب المؤلَّفة فيها:
والمراد بهذه الصورة: إفراد المؤلِّف اتجاهًا معيّنًا -كتفسير الشيعة الاثني عشرية-، أو مجموعة اتجاهات ذات وصف معيّن -كالاتجاهات المنحرفة في العصر الحديث-؛ مِن اتجاهات التفسير بالدراسة، وبيان مناهج أبرز الكتب المؤلَّفة فيها؛ حيث يَعْرِضُ المؤلِّف نشأة وتطوّر هذا الاتجاه أو الاتجاهات، والأصول التفسيرية التي سار عليها أرباب هذه الاتجاهات، مع بيان مناهج أبرز كتب التفسير المؤلّفة فيها.
ومن أبرز المؤلَّفات التي أُلّفَت على هذه الصورة:
كتاب: (منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير)، تأليف: فهد بن عبد الرحمن الرومي[23]؛ عرض المؤلِّف فيه تاريخ وأُسُس المدرسة العقلية القديمة، وأثرها على المدرسة العقلية الحديثة، وفصَّل القول في مَسْلك تسعة من أبرز رجال المدرسة العقلية الحديثة ومناهجهم في التفسير، وذكر أحد عشر أساسًا وأصلًا من أصول هذه المدرسة في التفسير، وجملةً من القضايا القرآنية التي جانبوا الصواب فيها، مع مناقشتها[24].
ومنها؛ كتاب: (الشيعة الاثنا عشرية، ومنهجهم في تفسير القرآن الكريم)، تأليف: محمد العسّال[25]: عرض المؤلِّف فيه الجانب التاريخي للشيعة الاثني عشرية، وأهم عقائدهم، كما بَيَّن منهج هذه الطائفة في التعامل مع النصّ القرآني، وكيفية تطويعهم له في تقرير أصولهم، وأورد نماذج من أبرز تفاسيرهم الباطنية التي ينتهجونها في تفسير القرآن الكريم، والتي تُفْسِد نَظْم القرآن الكريم ومعناه.
ومنها؛ كتاب: (الاتجاهات المنحرفة في التفسير في العصر الحديث)، تأليف: عادل بن عليّ الشَّدِّي[26]: عرض فيه المؤلِّف جُمْلةً من الاتجاهات ذات وصف معيّن؛ وهي الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن في العصر الحديث، وجعله في بابَيْن؛ درس في الباب الأول: مؤلّفات معاصرة تتبع اتجاهًا منحرفًا قديمًا في التفسير، وأمّا الباب الثاني: فدرس فيه مؤلّفات معاصرة تُعَدُّ اتجاهًا منحرفًا جديدًا في التفسير.
الصورة الخامسة: إفراد مدرسة من مدارس التفسير تربطها رابطة الإقليم بالدراسة، وبيان مناهج أبرز الكتب فيها:
في هذه الصورة: يُفرِد المؤلِّف مدرسةً من مدارس التفسير تربطها رابطة الإقليم بالدراسة، ويُبيّن خصائصها، واتجاهات مفسِّريها، ومناهج أبرز الكتب فيها.
ومِن أبرز المؤلَّفات التي أُلِّفَت على هذه الصورة:
كتاب: (مدرسة التفسير في الأندلس)، تأليف: مصطفى إبراهيم الـمَشْنِي[27]؛ عرض فيه نشأة التفسير في الأندلس، وخصائصه وأعلامه، ثم درس منهج التفسير في الأندلس واتجاهاته من خلال أربعة من مفسّري الأندلس؛ وهم: ابن العربي، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان.
ومنها؛ كتاب: (التفسير والمفسّرون ببلاد شنقيط)، تأليف: محمد بن سيدي محمد مولاي[28]: عرض فيه المؤلِّف خصائص المفسِّرين الشنقيطيين، وأغراضهم في التأليف، واتجاهاتهم في تفسير القرآن الكريم، ثم ذكَرَ أبرز المفسِّرين في بلاد شنقيط من القرن الثاني عشر إلى الوقت الحاضر، والذين رَبَوا عن خمسة وأربعين مفسِّرًا، وذلك ببيان حياتهم، ومناهج ما استطاع الوقوف عليه من تفاسيرهم.
الصورة السادسة: إفراد مدرسة من مدارس التفسير، تربطها رابطة الزمن بالدراسة، وبيان مناهج أبرز الكتب فيها:
في هذه الصورة: يُفرد المؤلِّف مدرسةً من مدارس التفسير، تربطها رابطة الزمن بالدراسة، ويُبيّن خصائصها واتجاهات ومناهج أبرز الكتب فيها.
ومِن أبرز المؤلَّفات التي أُلّفَت على هذه الصورة:
كتاب: (اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري)، تأليف: فهد بن عبد الرحمن الرومي[29]؛درس فيه المؤلِّف أبرز اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري، وقسَّمها إلى خمسة أقسام، وهي: الاتجاهات العقدية، والاتجاهات العلمية، والاتجاه العقلي الاجتماعي، والاتجاه الأدبي، والاتجاه المنحرف في التفسير.
ومنها؛ كتاب: (اتجاهات التفسير في العصر الراهن)، تأليف: عبد المجيد عبد السلام المحتسب؛ درس فيه المؤلِّف في الجزء الأول[30]: ثلاثة اتجاهات شائعة في العصر الراهن، وهي: الاتجاه السلفي، والاتجاه العقلي، والاتجاه العلمي.
الصورة السابعة: إفراد تفسير معيَّن بالدراسة، وبيان منهجه بالتفصيل:
وهذه الصورة هي أكثر صور التأليف في مناهج المفسِّرين؛ إِذْ سلكها كثيرٌ من الباحثين في الدراسات الأكاديمية، ولا يكاد يوجد اليوم مفسِّر من المفسِّرين المعتبَرِين إلا وأُفْرِد بدراسة مستقلّة تُبيِّن منهجه في التفسير، وطريقته فيه.
ومِن أبرز المؤلَّفات التي أُلّفَت على هذه الصورة:
كتاب: (منهج ابن عطية في تفسير القرآن الكريم)، تأليف: عبد الوهاب عبد الوهاب فايد[31]؛ درس فيه منهج ابن عطية -رحمه الله- في تفسيره دراسة مفصّلة؛ حيث عرضَ أولًا البيئةَ التي أحاطت بابن عطية، وأثرها في حياته، ثم بَيَّن مصادره في تفسيره، ومنهجه الذي سار عليه فيه، كما بَيَّن القيمة العِلْمِية لهذا التفسير العظيم، وعقد مقارنة بين منهج ابن عطية، ومناهج أشهر المفسِّرين في عصره.
ومنها؛ كتاب: (ابن جزيّ ومنهجه في التفسير)، تأليف: عليّ محمد الزبيري[32]؛ درس فيه الحالة الدينية والسياسية والعلمية في عصر ابن جزيّ، وأثر ذلك عليه وعلى تفسيره، كما بَيَّن مصادره مِن كتبِ التفسير وغيرها، وأجاد في عرض وتفصيل المنهج الذي سار عليه ابن جزيّ.
الصورة الثامنة: إفراد جانب واحد من جوانب تفسير القرآن بالدراسة، وبيان مناهج المفسِّرين، أو أحدهم فيه:
والمراد بهذه الصورة: أن يُفْرِد المؤلِّف جانبًا واحدًا فقط من جوانب تفسير القرآن بالدراسة، ويبيّن مناهج المفسِّرين، أو أحدهم فيه، فالبحث يدور في هذه الصورة حول قضية معيّنة؛ كيف تعامل معها المفسّرون، أو المفسّر في تفسيره.
ومِن أبرز المؤلَّفات التي أُلّفَت على هذه الصورة:
كتاب: (مناهج المفسِّرين في بيان آيات الكون من خلال السور المكية)، تأليف: عبد الواحد بكر العابد[33]؛ درس فيه التفسير العلمي لآيات الكون، وآراء أهل العلم فيه، ثم بَيَّن مناهج المفسِّرين في تفسير آيات الكون، ومناهجهم في بيان المدّخرات الطبيعية وظواهرها.
ومنها؛ كتاب: (منهج الإمام الطبري في القراءات في التفسير)، تأليف: عبد الرحمن يوسف الجمل[34]؛ درس فيه منهج ابن جرير الطبري في الاحتجاج للقراءات، وتوجيهها في تفسيره، كما درس منهجه في الترجيح والاختيار في القراءات في تفسيره، وعقد مقارنةً بين منهجه في الترجيح في كلٍّ من القراءات والتفسير.
فهذه ثماني صور من أبرز صور التأليف المعاصر في عرض وبيان مناهج المفسِّرين، وربما جمعَ بعضُ الباحثين بين صورتَيْن في مؤلَّف واحد، ومن ذلك كتاب: (منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير)، وكتاب: (الاتجاهات المنحرفة في التفسير في العصر الحديث) المتقدِّم عرضهما.
[1] هذه المقالة من كتاب (التأليف المعاصر في مناهج المفسِّرين؛ دراسة وصفية تقويمية)، الصادر عن مركز تفسير سنة 1446هـ، ص19 وما بعدها. (موقع تفسير)
[2] انظر: أبجديات البحث في العلوم الشرعية، فريد الأنصاري، ص155- 157.
[3] أبجديات البحث في العلوم الشرعية، فريد الأنصاري، ص١٥٠.
[4] انظر: ثبت الكتب والمقالات التي تكلّمت عن مناهج المفسِّرين، لمحمد عبد الرحمن الطاسان.
[5] ومن ذلك؛ مؤتمر: (مناهج تفسير القرآن الكريم، وشرح الحديث الشريف)، الذي نظمه قسم دراسات القرآن والسنّة في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، في (21- 22 من جمادى الآخرة 1427هـ).
[6] كان هذا الكتاب خاتمة كتبه، وصدر قبل وفاته بعام واحد. (انظر: موسوعة المستشرقين، لعبد الرحمن بدوي، ص202- 203، ومقدمة عبد الحليم النجار للكتاب، ص٥٩.
[7] وهي: التفسير بالمأثور، التفسير في ضوء العقيدة (مذهب أهل الرأي، وهم المعتزلة)، التفسير في ضوء التصوف الإسلامي، تفسير الفلاسفة، التفسير في ضوء الفرق الدينية: (الشيعة، وفروعها)، التفسير في ضوء التمدّن الإسلامي.
[8] مذاهب التفسير الإسلامي، ص3.
[9] ويُستثنى ما جاء في كتاب: (أصول التفسير ومناهجه) مَنْ عَدَّ كتاب قولدزيهر هذا ضمن المؤلَّفات في دراسات التفسير ومناهجه.
[10] التفسير والمفسرون، للذهبي (1/ 8).
[11] انظر: مقالة بعنوان: (عرض لبعض الكتب المطبوعة في مناهج المفسِّرين)، عبد الرحمن بن معاضة الشهري، ملتقى أهل التفسير: vb.tafsir.net/tafsir32818.
[12] (هو ما رُوي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الصحابة، أو التابعين، من روايات نقلية مروية في تفسير القرآن الكريم). تعريف الدارسين بمناهج المفسرين، صلاح الخالدي، ص200.
[13] هو تفسير القرآن بالاجتهاد، بعد معرفة المفسِّر للأدوات التي يُحتاج إليها في التفسير؛ كمعرفة الألفاظ العربية، ووجوه دلالاتها، وأسباب النزول، ونحو ذلك. انظر: التفسير والمفسرون، للذهبي (1/ 183).
[14] هو تفسير القرآن اعتمادًا على الهوى الناشئ مِن جهل، أو نِحْلة باطلة. انظر: التفسير والمفسرون؛ أساسياته، واتجاهاته، ومناهجه في العصر الحديث، فضل عباس (1/ 196).
[15] (هو التفسير الذي يجمع آيات الأحكام الشرعية من القرآن الكريم، ويفسّرها في كتاب مستقل). تفاسير الأحكام ومناهجها، عليّ العبيد (1/ 39).
[16] (هو اجتهاد المفسِّر في كشف الصِّلَة بين آيات القرآن الكونية، ومكتشفات العلم التجريبي على وجه يظهر به إعجازٌ للقرآن، ويدلّ على مصدره، وصلاحيته لكلّ زمان ومكان). اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر، فهد الرومي (2/ 549).
[17] انظر مثلًا: التفسير والمفسّرون، للذهبي (1/ 111).
[18] انظر مثلًا: مناهج المفسّرين، للشرقاوي، ص٥١، دراسات في التفسير ومناهجه، عيادة الكبيسي، ص283.
[19] انظر: أصول التفسير ومناهجه، ص82.
[20] انظر مثلًا: علوم القرآن ومناهج المفسرين، محمد الشوم، ص297.
[21] انظر: مناهج المفسّرين، إبراهيم الحميضي، ص109- 110.
[22] ويُضاف إليها عرض المؤلِّفين مناهج تسعة مفسّرين في ثنايا مقدّمة الكتاب.
[23] وهي رسالة الماجستير للمؤلِّف، المقدّمة لكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وطبعته الأولى عام 1401هـ.
[24] غرض المؤلف الأساس في هذا الكتاب: عرض اتجاه ومنهج هذه المدرسة العقلية في التفسير، فكان إدراجه في هذه الصورة التي ترتبط بالاتجاه أَوْلَى من إدراجه في الصورة الخامسة التي ترتبط بالزمن، وإن كان يصحّ إدراجه فيهما جميعًا، ومثله أيضًا الكتاب الآتي ذِكْره: «الاتجاهات المنحرفة في التفسير في العصر الحديث».
[25] وهي رسالة الدكتوراه للمؤلِّف المقدّمة لكلية أصول الدين بالأزهر، وطبعته الأولى عام 1427هـ.
[26] ذكر المؤلِّف في مقدمته، ص٥: أنه ألَّفَه أثناء تدريسه لمقرّر: (اتجاهات التجديد في تفسير القرآن الكريم)، لطلاب الدراسات العُليا؛ لَمَّا رأى ندرة الأبحاث المتخصّصة في دراسة الاتجاهات المنحرفة في التفسير المعاصر، مع خطورة أثرها على المتخصِّصين. وطبعته الأولى سنة 1413هـ.
[27] وهي رسالة الدكتوراه للمؤلّف المقدَّمة لكلية أصول الدين بالأزهر، وطبعته الأولى عام 1406هـ.
[28] وهي رسالة علمية تقدَّم بها المؤلِّف لنيل شهادة الدكتوراه، بجامعة محمد الخامس بالرباط، وطبعته الأولى عام 1429هـ.
[29] وهي رسالة الدكتوراه للمؤلِّف المقدَّمة لكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، نُوقشت عام 1405هـ، وطبعت الطبعة الأولى عام ١٤٠٧هـ.
[30] طُبع الجزء الأول عام 1402هـ، وقد وعدَ المؤلِّفُ بصدور الجزء الثاني، وأنه سيذكر فيه بقية الاتجاهات الحديثة في التفسير، إلا أن هذا الجزء لم يصدر حتى اليوم -فيما أعلم-.
[31] وهي رسالة الدكتوراه للمؤلِّف المقدَّمة لكلية أصول الدين بالأزهر، وطبعته الأولى عام 1393هـ.
[32] وهي رسالة الماجستير للمؤلِّف المقدَّمة لشعبة التفسير، بالجامعة الإسلامية، وطبعته الأولى عام 2017هـ.
[33] وهي رسالة الدكتوراه للمؤلِّف المقدَّمة للمعهد الأعلى لأصول الدين، بجامعة الزيتونة، ونُوقشت عام 1420هـ.
[34] وهي رسالة الماجستير للمؤلِّف المقدَّمة لكلية الدراسات العليا بالجامعة الأردنية، ونُوقشت عام 1412هـ.