البلاء؛ كيف نستقبله ونتعامل معه
تأملات من خلال القرآن

أرشد القرآنُ إلى ما يخفّف وَقْع البلاء على نفوس الخلق، كما أرشد إلى ما يُستدفع به البلاء، وهذه المقالة تسلِّط ضوءًا على كِلا الجانبين في ضوء توجيهات القرآن الكريم.

  الابتلاء قديم قِدَم الحياة البشرية، ووجوده مرتبط بوجود الإنسان، ومنذ خلق اللهُ آدمَ والابتلاءات تترى وتتوالى، بدايةً بما ابتُلي به آدم -عليه السلام-: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ}[الأعراف: 27]، ثم تتابعت الابتلاءات في بنيه: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}[المائدة: 27]، وقد ابتُليت مِن قبلِنا أممٌ بشتّى أنواع الابتلاء: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}[الأنعام: 42-44]. 

وتتعدّد أنواع الابتلاء وأسبابه وتختلف آثاره، وقد تكون الآثار مادية أو روحية، وقد بصّرَنا القرآنُ الكريم بأمور الابتلاء؛ توطينًا للنفس على التحمُّل عند نزوله وتخفيفًا من آثاره، وسواء أُصيب الإنسانُ به في أَمْنه، أو غذائه، أو ماله، أو نفسه؛ فعليه أن يتحلّى بجملة من الأمور لكي لا يزيد الهمّ همًّا والغمّ غمًّا، وحتى يتمكن من حسن التعامل مع البلاء.

وفيما يلي نبيّن من خلال تأمّلنا للقرآن ما نبّهَنا إليه مما يفيد في تخفيف وَقْع البلاء على نفوسنا، وكذلك ما يجب علينا القيام به لاستدفاع البلاء، ذلك الأمر الذي تشتد حاجتنا إليه خاصّة في هذه الأيام التي تضرب العالم فيها بأسرِه جائحة وباء كورونا (كوفيد 19)، والتي سبّبت العديد من الإشكالات والمِحَن.

أولًا: البلاء وكيف نستقبله:

كلّما حلّ الابتلاء بالإنسان شعر بالقلق والخوف مما أصابه، أو مما يخشى أن يصيبه. ويمكن تقسيم القلق الذي يشعر به الإنسان عند حلول الابتلاء به إلى قسمين:

القسم الأول: قلق فطري، لا يخلو منه إنسان، فهو لا يَد للإنسان فيه ولا سلطان له عليه، وهو مشروعٌ ما لم يتجاوز حدّه، وقد يكون سببه خشية فوات أمر وذهابه، أو فقدان محبوب أو ممتلكات ونحو ذلك.

القسم الثاني: قلق مذموم، وهو الذي يؤدي بصاحبه إلى اليأس والقنوط من رحمة الله؛ كمثل ما حدث لكثير من الناس لمّا نزل هذا البلاء؛ فطفق بعضهم في تيئيس الناس من رحمة الله، وظل بعضهم في قنوط لا يدري ما حلّ به، يعيش قلقًا واضطرابًا وحيرةً ويأسًا، وهذا الصنف من القلق محرّم نهَى الله تعالى عنه عبادَه، قال تعالى: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}[يوسف: 87]، وقال سبحانه: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ}[الحجر: 56].

والابتلاء كما يكون بالخير يكون بالشر: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}[الأنبياء: 35]، وقد نُقل عن ابن عباس في معنى: {وَنَبْلُوكُمْ}: نبتليكم بالشر والخير فتنة، بالشدّة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، والطاعة والمعصية والهدى والضلال[1]. فالعبد معرَّض لكلّ هذا، وعليه أن يوطِّن نفسه لكلّ ما يصيبه من خير أو شر.

وغاية الابتلاءين (بالخير والشر) الموعظة والذكرى: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[الأعراف: 168]، وغالب الشعور بالقلق يأتي حين يُبتلى الإنسان بما ظهر له أنه شر، فتكثر في نفسه الوساوس ويجد الشيطان لنفسه مداخل فيتلاعب بأفكاره وعقيدته وإيمانه، وكما يحتاج الإنسان في ابتلائه بالخير إلى ما يثـبّـته؛ فإنه يحتاج في ابتلائه بالشر إلى ما يسكّنه ويطمئنه، دفعًا للوساوس والأوهام، وحفظًا للنفس من الوقوع في المهالك الروحية والمادية.

وقد كانت أبرز بواعث الشعور بالقلق في (وباء كورونا) -الذي اجتاح العالم مؤخرًا ولا يزال- هو خوف الكثير من الناس على حياتهم واستمساكهم بها استمساكًا تجاوز الحد، وتبيّن فيه ضعف الإيمان وغياب الاستعداد للقاء الله -عز وجل-؛ فتحولت الراحة والمكوث في البيوت بسبب الحجر الصحي إلى عذاب وقلق، وقد كان الناس بالأمس القريب يتمنون لحظات الراحة والخلود إلى مساكنهم والخلوة بأهلهم وأبنائهم؛ فكيف تحولت تلك الأمنيات إلى مصدر قلق ورعب لمّا صارت واقعًا! والخوف والهلع أصاب الأفراد والدول بما في ذلك تلك التي لسان حالها: {...مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ}[فصلت: 15]، وكأنّا نرى رأي العين ما قصّه الله علينا في القرآن: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}[النحل: 112].

والإنسان في وقت الابتلاء أكثر عرضة للشعور بالقلق والإحباط والقنوط، وهو أحوج ما يكون في تلك الظروف -مِن غيرها- إلى ما يدفع عنه البأس الحسّي والمعنوي؛ لذلك بيّن الله -عز وجل- في كتابه لعباده ما قد ينزل بهم من بلاء وما قد يصيبهم بسبب ذلك من آثار، وهيّأ نفوسهم لاستقبال ذلك استقبال المطمئنّ، كي لا تتأثر النفس وتضطرب بما أصابها فتصاب بالجزع والقلق، وذكر القرآن وسائل تخفِّف على العبد آثار الابتلاء، وتجعل نفسه في سكينة واطمئنان، وفيما يأتي بيان أبرز ما نبّهَنا إليه القرآن في ذلكم الصدد:

أولًا: استحضار أن الابتلاء سُنة من سنن الله في الخلق:

خلَق اللهُ الإنسانَ وهيّأ له أسباب الحياة والسير في الأرض، وبيّن له وظيفته الاستخلافية والاستعمارية في الأرض بما يصلحها؛ ليكون على بيّنة من غاية خلقِه ووجودِه، وبصّره بما يجري فيها من مِحَن وأحوال؛ ليكون على بصيرة من أمره، غير يائسٍ ولا قَنُوطٍ من رحمة ربه؛ وأجرى عليه في هذه الحياة أصنافًا من الابتلاء ليختبره، فيكون ثباته على قدر إيمانه. وتعظم الآثار المترتبة على الابتلاء على حسب حاله؛ فمَن كان صلبًا في دينه موقنًا بأمر ربه لا تزحزحْه الحوادث ولا يحيد عن أمر ربه، ومَن كان مذبذبًا زاده البلاء ابتلاءات، وترتبت عنه مهالك واضطرابات، فيلازمه القلق والخوف مما هو كائن ومما لم يكن.

ولكي يدفع العبدُ عن نفسه هذه الآثار عليه أن يعلم أن ابتلاء الإنسان بمختلف أنواع الابتلاء سُنة كونية جارية تشمل المؤمنين وغيرهم، وقد يراد منها تمحيص إيمان المؤمنين في إيمانهم، قال الله تعالى: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}[العنكبوت: 1-3]، والمعنى: «أنّ الناس لا يُتركون دون فتنة، أي: ابتلاء واختبار، لأجل قولهم: آمنّا، بل إذا قالوا: آمنّا؛ فُتِنوا، أي: امتُحِنوا واختُبِروا بأنواع الابتلاء، حتى يتبيّن بذلك الابتلاءِ الصادقُ في قوله: آمنّا، مِن غير الصادق»[2].

وقد أخبر الله -عز وجل- في كتابه بما يصيب الإنسان من أنواع الابتلاء، وأنه معرَّض لذلك من أجل الاختبار، قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}[البقرة: 155-157]، والمعنى: «لنمتحننّكم لِنَعلمَ المجاهد والصابر عِلم معاينة حتى يقع عليه الجزاء... وقيل: أعلَمَهم بهذا ليكونوا على يقين منه أنه يصيبهم، فيوطِّنوا أنفسهم عليه فيكونوا أبعد لهم من الجزع، وفيه تعجيل ثواب الله تعالى على العزم وتوطين النفس. والابتلاء بالجوع يكون بالمجاعة بالجدب والقحط، وقيل: الجوائح المتلِفة. وقال الشافعي: يعني بالأمراض والثمرات، قال الشافعي: المراد موت الأولاد، وولد الرجل ثمرة قلبه، كما جاء في الخبر... وقال ابن عباس: المراد قلة النبات وانقطاع البركات»[3]. فإذا أدرك العبد هذه المعاني واستيقنها كانت له أمانًا وحصنًا من الخوف منها والاضطراب أو الفزع عند وقوعها، لِعلْمِه بسنن الله التي لا تتبدل ولا تتغيّر؛ فإذا علم مسببات قلقه وبواعثها سهل عليه أمر الوقاية منها وحسن التعامل معها عند نزولها.

وإذا تأملنا أصناف الابتلاء في مختلف الأزمنة والأمكنة نجدها لا تخرج عمّا هو مذكور في الآية؛ من ابتلاء بالخوف، أو الجوع، أو نقص من الأموال والأنفس والثمرات. وقد يكون الخوف من هذه الأشياء بعد وقوع الابتلاء فيها أو خشية وقوعه، فالذي يعلم أمر ربه وسنته في خلقه يستقبل ذلك استقبال المؤمن المطمئنّ، والذي لا يقين في قلبه يستقبل ذلك استقبال الفَزِع المضطرِب الخائف.

ولطالما ظنَّ بعض الناس أن الابتلاء لا يحلّ إلّا بالكفار وأن المؤمنين بمنأى عنه، وهو ظنٌّ في غير محله؛ فالمؤمن العارف بدينه يعلم أن الابتلاء قد يصيب المؤمن وغير المؤمن، «ومجرد الانتساب إلى الإيمان لا يقتضي سعة الرزق وقوة السلطان، وانتفاء المخاوف والأحزان؛ بل يجري ذلك بسنن الله تعالى في الخلق، كما أن من سنن الخلق وقوع المصائب بأسبابها. وإنما المؤمن الموفَّق من يستفيد من مجاري الأقدار؛ إذ يتربى ويتأدب بمقاومة الشدائد والأخطار»[4].

ثانيًا: الاعتبار بالآخرين:

وذلك بالنظر في حال مَن هم أشد من الإنسان بلاء، فمن كان خائفًا من نزول البلاء به، عليه أن يتذكّر مَن هو مصاب، وليذكر نعمة الله عليه بالعافية، وإن كان واقعًا فيه فلينظر لمن هو أشد منه، ويتحلى بالصبر والثبات في مواجهة المُصاب؛ وقد قصّ اللهُ تعالى علينا قصة نبيّه أيوب -عليه السلام- للعظة والعبرة، وليكون ذكرى للعابدين، قال تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}[الأنبياء: 83، 84]، ومن الأقوال التي قيلت في معنى: {مَسَّنِيَ الضُّرُّ} أنه إخبار عن حاله، لا شكوى لبلائه، وأنه إقرار بالعجز فلم يكن منافيًا للصبر؛ وأجرى اللهُ ذلك على لسانه ليكون حجة لأهل البلاء بعده في الإفصاح بما ينزل بهم، وأنه أجراه على لسانه إلزامًا له في صفة الآدمي في الضعف عن تحمُّل البلاء[5]. وقوله: {وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} أي: وتذكيرًا للعباد؛ لأنهم إذا ذكَروا بلاء أيوب وصبره عليه ومحنته له وهو أفضل أهل زمانه وطَّنوا أنفسهم على الصبر على شدائد الدنيا نحو ما فعَل أيوب، فيكون هذا تنبيهًا لهم على إدامة العبادة، واحتمال الضرر[6].

والمتأمل في حال كثير من الخائفين من البلاء يلاحظ فيهم الجزع والخوف المُفْرط قبل حلول المصاب؛ لضعف يقينهم، وقلة احتمالهم، وخوفهم من فقدان ما يحرص الإنسان عليه من متاع الحياة الدنيا، وإذا ذكروا بمصاب غيرهم سيكون في ذلك عبرة لمن يعتبر، سواء من أصيب ماضيًا أو حاضرًا.

ثالثًا: الرضا بأمر الله وقدره:

وذلك بالتسليم لأمر الله وعدم التسخُّط، وهذا لا ينافي أن يُظْهِر الإنسان البلاء، أو أن يتحدث به، غير أنه يتحدث تحدُّث الراضي بأمر الله ويتصرف تصرُّف المستسلم المطيع غير القانط، «وعلامة الرضا سكون القلب بما ورد على النفس من المكروهات والمحبوبات... والصبر حَدُّه أن لا تعترض على التقدير؛ فأمّا إظهار البلوى على غير وجه الشكوى فلا ينافي الصبر، قال الله تعالى في قصة أيوب: {إِنَّا وَجَدْناهُ صابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ}، مع ما أخبر عنه أنه قال: {مَسَّنِيَ الضُّرُّ}»[7]. ومقتضى الرضا والإيمان بالقضاء والقدر، أنْ يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[التغابن: 11]، قال الضحّاك: يهدِ قلبه حتى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. وعن مجاهد: إن ابتُلي صبر، وإن أُعطي شكر، وإن ظُلِم غفر[8].

رابعًا: الصبر والثبات، وحسن الظن بالله:

لقد قصّ علينا القرآن الكريم خبر نبي الله يعقوب لما ابتُلي بفقدِ ابنَيْه، فكان حاله: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}[يوسف: 83]، والمطلوب من المسلم في ظلّ هذه الظروف العصيبة أن يحسن ظنّه بربه، وأن يستيقن أن ربه سيكشف الغمّة ويرفع الهمّ عن عباده، وأنه رحيم بهم قادر على رفع ما حاق بهم من البلاء، وبهذا يخفّف الإنسان من وَقْعِ البلاء وأثره على نفسه، واعتقاده لهذا اعتقاد محقٍّ موقنٍ لا اعتقاد توهُّمٍ وظنٍّ، وقد رأيتُ رَأْي العين في إصابات هذا الوباء أحوالَ آباء تكاد قلوبهم تنفطر مما أصاب أبناءهم وهم لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلًا لتقديم المساعدة لهم، ولا ملجأ لهم إلّا التضرع إلى الله والتحلِّي بالصبر الجميل.

خامسًا: انتظار الثواب والأجر من الله تعالى:

فذلك مما يُعِينه على التحمُّل، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا}[الطلاق: 5]، قال ابن كثير: «يذهب عنه المحذور، ويجزل له الثواب على العمل اليسير»[9]. ويُجَازَى العبد على قدر صبره في وقت البأس والبلاء: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}[البقرة: 177]وقد وجّهَت الشريعةُ المريضَ إلى جملة من اليقينيات التي تُعِينه وتثـبّـته وتدفع عنه آثار الابتلاء وذلك ببيان «ما سيناله من الثواب والأجر إنْ أصابه هلاك، حيث مُنِح ثوابًا عظيمًا يضاهي ثواب الشهادة، إذا صبر واحتسب ومكث في بلده؛ فالوباء قد يكون رحمة وقد يكون عذابًا؛ فكونه رحمة فيما يترتّب عليه من الثواب وما ينال به من الأجر، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنه [الطاعون] كان عذابًا يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله رحمة للمؤمنين، فليس من عبد يقع الطاعون، فيمكث في بلده صابرًا، يعلم أنه لن يصيبه إلّا ما كتب الله له، إلّا كان له مثل أجر الشهيد»[10]، وفي صحيح مسلم: «الطاعون شهادة لكلّ مسلم»[11]، وإنما يكون شهادة لمَن صبَر واحتسب. وبوضع هذا الثواب والأجر تكون الشريعة قد راعت مصلحة الفرد والجماعة في آنٍ؛ بإثابة الصابر ووقاية الجماعة»[12]. فتسكن نفوس الجميع وتطمئن، مَن أُصيب منهم ومن لم يُصَب.

سادسًا: استشعار أن الأيام دُوَل:

لا يستقر الإنسان على حالة واحدة في حياته من النعماء أو البأساء، ولكنه يتقلب بينهما.

يقول تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}[آل عمران: 140]، فالأيام دُوَل متغيرة بين الشدة والرخاء والعُسْر واليُسْر.

وصحيحٌ أن الإنسان في كِلا الحالين مبتلًى، إلّا أن البلاء بالشدّة أكثر وقعًا على نفس الإنسان كما بينّا.

يقول الراغب الأصفهاني: «لمّا كان اختبار الله تعالى لعباده تارة بالمسارّ ليشكروا، وتارة بالمضارّ ليصبروا، صارت المنحة والمحنة جميعًا بلاءً، فالمحنة: مقتضية للصبر، والمنحة: مقتضية للشكر، وكأنّ القيام بحقوق الصبر أيسر من القيام بحقوق الشكر»[13].

 ومن هاهنا فإنّ تذكُّر الإنسان لتلك السُّنّة وأن الأيام دُوَل وأن دوام الحال من المُحال، فإن ذلك يجعل نفسه تسكن وتستشرف فضل الله ولا تقع فريسة سهلة للقنوط واليأس.

ثانيًا: واجب الأفراد والأمم في أوقات الابتلاء:

جمعتُ بين الأفراد والأمم لكون توبة الفرد الواحد أو الفئة الخاصّة أو الجماعة من الناس لا تمنع من نزول العقاب بالجميع، قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[الأنفال: 25]، وقال سبحانه: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا * وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا}[الإسراء: 16، 17]؛ لذلك فإنابة الفرد وحده لا تَحُول دون وقوع العقاب ما لم يكن الإقلاع عن الظلم والمعاصي من قِبَل الجميع، ومن الواجب حرص الجميع على التضرّع والكف عن الظلم لدفع البلاء النازل واتقاء ما يخاف من الابتلاءات التي قد تسبب الاضطراب بسبب كثرة الخوف -كالخشية من تجدّد البلاء وتجدد الاضطراب النفسي من ذلك- كما هو مشاهد لدى الكثير من القاطنين في بعض الأماكن التي تكثر فيها الزلازل؛ فإنّ فئةً منهم ممن عرفنا أصيبوا باضطرابات نفسية من شدة الخوف من تكرّر أمر فظيع شاهدوه؛ لذلك وجب على الجميع:

1. التضرع إلى الله لرفع الابتلاء، قال تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأنعام: 43]، فالبأس يجب أن يكون باعثًا على التذكير لا على القسوة وزيادة الغفلة والطغيان، وقد رأينا طائفة ممن قَلّ التديُّن فيهم يسخرون ويستهزئون بآيات الله، وكان حريًّا بهم الرجوع والإنابة إليه، وذلك بالتبتل والدعاء، وتقوى الله في السر والعلانية التي تدفع الضر والبلاء، «وإنّ تقوى الله تُوَقِّي مَقْتَه وتوقِّي عقوبته وتوقي سخطه، وإن تقوى الله تُبَـيِّض الوجوه، وتُرضِي الرب، وتَرفع الدرجة؛ فخذوا بحظكم ولا تفرِّطوا في جنب الله، فقد علَّمكم كتابه، ونهج لكم سبيله؛ لِيعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين»[14].

2. الثبات والاستقامة قبل رفع الابتلاء وحين رفعه وبَعدَه؛ ذلك أن طائفة من الناس قد تؤوب وترجع فإذا كُشِف الغمّ رجعت إلى غيّها، قال تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ * إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}[هود: 10، 11]، فالضر حينما ينزل يعمُّ الصالح وغيره، وإن كان نصيب غير الصالح في الشعور بالقلق والقنوط أكثر من غيره؛ لخواء نفسه وروحه من الإيمان. وحال الكثير من الناس حين الابتلاء: {...لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[يونس: 22، 23].

3. اجتناب أسباب الهلاك ودواعي القلق، التي تضفي على النفوس الحيرة والألم من ذنوبٍ ومَعاصٍ؛ باعتبارها مسببات للحياة الضنك، وجالبة للنِّقَم والعقاب: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}[طه: 124].

4. الاستبصار بالعواقب، وذلك أنّ تأمُّل الثمار والنتائج ترتاح به النفس المؤمنة وتطمئنّ، وكم من أمرٍ يخافه الإنسان ويخشاه تدفع به عنه فتن وتتمحص له أشياء، ويتبيّن الخبيث من الطيب، فيظهر الصادقون من غيرهم وتتبيّن الحقائق كما هي، ويظهر للإنسان ضعفه وقلّة حيلته فيحمد الله على ما كان من أمر الابتلاء الذي تبيّن به ما كان خفيًّا على الأعين: {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}[آل عمران: 154]. وقد يكون من الثمار العاجلة للابتلاء تمحيصُ الناس وتمييزهم، وإعادة النظر في كثير من أمور حياتهم، قال الله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ}[آل عمران: 179].

5. النظر فيما أعدّه الله من الثواب والأجر للمصاب، فالإنسان متى علم أنه مجزيّ عن عمله مُثاب عليه حرص على التصرف وفق إرادة خالقه المدبّر لهذا الكون، فلا يتصرف فيه إلّا وفق إرادته الكونية والشرعية التي تجعل أعماله حكمة وصوابًا، ويعلم متى حاد عن ذلك حلّت البلايا والمصائب، فيستقيم على الطريقة: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا}[الجن: 16، 17]، فيحمله هذا الأمل على الاستقامة طلبًا للمزيد، ويحذر الانحراف لكي لا يعاقب على ما كسبت يداه، ويوقن أن ربه يتجاوز عن كثير، وما أصابه هو جزء من العقاب على ما صدَر منه من الفِعال: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ * وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}[الشورى: 30، 31].

6. تذكر أحوال النعم والعافية وتبدّل العسر إلى اليسر، وتيقُّن أن الفرج قريب {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}[الشرح: 5، 6]، وتلك بشرى المؤمن وأمله، يعلم أن ربه يكشف الضر ويرفع الابتلاء وأنه سبحانه لا يريد بعباده حرجًا ولا عسرًا، ولكنه يبتليهم لحِكَم يعلمها سبحانه.

فإذا استمسك المؤمن بما سلف ذهب عنه الفزع والخوف، وفرح بفضل الله ورحمته: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}[يونس: 58]، ويكفي المؤمن فضلًا ما به من نعم الله التي لا تُعَدّ ولا تُحصى: نعمة العافية، ونعمة الأمن، ونعمة الطعام والشراب، وأعظم النعم نعمة الإسلام؛ فكيف يضيق صدرًا وقد آتاه الله من آلائه ما لا يُعدّ ولا يُحصى؛ فإذا تأمل العبد كلّ هذا انبعث الأمل في النفس وزال القنوط وانكشفت الغمة التي تبثُّ في النفوس الحيرة والخوف؛ فيستبشر المؤمن خيرًا، ويأمل تغيُّرًا وفضلًا: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}[العنكبوت: 22].

خاتمة:

ظهر مما سلف أن لا عصمة للنفس البشرية من جميع المخاطر والمهالك إلّا بالرجوع إلى كتاب الله -عز وجل- استبصارًا واستشفاءً، وهو المنقِذ من المخاطر عند نزول الخطوب، وفيه الاستشفاء إذا حلّ المصاب، والوقاية مما يخشى نزوله، وذلك بالاعتبار بسنن الله تعالى في خلقه، وامتثال أمره واجتناب نهيه، وسلوك مسلك الصابرين عند نزول الابتلاء، وحماية النفس -التي هي أمانة استؤمن عليها الإنسان- من المخاطر المحدقة بها بسب الابتلاء من قلق أو جزع أو اضطراب أو إقدام على إهلاك النفس، فما أحرانا بإدامة النظر في القرآن وطول التأمل له والسير وفقًا لهديه.

وكذلك مما ينبغي أن يعتني به الباحثون في الدراسات القرآنية استخراج هذه السنن القرآنية واستخلاص العِبَر منها كما وردت في الكتاب العزيز؛ لتنزيلها على النوازل وتوظيفها لحلّ مشكلات المجتمع وتعليم الناس إياها، فكم من مسلمٍ ينتسب لهذا الكتاب لكنه غير منتفع بهديه وما فيه، يعيش غُربة عنه، ولا يتذكره إلّا في الولائم أو الجنائز، غير عارف بما تضمنه من وسائل حفظ الحياة وحمايتها، وذلك واجب يقع على عاتقنا جميعًا لإزالة الفجوة التي حصلت بين الناس وبين الاستهداء بكتاب ربهم في كلّ صغيرة وكبيرة تعلقت بدينهم أو ببدنهم؛ ففيه الشفاء الحسي والمعنوي للإنسان، وبه يتحقق حفظ الأديان والأبدان.

هذا، ولله الحمد على ما أنعم وأعطى، ونسأله سبحانه أن يكشف الضر ويلهمنا الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.

 

 


[1] تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، تحقيق: سامي بن محمد سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع، ط: الثانية، 1420هـ/1999م، ج5، ص342.

[2] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، محمد الأمين الشنقيطي، لبنان، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1415هـ/1995م، ج6، ص155.

[3] تفسير القرطبي، أبو عبد الله القرطبي، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، القاهرة، دار الكتب المصرية، ط: الثانية، 1384هـ/1964م، ج2، ص174. (بتصرف).

[4] تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار)، محمد رشيد رضا، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1990م، ج2، ص32.

[5] تفسير القرطبي، ج11، ص323.

[6] تفسير القرطبي، ج11، ص327.

[7] تفسير القرطبي، ج2، ص174 (بتصرف).

[8] تفسير الكشاف، الزمخشري، ج7، ص75.

[9] تفسير ابن كثير، ج8، ص152.

[10] صحيح البخاري، كتاب الطب، باب أجر الصابر في الطاعون، حديث: 5734.

[11] صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب بيان الشهداء، حديث: 1916.

[12] الحجر الصحي في الشريعة الإسلامية، عبد الكريم القلالي، مقال منشور بمجلة البيان، عدد: 397، رمضان 1441هـ/2020م.

[13] تفسير الراغب الأصفهاني، الراغب الأصفهاني، تحقيق ودراسة: محمد عبد العزيز بسيوني، مصر، جامعة طنطا، ط: الأولى، 1420هـ/1999م، ج1، ص185.

[14] تفسير القرطبي، ج18، ص99.

الكاتب

الدكتور عبد الكريم القلالي

حاصل على الدكتوراه في العقيدة والفكر الإسلامي، وله عدد من المؤلفات والمشاركات العلمية.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))