بعض المساحات الجديدة ضمن الاهتمام الغربي بعلم التفسير
ملخصات لأهم الدراسات الغربية المعاصرة

اهتم المستشرقون بعلم التفسير وحاولوا دراسته قديمًا وحديثًا، وقد ازداد اهتمامهم في الآونة الأخيرة بصورة ملحوظة وصار أكثر تنوعًا وتعددًا في مساراته ومعالجاته وقضاياه. في سياق متابعة هذا النتاج وبيان مشاغله الجديدة تأتي هذه المقالة لترصد ذلك عبر ترجمة ملخصات جملةِ دراسات غربيّة تكشف عن بعض المساحات الجديدة التي توجهتْ إليها عنايةُ الدرس الغربي للتفسير.

  إنّ المتابع للدراسات الغربية حول القرآن يشهد هذه الكثرة والتنوع والتتابع في نشر هذه الدراسات والمقالات والبحوث، بحيث يصعب متابعتها بشكل كامل من قِبَلِ الباحث العربي سواء عبر القراءة أو الترجمة؛ لذا فقد قمنا بتتبع هذه البحوث والدراسات المنشورة في بعض المجلات العلمية المتخصصة، وقمنا بترجمة عناوينها وملخصاتها التعريفية، بغية الإسهام في ملاحقة هذا النتاج ومتابعة جديدِه بقدرٍ ما، وتقديم صورة تعريفية أشمل عن النتاج الغربي في الدراسات القرآنية تتيح قدرًا من التبصير العامّ بكل ما يحمله هذا النتاج من تنوع في مساحات الدرس.

 ولأننا حاليًا في معرض نشر ملف من الترجمات يدور حول علم التفسير، ويضم عددًا من الدراسات التي تتعلق بتاريخ هذا الفن ومدوناته ومنهجياته وغير ذلك من القضايا المهمة؛ لذا فإننا نبتدئ هذا العمل بترجمة عدد من ملخصات البحوث المعاصرة في التفسير، والتي صدرت ما بين عام (2000) وعام (2020)، في بعض المجلات المتخصصة، مثل: Der Islam، ـJournal of qur’anic studies، والتي تمثل محاولات استشراقية معاصرة لتغطية بعض المساحات من التراث الإسلامي ومن التفاسير القرآنية المعاصرة التي لم تحظَ بدراسات واسعة من المستشرقين الكلاسيكيين في تعاملهم مع التفسير.

ونستطيع حصر هذه المساحات في ثلاث مساحات رئيسة:

الأولى: ما يتعلق بالتفاسير غير المكتوبة، أي: التفاسير الشفهية، خصوصًا في مناطق بعيدة عن الدول العربية والهند وتركيا، مثل الغرب الأفريقي والصين.

الثانية: ما يتعلق بالتفسير الفلسفي في التراث -خصوصًا مع اتجاه بعض المعاصرين مثل تود لاوسن وماسيمو كامبانيني لمحاولة بلورة رؤية فلسفية للقرآن-.

الثالثة: ما يتعلق بالمدونات التراثية التي لم تُنشر ولم تُحقق بعدُ، أو لم يُسلَّط الضوء عليها بشكل كافٍ، خصوصًا ما يتعلق بتقاليد تفسيرية غير التقليد السُّني الأعم.

وهذه المساحات يراها عدد من الباحثين الغربيين كفيلة بتغيير رؤية البحث الغربي لتاريخ هذا الفن وبنيته، مما يجعل الاطلاع على الجهد الغربي حولها سبيلًا لتكوين صورة أكثر اكتمالًا عن المشاغل الغربية المعاصرة حول التفسير والنظرة له ولتاريخه ووظائفه ضمن الفكر الإسلامي الكلاسيكي والمعاصر.

1-Al-Kindī: The Founder of Philosophical Exegesis of the Qur’an، الكندي: مؤسس التفسير الفلسفي للقرآن.

للباحث: Jules Janssens - جول جانسينز.

يُعرَف الكِندي بأنه أول (فيلسوف إسلامي) عظيم، وعلى النقيض من خلفائه البارزين، أي: الفارابي وابن سينا وابن رشد؛ التزم الكندي بفكرة الخلق في وقت محدد، بدلًا من الفكرة الفلسفية عن دهرية العالم، وكما يبدو فإنه اتخذ هذا الاختيار من دوافع دينية: بالتأكيد وجد دعمًا في الحجج الفلسفية لفلسفة فيلوبونس، لكن المرء يميل إلى الاعتقاد بأنه قَبِلَ وجهة النظر هذه بسبب ما يخبره الوحي حول هذه القضية. ومع ذلك، ففي أعماله التي وصلت إلينا، لا يجد المرء تقريبًا أيّ إشارات إلى القرآن من أجل تأسيس أو دعم هذه الفكرة. ففي أطروحاته الفلسفية، بقدر ما نستطيع أن نرى، لا نجد أي إشارات صريحة للقرآن، عدا الإشارة إلي ثلاثة نصوص فقط، تشير الحالتان الأوليان إلى سورة الأحزاب، الآيات: (78-82)، والثالثة إلى سورة الرحمن آية (6).

في هذه المقالة، سيتم إعطاء تحليل متعمق لكِلا الجزأين وسيتم إيلاء اهتمام خاص للتفسير الفلسفي الذي يتم تقديمه. علاوة على ذلك، سيتم استكشاف كيفية تحديد الكندي لله، وهل يتم وفق مصطلحات مستمدة من القرآن أم من الفلسفة. ومن المؤمل أنه يمكن بهذه الطريقة تحديد نظرة الكندي للقرآن، في هذه القضية بدقة.

والدراسة منشورة في Journal of qur’anic studies في عام (2007).

2-The Survival of the Muʿtazila Tradition of Qur'anic Exegesis in Shīʿī and Sunnī tafāsīr، استمرارية التقليد الاعتزالي في التفاسير الشيعية والسُّنيّة.

للباحث: Suleiman A. Mourad - سليمان مراد.

مثل جميع الطوائف والحركات الإسلامية الأخرى، كان المعتزلة منتبهين جدًّا لدراسة القرآن الكريم، وقام العديد من علمائهم بتأليف كتب عن التفسير القرآني. لسوء الحظ، فإن الغالبية العظمى من التفاسير التي قام بتأليفها المعتزلة ليست موجودة، ولفترة طويلة، كان الانطباع لدى الغالبية العظمى من مجتمع الباحثين هو أن التفاسير الوحيدة التي بقيت على قيد الحياة كانت كشاف الزمخشري. لكن الآن قد ظهر تفسيران رئيسان آخران، وبالتالي يمكننا أن نبدأ في تحديد إسهام تقاليد المعتزلة التفسيرية في مجال التفسير.

ستجادل هذه الدراسة في أن زوال المعتزلة لا يعني بالضرورة أن تقاليدهم في التفسير القرآني قد انتهت، ولا كذلك كلامهم وفكرهم الديني. تحقيقًا لهذه الغاية، سوف ندرس حالتين تُثبتان أن التقليد المعتزلي للتفسير القرآني قد تم استيعابه في التقاليد التفسيرية السائدة للشيعة الاثني عشرية والسُّنيّة. توضِّح الحالة الأولى تأثير تهذيب الجشمي مجمع البيان للمفسر الاثني عشري البارز الطبرسي. والثانية تُظهِر اعتماد المتكلم والفيلسوف البارز فخر الدين الرازي في كتابه مفاتيح الغيب على كشاف الزمخشري.

والدراسة منشورة في Journal of qur’anic studies في عام (2010).

3- Gender Hierarchy in Fāṭimid Ismāʿīlī Interpretations of the Qur'an الهيراركية الروحية والهيراركية الجندرية في التفسير الفاطمي الإسلامي للقرآن.

للباحثة: Karen Bauer - كارين باور.

تصف هذه المقالة العلاقة بين (الترتيب الهيراركي بين الجنسين) وبين (التدرج الروحي)، وهذا في كتابات ثلاثة مفسرين فاطميين إسماعيليين: القاضي النعمان (ت: 363هـ/ 974م)، وجعفر بن منصور (المتوفى: 380هـ/ 990م)، ومؤيد الدين الشيرازي (المتوفى: 470هـ/ 1078م). قام هؤلاء المفسرون بتفسير الإشارات إلى الذكور والإناث في القرآن على أنها إشارات إلى المعلمين الروحيين وطلابهم؛ فالآيات وحين ننظر لها على المستوى الخارجي (الظاهري) تتحدث عن التسلسل الهرمي بين الجنسين، إلا أنها وحين ننظر لها على المستوى الداخلي (الباطن)، فإنها تشير إلى هيراركية أخرى؛ إلى التسلسل الهرمي الروحي.

يتبين لنا أنه بالنسبة لهم، فالجندر (النوع الاجتماعي) على المستوى الفيزيقي مهم في مجال العالم الفيزيقي، وأن هناك تسلسلًا هرميًّا دنيويًّا للجندر، لكن الجندر الفيزيقي ليس دائمًا عاملًا محددًا في الترتيب الروحي.

 لقد ألقينا الضوء على الطريقة التي ينظر بها هؤلاء المفسرون الإسماعيليون البارزون إلى العالم المادي الأساسي كمرجع رمزي للحقائق الروحية العليا، ونعطي أمثلة على الطرق التي بها تم تفسير قصص قرآنية محددة؛ مثل قصة آدم وحواء، أو تفسير قصة يوسف وزليخة على أنهما يشيران إلى العلاقة بين الذكر/ المعلم، والإناث/ الطالب في التسلسل الهرمي الروحي.

ثم نقارن هذه الكتابات بالمنافحة عن القيادة الروحية الأنثوية، تلك التي قدمها مؤلف متأخر قليلًا، الخطاب بن الحسين الهمذاني (المتوفى: 533هـ/ 1138م) في كتابه (غاية المواليد).

والدراسة منشورة في Journal of qur’anic studies في عام (2012).

4- Qur'anic Exegesis in Niger: A Songhay-Zarma Oral Commentary on Sūrat al-Baqara، تفسير القرآن في النيجر، التفسير الشفوي لسورة البقرة.

للباحث: Moulaye Hassane - مولاي حساني.

لعبت النيجر دورًا مهمًّا في التنمية الإقليمية للإسلام منذ أوائل القرن التاسع عشر فصاعدًا. تتتبع هذه الورقة تاريخ النيجر وسيرة المؤسس، باستخدام المصادر المكتوبة والشفوية المتاحة، مع وصف دورها كمركز ديني معاصر.

يتم تفسير القرآن في النيجر (ساي) باللغات المحلية سواء في سياق التعليم الديني التقليدي المتقدّم أو في دروس رمضان.

في هذه المقالة يتم تحليل المصادر الفكرية واللغة والأبعاد الطقسية للتعبير عن هذه التفسيرات الشفوية، وكذلك الاحتفالات الخاصة.

وعلى الرغم من أن علماء (ساي) يتحدثون لغة الفالفدي، فإنه مما يعكس التطور الثقافي والاجتماعي العام للمدينة ومنطقتها على مدى الخمسين عامًا الماضية، أنه قد تم تقديم -بصورة دورية- تفسير القرآن في مسجد الجمعة في Songhay-Zarma. وبالرغم من أن هذه التفسيرات تعتمد بشكل أساسي على التفاسير العربية المعترف بها، لكن لغتهم تشير إلى الصور والمفاهيم الخاصة بثقافة سونغهاي-زرما المحلية.

الملامح اللغوية والمحتوى الجوهري في التفسير الشفوي لسونغهاي-زرما موضحة بمقتطفين، يقدم كل منهما عدة آيات من سورة البقرة: واحد مأخوذ من التفسير الكامل الذي تم جمعه في ساي عام (1968)، بمبادرة من رجل الدولة المعروف بوبو حماه. وتم جمع الآخر في بلاد الزارما في (1905- 1906).

والدراسة منشورة في Journal of qur’anic studies في عام 2013.

5- A Bamana Commentary on Sūrat al-Wāqiʿa (Q. 56): A Linguistic and Stylistic Analysis، شروحات البامانا على تفسير سورة الواقعة: تحليل لغوي وأسلوبي.

للباحث: Tal Tamari - تال تماري.

من بين الماندينغ وغيرهم من الشعوب المسلمة في غرب أفريقيا، يعتمد التعليم الديني المتقدم على الترجمة الشفوية للكتب العربية إلى اللغة المحلية؛ علاوة على ذلك، يمكن تفسير القرآن في مكان احتفالي في رمضان. تناقش هذه المقالة بعض أهم السمات اللغوية والأسلوبية المضمونية للتفسير الشفوي لغرب أفريقيا كما يتضح من تعليق بامانا الذي تم جمعه بالقرب من سيغو، مالي، في عام (1998).

(بامانا) هي واحدة من العديد من لغات ماندينغ ذات الصلة الوثيقة. يتم تقسيم النص القرآني إلى أجزاء ذات معنى حيث تتم قراءته بصوتٍ عالٍ، ويتبع كل جزء على الفور عرضه في لغة البامانا، وفي بعض الحالات، أيضًا يلحق بتفسيرات مضخمة في هذه اللغة.

تتميز اللغة العلمية في ماندينج بهياكل نحوية محددة ومفردات فنية متخصصة - تتكوّن جزئيًّا من كلمات مستعارة باللغة العربية ومجموعة من المصطلحات التقنية الرئيسة المستمدة من عدة لغات أفريقية، ولكن في المقام الأول من الكلمات التي تم إنشاؤها من جذور ماندينغ من خلال التركيب/ أو الاشتقاق، أو من خلال إسنادِ معانٍ متخصصة للمصطلحات الموجودة.

 إن خطاب البامانا الذي تم نسخه وترجمته هنا رائع بسبب أسلوبه، والذي يعتمد على العديد من الموارد البلاغية لهذه اللغة، بما في ذلك الصور ذات المغزى الثقافي، والمحاكاة ونسبة عالية من المصطلحات المشتقة. كما يعتمد مضمونه الجوهري إلى حد كبير على تفسير الجلالين وحواشيه لأحمد الصاوي الشافعي (ت: 1825).

والدراسة منشورة في Journal of qur’anic studies في عام (2018).

6- Chinese Scholarship and the Interpretation and Translation of the Qur'an، الدراسات الصينية وتفسير وترجمة القرآن.

للباحث: Ma Zhan Ming - ما زان مينج:

كان القرآن -ولأسباب واضحة- ذا أهمية كبرى للمسلمين الصينيين منذ وصول الإسلام على شواطئ الصين حتى يومنا هذا. تم إنتاج أكثر من 20 ترجمة صينية للقرآن طوال تاريخ الإسلام الصيني، بعضها بهامش بسيط لمساعدة المسلمين الصينيين غير الناطقين بالعربية على تفسير معاني الآيات. علاوة على ذلك، ظهرت مؤخرًا ترجمات صينية لبعض التفاسير العربية، مثل تفسير ابن كثير، وللمرة الأولى في تاريخ الصين، تم إعداد تفسير وجيز للقرآن باللغة الصينية من قِبَل مجموعة من العلماء المسلمين.

تهدف هذه المقالة إلى تقديم مقدمة عن عمل العلماء الصينيين في التعليق على القرآن بشكل عام، ومناقشة التفسير المذكور أعلاه مع تفسير القرآن بالتفصيل، مع التركيز على الجوانب المنهجية التي تميزه عن الترجمات الأخرى. تقدم المقدمة تاريخًا موجزًا ​​لترجمة القرآن في الصين؛ يناقش الجزء الأول جهود العلماء الصينيين لتقديم تعليق على معاني القرآن، ويقدم أمثلة على نقاط القوة والضعف لديهم. يعرض الجزء الثاني مؤلفي التفسير ويناقش أسباب إنتاجه ومنهجيته، مع إعطاء أمثلة توضح نقاط قوته. وأخيرًا، يلخص الاستنتاج النقاط الرئيسة التي تمت مناقشتها في المقالة وتوصياته.

وهذه الدراسة منشورة في Journal of Qur'anic Studies في عام (2014).

7- Exegetes of Nishapur: A Preliminary Survey of Qur'anicWorks by Ibn Ḥabīb, Ibn Fūrak, and ʿAbd al-Qāhir al-Baghdādī، تفاسير نيسابور: مسح مبدئي لأعمال ابن حبيب وابن فورك وعبد القاهر البغدادي.

للباحث: Martin Nguyen - مارتن نجوين.

تقدم هذه المقالة دراسة أولية لثلاثة تفاسير قرآنية لم يتم دراستها سابقًا، وقد نُسِب كلٌّ منها إلى عالم مهم من القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي في النخبة الشافعية في نيسابور.

وقد وثقت دراسات سابقة أهمية المدينة في تشكيل تقليد التفسير الكلاسيكي، مع إيلاء اهتمام خاص للثعلبيِّ (المتوفى: 427هـ/ 1035م)، وطالِبهِ الواقديّ (المتوفى: 468هـ/ 1076م). ومع ذلك، هناك شخصيات مهمة أخرى في نيسابور لم تحصل بعدُ على الاهتمام المناسب.

 من خلال فحص السجلات البيبليوغرافية والنصوص الموجودة، تقدم هذه الورقة ثلاثة من علماء نيسابور المهمين كمفسرين وأوجزت طبيعة إسهاماتهم:

العمل الأول هو نص علوم القرآن الذي كتبه أبو القاسم بن حبيب (المتوفى: 406هـ/ 1016م) وهو عالم القرآن المشهور الذي يشير إلى بداية سلالة الثعلبي- الواقدي للتطور التفسيري.

ثم يتبع تفسير ابن فورك الأشعري (المتوفى: 406هـ/ 1015م) والذي بقي منه جزء فقط.

العمل الثالث والأخير هو تفسير آخر نُسِب إلى صاحب ابن فورك الأشعري، وهو أبو منصور عبد القاهر البغدادي (ت: 429هـ/ 1037م).

والدراسة منشورة في Journal of qur’anic studies في عام (2018).

8- The Influence of al-Ghazzl on the Hermeneutics of Ibn Rushd، تأثير الغزالي على هرمينوطيقا ابن رشد.

للباحث: Mesut Okumu - مسعود أوكومو.

تهدف هذه المقالة إلى توضيح أن هرمنيوطيقا الغزالي أثّرت على ابن رشد بدرجة معينة. يمكن للمرء أن يمر عبر عدد من السياقات في أعمال ابن رشد مثل تهافت التهافت، وفصل المقال، والكشف عن مناهج الأدلة، حيث ينتقد ابنُ رشد الغزاليَّ فيما يتعلق بتفسير النصوص الدينية. ومع ذلك، يمكن للمرء أن يلاحظ أنّ ابن رشد متأثر بشدة بآراء الغزالي في مسألة التأويل، خاصة فيما يتعلق بتعريف التفسير، وتصنيف العبارات الغامضة في النصوص الدينية، وكذلك تصنيف مجموعات (مفوضة) أو موكل لها وحدها القيام بمهمة التفسير.

في الواقع، قام ابن رشد بتصنيف ثلاثة أصناف من القراء؛ الظاهريين/ الفقهاء، والمتكلمين، والفلاسفة. وكان سلفه في هذا هو الغزالي. بالإضافة إلى ذلك، من خلال الغزالي ومن خلال تفسيره للآية 125 من سورة النحل، اقترض ابن رشد الاقتراح الذي يفيد بأنه فيما يتعلق بتفسير النصوص الدينية، يجب على كلٍّ من هذه المجموعات الثلاث اعتماد إحدى الطرق الثلاث الموصوفة: كلامية، جدلية، برهانية.

 السياق الآخر المهم الذي يمكن القول فيه أن ابن رشد قد خضع لتأثير الغزالي بشكل واضح هو مسألة كيفية تطبيق الطريقة القانونية للتفسير على النصوص الدينية. فيما يتعلق بهذه القضية، تناول تصنيف الغزالي الوجود إلى خمس مراتب: الوجود الذاتي، والوجود الحسي، والوجود الخيالي، والوجود العقلي، والوجود الشبهي. مقترحًا تفسير النصوص الدينية على أساس هذا التصنيف.

وهذه الدراسة منشورة في Der Islam في عام 2011.

ونحن نأمل من ترجمة هذه الملخصات أن نلفت نظر الدارس العربي لهذه المساحات التي ينشط لها البحث في الدرس الغربي المعاصر، والتي تشكل جزءًا من النظرة الغربية المعاصرة لعلم التفسير، كي يستطيع تكوين صورة أكثر اكتمالًا عن هذا الدرس وعن طبيعة هذه النظرة، كما نأمل بإتاحة ملخصات هذه الدراسات للاطلاع؛ أن تجد هذه الدراسات ذاتها اهتمامًا لدى المترجمين المهتمين بالقرآن ودراساته حتى يمكن للباحث العربي المعاصر أن يطلع عليها بصورة أكثر عمقا الامر الذي يفيد في خلق مثاقفة مع الطرح الغربي لقضايا التفسير. 

المؤلف

فريق موقع تفسير

موقع مركز تفسير للدراسات القرآنية

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))