المنشورات الحديثة في المجلات العلمية الغربية المتخصّصة في الدراسات القرآنية
ملخصات مترجمة
الجزء السادس والثلاثون

في هذه المقالة نقدِّم عددًا من ملخّصات الدراسات المنشورة في بعض المجلات العلمية الغربية المعاصرة، من أجلِ لفتِ أنظار الباحثين إلى أهم ما يُنشر في هذه الدوريات العلمية حول القرآن الكريم وعلومه.

  هذه المقالة هي الجزء (36) من ترجمة ملخّصات أبرز الدراسات الغربية المنشورة حديثًا[1]، والمنشورة في مجلة DER ISLAM، هذا العام (2024م)، والتي نحاول من خلالها الإسهام في ملاحقة النتاج الغربي حول القرآن الكريم ومتابعة جديدِهِ بقدرٍ ما، وتقديم صورة تعريفية أشمل عن هذا النتاج تتيح قدرًا من التبصير العامّ بكلّ ما يحمله هذا النتاج من تنوّع في مساحات الدرس.

1- The Ark of the Covenant’s Spelling Controversy: A Historical Linguistic Perspective
Marijn van Putten
Volume 101 Issue 2 (Oct 2024)

الجدل الإملائي حول (تابوت) العهد؛ منظور لغوي تاريخي[2]
ماراين فان بوتن

يتناول هذا المقال عنصرًا مشهورًا في روايات الجمع العثماني للنصّ القرآني، وهو أنّ لجنة النُّسّاخ التي كانت ستكتب النصّ المعياري قد اختلفت حول كيفية كتابة الكلمة القرآنية (التابوت). وبعد دراسة روايات هذا الخبر، والتوصّل إلى أن رواية هذه القصة تعود إلى ابن شهاب الزهري (ت: 124/ 741- 2) كمدار للإسناد، تبيّن أنه في وقت مبكّر لم تعد التفاصيل اللغوية لهذا الخلاف مفهومة. ومع ذلك، من خلال دراسة كيفية التعامل مع الكلمات المستعارة الآرامية والإثيوبية الكلاسيكية التي تنتهي بـ ūt أو ōt، يمكن فهم هذا الخبر على أنه يشير إلى تعديلَيْن متنافسَيْن لهذه الكلمة الأجنبية إلى اللغة العربية. من ناحية (التابوت)، وهو الشكل الذي يحضر في النصّ القياسي، ومن ناحية أخرى (التاباه) (أو بشكل أكثر دقة: التابوه)، وهذه التعديلات تظهر كاستراتيجية للتكيّف في حالات مماثلة؛ كحالة العديد من الكلمات المستعارة المركزية الأخرى في النصّ القياسي، مثل الصلاة والزكاة.

2-In Search of a Sinful Pun: A Granular Analysis of Q
2: 58– 59
David Gyllenhaal, Shlomo Zuckier
Volume 101 Issue 2 (Oct 2024)

بحثًا عن التورية الخاطئة: تحليل دقيق للآيات [58- 59] من سورة البقرة

ديفيد جيلنهال وشلومو زكير

تقدّم هذه الورقة قراءة جديدة للآيات [58- 59] من خلال تفسير مقاتل بن سليمان واستخدامه للكتاب المقدّس العبري والتقاليد اليهودية أو ربما المسيحية. في حين أن الدراسة العلمية للقرآن في سياقه العتيق المتأخر كانت في كثير من الأحيان مناقضة للتفسير العربي في العصور الوسطى، فإن هذا البحث يستخدم شهادة التفسير على فقرة غامضة واحدة لإعادة بناء معنى معقول في محيطه القرآني الأصلي وتسليط الضوء على العلاقات التفسيرية بين اليهود والمسيحيين والمسلمين في القرون الهجرية الأُولى.

تتضمّن الآيات [58- 59] من سورة البقرة، على مقطع محيِّر عن معاقبة الله لبني إسرائيل؛ لأنهم استبدلوا كلمة واحدة أمرهم اللهُ أن يقولوها بكلمة أخرى. الكلمة التي أمرهم الله أن يقولوها (حطة) لا تمثّل أيّ كلمة عربية ذات معنى جيد في السياق. لم يتمّ تحديد الكلمة التي استبدلوها أبدًا. وهكذا احتار المفسِّرون العرب اللاحقون بسبب هذا المقطع واقترحوا العديد من الحلول المختلفة. ويحلل البحث قراءة مقاتل بن سليمان للفقرة ذات الصِّلَة عن كثب في ضوء تداخلات الكتاب المقدّس والتقاليد اليهودية أو المسيحية، مما يؤدي إلى تفسير هذا المقطع بالإشارة إلى التورية بين كلمتي (الخطيئة) و(الحبوب) التي تعمل في الآرامية، أو ربما عبرية، ولكن ليس باللغة العربية.

3- On the Sound of Qurʾān: Nasalization (ghunna) as Ornamentation and Accentuation in Recitation
Stephanie Schewe
Volume 101 Issue 2 (Oct 2024)

في الصوت القرآني: الغنة كزخرفة وتشديد في التلاوة
ستيفاني شيوي

في هذه المقالة يتمّ دراسة صوت تلاوة القرآن الكريم بأسلوب جديد. وبما أنّ القرآن نصّ مقدّس فإنه يؤدَّى بصوتٍ عالٍ. ويمتد أسلوب أدائه إلى ما هو أبعد من الكلام العادي، ولكنه في الوقت نفسه يتميّز بوضوح عن الغناء. ويبيّن التحقيق أنّ النصّ المقدّس وقواعد نطقه المحفوظة في قواعد التجويد تحدّد إلى حدّ ما صوت التلاوة، بِغَضّ النظر عن أسلوب التلاوة. ولهذا الغرض، لا بدّ أوّلًا من فهم البنية النحوية والبلاغية للنصّ، ثم تطبيق قواعد النطق المحدّدة عند قراءة النصّ، وأخيرًا تقييم تحقيقها في طرق التلاوة. ويجب مراعاة المعايير الموسيقية واللغوية عند تفسير صوت تلاوة القرآن. تَعتبر هذه الورقة أن الغناء (الغنة) ليست فقط سمة صوتية للتجويد، بل أيضًا كزخرفة يمكن أداؤها موسيقيًّا في التلاوة، وبالتالي تحديد فقرات ذات أهمية بلاغية في النصّ المقدّس.

4-Tafsīr and taʾwīl in Post-Classical Sufi Scholarship: The Study of Correspondences (taṭbīq) in Q. 10: 90– 92
Arjun Nair
Journal of qur’anic Studies, (2024)

التفسير والتأويل في التفسير الصوفي ما بعد الكلاسيكي: دراسة لمنهجية التطبيق في الآيات [90- 92] من سورة الأعراف
أرجن نير

تشير الأدلة الحديثة من الأرشيف الإمبراطوري إلى أنّ علماء الدين العثمانيين في القرن السادس عشر كانوا مهتمّين بأساليب الصوفية في التعامل مع الكتاب المقدّس إلى جانب أشكال التفسير التقليدية السائدة. يثير هذا التجاور تساؤلات حول الروابط بين هذين النوعين المختلفين تمامًا من التعامل مع الكلمة الإلهية. كيف كان يمكن للعلماء في هذا الوقت أن يفكروا في العلاقة بين أشكال التأويل الصوفية وأشكال التفسير السائدة؟ هل كانت هذه مقاربات متكاملة للتفسير ضرورية لفهم الكلمة الإلهية فهمًا كاملًا، أم مقاربات متعارضة لدراسة الكتاب المقدّس، والتي كان واحد منها فقط قادرًا على مناقشة معانيها بشكلٍ مشروع؟

يقدّم هذا المقال أدلّة من أحد تقاليد الدراسات الصوفية ما بعد الكلاسيكية التي توضح كيف عمل المفسِّرون الصوفيّون للتغلّب على التحديات القديمة لشرعية التأويل، وإعادة تصوّر الشرح والتأويل كأشكال تكميلية للتفسير، وكلاهما كان ضروريًّا للتفسير وللفهم الكامل للقرآن. وقد تميّز هذا المسار بظهور تفسيرات، مثل: (التأويلات النجمية) لنجم الدين الكبرى (ت: 618= 1221) ونجم الدين داية الرازي (ت: 654= 1256)، و(تأويلات القرآن) لعبد الرزاق الكاشاني (ت: 730- 736/ 1329- 1335)، و(المحيط الأعظم والبحر الخضم في تأويل كتاب الله العزيز المحكم) للسيد حيدر آملي (ت: بعد 787= 1385)، والتي تشكّل (تقليدًا جينالوجيًّا) للتفاسير الصوفية ما بعد الكلاسيكية.

كما يوضح المقال كيف تم تصوّر هذا التكامل بين التفسير والتأويل من خلال قراءة لحادثة قرآنية واحدة -عبور موسى وبني إسرائيل البحر وإغراق فرعون وجنوده (سورة يونس: 90- 92)- من التفسير إلى التأويل، ويبيّن على وجه التحديد أن التعليق على هذه القصة يمثّل منهجية قوية ضمن هذا التقليد من الدراسات الصوفية، وهي (إعادة توجيه) نتائج التفسير نحو (التطبيق) [تطبيق الكتاب الكوني الآفاقي بالكتاب القرآني] ، وهي منهجية حافظَتْ على المعنى الحرفي للتفسير القرآني كأساس أول، مع السماح بظهور معانٍ جديدة منه.

 

[1] يمكن مطالعة الجزء السابق على هذا الرابطtafsir.net/paper/75

[2] تعريب عناوين المقالات والبحوث هو تعريب تقريبي من عمل القِسْم. (قسم الترجمات)

المؤلف

فريق موقع تفسير

موقع مركز تفسير للدراسات القرآنية

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))