المنشورات الحديثة في المجلات العلمية الغربية المتخصّصة في الدراسات القرآنية
ملخصات مترجمة
الجزء الخامس والثلاثون

في هذه المقالة نقدِّم عددًا من ملخّصات الدراسات المنشورة في بعض المجلات العلمية الغربية المعاصرة، من أجلِ لفتِ أنظار الباحثين إلى أهم ما يُنشر في هذه الدوريات العلمية حول القرآن الكريم وعلومه.

  هذه المقالة هي الجزء (35) من ترجمة ملخّصات أبرز الدراسات الغربية المنشورة حديثًا[1]، والمنشورة في بعض المجلات الغربية المتخصّصة، هذا العام (2024م)، والتي نحاول من خلالها الإسهام في ملاحقة النتاج الغربي حول القرآن الكريم ومتابعة جديدِه بقدرٍ ما، وتقديم صورة تعريفية أشمل عن هذا النتاج تتيح قدرًا من التبصير العامّ بكلّ ما يحمله هذا النتاج من تنوّع في مساحات الدرس.

1- The Christian Elephant in the Meccan Room: Dye, Tesei, and Shoemaker on the Date of the Qurʾān
Nicolai Sinai
Journal of the International Qur’anic Studies Association, Volume 9 ,(Sep 2024)

الفيل المسيحي في الغرفة المكية، نقاش لآراء داي وتيسي وشوميكر عن تاريخ القرآن[2]
نيكولاي سيناي

يُظْهِر عددٌ كبيرٌ من المقاطع القرآنية تقاطعات واضحةً مع التقاليد المسيحية، وأحيانًا يخاطب القرآنُ المسيحيين بشكلٍ مباشرٍ. وقد جادل غيوم داي، وتوماسو تيسي، وستيفن شوميكر مؤخرًا بأنّه من الصعب التوفيق بين هذا التقاطع وبين افتقارنا الحالي إلى الأدلة على وجود مجتمعات مسيحية منظّمة في الحجاز قبل الإسلام. وبناءً على ذلك، يؤكّد العلماء الثلاثة أنّ جزءًا كبيرًا من القرآن يجب أن يتم فَصْله عن الدعوة المحمديّة (حيث لا ينكرون وجود محمد التاريخي).

مع الاعتراف بأهمية التحدي التفسيري الذي حدّده داي وتيسي وشوميكر، تشير هذه المقالة إلى أنّ المشكلة قد تكون أقلّ حِدّة إلى حَدٍّ ما مما تم تصويره، كما يُقدِّم المقال فحصًا نقديًّا للسيناريو البديل لنشأة القرآن الذي قدّمه داي، وتيسي، وشوميكر، في أشكال مختلفة. وقد تبيَّن أن هذا السيناريو يؤدِّي إلى ظهور عدد من الصعوبات التفسيرية الخاصّة به، والتي لم تتم معالجتها بشكلٍ مُرْضٍ حتى الآن. في الأخير يتضمّن المقال نقدًا موسّعًا لادّعاء شوميكر وداي بأنّ تصوير عيسى ومريم في سورة مريم يشير إلى سياق فلسطيني بعد الفتح العربي.

2-Defining “Romans” in the Late Antique Near East: Some Preliminary Thoughts on the “Romans” in Sūrat al-Rūm
Nestor Kavvada
Journal of the International Qur’anic Studies Association, Volume 9 ,(Apr 2024)

تعريف (الروم) في الشرق الأدنى القديم المتأخِّر: بعض الأفكار الأوليَّة في معنى (الروم) في سورة الروم
نستور كافادا

في مطلع السورة التي تحمل اسم (الروم) يعرب القرآن عن تضامنه مع (الروم) الذين هزمهم الجيش الفارسي. في محاولة لفهم هذه الآيات بشكلٍ أفضلٍ، يمكن للمرء أن يبدأ بالسؤال: من هم بالضبط (الرومان) هنا؟ كان مصطلح (الروماني) مصطلحًا واسعًا ومتعدّد الأوجه، كما أشار يانيس ستوريتيس مؤخرًا، وهو يعتمد بشكلٍ أساسي على مصادر مكتوبة بعد القرن السابع ونابعة من (غرب) الإمبراطورية البيزنطية الناطق باليونانية. في هذه الدراسة، باستخدام المصادر السريانية بشكلٍ رئيس، وكذلك باستخدام بعض المصادر اليونانية التي لم يلاحظها أحد حتى الآن والتي جاءت من الشرق الأدنى، يظهر أن هذا التباين الدلالي لكلمة (روماني) يتوسّع بشكلٍ أكبر عند التوجّه شرقًا.

 كما هو الحال في معظم المصادر السريانية، فإنّ كلمة (الرومان) في (الروم) تعني في المقام الأول أفراد الجيش البيزنطي (وأجهزة الدولة)، سواء كانوا من أصل يوناني، أو سوريين، أو عرب. وفي الوقت نفسه، فإنّ (الروم) المذكورين في هذه السورة هم جميعًا (مواطنو) الإمبراطورية البيزنطية، وليس فقط جيوشها وقضاتها. يتوافق هذا المعنى الأخير مع المعنى الأوسع الذي تستخدم به كلمة (الرومان)، ليس فقط في السريانية، ولكن أيضًا في المصادر اليونانية (وفي اللغات الأخرى في الشرق الأدنى القديم المتأخر)، وهذا المعنى الأوسع هو الذي نجده في تعريف دمشقي سفرونيوس المقدسي، الذي يرى أن (الروماني) هو أيّ شخص (ينحدر من مدينة خاضعة للرومان). هناك آية قرآنية أخرى تشير إلى البيزنطيين (على الرغم من عدم تسميتهم)، والتي لها علاقة كبيرة بنفس السياق الجيوسياسي للحروب البيزنطية الفارسية، هي الآية 17 من سورة المائدة، ويبدو أنها تنتقد ثقة (البيزنطيين) في منَعَة المسيح ومريم.

يحاول هذا المقال الإجابة عن سؤال: لماذا اختار القرآن تسمية الروم عند التضامن معهم وتركهم دون تسمية عند انتقادهم؟ فهل يمكن أن يكون هذا الاختلاف بين تسمية (الروم) وتركهم دون تسمية يهدف بطريقة أو بأخرى إلى إظهار أنّ التضامن مع (الروم) -كما هو مُعلن صراحةً في سورة الروم- يخصّ العالم البيزنطي بأكمله، في حين أنّ النقد الحادّ في المائدة ليس نقدًا عامًّا؟

3- Surah 5 of the Qurʾān: The Parting of the Ways?
Ilkka Lindstedt
Journal of Late Antique, Islamic and Byzantine Studies, vo. 3, No. 1-2 (Sep 2024)

سورة المائدة وافتراق السُّبُل
إلكا لندستدت

هل كانت الهوية الإسلامية المشتركة بين أعضاء المجموعة والمتميزة عن التصنيفات الدينية الأخرى فعالة بالفعل في زمن النبي محمد (ت: 632)؟ تتناول هذه المقالة السورة الخامسة من القرآن (المائدة)، باعتبارها موضعًا يمكن أن يوجد فيه خطاب (تفرّق السبل). فإذا كان من المفترض وجود مجموعة متجسّدة من المسلمين، دينهم يختلف عن اليهود والمسيحيين في زمن النبي، فيجب أن يكون إدراك هذا أيسر في سورة المائدة، ولكنني أزعم أن هذا ليس هو الحال.

4-Divine Covenant: Science and Concepts of Natural Law in the Qurʾān and Islamic Disciplines By ULRIKA MÅRTENSSON
Brian Wright
Journal of Islamic Studies, Volume 35, Issue 3 (Sep 2024)

العهد الإلهي: العلم ومفهوم القانون الطبيعي في القرآن والعلوم الإسلامية، لأولريكا مارتنسون
بريان رايت

إنّ وجود العهد أمر شائع في التقاليد الإبراهيمية الثلاثة (اليهودية، والمسيحية، والإسلام). يُعرَّف هذا العهد بأنه ميثاق مع الإله، ويحدّد طبيعة العلاقات بين أعضاء المجتمع الديني، وتفاعلاتهم مع الغرباء، والشروط اللازمة للنجاح الدنيوي والخلاص بعد الموت. في الإسلام، يعدّ الوعد بالخلود في الجنة مكافأة لمن يطيعون أوامر الله ونواهيه، وهو أمرٌ أساسي في العقيدة والأخلاق والنظام القانوني (الشريعة).

في كتابها (العهد الإلهي)، تقول أولريكا مارتنسون: «إنّ ملامح الميثاق تمتد إلى ما هو أبعد من القوانين التي يمارسها المسلمون، وتكون بمثابة انبثاق للمعرفة الإلهية (العلم)، لتشكّل إطارًا توجد فيه جميع أشكال المعرفة الأخرى. ونتيجة لذلك، فإنّ السؤال (هل يوجد علم في القرآن؟) (ص 1) لا يتطلّب فحسب فحصًا للفهم الغربي للعلم التجريبي في العصر الحديث، بل يتطلّب أيضًا تفسيرًا للمصطلح في السياق القرآني، وفي سياق «أنساق المعرفة المنهجية المبنية على الملاحظة والتجربة فيما يتعلق شروط العقد الاجتماعي» (ص 5)، يتناول هذا المقال كتاب مارتنسون بالعرض والتوضيح.

 


[1] يمكن مطالعة الجزء السابق على هذا الرابط: tafsir.net/paper/74

[2] تعريب عناوين المقالات والبحوث هو تعريب تقريبي من عمل القِسْم. (قسم الترجمات). 

المؤلف

فريق موقع تفسير

موقع مركز تفسير للدراسات القرآنية

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))