المنشورات الحديثة في المجلات العلمية الغربية المتخصّصة في الدراسات القرآنية
ملخصات مترجمة
الجزء الثالث والثلاثون

في هذه المقالة نقدِّم عددًا من ملخّصات الدراسات المنشورة في بعض المجلات العلمية الغربية المعاصرة، من أجلِ لفتِ أنظار الباحثين إلى أهم ما يُنشر في هذه الدوريات العلمية حول القرآن الكريم وعلومه.

  هذه المقالة هي الجزء (33) من ترجمة ملخَّصات أبرز الدراسات الغربية المنشورة حديثًا[1]، والمنشورة في مجلة: Journal of the International Qur’anic Studies Association، في عام (2023)، والتي نحاول من خلالها الإسهام في ملاحقة النتاج الغربي حول القرآن الكريم ومتابعة جديدِهِ بقدرٍ ما، وتقديم صورة تعريفية أشمل عن هذا النتاج تتيح قدرًا من التبصير العامّ بكلِّ ما يحمله هذا النتاج مِن تنوُّعٍ في مساحات الدرس.

1- Mubīn and Its Cognates in the Qurʾān
Devin Stewart
Volume 8: Issue 1 (2023)

﴿المُبِين﴾ ومشتقاتها في القرآن[2]
ديفين ستيوارت

تبحث هذه الدراسة في معنى لفظ ﴿الْمُبِين﴾ ومشتقّاته في القرآن الكريم. وتدرس الجدل الدائر حول ما إذا كان للمبين المعنى الأساسي لـ(التوضيح)، وتزن الحُجَج المختلفة التي تم تقديمها للجانبين.

إنَّ النظر في مقتضيات الفاصلة القرآنية وتوزيع الصفتين (بَيّن) و(بيّنة) يشير إلى أنّ المبين يعني (بَيّن) وليس (موضح)، كما يُقال إنّ المفرد المؤنث له (مبيِّنة)، هو شكلٌ شاذّ يحضر ثلاث مرات في قراءة حفص. يمكن بدلًا من ذلك اعتبار أن (البيّنة) أو (المبيِّنة)، وكلاهما خياران معتمدان، لهما معنى (واضح). يُقترح أيضًا أنّ الطريقة الممكنة لحلّ شذوذ الجمع المؤنث (مبيِّنات)، والذي يتكرّر أيضًا ثلاث مرّات في قراءة حفص، هو تعديله إلى الجمع المؤنث (بينات)(واضحات)، والذي يحدث بشكلٍ متكرّر في سياقات مشابهة جدًّا.

2-The Meaning of ibtahala in the Qurʾān: A Reassessment
Suleyman Dost
Volume 8: Issue 1 (2023)

معنى (ابتهل) في القرآن: إعادة تقييم
سليمان دوست

أصبحت كلمة ﴿نَبْتَهِل﴾، التي تظهر مرة واحدة فقط في القرآن في [سورة آل عمران: 61]، أساسًا لممارسة معروفة إلى حدٍّ ما في الإسلام ما قبل الحداثة وبعدها تسمى المباهلة: (اللعنة المتبادلة)؛ بسبب الارتباط المزعوم للآية بمبارزة كلاميّة بين محمد ونصارى نجران. لكن بعض المفسِّرين أخذها على أنها تعني (الصلاة بكلّ تواضع وإخلاص). يناقش هذا المقال أنه من بين التفسيرَيْن اللذَيْن قدّمهما علماء ومفسرو الإسلام لظاهرة الابتهال؛ (الصلاة) و(اللعنة)، فإنَّ التفسير الأخير على الأرجح غير صحيح، ونشأ من تفسير خاطئ للاستخدام المفرد للكلمة في الآية القرآنية، في حين أنّ التفسير السابق أفضل حالًا في ضوء الأدلة الساميّة المقارنة. وبعد تقييم شواهد الكلمة في المصادر الإسلامية وفي اللغات الأخرى، يقدِّم هذا المقال تفسيرًا ثالثًا، وهو أن كلمة (ابتهالة) تعني (المناقشة)، بناءً على لفظ إثيوبي كلاسيكي مشابه.

3- The Inner-Qurʾānic Development of the Images of Women in Paradise: From the Ḥūr ʿĪn to Believing Women
Ana Davitashvili
Volume 7: Issue 1 (2023)

التطوّر الداخلي لصورة المرأة في الجنة القرآنية، من الحور إلى الزوجة المؤمنة
آنا دافيتاشفيلي

يستكشف هذا المقال التطوّر القرآني الداخلي لصورة النساء في جنة القرآن، ويشرح الأسباب المحتملة لهذا التطور من خلال النظر في الصور القرآنية للنساء على نطاق أوسع. تظهر النساء في الجنة القرآنية على هيئة (حور عين) و(أزواج طاهرات وصالحات): ﴿وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ﴾[الرعد: 23] و﴿وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾[البقرة:25]. إنّ مثل هذه الإشارات إلى النساء في الجنة تتوافق مع التطوّر القرآني الداخلي لصورة الأنثى. ذُكِرَت (الحور) فقط في الفترة المكية، في حين أنَّ الإشارات إلى (الزوجات الطاهرات) و(المؤمنات) حدثتْ حصريًّا في الفترة المدنية. علاوة على ذلك، بعد مكافأة المؤمنين بالحور العين في الآيات المكية السابقة، تناقش الآيات المكية المتأخرة الأزواج الأرضيّين. في هذه الآيات المكيّة المتأخرة، مع صعود نساء الأرض تدريجيًّا إلى مكانتهن كزوجات للمؤمنين في الجنة، يبدو أنَّ الحديث عن الحور العين يختفي. بالتوازي مع هذا التطوّر في الرواية القرآنية عن النساء في الجنة، فإنَّ السور المكية المبكّرة لا تصف النساء صراحةً على أنهن (نساء مؤمنات)، وبالتالي لا تقدِّم أيّ قواعد صريحة للسلوك الجيد للأزواج الدنيويين. أخيرًا، لم يتمّ التعامل مع النساء كفاعلات أخلاقيات إلا في الآيات المدنية.

4- Iltifāt and Narrative Voice in the Qurʾān: Grammatical Shifts and Nested Dialogue in Sūrahs 19, 20, and 18
Jessica Mutter
Volume 7: Issue 1 (2023)

الالتفات والصوت السردي في القرآن، التحولات النحويّة والحوار المتداخل في سور (الكهف) و(مريم) و(طه)
جاسيكا موتر

تحلّل هذه المقالة استخدام القرآن لأداة بلاغية عربية تسمى الالتفات، وهي تحوّل ضمير الخطاب داخل النصّ. وهو يتناول الطريقة التي فسَّر بها المفسِّرون المسلمون في العصور الوسطى الالتفات، وآثار استخدامه على بنية القرآن وعلم الكونيات.

من خلال تحليل استخدام الالتفات في القرآن، يوضح المقال أنَّ الراوي القرآني يشير إلى نفسه حصريًّا بضمير المتكلِّم بصيغة الجمع، وأنَّ التحولات إلى أشخاص آخرين (على سبيل المثال، ضمير المتكلم المفرد) تشير إلى التحولات إلى حوارات متداخلة، وجانبية، و/أو السرد داخل السرد. علاوة على ذلك، فإنَّ الطريقة التي يشير بها هذا الراوي إلى الكائنات الأرضية والسماوية تشير إلى أنَّ هذا الراوي بصيغة الجمع يحتلّ مكانًا متميزًا في علم الكونيات في القرآن، وهو مكان مرتبط بالله وسكّان السماء الآخرين ولكنه متميّز عنهم.

 

[1] يمكن مطالعة الجزء السابق على هذا الرابط: tafsir.net/paper/71

[2] تعريب عناوين المقالات والبحوث هو تعريب تقريبي من عمل القِسْم. (قِسم الترجمات)

المؤلف

فريق موقع تفسير

موقع مركز تفسير للدراسات القرآنية

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))