المنشورات الحديثة في المجلات العلمية الغربية المتخصّصة في الدراسات القرآنية
ملخصات مترجمة
الجزء الثاني والثلاثون

في هذه المقالة نقدِّم عددًا من ملخّصات الدراسات المنشورة في بعض المجلات العلمية الغربية المعاصرة، من أجلِ لفتِ أنظار الباحثين إلى أهم ما يُنشر في هذه الدوريات العلمية حول القرآن الكريم وعلومه.

  هذه المقالة هي الجزء (32) من ترجمة ملخَّصات أبرز الدراسات الغربية المنشورة حديثًا[1]، والمنشورة في مجلة: Journal of the International Qur’anic Studies Association، في عام (2023)، والتي نحاول من خلالها الإسهام في ملاحقة النتاج الغربي حول القرآن الكريم ومتابعة جديدِه بقدرٍ ما، وتقديم صورة تعريفية أشمل عن هذا النتاج تتيح قدرًا من التبصير العامّ بكلِّ ما يحمله هذا النتاج مِن تنوُّع في مساحات الدرس.

1- The Qurʾān and the Putative pre-Islamic Practice of Female Infanticide
Ilkka Lindstedt
Volume 8: Issue 1 (2023)

القرآن وممارسة وأد البنات الجاهلية[2]
إلكا ليندشتيت

يحاول هذا المقال مناقشة إحدى الخصائص المزعومة للجزيرة العربية قبل الإسلام: وهي فكرة أنّ العرب مارسوا بشكلٍ متكرّر وأد الإناث عن طريق دفن بناتهم أحياء، وبشكلٍ مثير للقلق. وهذا ما استنتجه علماء الدين في العصر الإسلامي الوسيط بناءً على آيتين قرآنيتين [سورة النحل: 57- 59، وسورة التكوير: 8- 9]. ومع ذلك، يزعم هذا المقال أنّ تفسير العلماء المسلمين الكلاسيكيين لهذه الآيات متحيز للغاية. ومن خلال تحليل المقاطع القرآنية المحددة ومقارنة الكلمة الحاسمة ﴿الموءُودة [سورة التكوير: 8]، والتي تترجم عادة على أنها «الابنة المدفونة حية»، مع الشِّعْر العربي المبكّر، يخلص المقال إلى أن الفهم التقليدي لها غير مرجّح.

2-Worship (dīn), Monotheism (islām), and the Qurʾān’s Cultic Decalogue
Mohsen Goudarzi
Volume 8: Issue 1 (2023)

العبادة (الدين)، التوحيد (الإسلام)، والوصايا العشر القرآنية
محسن جودارزي

يقدّم الجزء الأول من هذه الدراسة أدلّة من القرآن والكتابات العربية المبكّرة لتجادل بأنّ الدِّين في القرآن يعني في كثير من الأحيان (العبادة) بدلًا من (الدِّين)، وأنّ الإسلام يعني العبادة الحصرية للإله الواحد بدلًا من (الخضوع) له. وعلى وجه التحديد، توضح الدراسة أنّ الاسم (دين) والفعل (دان) ينقلان في كثير من الأحيان أفكار (الخدمة) و(العبودية) في النصوص العربية المبكرة، وهو الاستخدام الذي يكمن وراء المعنى القرآني للدين باعتباره (خدمة) أو (عبادة) مقدّمة لله.

علاوة على ذلك، وتماشيًا مع الإشارات القوية من القرآن، فإنّ العديد من الأعمال المبكّرة في التفسير والمعاجم تفهم الإسلام على أنه إخلاص حصري لله وعبادة توحيدية بدلًا من الخضوع لإرادته.

وفي الجزء الثاني؛ تعيد الدراسة تفسير الآيات الثلاث التي تستخدم مصطلحي الدِّين والإسلام [سورة آل عمران: 19، 85، سورة المائدة: 3]. وهو يركز على [المائدة: 3]، التي تحرِّم عشرة أطعمة من الحيوان، وتعلن تمام دِين المؤمنين، وتعرف هذا الدين بالإسلام.

كما تزعم الدراسة، فإنّ القيود الغذائية الجديدة في هذه الآية ليست مجرد قيود غذائية ولكنها أيضًا عبادية، حيث إنّ هدفها هو تمييز طريقة عبادة المؤمنين عن طريقة عبادة المشركين. على وجه الخصوص، تحظر (الوصايا العشر الدينية) في [المائدة: 3] لحوم الحيوانات التي تموت بعنف (أثناء الصيد أو غير ذلك)، من أجْلِ ضمان أنّ المؤمنين يأكلون اللحوم فقط من الحيوانات المذبوحة بشكلٍ صحيح. يتضمّن مثل هذا الذّبح ذكر اسم الله بشكل صريح وحصري، وهو عمل يوضح ويحافظ على التزام المؤمنين بالعبادة التوحيدية، أي: الإسلام.

3- The Shifting Ontology of the Qurʾān in Ḥanafism: Debates on Reciting the Qurʾān in Persian
Omar Qureshi
Volume 8: Issue 1 (2023)

تغيير في أنطولوجيا القرآن في الحنفية: النقاشات حول تلاوة القرآن بالفارسية

عمر قريشي

تظهر مراجعة أعمال فقهاء الأحناف الأكثر موثوقية أن مؤسّس المذهب أبا حنيفة (ت: 150/ 767) اعتبر القرآنَ كلام الله الأبدي غير المخلوق. وعلى هذا الفهم رأى هو وأتباعه أنّ التركيب اللغوي للقرآن باللغة العربية هو جزء من طبيعته الإعجازية. ومع ذلك، فإنّ الفحص الدقيق للمصادر الحنفية يقود المرء إلى استنتاج أنَّ الادعاء بأنَّ أبا حنيفة يعتقد أنَّ اللغة العربية جزء لا يتجزأ من تركيب القرآن لا يخلو من الخلاف.

سمح أبو حنيفة بتلاوة القرآن في الصلاة باللغة الفارسية، وهو ما استخدمه فقهاء الحنفية فيما بعد كأساس للقول بأنّ القرآن -بالنسبة لأبي حنيفة- يتألّف فقط من معناه، وليس تعبيره باللغة العربية. بعد المحنة، أصبح موقفُ أبي حنيفة المتساهل مرتبطًا بوجهة النظر البدعيّة الجديدة لـ(القرآن المخلوق)، مما أدّى إلى الضغط على الفقهاء الأحناف اللاحقين للتأكّد من أنَّ أبا حنيفة لم يرتبط بهذه البدعة. في حين أكّد الحنفية الأوائل أنَّ القرآن كان معجزة فقط في معناه وقدراته الإرشادية، أدان الحنفية اللاحقون وجهةَ النظر السابقة وأعادوا تفسير آراء أبي حنيفة.

 إنَّ وصف الطبيعة المعجزة للقرآن بأنها متأصّلة في تعبيره العربي المعتمد سمح للقرآن بأن يكون بمثابة دليل على نبوّة محمد. يتتبّع هذا المقال التحوّل داخل الحنفية حول العلاقة بين اللغة وأنطولوجيا القرآن لتتماشى مع العقيدة السُّنيّة للقرآن العربي غير المخلوق وغير القابل للتقليد. على الرغم من أنّ بعض جوانب أدوار أبي حنيفة والحنفية في هذا التطوّر قد تمّت دراستها من قِبَل باحثين آخرين، إلا أنّ هذا المقال يركّز على شخصية مهملة، وهو الحنفي الأصلي أبو عصمة نوح بن أبي مريم (ت: 173/ 789). تدرس دراسة الحالة هذه تلاوةَ القرآن باللغة الفارسية، وتستكشف تأثير الجوانب غير المدروسة من هذا التطور.

4- Are these Nothing but Sorcerers? – A linguistic analysis of Q Ṭā-Hā 20:63 using intra-Qurʾānic parallels
Marijn van Putten
Volume 8: Issue 1 (2023)

﴿إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ...﴾ تحليل لغوي للآية 63 من سورة طه
ماراين فان بوتن

إنَّ الصياغة غير النحوية على ما يبدو للآية 63 من سورة طه: ﴿إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾ كانت سببًا لكثير من الجدل؛ سواء في المصادر الإسلامية التقليدية أو في المناقشة الحديثة. تسعى هذه الورقة إلى إعادة تقييم قواعد القراءات المختلفة الموجودة من خلال مقارنتها ليس بالنحو المعياري كما أسّسه النحويون في العصور الوسطى، بل من خلال مقارنة قواعدها بتركيبات أخرى مماثلة في القرآن.

مِن خلال تحليل هذه الآية القرآنية ضِمن متوازياتها داخل القرآن، يُقال إنَّ الأقلية التي تقرأ: ﴿إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾ هي القراءة الأصلية المقصودة للنصّ العثماني، في حين أنَّ قراءة الأغلبية التي تنطوي على إشكالية نحوية: ﴿إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾، يجب أن تُفهم على أنها قراءة تقريب للقراءات الشعبية غير العثمانية. من خلال المقارنة مع الآيات الأخرى، يظهر أيضًا أننا قد نكتسب فهمًا أعمق للآيات التي تحتوي تركيبات مثل النوع الموجود في الآية الرابعة من سورة الطارق: ﴿إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ﴾، وتسليط الضوء على بعضِ القراءات المعتمدة المتنافسة في هذه الآيات.

 

[1] يمكن مطالعة الجزء السابق على هذا الرابط: tafsir.net/paper/70

[2] تعريب عناوين المقالات والبحوث هو تعريب تقريبي من عمل القِسْم. (قِسم الترجمات)

المؤلف

فريق موقع تفسير

موقع مركز تفسير للدراسات القرآنية

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))