المنشورات الحديثة في المجلات العلمية الغربية المتخصّصة في الدراسات القرآنية
ملخصات مترجمة
الجزء السادس
هذه المقالة هي الجزء السادس[1] من ترجمة ملخصات أبرز الدراسات الغربية المنشورة حديثًا، والمنشورة في مجلة Journal of qur’anic studies، والتي نحاول من خلالها الإسهام في ملاحقة النتاج الغربي حول القرآن ومتابعة جديدِه بقدرٍ ما، وتقديم صورة تعريفية أشمل عن هذا النتاج تتيح قدرًا من التبصير العامّ بكل ما يحمله هذا النتاج من تنوع في مساحات الدرس.
1- The sabab-khāṣṣ—ʿāmm Process as an Instructional Technique within Qur'anic Rhetoric
Ramon Harvey
السبب الخاص والعام، كأداة بلاغية في الخطاب القرآني، لريمون هارفي[2]
يلفت السيوطي (ت 911/ 1505) في كتابه: (الإتقان في علوم القرآن) الانتباه إلى أداة بلاغية قرآنية تؤدي بواسطتها مناسبة نزول إضافية (سبب) إلى وضع آية مع قصد محدّد (خاصّ)، في إطار آية عامة (عامّ) حول موضوع ذي صلة. سبق أن نُوقشت هذه الأداة في نصوص مثل البرهان في علوم القرآن للزركشي (ت 794/ 1392) والإبهاج في شرح المنهاج لتقيّ الدين السبكي (756/ 1355)، وابنه تاج الدين السبكي (771/ 1370). يبدو أن الفكرة انبثقت من ربط ابن العربي (ت 543/ 1148) بين عنوان له قصد محدّد في سورة النساء الآية 51 وتعبير عام في نفس السورة الآية 58 يأمر بالحفاظ على الأمانات. تعيد هذه المقالة النظر في التطور التاريخي لأداة السبب الخاصّ في التفسير وأصول الفقه وعلوم القرآن، وتقيّم قابليتها النظرية والعملية لاستخدامها في تحليل الأنماط الخطابية القرآنية.
2- The Philological Uncanny: Nineteenth-Century Jewish Readings of the Qur'an
Susannah Heschel
الغريب اللغوي، القراءة اليهودية للقرآن في القرن التاسع عشر، لسوزانا هيتشل
هل القرآن كتاب يهودي؟ عندما بدأ اليهود في دراسة النصوص القرآنية وتحليلها لأول مرة كطلاب في الجامعات الألمانية في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، اختبروا ما يسميه هذا المقال «غريبًا لغويًّا»، فقاموا باختبار مجموعة عناصر وجوانب يمكن التعرف عليها ولكنها تبقى غريبة كذلك، مما يعطي إحساسًا بأنك في المنزل وفي مكان مختلف في نفس الوقت. قد يكون القرآن -في تلك اللحظة من القراءة الأولى- غريبًا جدًّا لهؤلاء الطلاب اليهود الشباب؛ إذ هو نص عربي، ولكنه في تظهر فيه في ذات الوقع كلمات من العبرية في المشناه.
تتبّع هذه المقالة تجربة وتفسير هذه العناصر في كتابات الشخصيات الرئيسة بين علماء الإسلام اليهود في ثلاثينيات القرن التاسع عشر. هؤلاء العلماء اليهود، الذين نشؤوا في بيوت ملتزمة دينيًّا وأعطوا تعليمًا يهوديًّا أرثوذكسيًّا كلاسيكيًّا في التلمود وشروحه، لعبوا دورًا رئيسًا في تأسيس مجال الدراسات الإسلامية في أوروبا؛ من أبراهام جيجر (1810- 1874)، وغوستاف فايل (1808- 1888)، إلى إجناتس جولدتسيهر (1850- 1921)، شكلوا مقاربة للقرآن وضعته في سياق اليهودية الحاخامية، التي تحدّد نصوصًا وممارسات دينية متوازية، على الرغم من أنها خلقت أيضًا تيارًا مهمًّا من تعريف الذات اليهودي حيث تم تحديد اليهودية والإسلام على أنهما الديانتان التوحيديتان الأكثر حميمية.
3- Taste My Punishment and My Warnings (Q. 54: 39): On the Torments of Tantalus and Other Painful Metaphors of Taste in the Qur'an, Thomas Hoffmann
الآية 37 من سورة القمر (فَذُوقُواْ عَذَابِى وَنُذُرِ)، عقاب (تنتالوس) وبعض مجازات الألم في القرآن، لتوماس هوفمان
في هذا المقال، يتحرى المؤلف عن جانب كان مهملًا حتى الآن من العالم القرآني المتعلق بالطعام، ألَا وهو الأبعاد الأدبية والمعرفية والحسّية للذوق في القرآن. وبالتالي، فإنّ هذا المقال لا يكشف عن السياقات والتفسيرات الطقسية والقانونية والغذائية التاريخية للقرآن والتي كانت الأولوية المعتادة للعلم والتفسير. كنقطة انطلاق، أودّ أن ألفت الانتباه إلى حقيقة أنّ الطعام والشراب لا يوفّران الغذاء والبهجة فحسب، بل قد يعزّزان ردود الفعل العاطفية والجسدية القوية من الاستياء والاشمئزاز. يمكن أن يكون الحدّ الفاصل بين الشهية ونقيضها جيدًا. في الواقع، غالبًا ما يرتبط التذوّق أو الذوق (جزء لا يتجزأ من الطعام والشراب) بالألم والعقاب والاشمئزاز في القرآن. علاوة على ذلك، يلعب مفهوم الذوق دورًا مهمًّا باعتباره استعارة معرفية. في هذه الدراسة، سيتم إعطاء الأولوية التحليلية لثلاثة أبعاد لـ(الديستوبيا) الهضمية والذوقية. وتستنتج المقالة أن الذوق والغذاء يشكلان سجلًّا حسيًّا أساسيًّا وعاطفيًّا للغاية يهدف من خلاله الصوت القرآني إلى جذب انتباه جمهوره وغرسه في الإلحاح الشديد لرسالته التوحيدية المتجدّدة.
4-My Grandmother Drank the Qur'an: Liquid Readings and Permeable Bodies in Bosnia
Safet Hadži Muhamedović
جدتي تشرَّبت القرآن، قراءات تنفذ للأجساد في البوسنة، صافت حدجي محمدوفيتش
بدءًا من ذكرى الطفولة الغريبة، يعتبر المؤلِّف ممارسات تشرُّب النصوص المقدّسة -أو تحويلها واستيعابها بطريقة أخرى- أنماطًا للقراءة في حدّ ذاتها. في قلب الحجة يوجد دعوة لفهمٍ تقبُّلي للقراءة، منفتح على عوالم تتجاوز ثنائية الجوهر والعرض، وتتجاوز فصل النصّ عن المعنى الموجود فيه. تندمج في هذه المقالة عناصر السيرة الذاتية المتلألئة مع مجموعة متنوّعة من الممارسات التحويلية والتوفيقية، مثل طقوس «المحو» عبر القارة الأفريقية، أو النقوش السحرية وطقوس «الرعب المتدفّق» (Strave) في البوسنة. يظهر الماء كعامل فعال بشكلٍ خاصّ، يتدفّق بين البشر وأكثر من البشر، ويربط بين مختلف الأجساد والأديان وأشكال المعرفة. مع ملاحظة أن الدافع المتكرّر لمثل هذه الممارسات هو الشفاء، يتساءَل المؤلِّف عمّا إذا كان تشرُّب النصّ قد يكون علاجًا ضدّ أنطولوجيا إقصاء الجسد. يُقترح أن التعامل الحميم مع النصّ يتطلّب نوعًا من الثقة الذي يسمح بالنفاذية والانفتاح المحتمل دائمًا، على نوع جديد من القراءة النقدية السائلة.
[1] يمكن مطالعة الجزء السابق على هذا الرابط: tafsir.net/paper/28
[2] تعريب العناوين هو تعريب تقريبي من عمل القسم (قسم الترجمات).