الدراسات القرآنية في غرب أفريقيا
الواقع، الإشكالات، آفاق التطوير (1-2)

ضيف الحوار : آدم بللو
يدور هذا الحوار مع د/ بللو حول الدراسات القرآنية في الغرب الأفريقي، ويتناول هذا الجزء الأول واقعَ الدراسات القرآنية هناك، فيدور الحديث حول المراكز العلميّة المختصة في علوم القرآن في الغرب الأفريقي، والمخطوطات المتوفرة، ومناهج التدريس، كما يلقي الضوء على أشهر علماء الغرب الأفريقي في هذا الحقل وأهم مؤلفاتهم وتحقيقاتهم.

مقدمة:

  رغم النشاط الكبير الذي تزخر به الدراسات القرآنية في الغرب الأفريقي والعمق التاريخي الذي تحظى به هذه الدراسات في هذا الواقع، والمجهودات الكبيرة التي يبذلها الباحثون في هذا الحقل الشريف تحقيقًا وكتابةً، إلّا أنّ الباحث العربي يظلّ على معرفة قليلة -إن لم تكن نادرة- بهذا النشاط والعمق والجهد، ويأتي حوارنا مع الدكتور/ آدم بللو -المختصّ في علوم القرآن- حول الدراسات القرآنية في الغرب الأفريقي؛ ليلقي الضوء على واقع دراسات القرآن الكريم هناك وتاريخها، ومعالم دراستها وتدريسها، وأبرز الإشكالات التي تواجه الباحثين فيه، وأهم آفاق تطويره، عسى أن يُسهم ذلك في إثراء التعاون البحثي بين باحثي الدراسات القرآنية هناك وفي العالم العربي في إطار تطوير البحث في قضايا هذا الحقل.

وقد جاء حوارنا مع الدكتور/ بللو على ثلاثة محاور؛ المحور الأول: واقع الدراسات القرآنية في الغرب الأفريقي وتاريخه؛ حيث دار الحديث فيه حول المراكز العلمية المهتمّة بالدراسات القرآنية، وطريقة تكوين الباحث في هذا الحقل، ومناهج التدريس المتّبعة، والمصادر والمخطوطات المتوفّرة. ولإبراز العمق التاريخي لهذا الحقل في الغرب الأفريقي تناولَ الحديثُ -كذلك- أشهرَ العلماء على ساحة هذا الحقل وأهم مؤلفاتهم وتحقيقاتهم، وفي القلب من هذا بطبيعة الحال تراث آل فودي الذي يمثل مركز اهتمام للدكتور/ بللو والاشتغال الأساس له[1].

أمّا المحور الثاني: إشكالات الدراسات القرآنية في الغرب الأفريقي، فدار فيه الحديث حول تلك الصعوبات التي يواجهها الباحثون في الغرب الأفريقي، سواء من حيث الوصول للمخطوطات أو تحقيقاتها الجيدة، أو من حيث إمكان الوصول للإصدارات الحديثة في الدراسات القرآنية التي تنتجها بعض المراكز البحثية العربية المتخصّصة، كذلك عدم القدرة على التواجد باستمرار في المؤتمرات الدولية أو حتى المعرفة بها أحيانًا.

وفي المحور الثالث والأخير: آفاق تطوير الدراسات القرآنية، فتناول الحديث فيه بعض إمكانات تطوير هذا الحقل سواء داخل الغرب الأفريقي أو بصورة عامة، وألحّ على ضرورة تضافر الجهود من أجل الارتقاء بهذا الحقل، كما طرح بعض المقترحات لتطوير عملية تكوين الباحث في الدراسات القرآنية، ليختم الدكتور/ بللو حواره معنا برؤية حول مستقبل دراسات القرآن الكريم في الغرب الأفريقي.

وسوف يتناول هذا الجزء من الحوار المحورَ الأول، وفيما يلي نصّ الحوار:

نص الحوار

المحور الأول: واقع الدراسات القرآنية في الغرب الأفريقي:

س1: لكم عناية ظاهرة بالتراث الإسلامي الأفريقي -وخصوصًا الدراسات القرآنية-، فلو تُطلعوننا على أهم أسباب ذلك، ومتى بدأتم الاهتمام بهذه القضية؟

د/ آدم بللو:

يرجع سبب اهتمامي بالتراث الإسلامي الأفريقي إلى رغبتي الشديدة في خدمة العلوم الشرعية الإسلامية، وعلى رأسها الدراسات القرآنية، وخاصّة دراسة كتب العلماء وقراءتها واستنباط الفوائد العلميّة منها، ومعرفة مناهج مؤلّفيها، ولمّا كان الغرب الأفريقي قد شهد حركات علمية وثقافية كبيرة، في عهد دولة مالي الإسلامية، ودولة سنغي الإسلامية، ودولة الشيخ عثمان بن فودي الإسلامية، ولم يُصرف لإنتاجات هذه الدول حقّها من التحقيق والطباعة والإخراج والعناية، وبقيَتْ هذه الإنتاجات التراثية في رفوف المكتبات العامّة والخاصّة في أغلب الدول الأفريقية، وتآكلَت وأكلَت بعضَها الأرضةُ والرطوباتُ المفسدة لأوراق المخطوطات، عقدتُ العزم على إنقاذ ما يمكنني منها، اقتناءً وتصويرًا، وشراءً وتحقيقًا وقراءة لِمَا فيها من علوم وفوائد.

وقد بدأتُ التعرّف على التراث الإسلامي الأفريقي حينما كنت طالبًا بقسم القرآن والحديث (مرحلة الليسانس) بالجامعة الإسلامية بالنيجر، حيث قدّمتُ موضوعًا لبحث التخرج بعنوان: (الحافظ مغلطاي وجهوده في علم الحديث)، فرفضته لجنة بحوث التخرّج بحجة أنه بحثٌ كبيرٌ لا يسمح إلّا في مرحلة الماجستير أو الدكتوراه، فبقيتُ أبحث عن موضوع آخر، فبدأت بمشاورة بعض الإخوة، وكان معي في تلك اللحظة أحد الطلاب الجدد المقبولين بالجامعة اسمه حمزة شِيْهُوْ غطاطاوا، وزميل لي اسمه غزالي بللو، كلاهما من ولاية صكتو -عاصمة الخلافة العثمانية الفودية- فأشارا عليّ -هم وبعض الفضلاء- بأن أبحث عن جهود عبد الله بن فودي في التفسير وعلوم القرآن، فتردّدت لذلك لأنَّني في ذلك الوقت أشدّ ميلًا إلى علم الحديث، مع أنَّ تخصصي هو (القرآن والحديث) معًا، لكنْ ما شاء الله كان، فشرح اللهُ صدري لقبول مشورتهم فقدّمتُ موضوعًا لبحث التخرج عنوانه: (عبد الله بن فودي ومؤلفاته في التفسير)، وذلك سنة: 2007م، فقُبِلَ الموضوع، وعُيِّنَ لي مشرفٌ متخصصٌ في التفسير ومناهج المفسرين وهو الدكتور/ إدريس الطيّب من دولة السودان، الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة جمعية الدعوة الإسلامية بليبيا، وكان موضوع بحثه عن الإمام الطبري وتفسيره، فعملتُ مع مشرفي بجدٍّ، وقد حقّق البحثُ نجاحًا باهرًا بفضل الله وتوفيقه، افتخَرَ به الدكتور المشرف، وقال بعد تمام البحث بأنَّه يستحق أن يمنح لهذا البحث درجة الماجستير لو أنَّ الجامعة توافق على ذلك.

وكان من بين أسباب نجاح البحث فيما أتذكر أنني ذهبتُ من مسقط رأسي مدينة (بوتشي) -التي تبعد عن صكتو نحو 752.2 كيلو مترًا، مسيرة نحو (11) إحدى عشرة ساعة في السيارة- إلى مدينة صكتو عاصمة الخلافة العثمانية الفودية، فمكثتُ فيها نحو أسبوع، أجمعُ المراجع والمصادر والكتب التي تساعدني على كتابة البحث، وكان معي الأخ حمزة شِيْهو غطاطاوا، فبحثتُ عن المخطوطات التراثية المتعلقة بالشيخ عبد الله بن فودي ومؤلفاته وعصره فحصلت على جملة منها، من بينها المخطوطة الفريدة التي كادت أن تضيع لولا الجهد الذي بذله بعض المخلصين من غَيوري التراث الأفريقي، وهي مخطوطة (نيل السُّول من تفاسير الرسول) حيث وجدتُ النسخة الوحيدة لهذا الكتاب بجامعة عثمان بن فودي بصكتو عند الأستاذ الدكتور أبي بكر غندو، قال: إنه حصل عليها من جامعة بايرو بكانو.

وقد اتصلتُ مع كبار الشخصيات المهتمين بتراث آل فودي، من بينهم وزير صكتو الحالي الأستاذ الدكتور/ سمبو ولي جنيد الذي حصل على الدكتوراه في اللغة العربية، وهو محاضر بجامعة عثمان بن فودي، وممّن استفدت منه الدكتور محمد مودي شوني الذي حقق الجزء الأول من تفسير (كفاية ضعفاء السودان في بيان تفسير القرآن)، لعبد الله بن فودي لنيل درجة الدكتوراه. والشيخ محمد بلو بوي أُبَنْ دُوْمَا، وبعض بائعي الكتب في مدينة صكتو مثل معلم أمين، وكذلك التقينا بمدير دار الوزير الجنيد للوثائق والمخطوطات اسمه معلم أمين بخاري.

س2: وددنا لو تطلعوننا على التكوين العلمي لدارس علوم القرآن في الغرب الأفريقي، وطبيعة المناهج التي تدرس، والكتب المعتمدة بصورة إجمالية.

د/ آدم بللو:

إنَّ دارسي علوم القرآن في الغرب الأفريقي يأخذون معلوماتهم في التفسير وعلوم القرآن وما يتعلّق بهما على أيدي الشيوخ والعلماء الذين مهروا في هذين العلمين في حلقات علمية مخصّصة لذلك في المساجد والدهاليز والمجالس العلمية، وكذلك يدرسون ما يتعلق بهذين العلمين في المدارس الثانوية والجامعات والمعاهد العليا التي فيها هذان التخصصان، إلّا أنَّهم لا يستفيدون من دورات تدريبية متخصّصة في الدراسات القرآنية أو المؤتمرات القرآنية التي يناقش فيها قضايا الدراسات القرآنية؛ لأنَّ إمكانيات تنظيم مثل هذه الدورات والمؤتمرات لدى متخصصي الدراسات القرآنية ضعيفة جدًّا، والدول والأشخاص الذين لهم القدرة على تمويل هذه الدورات والتدريبات التكوينية لا تساعد في هذا المجال.

وأمّا عن الكتب والمناهج التي تنتهج في تدريس هذا العلم، فهي الكتب المشهورة في هذا الفنّ وخاصة مؤلفات الإمام السيوطي؛ مثل: (الإتقان في علوم القرآن)، و(التحبير في علم التفسير)، و(معترك الأقران في إعجاز القرآن)، و(تفسير الجلالين وحواشيه وخاصة حاشية سليمان الجمل)، و(مناهل العرفان) للزرقاني، و(مباحث في علوم القرآن) لمنّاع القطان، و(تفسير ضياء التأويل، ومختصره: كفاية ضعفاء السودان)، كلاهما لعبد الله بن فودي، و(دراسات في أصول التفسير) للأستاذ الدكتور محمد كبير يونس، و(القواعد الأساسية في علوم القرآن) للشيخ محمد بن علوي المالكي الحسني وغيرها. وليس لازمًا أن يأخذ الطلاب جميع ما في هذه الكتب، بل أحيانًا يختار المدرّس أو المحاضر منها موضوعات مهمّة يحتاج إليها أكثر الطلاب فيدرسونها.

وأمّا المناهج التي تتبعها الجامعات التي تدرّس بعض الموضوعات المتعلقة بالدراسات القرآنية، فهم يختارون بعض المواضيع المهمّة في مختلف فنون الدراسات القرآنية: كالتفسير، وعلوم القرآن، ومناهج المفسرين، وإعجاز القرآن، وأصول التفسير. فيقوم بإعدادها الأستاذ الذي يدرّس تلك المادة، وهذا هو أغلب طبيعة المنهج المدروس في الجامعات والمعاهد العليا في الغرب الأفريقي؛ كنيجيريا والنيجر ومالي وغيرها.

س3: من واقع مسيرتكم الأكاديمية ومعايشتكم البحثية للدراسات القرآنية، وددنا لو تعطوننا إطلالة على رؤيتكم للوضعية العامّة للدراسات القرآنية في غرب أفريقيا؛ واقعها من حيث: الجامعات والمراكز العلمية، النتاج العلمي، أشهر العلماء والباحثين الذين لهم نتاج داخل حقل الدراسات القرآنية؟

د/ آدم بللو:

إنَّ حالة الدراسات القرآنية في الغرب الأفريقي تحتاج إلى بذل مزيد من الجهود لتطويرها؛ لأنه لا يوجد مراكز خاصّة تهتم بالدراسات القرآنية في أكثر الدول الأفريقية، إلّا ما وُجد في الوقت الراهن من مبادرة لإنشاء مراكز خاصّة للدراسات القرآنية في شمال نيجيريا؛ فقد افتتَحت جامعة بايرو بمدينة كانو (مركز الدراسات القرآنية) (Center for Qur,anic studies)، وهو تابع لقسم الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة، إلّا أنّ له شِبه استقلالية؛ لأنَّ الجامعة جعلَت له مديرًا خاصًّا وأساتذة متخصصين يقومون بتدريس القرآن الكريم والمواد المتعلقة به، ومن أهم أهداف هذا المركز واهتماماته: بناء القدرات البحثية في مجال القرآن الكريم، وربط ذلك بالقضايا المعاصرة.

وقد تبرَّع رجل الأعمال الشيخ (إسحاق رابع) ببناء هذا المركز صدقة جارية -جعل الله ذلك في ميزان حسناته- وقد نظّم هذا المركز أول مؤتمر له بعنوان: القرآن الكريم؛ الماضي والحاضر والمستقبل. وذلك عام: 2015م، والمؤتمر أقيم بمناسبة تكريم أحد أبرز علماء القرآن الكريم في نيجيريا لتضحيته وتفانيه في خدمة القرآن الكريم الشيخ الخليفة إسحاق رابع الذي سبق ذكره. ومن أعمال هذا المركز ونشاطاته: إنشاء مجلة متخصّصة للدراسات القرآنية تصدر باسم (مجلة الماهر للدراسات القرآنية).

وكذلك قامت جامعة ولاية يوبي بدماتور، شمال نيجيريا، بفتح مركز مشابه لمركز الدراسات القرآنية بجامعة بايرو باسم (مركز البحوث والدراسات القرآنية) لتطوير مدارس (الكتاتيب) القرآنية إلى مدارس حديثة، وقد افتُتح هذا المركز عام: 2014م، ومن أهدافه:

1. إجراء البحوث العلمية والدراسات القرآنية، ثم نشرها في مجلته المسماة بــ(التدبر).

2. إنشاء برنامج الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) في تخصّص القرآن الكريم.

3. تدريب المهتمين بالقرآن (الحفَظة عن طريق الكتاتيب)، وتعزيز معارفهم بالعلوم المتعلقة بالقرآن.

4. تنظيم المسابقات القرآنية المحلية والوطنية؛ حفظًا، وتفسيرًا، وكتابة.

5. بناء قاعدة معلومات متخصّصة في القرآن الكريم وعلومه في أفريقيا جنوب الصحراء.

وأمّا عن أشهر العلماء والباحثين الذين لهم نتاج داخل حقل الدراسات القرآنية، فيمكن تقسيمهم من حيث دول غرب أفريقيا؛ ففي دولة مالي نجد مفسرين وعلماء ألّفوا في التفسير وعلوم القرآن منهم:

1. المختار بن أحمد بن أبي بكر الكنتي الوافي (الكبير) (ت: 1230هـ/1814م). له كتاب (فقه الأعيان في حقائق القرآن)، وله كذلك كتاب صغير في (فضائل القرآن). ويوجد للكتابَين نسخة بمعهد الأبحاث في العلوم الإنسانية بنيامي، دولة النيجر.

2. محمد الصغير بن عمر بن محمد المختار الكنتي المعروف بــ(باي) المتوفى سنة: (1281هـ/الموافق: 1874م)، له تفسير القرآن الكريم، يبدأ من سورة الفاتحة وينتهي بسورة نوح -عليه السلام-، يوجد له نسخة بنيامي، النيجر، في معهد الأبحاث في العلوم الإنسانية، وعدد أوراق المخطوط (320).

3. الشيخ ابن سليم، محمد بن يحيى بن محمد المختار بن طالب الولاتي التنبكتي المتوفى: (1330هـ/الموافق 1912م)، له مؤلفان في الدراسات القرآنية؛ منهما: التيسير والتسهيل لمعرفة أحكام التنزيل. يوجد له نسخة بدار الوثائق الوطنية بدولة ساحل العاج.

وفي دولة نيجيريا نجد تراث آل فودي، فلَهُم إسهامات مشكورة في الدراسات القرآنية؛ كمؤلفات الشيخ عبد الله بن فودي، وابن أخيه أمير المؤمنين محمد بلو بن الشيخ عثمان بن فودي، والشيخ عبد القادر بن المصطفى حفيد الشيخ عثمان، فقد كتَب هؤلاء منظومات ومنثورات في التفسير وعلوم القرآن.

وبعد آل فودي نجد مؤلفات أخرى في التفسير وعلوم القرآن، منها:

1. (منهج التيسير لمن أراد الخوض في التفسير)، للحاج الوزير محمد بن عبد الله الأطركمامي البرناوي البدوي، الذي له رحلة إلى الأزهر بمصر، توفي بولاية نَيْجَا (بِدَا) سنة: (1945م).

2. (ردُّ الأذهان إلى معاني القرآن)، لقاضي قضاة نيجيريا الشيخ محمود غمي -رحمه الله- (ت: 1992م)، وكذلك له ترجمة القرآن إلى لغة هوسا، وهو أول مَن ترجم القرآن إلى هوسا. وله تفسير (ردّ الأذهان) تعليقات وتخريج لأحاديث وإضافات كثيرة للشيخ أبي بكر علي البامي الأزهري، سمّاها: (إيضاح المعاني على ردّ الأذهان إلى معاني القرآن) مطبوع في أربعة مجلدات.

3. منظومة في التفسير وعلوم القرآن المسماة بـ(نزهة الأسير في إنالة اليسير) للشيخ محمد بن عثمان بن عبد الله بن حمدي أحد أمراء زكزك في شمال نيجيريا. والمنظومة في أكثر من ألف بيت من الشعر. وله كتابان آخران في الدراسات القرآنية في موضوع قصص القرآن، وهما: (هبة الله الرفيق في بيان قصة يوسف الصديق)، وكتاب آخر في (قصة أصحاب الكهف).

4. وكتاب (فتح البصير في مشكلات التفسير)، لأحمد بن عمر الصكتي، وهو تفسير مختصر جدًّا لأنَّه فسَّر جميع سور القرآن.

وممن لم يزالوا على قيد الحياة ممن لهم مشاركات وجهود مشكورة في الدراسات القرآنية من أساتذة الجامعات والمشايخ والدعاة:

1. الأستاذ الدكتور محمد كبير يونس، ومن مؤلفاته المطبوعة المتداولة: (دراسات في أصول التفسير)، و(الأسس الفنية للإعجاز).

2. الداعية الشيخ محمد كبير بن محمد (أبو رفيدة) له منظومة في أصول التفسير في مائة بيت سمَّاها (فصول التيسير منظومة في أصول التفسير). وله كتابان في جزأين في علوم القرآن للمبتدئين سمّاه بــ(الواضح في علوم القرآن للمبتدئين).

3. الدكتور ثاني موسى أياغي، له تحقيق الجزء الأول لتفسير (كفاية ضعفاء السودان) للعلامة عبد الله بن فودي، وله كتاب (منهج القرآن في معالجة اليأس والإحباط).

4. الشيخ شريف إبراهيم صالح الحسيني (مفتي نيجيريا) وعضو في رابطة العالم الإسلامي، له كتاب (الإحسان في فضائل سور القرآن) مطبوع، وله أيضًا: (الجواهر الحسان في ذكر الإجازة وآداب التلاوة).

وهناك نوع من الخدمة بذلها علماء نيجيريا كُتبت بغير اللغة العربية، وهي ترجمة معاني القرآن وتفسيره بعدّة لغات محلية وترجمة بعض كتب التفاسير المختصرة، وعلى رأس هذه اللغات: لغة الهوسا، ولغة أهل برنو (كانوري)، واللغة الفلاتية، ولغة يوربا؛ فقد تُرجِم القرآن وفُسِّر إلى هذه اللغات المحلية، ومن العلماء الذين قاموا بذلك:

1. الشيخ فربنا مسليار الهندي وآخرون: ترجم هذا الرجل -المبتعَث من المملكة العربية السعودية- القرآنَ إلى لغة هوسا بمساعدة خمسة من العلماء والشيوخ، وهم: الشيخ تجاني يوسف سوداوا، والشيخ ناصر مصطفى، والشيخ سلمان آدم أبوك، والشيخ محمد ناصر قوق، والشيخ محمد طاهر سيد. وراجَع الترجمة بعد تمامها مشايخ وعلماء كبار في نيجيريا في ذلك الوقت. وقام شقيق رئيس نيجيريا الراحل شيهو موسى يرأدوا بدعم هذا المشروع وطباعته، وعنوان الترجمة كما طُبعت هو: (معاني القرآن الكريم؛ تفسير وبيان إلى لغة الهوسا).

2. الشيخ أبو بكر محمود غومي: له ترجمة معاني القرآن إلى لغة الهوسا، وقد طبعت الترجمة عدّة مرات، ومن بين طبعاته طبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، تشرّف بالأمر بطباعة هذه الترجمة خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز.

3. الشيخ محمد ناصر كبرى: ترجم القرآن وفسره بلغة هوسا، وسمّاه بـ(إحسان المنان في إبراز خبايا القرآن إلى كلّ حواري من فقراء الزمان)، وهذه الترجمة واسعة جدًّا طبعت في أربعة مجلدات، ويقصد المؤلف بالفقراء في عنوان الكتاب فقراء معرفة اللغة العربية الذين لا يفهمون اللغة العربية.

4. ترجمة كتاب (المختصر في تفسير القرآن الكريم) الذي أصدره (مركز تفسير للدراسات القرآنية)، الذي يقوم به الدكتور محمد الثاني عمر موسى، وهذا المشروع لم يكتمل بعد وهو متواصل، نرجو اللهَ أن يكتب له الكمال والتمام في وقت قريب.

5. ترجمة تفسير (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) للشيخ عبد الرحمن السعدي إلى لغة الهوسا، قام بهذه الترجمة الدكتور محمد منصور إبراهيم الباحث بمركز الدراسات الإسلامية التابع لجامعة عثمان بن فودي بصكتو، والشيخ علي رفاعي، واستغرقَت هذه الترجمة عشر سنوات، والترجمة تحت المراجعة وفي الطريق إلى الطباعة والإخراج إن شاء الله.

6. ترجمة القرآن الكريم إلى لغة اليوربا، قام بها الشيخ إبراهيم عبد الباقي والأستاذ الدكتور عبد الرزاق ألارو، وقد طبعت الترجمة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، تشرّف بالأمر بطباعتها الملك فهد بن عبد العزيز.

7. ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الفلاتية، قام بها جماعة من العلماء الأجلّاء بدعم معنوي ومادي من أمير ولاية أدماوا سمو الأمير الحاج علي مصطفى، واستخدم في هذه الترجمة اللهجة الفلاتية المستعملة في نيجيريا وجمهورية كامرون، وجنوب تشاد وهي المعروفة بلهجة أدماوا وهي أسهل اللهجات الفلاتية، وطبعت الترجمة سنة: 1432هـ/2011م.

س4: ظهر من كلامكم التأكيد على وجود حركة علمية داخل حقل الدراسات القرآنية في غرب أفريقيا، هل يمكنكم تحديد أكثر الدول شهرة واهتمامًا بحقل الدراسات القرآنية في غرب أفريقيا؟ وما أسباب ذلك؟

د/ آدم بللو:

من خلال ما سبق بَسْطُه من جهود علماء دول غرب أفريقيا في الدراسات القرآنية وإنشاء المراكز والمؤسّسات العلمية التي تُعنى بهذا الجانب العلمي الرفيع يمكن القول بأنَّ نيجيريا -حسب نظري لعلّي أصيب أو أُخطئ- هي أكثر الدول الأفريقية نشاطًا وجهودًا واهتمامًا بالقرآن الكريم وعلومه، ويمكن أن نجمل أسباب ذلك ودلائل هذا التفضيل فيما يلي:

1. إنَّ دولة نيجيريا هي التي احْتَضَنَتْ آخر دولة إسلامية في غرب أفريقيا التي امتدَّ حكمها للبلاد نحو قرنين من الزمن، ونشطت فيها حركة التأليف والتدريس باللغة العربية إلى حدّ جعل أكثر أبنائها يهتمون بالقرآن الكريم ولغته؛ حفظًا، وتعلُّمًا، وتأليفًا، وعناية بكلّ ما يخدمه. وكذلك من قبل هذه الدولة دولة إسلامية أخرى نشطَت فيها وهي دولة (برنو وكانم) الإسلامية.

2. اهتمت دولة نيجيريا بحفظ ما وَرِثَتْهُ من ثقافة إسلامية، فأنشأَتْ تخصّصات إسلامية وعربية من بين ما يدرس في هذه التخصصات (الدراسات القرآنية)، وذلك في جامعات نيجيريا ومعاهدها القانونية التي كثرت في ولايات شمال نيجيريا منذ عهد بعيد بفضل رئيس وزراء نيجيريا الأول حفيد الشيخ عثمان بن فودي أحمد بلو.

3. اعتراف نيجيريا بالشهادات التي يتخصّص فيها الطلاب في الدراسات الإسلامية في مرحلة الثانوية والليسانس والماجستير والدكتوراه، وتوظيف حاملي هذه الشهادات في مهنة القضاء والتدريس في المعاهد والجامعات، والتحاقهم بالمهنة العسكرية، وحتى في بعض الوزارات العالية مثل وزارة الخارجية وغيرها، وهذا لا يوجد مثله في أكثر الدول الأفريقية وخاصة دول المستعمرات الفرنسية؛ مثل دولة مالي، وبركينا فاسو، وساحل العاج وغيرها.

س5: لكم العديد من الكتب والأبحاث المنشورة، والتي يتَّضح من خلالها عنايتكم بتراث آل فودي، وخصوصًا نتاج عبد الله بن فودي؛ نودُّ أن نعرف مَن هم آل فودي؟ وما مدى حجم تراثهم في الدراسات القرآنية؟ وما سبب عنايتكم بتراثهم تحديدًا؟

د/ آدم بللو:

آل فودي هم قبيلة من قبائل الفلاتية، وتسمى قبيلتهم بـ(تُوَرِبِيُوْنَ)، ويرجع نسب هذه القبيلة إلى ذرية إسماعيل بن إبراهيم -عليهما الصلاة والسلام- من جهة الأب، ومن جهة الأم يرجع نسبهم إلى إسحاق بن إبراهيم -عليهما الصلاة والسلام-، وقد أنشد عبد الله بن فودي شعرًا في ذكر هذه النسبة، أعني نسبة قبيلته إلى إسماعيل -عليه السلام- وذكر سيرة قبيلته ومسيرتها في كتابه (نسب الفلاتيين) فقال:

قَد تُبْتُ بَعْدَ الشَّيْبِ عَنْ أَشْعَارِي ** وَعَلِقْتُ بِالْقُرْآنِ فَهوَ شِعَارِي

لَكِنَّهَا مِنِّي لُغَامٌ كُلَّمَا ** غَمَرَتْ فُؤَادِي مَجَّ كَالْإِمْرَارِي

يَا لَائِمِي أَقْصِرْ فَإِنِّي مُولَعٌ ** بِبَيَانِ أَنْسَابِي وَحِفْظِ ذِمَارِي

فَلَنَا لإِسْمَاعِيْلَ نِسْبَةُ عُقْبَةٍ ** وَلَنَا لِإِسْرَائِيْلَ أَصْلٌ جَارِي

أَعْمَامُنَا عَرَبٌ كَمَا أخْوَالُنَا ** أَبْنَاءُ إِسْرَائِيْلَ هَاكَ نُجَارِي

مِن طُورِ سِينَا أَصْلُنَا وَجِهَادُنَا ** أَفْضَى بِفَوْت بِنَا بِثَأْرِ الدَّارِي

ثَمّ الْحوادِثُ سَيَّرَتْ أَجْدَادَنَا ** لِبِلادِ حَوْسَ مَوالدي وَوِجَارِي

حَتَّى رَجَعْنَا لِلْجِهَادِ سُرَاتُنَا ** مَع شَيْخِنَا عُثْمانُ صِنْوِيَ جَارِي

وقد برز آل فودي في ميدان التأليف في العلوم الإسلامية بفضل قيادة الشيخ عثمان بن فودي في بلاد الهوسا وشمال نيجيريا، والذي اتخذ من مدينة سُوْكُوْتُوْ عاصمة لدولته الإسلامية، وعمرت تلك الدولة الإسلامية القرن التاسع عشر الميلادي الثالث عشر الهجري كلّه، في خدمة اللغة العربية وآدابها إلى درجة جعلت الباحثين يطلقون على تلك الفترة اسم «العصر الذهبي للغة العربية»، ليس في نيجيريا فقط، بل في أفريقيا الغربية برمّتها، حيث تخلّصت اللغة العربية من حالة الجمود والمحدودية في التوظيف والاستعمال، الذي كان مقتصرًا عند بعض الفقهاء والتجّار، ودخلت من الباب الواسع في حياة العوام، حيث أصبحت لغة الحكم والتأليف والتدريس والتخاطب، فبين عشية وضحاها أصبح رصيد اللغة العربية في بلاد الهوسا وما جاورها عبارة عن سوق عربي مزدحم يتم فيه تداول عشرات الآلاف من الكتب العربية في مختلف العلوم، وهذه الكتب ليست التي يتم إيرادها عبر التجارة من مصر وبلاد المغرب الإسلامي وغيرها من البلاد فحسب، بل كان هناك كمٌّ هائل من الكتب التي تُصَنَّفُ وتُعَرَّبُ من الأفارقة أنفسهم، وبخط عربي مبين لا يقِلّ شأنًا عمّا يكتبه العرب أنفسهم.

والحقيقة إنّ آل فودي الذين أنشؤوا الخلافة الصكتية، وتلاميذهم وأسرتهم يرجع إليهم الفضل والمكانة التي بلغتها اللغة العربية في نيجيريا والدول الأفريقية المجاورة لها، فالمؤسّس الأول لهذه الدولة الشيخ عثمان بن فودي وابنه محمد بلو وأخوه عبد الله بن فودي وغيرهم، اشتغلوا كمدرسين باللغة العربية ومؤلفين بها، وبلغت المؤلفات كَمًّا هَائِلًا من الكتب تجاوزت خمسمائة مصنَّف (500)، وأسهموا في ترقيتها وخدمتها من خلال اعتمادها لغة رسمية في دولتهم الإسلامية؛ حيث راسلوا بها أمراءهم، وخاطبوا بها رعيتهم، كما أنّ خلفاء تلك الدولة العثمانية الفودية استمروا على نهج قائدهم وقاعدته في اتخاذ اللغة العربية وسيلة لتدوين المعلومات، وكتابة التواريخ والحوادث، وكتبوا بها أشعارهم ووقائعهم وأخبار دولتهم. وديوانُ العلّامة عبد الله بن فودي (تزيين الورقات بجمع بعض ما لي من الأبيات) وغيره شاهدٌ على هذا، وهناك العديد من العلماء الذين أفادوا العلوم الإسلامية واللغة العربية في تلك الفترة، بالإضافة إلى المدارس والزوايا والمجالس.

وأمّا عن حجم تراث آل فودي في الدراسات القرآنية فيمكن حصره في تراث أربعة علماء ممن لهم تأليف أو أقوال في الدراسات القرآنية كالتفسير وعلوم القرآن وأصول التفسير، وهم:

1. الشيخ عثمان بن فودي: وهو قائد الدولة العثمانية الفودية، ولم يؤلِّف فيما يتعلق بالدراسات القرآنية، لكن وَجدتُ له أقوالًا في مؤلفاته متعلقة بأصول التفسير، مثل: شروط المفسّر، وأهمية معرفة اللغة العربية في فهم القرآن وتفسيره، وحكم تفسير القرآن بالرأي وغيرها.

2. الشيخ العلّامة عبد الله بن فودي: وهذا هو معلِّم ومؤلِّف التفسير في الدولة العثمانية الفودية للطلاب، فقد ألَّف ثلاثة مؤلَّفات في التفسير، وثلاثة أخرى في علوم القرآن، تمثّل كلّها كتبًا منهجية لدراسة التفسير وعلوم القرآن في ذلك الزمن، فبلغَت مؤلفاته في الدراسات القرآنية بهذه المؤلفات ستة مؤلفات، وهي:

أ) مؤلفاته في التفسير:

1. ضياء التأويل في معاني التنزيل: (تفسير للقرآن مطبوع في أربعة مجلدات متوسطة الحجم). حُقّق منذ سنة: 1980م على يد أحمد أبي السعود، وعثمان الطيب بجمهورية مصر. والكتاب يحتاج إلى تحقيق آخر أجود من هذا.

2. كفاية ضعفاء السودان في بيان تفسير القرآن: (هو مختصر لتفسير ضياء التأويل). حققه طالبان من الجامعة الأفريقية العالمية بالسودان في مرحلة الماجستير، وهما: الأستاذ ثاني موسى أياغي من ولاية كانو، حقق الجزء الأول، والأستاذ حامد إبراهيم حامد الذي حقّق الجزء الثاني، وقد طبع الكتاب بتحقيقهما بدار الأمة لوكالة المطبوعات والنشر كانو، نيجيريا. عام:2011م.

3. نيل السُّول من تفاسير الرسول: (جمع فيه التفاسير المروية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- محذوفة الأسانيد، أخذها من خاتمة كتاب الإتقان للسيوطي، مع إضافة تعليقات من عنده على الأحاديث). وقد حقق الكتاب الدكتور عبد العلي عبد الحميد، واعتمد على نسخة واحدة قديمة يعتقد أنها بخطّ المؤلف وهي التي بقيَت للكتاب، لولا أنَّ الله أنقذها لَفُقِد هذا الكتاب.

ب) مؤلفاته في علوم القرآن:

1. مفتاح التفسير: (ألفية في علوم القرآن نظمها من الإتقان للسيوطي). حتى الآن لم يظهر لهذه المنظومة طباعة محقّقة جيدة.

2. سلالة المفتاح: (هي اختصار للمنظومة السابقة مع زيادات وإضافات عليها). لم تُطبع هذه المنظومة، وقد حققتُها وهي الآن في مرحلة المراجعة والتنقيح.

3. الفرائد الجليلة وسائط الفوائد الجميلة في علوم القرآن. (نظم فيه بعض ما جاء في كتاب الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة للشوشاوي). حَقق هذه المنظومة الدكتور عبد العلي عبد الحميد تحقيقًا جيِّدًا اعتمد على سبع نسخ مخطوطة للمنظومة، جزاه الله خيرًا.

3. أمير المؤمنين محمد بلو بن الشيخ عثمان بن فودي: ولهذا العالِم مؤلفات في الدراسات القرآنية، وهي:

1. غاية السُّول في تفاسير الرسول: (جمع فيه تفاسير الرسول -صلى الله عليه وسلم- المروية في الكتب الستة وموطأ مالك ومسند رزين). وقد نُشر هذا الكتاب بتحقيقين؛ الأول نُشر مع مجموعة من مؤلفات أمير المؤمنين محمد بلو بدار اقرأ بنيجيريا، والتحقيق الثاني نُشر بدار الأمة بتحقيق الأستاذ الدكتور أحمد مرتضى، ولكن في هذين التحقيقين أخطاء كثيرة جدًّا واختلافات بين الطبعتين يجب إعادة مراجعتهما أو تحقيق الكتاب مرة أخرى.

2. نظم الباب الثالث في موضوعات القرآن ومقاصده من مقدمة تفسير (التسهيل لعلوم التنزيل) لابن جزيّ الكلبي: ثم علق على هذه المنظومة بكلام ابن جزي نفسه. نُشر مع كتاب (غاية السول) الذي سبق قبل قليل، ونشر أيضًا في مختارات من مؤلفات أمير المؤمنين محمد بلو، وقد بدت لي أخطاء كثيرة في كلا الطبعتين؛ لذا قمت بإعادة تحقيق الكتاب.

3. سلوة الأحزان بتسلية القرآن للنبي البرهان: وقد نسب هذا الكتاب إلى أمير المؤمنين محمد بلو في فهرس مخطوطات معهد الأبحاث في العلوم الإنسانية بنيامي جمهورية النيجر.

4. نور الفجر في الأيام المعلومات والليالي العشر: تفسير موضوعي لقوله تعالى: {وَالفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ}[الفجر: 1، 2].

5. كشف الغطاء والستر بموالاة الكفار بمعنى النصر، حسب ما ذكره المفسرون والفقهاء.

6. فضل الفاتحة: (ولعلّ هذا الكتاب مفقود أو هي المنظومة السابقة؛ لأنَّه لا يوجد لهذا الكتاب أثر في دُور المخطوطات التي تحتفظ بمؤلفات آل فودي، وأول مَن ذكره -حسب علمي- هو الشيخ محمد المنتقى الكشناوي في كتابه "الكواكب الوهاجة في شرح سنن ابن ماجه").

4. الشيخ عبد القادر بن المصطفى التوردي: وهو حفيد الشيخ عثمان بن فودي، له منظومات في الدراسات القرآنية، وهي:

1. تنبيه أهل الوعي على أقسام ضروب الوحي.

2. منظومةٌ في ترتيب سور القرآن وعددها وعدد كلماته وآياته.

3. منظومة في مراتب الخطاب الرباني.

هذه هي مؤلفات آل فودي في الدراسات القرآنية -التي عرفتُها-، وقد كان السبب في اهتمامي بهذه المؤلفات هو إبراز جهود القوم في هذا الفنّ، وبيان ما تتميز به هذه الجهود من تحقيقاتٍ علميةٍ ومنهجٍ حسنٍ قائمٍ على تحليل نصوص العلماء وترتيبها حسبما يتناسب مع رغبة الطلاب والمتخصصين.

س6: نود أن نعرف كيف كان التلقي العلمي لعملكم حول تراث آل فودي، سواء في غرب أفريقيا أو خارجه؟ وكيف يمكن لهذا العمل أن يكون مدخلًا لتعرُّف عموم الباحثين على الدراسات القرآنية في غرب أفريقيا، ومِن ثَم الاهتمام بها؟

د/ آدم بللو:

نعم هناك إقبال كبيرٌ على كلّ ما هو تراث فودي في المنطقة، في نيجيريا وخارجها؛ وذلك لشهرة آل فودي في المنطقة، وكذلك ما عرف لتراثهم من قيمة علمية بسبب مكانتهم العلميّة وسيرتهم الحسنة، فإذا خرج أيّ بحث في الدراسات القرآنية من إنتاجات آل فودي تلقاه الطلاب والمتخصّصين بإقبالٍ كبيرٍ، وكذلك يكثر اختيار عناوين للبحوث والدراسات العليا من تراث آل فودي، وهذا شاهد قوي على حُبّ أهل أفريقيا لتراث آل فودي.

س7: هل للدراسات الغربية والنتاج الاستشراقي فيما يتّصل بالدراسات القرآنية بروز في الغرب الأفريقي؛ ما تقويمكم لذلك؟ وهل ثَمّ آثار ترصدونها لذلك على الدارسين؟

د/ آدم بللو:

ليس هناك آثار -بنظري- للدراسات الغربية والاستشراقية فيما يتّصل بالدراسات القرآنية في الغرب الأفريقي؛ لأنّ أغلب الذين يهتمون بالدراسات القرآنية والإسلامية واللغة العربية ثقافتهم هي الثقافة الإسلامية المبنية على منهج السلف الصالح وأئمة الإسلام ومشايخه، فهم بعيدون كلّ البعد عن التأثيرات الغربية والاستشراقية.

س8: هناك طلاب كُثر من الغرب الأفريقي يدرسون في الجامعات العربية، ما أبرز انعكاسات هذا الدرس في كلّ حال على الواقع العلمي في الغرب الأفريقي من وجهة نظركم؟

د/ آدم بللو:

نعم هناك انعكاسات إيجابية من الطلبة الخريجين من الجامعات العربية من مصر والسعودية والسودان وغيرها من البلدان العربية؛ لأنَّ كثيرًا منهم هم حاملو لواء الدعوة والتدريس والتعليم في المساجد والجامعات والأحياء، وهم الذي يدربون كثيرًا من الطلبة الذين لم يلتحقوا بالجامعات أو لم يدرسوا الدراسات العليا في مجالات مختلفة من علوم الشريعة وأصول الدين، وكذلك هم الذين يديرون كثيرًا من المؤسسات الدينية التي لها دور بارز في نشاط التعليم على مستوى الحكومة أو المؤسسات المستقلة، وقد سبق أنْ ذكرتُ بعض الطلاب الذي درسوا في بعض الدول العربية الذين قاموا بتحقيق بعض المؤلفات في الدراسات القرآنية.

 

[1] يراجع بحثه: منظومات عبد الله بن فودي في علوم القرآن؛ عرضًا ومقارنة، المنشور على قسم البحوث بموقع تفسير على هذا الرابط:tafsir.net/research/27.

ضيف الحوار :

الدكتور آدم بللو

حاصل على الدكتوراه في التفسير من جامعة بايرو بكانو، وقاض شرعي بالمحاكم الشرعية بنيجيريا، وله عدد من البحوث والمؤلفات.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))