تعريف بكتاب
The Silent Qur'an and the Speaking Qur'an
Scriptural Sources of Islam Between History and Fervour
Mohammad Ali Amir-Moezzi
Scriptural Sources of Islam Between History and Fervour من الكتب الغربية الصادرة مؤخرًا، نقدّم هنا تعريفًا بالكتاب، وبمحتويات فصوله، كما نشير لبعض جوانب أهميته للدارِسين.
الكتاب:
The Silent Qur'an and the Speaking Qur'an
Scriptural Sources of Islam Between History and fervor
القرآن الصامت والقرآن الناطق
المصادر النصية للقرآن بين التاريخ والحماسة
الكاتب: محمد علي أمير معزي -Mohammad Ali Amir-Moezzi
دار النشر: Columbia University Press
تاريخ النشر: 2015م.
عدد الصفحات: 296.
الترجمة: الكتاب غير مترجم للعربية.
محتوى الكتاب:
يتكون الكتاب من خمسة فصول تمثّل قراءة في خمسة كتب ترسم التأريخ الشيعي لجَمْعِ القرآن.
الفصل الأول: كتاب الثقيفة:
في هذا الفصل يتناول أمير عليّ معزي كتاب الثقيفة؛ يبدأ الكاتب بتناول الجدالات حول مدى موثوقية الكتاب ونِسْبته لمعاصِري عليّ بن أبي طالب، وبعد ترجيح الكاتب عدم أصالة الكتاب، وكونه كتابًا زائفًا، يستخدم منهجًا تأويليًّا غرضه قراءة الكتاب كشيفرة تستطيع أن تنقل الجدل الناتج عن جمع النصّ، وكيف تمّ النظر للحدث باعتباره عنفًا مُورِسَ تجاه الكتاب المقدَّس وحُماته أو القرّاء.
الفصل الثاني: كتاب القراءات للسياري:
في هذا الفصل يتناول الكاتبان أمير معزي وإتين كولبرج كتاب القراءات للسياري، يعرض هذا الكتاب صورة متطرّفة للخلاف السُّنِّي الشيعي حول تاريخ الجمع؛ إِذْ يفترض تغييرات تمّت في القرآن تتعلّق بالآيات الخاصّة بأهل البيت، تتراوح هذه التغييرات بين بعض تعديلات بسيطة، إلى آيات كاملة. يشير الكاتبان لكون المصادر الشيعية الإمامية بالذات -وبعد القرن السابع الهجري- بدأَت تتقارب مع الآراء السُّنيّة حول تاريخ القرآن.
كذلك يحاول الكاتبان بيان تشابه بعض الآراء الشيعية حول التدخّل الأموي في النصّ، مع بعض الطروحات المعاصرة التي تفترض عملية تحرير واسعة للقرآن تمّت على مدار عقود، بل على مدار قرن ونصف؛ لتعطيه الشكل الحالي.
الفصل الثالث: تفسير الحبري والقرآن الناطق:
يركّز هذا الفصل على ظهور مقاربة جديدة لمسألة علاقة القرآن بالأئمة؛ إِذْ يبرز تفسير الحبري، باعتباره أوّل محاولة للخروج من الخلافات حول جَمْعِ النصّ، لتأسيس طريقة تفسيرية تستطيع إبراز حضور الأئمة دون دعوى التعديل أو التزوير؛ إِذْ يقترح الحبري وجود قرآن صامت وقرآن ناطق. ويمثّل النهج التفسيري الشيعي الرمزي وسيلة استكشاف حضور الأئمة داخل النصّ القرآني، يبرز المؤلِّف كيف أصبحت هذه التقنية -والتي يسمّيها (التفسير المشخصن)- تقنية أساسية لاحقًا في سياق التفسير الشيعي.
الفصل الرابع: بصائر الدرجات للصُفّار:
في هذا الفصل يتناول المؤلف كتاب (بصائر الدرجات) للصفار، وهو أهمّ كتاب شيعي باطني فيما قبل نشأة المذهب البويهي "الاثني عشري"؛ إِذْ يمثِّل الكتاب تكثيفًا باطنيًّا للرؤية الشيعية للقرآن، واستنادًا واسعًا على الرؤى الغنوصية، كما يتناول الفصل تلقِّي الكتاب واستقباله وتنوّع النظرات الشيعية له.
الفصل الخامس: الكافي للكلِّيني:
في هذا الفصل يتناول كتاب الكافي للكلِّيني، فيحاول الكاتب إعادة بناء سياق الكتاب، وكيف كانت الباطنية في هذه اللحظة تواجه الطوائف الزيدية والإسماعيلية والحنبلية، وكذلك بعض الباطنيين الأبعد عن العقلانية مثل الحلّاج. يمثِّل الكتاب -وفق أمير عليّ معزي- حصنًا أخيرًا للباطنيين، عبر محاولته الدمج بين التقاليد الشيعية والبُعد العقلاني والحديثي، يحاول الكاتب كذلك مقارنة كتاب الكلِّيني بكتاب البصائر ليكشف وجود عناصر أفلاطونية محدثة داخله ضمن المحاولة الأعمّ للعقلنة.
أهمية الكتاب:
يقدِّم هذا الكتاب محاولة لكتابة التاريخ الشيعي المبكِّر في تناوله قضية جَمْع القرآن، والتطوّرات التي شهدها هذا التناول، والإستراتيجيات التي لجأ إليها الفِكْر الشيعي في محاولة تكريس تاريخ الولاية وتاريخ الأئمة داخل القرآن، كما يحاول الكتاب إبراز التقارب بين بعضِ الرؤى الشيعية المبكِّرة وبعضِ النظريات المعاصرة في تاريخ القرآن.
يدخل هذا الكتاب ضِمْن الاهتمام الموسَّع لدى الدراسات الغربية بالخروج عن المصادر والرؤى السُّنيّة في النظر للقرآن وتاريخه وتاريخ التفسير، مما يجعل من المهمّ اطّلاع القارئ العربي عليه.
