كتاب (معجم السرد القرآني) للأستاذ حمزة بن سليمان
عرض وتقويم

قصَدَ كتاب (معجم السرد القرآني) إلى تحليلِ واستنباط الأنماط السردية في القرآن الكريم من خلال نظريات السرد الحديثة، ودفعِ شبهات المستشرقين ومَن شاكلهم من خلال الاصطلاح السردي، وهذه المقالة تعرِّف بالكتاب، وتعرض لمحتوياته، مع طرح بعض الملاحظات حوله.

  الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على عباده المرسلين، لا سيّما حبيبه المصطفى وآله وصحبه أجمعين، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.

أمّا بعدُ: فإنّ القصص القرآني شَغَلَ حيزًا من الكتاب العظيم لا يقلّ عن رُبع القرآن[1]؛ لهذا فقد اشتغلَ عددٌ من المهتمين بالشأن القرآني بالقصة القرآنية، وكذا قصَدها أعداء الدِّين في محاولتهم للنيل من مصداقية القرآن الكريم، فأبطل كيدَهم الجهابذةُ من علماء القرآن[2]، وقد ظهر في الأدب الحديث علمٌ خاصّ بالأدب الروائي والقصصي، وهو علم السرد (Narratology)، أو نحو السرد (Narrative Grammer)، وهو العلم الجامع لقوانين السرد بأشكاله المتنوّعة[3].

وهذا الكتاب الذي نحن بصدد الحديث عنه يحاول دفع شبهات المستشرقين ومَن شاكلهم من خلال الاصطلاح السردي[4]؛ فهو يقدِّم ردًّا في ثوب جديد على هذه الشبهات؛ وقد قالوا عن هذا المعجم: «فجاء هذا المعجم المبارك، ليضيف إلى المكتبة العربية والإسلامية، وفنون علوم القرآن على وجه الدقة، صِنفًا جديدًا من صنوف الأدب والبلاغة، تساعد في تدبُّر كتاب الله وتأمُّل معانيه»[5]. لهذا رأيت أن أكتب هذه المقالة للتعريف بالكتاب ولإثراء موضوعه بمناقشة تفتح آفاقًا جديدة في حقل الدراسات القرآنية.

وقد جعلتُ هذه المقالة قسمين: القسم الأول لعرض الكتاب وموضوعه. والقسم الثاني لنقد الكتاب وتقويمه.

أولًا: كتاب (معجم السرد القرآني)؛ عرض وبيان:

- بيانات الكتاب:

عنوانه كاملًا: «معجم السرد القرآني، تحليل واستنباط الأنماط السردية في القرآن الكريم من خلال نظريات السرد الحديثة»، لمؤلفه الأستاذ حمزة بن سليمان[6].

وقد نشرَته تبصير لتقريب التراث والدراسات العلمية والترجمة- القناطر الخيرية بمصر، ط1، 1443هـ/ 2022م.

وقد قرظ الكتاب الأستاذ الدكتور/ محمود عليّ عبد المعطي عبد الناصر، أستاذ اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة أسيوط.

والكتاب يقع في (589) صفحة شاملة لفهرس المصطلحات وفهرس الشواهد القرآنية وفهرس المراجع العربية وغيرها، وقد شغل المعجم بمقدّمته (499) صفحة فقط.

- سبب تأليف الكتاب:

أراد المؤلِّف -بارك الله في عمله- بهذا المعجم دحض أقوال المستشرقين القائلين بوجود عوار في البناء السردي للقرآن الكريم[7]، قال المصنف: «ولعلّ أحد أهم الأسباب التي دعت المصنِّف بأن يعتمد على الكتاب الأجنبي في أساليب وقواعد السرد بعد كونه صاحب السبق والريادة في هذا المجال = هو أنّ القواعد السردية المستلّة من القرآن الكريم قد استشكلها ثلّة من المستشرقين، مثل تكرار القصص القرآني في أكثر من موضع، وقد تم تفصيله في القاعدة السردية (231) التكرار (Frequency)، وتأكيد أن التكرار القصصي بنفس الشكل الذي ورد في القرآن يعتبر نمطًا من أنماط السرد، وقاعدة لا تتجزأ من قواعده، وأيضًا ترتيب الأحداث بغير الترتيب الزمني، فقد عرّج عليه المصنِّف من خلال القاعدة السردية (4) البنية اللازمنية (Achronic Structure)، وعرض الوقائع والمواقف بشكل مغاير أكثر من مرة، وفي كلّ مرة تُعرض فيها من منظور مختلف، كما وضحنا على ذلك بالمثال الواقع في القاعدة السردية (275) التبئير الداخلي (Internal Focalization)، وغيرها من استشكالات المستشرقين التي وردتْ في مواضع مختلفة من القاموس، والردّ عليها جميعًا من خلال تطبيق القواعد السردية الأدبية المعتبرة والمعتمدة من الأكاديميات والمعاهد الأدبية العالمية، فكان بذلك من جميل صنعة هذا القاموس أنه قد تم استلال قواعده من علمٍ قائم بأقلام الغرب أنفسهم مما لا يدع معه مجالًا للقول بأن هذه القواعد قامت في الأساس على الأساليب السردية القرآنية»[8].

- هدف الكتاب:

هو -كما ذكر مصنفه- فتحُ باب جديد للتصنيف في أساليب «السرد القرآني والتي من خلال عرضها يظهر إعجازه البلاغي وأسراره البيانية المتعلّقة بتطويع اللغة وكشف جماليات الأداء التصويري والسردي من خلال عرض القواعد الدالّة على أشكال السياق والأسلوب من خلال سبرها والاستدلال عليها من خلال معجم السرد الخاصّ بالعالم والمؤرخ الأمريكي جيرالد برنس (Gerald Prince)، بالرغم من أنّ هناك محاولات عربية لصناعة مثل هذا المعجم السردي، مثل كتاب (معجم مصطلحات نقد الرواية: عربي- إنجليزي- فرنسي)...»[9].

- مصادر الكتاب:

تمتاز مصادر الكتاب بالتنوّع والكثرة، ومن اللافت للنظر في هذه الدراسة كثرة المراجع المكتوبة بأكثر من لغة أوروبية، بل هذه المراجع الأعجمية تزيد على عدد المصادر العربية أو المترجمة إلى العربية، ولعلّ هذا يبيّن قدر الجهد الذي بذله الباحث في التعامل مع هذه المصادر.

لكن المصدر الرئيس لمادة الكتاب هو معجم السرد للأمريكي جيرالد برنس كما ذكر المصنِّف في مقدّمته.

- منهج المصنف في الكتاب:

ظهرَ لنا مِن تتبُّعِ منهج المصنِّف في كتابه سيرُهُ على هذه الخطوات:

1- يُعَرِّف المصنِّف المصطلح السردي -على سبيل المثال المصطلح (4) البنية اللازمنية (Achronic Structure)[10]- بما لا يزيد على ما في معجم جيرالد برنس[11]، مع نقل المثال الذي ضربه برنس في معجمه وذِكْر المواد المتعلقة بهذا المصطلح في المعجم.

2- يذكر المصنِّف الشواهد القرآنية على المصطلح السردي: ففي قاعدة البنية اللازمنية ذكر آيات سورة الشعراء (10- 19)، وآية سورة النساء (163).

3- ثم يعلّق المصنِّف على المصطلح بما يناسب المقام؛ فقد قال في مصطلح البنية اللازمنية: «وجدير بالذِّكْر بأنّ هناك بعضًا من المستشرقين الذين قالوا بأنّ السياق القرآني في السرد لا يلتزم بالترتيب الزماني للأحداث والشخصيات، وقد يتداخل أحيانًا دون إيذان مسبَّق لهذا التداخل، وقد ذكروا بأنّ هذا الأمر مما يعيب السرد القرآني، بالرغم من أنّ هذا الأسلوب السردي من ضمن أهم الأساليب السردية المعمول بها في الأدب العالمي، وقد أنكروه لعدم إلمامهم بتلك الأساليب السردية، فذكر الشخصيات التاريخية بغير ترتيب أو تداخل الأحداث دون إيذان مسبق يدخل في مضمار السرد الأدبي، ويُعَدُّ من الأساليب السردية الأدبية المعمول بها»[12].

4- لم يخرج المصنِّف عن هذا الترتيب إلا قليلًا، كما في مصطلح الوظيفة (Function)[13]؛ فقد قسم الآيات في قصة يوسف -عليه السلام- على وظائف بروب التي حدّدها، وهي تزيد على الثلاثين، وهذا تجديد في عرض المادة.

- محتويات الكتاب:

اشتمل الكتاب على تقريظ معجم السرد القرآني ومقدّمة المصنف، ثم قوام المعجم، ثم فهارس.

وقد شغل تقريظ الكتاب ومقدّمة المصنِّف الصفحات من (ص: ز- ن)؛ فهذه ثماني صفحات، هي كلّ المقدّمة مع التقريظ.

وجاء قوام المعجم مقسمًا على الحروف الإنجليزية بحسب أصله (معجم السرد) لجيرالد برنس، فبدأ المعجم بحرف (A) وانتهى بحرف (Z)، وقد استغرق المعجم من (ص: 1- 499).

ثم أردف قوام المعجم بالفهارس، وهي:

1- المصادر العربية والمراجع المترجمة (ص: 503- 505).

2- المصادر الأجنبية (ص: 506- 515).

3- فهرس الشواهد القرآنية (ص: 519- 562).

4- فهرس الكتاب (ص: 565- 589)، فذكر فيه القواعد السردية بحسب ورودها في المعجم؛ ذاكرًا المصطلح العربي أولًا ثم يردفه بالمصطلح الإنجليزي.

- المراد بالقواعد السردية:

لا يُقصد بعموم هذا اللفظ أن يتوجّه للقصص وحسب، وإنما يقصد به عموم النصّ القرآني بمجمله[14].

ثانيًا: كتاب (معجم السرد القرآني)؛ نقد وتقويم:

لمَّا كان هذا الكتاب تتمحور مادته حول القرآن الكريم كان لا بدّ أن يجد اهتمامًا من المهتمّين بالدراسات القرآنية، وهو كتاب فريد في بابه؛ كذا يراه مصنِّفه وغير واحد ممَّن تكلّم عن الكتاب، وهو كتاب جدير بالاهتمام والإعجاب، وفيما يأتي نبيّن مزايا الكتاب أولًا، ثم نقدّم بعض الملاحظات التي ظهرتْ لنا في الكتاب.

أولًا: مزايا الكتاب:

1- أعظم مزية للكتاب هو المجيء بفكرة من أبكار الأفكار في الدراسات القرآنية، وهذا ما قد نفتقده في كثير من أبحاث الدراسات القرآنية في هذه الحقبة التاريخية التي نحياها.

2- مقدار الجهد المبذول في الكتاب في بحث الشواهد القرآنية لكلّ مصطلح سردي ذكره في المعجم، وهي كثيرة زادت على ستّ مائة مصطلح.

3- عاطفة الباحث المحبّ لكتاب ربّه والمنتصر له، والعاطفة في الإنسان وقود دافع نحو التقدّم والاجتهاد والتحمّل والاصطبار، والبحث العلمي -في غير العلوم التجريبية- لا يمكن أن يحجب العاطفة تمامًا، وإنما يوجّهها لئلا تصير تعصبًا وجورًا، وهذه العاطفة واضحة في تقديمه للمعجم، وفي حديثه عن سلسلته التي يعمل على إتمامها وقد صدر بعض أجزائها، وهي سلسلة موسوعة: «في لوح محفوظ»[15].

ثانيًا: ملاحظاتنا على الكتاب:

أولًا: ترتيب الكتاب جاء على ترتيب معجم جيرالد برنس وفق ترتيب الحروف الإنجليزية، والكتاب الذي يُراد له أن يَفتح بابًا جديدًا لكشف أسرار السرد القرآني كان من الأفضل أن يتحلّى بالترتيب العربي للمعاجم[16]، ثم إنْ وَضَعَ في آخر الكتاب ثبتًا للمصطلحات الأجنبية وفق ترتيبها في لغتها فلا حرج في ذلك.

ثانيًا: أن المصنف اعتمد كلام جيرالد برنس في شرح المصطلح، وكأنه يقدِّم ترجمته الشخصية لمعجم جيرالد برنس، وكذلك اعتمد أمثلته كما تبع ترتيبه، ولا يخفى على أحد قرأ شيئًا من الأدب الروائي الأوروبي = ما فيه من فلسفات وقِيَم بعيدة عن هدي القرآن، ولا يمكن في مجال الدراسات القرآنية أنْ نُقِرَّ هذه الأمثلة؛ فالأصحّ في مثل هذا العمل أن يؤتى باختصار كلام جيرالد برنس في شرح المصطلح، ويقوم المصنف بشرح المصطلح من خلال الشاهد القرآني الذي أتى به كما فعل المصنِّف في شرحه للوظائف السردية عند بروب من خلال قصة يوسف -عليه السلام-[17].

ثالثًا: لم يقدِّم المصنِّف للكتاب بدراسة علمية تليق بفاتحة بابٍ جديد لأبحاث عن السرد القرآني، وهذه الدراسة العلمية تقدِّم التأصيل للعلاقة بين السرديات والقصص القرآني لتسويغ مسلك هذا المعجم الجديد؛ لا سيما مع ما يمتاز به القصص القرآني عن القصص الأدبي[18].

رابعًا: أنّ المصنِّف لم يوفِ عنوان الكتاب حقّه من المعنى في كتابه.

فعنوان الكتاب هو «معجم السرد القرآني، تحليل واستنباط الأنماط السردية في القرآن الكريم من خلال نظريات السرد الحديثة»؛ فقد وفَّى المصنِّف بقوله: «استنباط» بتعيينه الشاهد[19] لكلّ قاعدة سردية من آيات القرآن الكريم، لكن قوله: «تحليل» لم أجد في كتابه ما يوفي هذا المعنى حقه؛ لأنّ التحليل يقتضي أن يكون هناك عمق في دراسته من خلال الاستشهاد لفهمه للآيات بعرض شيء من كلام المُعرِبين الراسخين كالعكبري والسمين الحلبي وابن هشام الأنصاري (رحمهم الله تعالى)؛ فكلامُ المعرِبين في تحليل الأسلوب القرآني مُعِينٌ على توضيح العلاقات الظاهرة والمقدَّرة في التعبير القرآني، وهذا التحليل اللغوي أقرب لتخصّص المصنّف؛ وهو كافٍ في مثل هذه الدراسة، ولا يمكننا أن نكلّف المصنف في مثلها بدراسة كلام المفسِّرين للآيات المستشهد بها؛ لأنه سيخرجه عن حدود بحثه وتخصّصه.    

خامسًا: استعمالُ قواعد علم السرد في مباحث البلاغة القرآنية أو الإعجاز القرآني أو الدفاع عن القرآن الكريم أمرٌ مستحدَث يحتاج إلى ضبط وتأصيل.

ويقوم هذا التأصيل على عمادين:

الأول: ما سبقَت الإشارة إليه من خلوّ الكتاب من تأصيل علمي يقوم عليه استعمال قواعد علم السرد في الدفاع عن القرآن الكريم.

وهذا التأصيل في الحقيقة لا بدّ أن يشتمل على أجوبة لأسئلة ملحّة لا بد أن يجيب عليها المصنّف في مثل هذا المجال، وتكون هذه الإجابات هي العمود الفقري للدراسة التي يقدّمها بين يدي كتابه الذي يحاول أن يجعله طليعة التصنيف في باب جديد؛ وأذكرُ هنا عددًا من الأسئلة التي ينبغي للمصنّف أن يجيب عليها في مقدّمة كتابه:

أولها: ما مدى مشروعية أن نُقحِم علمًا جديدًا نشأ في بيئة أعجمية في دراسة القرآن الكريم؟ وهل لعلم السرد جذور في التراث العربي؟

ثانيها: ما العلاقة بين القرآن الكريم ككتاب هداية وتشريع بقواعد علم السرد الحاكمة للأعمال القصصية والروائية؟

ثالثها: ما الفائدة التي نخرج بها من إقحام قواعد علم السّرد في مجال الدراسات القرآنية؟ هل فهمُ هذه القواعد قد ينبِّه على معاني جديدة في هذا الكتاب الخالد لا يمكننا الولوج إليها إلا من بوابة هذا العلم؟

رابعها: هل يمكننا أن نكتشف -من خلال قواعد علم السرد- وجهًا جديدًا للإعجاز القرآني؛ فيقال: الإعجاز السردي؟ كما حاول بعض الباحثين أن يثبت ما يسمى بالإعجاز التأثيري[20] أو إعجاز التصوير الفني[21] أو غيرها[22].

خامسها: هل الردّ على بعض المستشرقين في بعض شبهاتهم -التي سبق الردّ عليها- مبيحٌ لأن تبتلع الدراساتُ القرآنية كلَّ قواعد علم السرد؟ أم الصواب أن نأخذ منها بقدر ما نحتاج في دفع هذه الشُّبَه؟ وهذا السؤال يتوجه إذا لم يكن غرض المصنّف الحديث عن إعجاز القرآن، وإنما قصد دفع الشبهات فقط، وهذا الدفع يكفي فيه بحثٌ لا يزيد عن ربع هذا الكتاب في الحجم.

الثاني: هو استيعاب جهود علمائنا السابقين -رحمهم الله تعالى أجمعين-في بعض هذه القضايا التي يثيرها هؤلاء المستشرقون، بل القاعدة في هذا أن نجعل ردود علمائنا السابقين أصلًا؛ لأنّ الشبهات القديمة هم أرسخُ في ردّها.

فقضية التكرار في القرآن الكريم شبهة قديمة تعلّقت بها قلوب الأعاجم؛ وردّها علماؤنا بردود ظاهرة، بل أفردها الإمام أبو بكر الباقلاني (ت: 403هـ) بباب في كتابه الانتصار للقرآن، والعمدة في كلامه أن الاحتكام في مثل هذا إلى عادة أهل اللسان في كلامهم[23]؛ ولهذا ذكر الزركشي التكرار في فنون القرآن البليغة فقال: «وقد غلط مَن أنكرَ كونه من أساليب الفصاحة ظنًّا أنه لا فائدة له، وليس كذلك، بل هو من محاسنها؛ لا سيّما إذا تعلق بعضه ببعض، وذلك أنّ عادة العرب في خطاباتها إذا أبهمت بشيء إرادة لتحقيقه وقرب وقوعه، أو قصدت الدعاء عليه = كرّرته توكيدًا، وكأنها تقيم تكرارَه مقامَ المقسَم عليه أو الاجتهاد في الدعاء عليه حيث تقصد الدعاء، وإنما نزل القرآن بلسانهم، وكانت مخاطباته جارية فيما بين بعضهم وبعض، وبهذا المسلك تستحكم الحجة عليهم في عجزهم عن المعارضة، وعلى ذلك يحتمل ما ورد من ‌تكرار المواعظ والوعد والوعيد؛ لأنّ الإنسان مجبول من الطبائع المختلفة، وكلّها داعية إلى الشهوات، ولا يقمع ذلك إلّا ‌تكرار المواعظ والقوارع، قال تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ}[القمر: 17]»[24].

والتكرار عندنا -معاشر العرب- لا ينافي التأسيس؛ لهذا قال علماؤنا: «واعلم أن التكرير أبلغ من التأكيد؛ لأنه وقع في ‌تكرار التأسيس، وهو أبلغ من التأكيد؛ فإنّ التأكيد يقرّر إرادة معنى الأول وعدم التجوُّز؛ فلهذا قال الزمخشري في قوله تعالى: {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ}[التكاثر: 3- 4]، إنّ الثانية تأسيس لا تأكيد؛ لأنه جعل الثانية أبلغ في الإنشاء فقال: وفي (ثم) تنبيه على أن الإنذار الثاني أبلغ من الأول»[25].

وتراثنا الفقهي مبنيّ على عادة العرب أنّ التكرار قد يفيد التأسيس كما في قول بعض العامة: أنتِ طالق أنتِ طالق أنتِ طالق، يريد أن يطلِّقها ثلاثًا لتحرم عليه إلّا بعد زوج؛ فقال فقهاؤنا: إنْ قال لها: أنتِ طالق، ثم أنتِ طالق، ثم أنتِ طالق، فهذه بيِّنة أنه لا يُنوى، وهي ثلاث البتة[26]، وصاغها علماؤنا كمادة قانونية فقالوا: «وكأنْ كرَّره -أي الطلاق- بلا عطف؛ فهو تأسيس، إلّا أن ينوي تأكيدًا»[27]؛ فاستعمال التكرار للتأكيد أو التأسيس من البداهة في البيئة العربية، وهذا يعرفه العوام كما يعتبره الفقهاء الأعلام.

ثم يأتي بعد حجج الأئمة الاستشهادُ بمثلِ معجم السرد لجيرالد برنس؛ فهذا عند أهل التحقيق من باب التنزُّل في الحجة، ولا يمكن بحالٍ أن نجعل كلام جيرالد برنس هو الأساس في ردّ شبهة المستشرقين أو غيرهم، وقد يُفهَم من كلام الأستاذ حمزة بن سليمان اعتماده على اصطلاح علم السرد في ردِّ شُبَهِ هؤلاء[28]، وهو مسلك ينبغي الحذر منه، فغاية الأمر أن يكون ما في المصطلح السردي تأكيدًا لردود الأئمة وتنويعًا للحجة، والله نسأل الهداية إلى الصراط المستقيم.

سادسًا: تعديته قواعد السرد إلى عموم النصّ القرآني بمجمله.

هذا سبقَ بيانه عند الكلام على محتويات الكتاب؛ فقد صرّح المصنّف بهذا في مقدّمة كتابه، وهو أمر لا يوافَق عليه؛ لأنه لا معنى لاستعمال آلة في غير ما وُضِعَت له، خاصة مع كتاب الله تعالى، فاستعمال المصطلح السردي في غير القصص القرآني غير مقبول، وإليك هذا المثال الذي ورد في القاعدة (253) الأنا كشخصية رئيسة (I as protagonist) حيث قال: «وعندما يتم اصطناع هذا النمط من وجهات النظر ("آمال كبيرة" لديكنز) تقتصر المعلومات المقدّمة على مدركات ومشاعر وأفكار الراوي الذي يقوم بدور الشخصية الرئيسة في المواقف والأحداث المروية»[29]، ثم ذكر المصنف الشاهد القرآني، وهو قوله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}[طه: 14]، وهذا الشرح للمصطلح لا يليق أن يذكر بعده كلام الله تعالى عن نفسه سبحانه؛ كما أن هذا الخطاب الإلهي ليس سرديًّا بالمعنى الاصطلاحي[30]، بل هو خطاب تكليفي لموسى -عليه والسلام- وقومه، وصار خطابًا تكليفيًّا لنا؛ ولهذا احتج به -صلى الله عليه وسلم- عند بيان حكم الصلاة الفائتة لعذر بقوله: (مَنْ نَسِيَ الصَّلَاةَ فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا؛ فَإِنَّ اللَّهَ قالَ: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي})[31]، قال العلّامة الباجي -رحمه الله تعالى-: «تنبيه على هذا الحكم وأخذه من الآية التي تضمّنت الأمر لموسى -عليه السلام- بذلك، وأن هذا مما يلزمنا اتّباعه فيه، واختلف أهل التفسير في معنى قوله: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}، فقال مجاهد: معناه وأقم الصلاة لذِكري فيها. وقيل: معناه أقم الصلاة لأنْ أَذكُرَكَ بالمدح. وقيل: معناه أقم الصلاة إذا ذكَرْتَنِي. وقيل: معناه أقم حين تذكُرها. قال القاضي أبو الوليد -رضي الله عنه-: وهذا أبْيَنُ الأقوال عندي؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- احتجّ بهذه الآية على قوله: (مَن نامَ عن صلاةٍ أو نسيها فلْيُصَلِّها إذا ذكرَها)؛ ولو كان المراد بقوله: (لذِكْرِي) غير المراد بقوله: (إذا ذكَرها) = لَمَا صح احتجاجه عليه على هذا الوجه الذي احتج به»[32].

ومن هذا قوله في مصطلح التضعيف الثلاثي (Triplication): «مثال على تحقيق التضعيف الثلاثي من خلال (الإيمان بالله، إعداد العُدّة، إرهاب الأعداء): {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}[الأنفال: 60]»[33]، فمعرفة هذا الاصطلاح هل له علاقة بفقه الآية؟ فقد أخذ الفقهاء منها مسائل[34]، ومنهم مَن جعلها دليلًا لمشروعية السبق بالخيل؛ لأنه من إعداد العُدّة للجهاد في سبيل الله تعالى[35]. أو هل يشرح هذا المصطلح ما في الآية من بلاغة[36]؟ فإنْ لم يكن المصطلح مُعِينًا على فهمِ القرآن وتدبُّرهِ والعملِ به فما فائدة الاشتغال به في الدراسات القرآنية؟ قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}[ص: 29]؛ قال ابن عطية: «وظاهر هذه الآية يعطي أنّ التدبر من أسباب إنزال القرآن؛ فالترتيل إذًا أفضل مِن الهذّ؛ إذ التدبر لا يكون إلا مع الترتيل»[37].

فالتوسّع في الأمر غير محمود، وهناك أبحاث أهمّ من محاولة إسقاط كلّ المصطلحات السردية على القرآن الكريم والاستشهاد لها بالآيات المحكمات، ومن هذه الأبحاث التي قد يخرج منها الباحث بفائدة علاقةُ الوظائف السردية بالقصة القرآنية وموضع القصة من السورة وسياقها، وعلاقةُ ذلك بموضوع السورة ومقاصدها، فمثل هذا قد يجد فيه الباحث في البلاغة القرآنية شيئًا يقرِّب من هدي القرآن.

سابعًا: التسرُّع في شيء من أحكامه.

ومن هذا قوله: «ولا يوجد في القرآن الكريم أيُّ تناصٍّ مع الكتب السابقة بشكل صريح إلّا في هذه الآية القرآنية فقط»[38]، يريد قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}[الأنبياء: 105]، فيكفي في دفع قوله هذا ذِكْرُ قولِه تعالى: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[النجم: 36- 38]؛ قال ابن عاشور: «وهذا مما كان في صحف إبراهيم، ومنه ما حكى الله في قوله: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}[الشعراء: 87- 89]. وحُكِيَ في التوراة عن إبراهيم أنه قال في شأن قوم لوط: (أفَتُهْلِكُ البارَّ مع الآثِم)[39]. وأمّا نظيره في صحف موسى ففي التوراة: (لا يُقتل الآباء عن الأولاد، ولا يُقتل الأولاد عن الآباء، كلّ إنسان بخطيئته يُقتل)[40]. وحَكَى الله عن موسى قوله: {أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا}[الأعراف: 155]. وعموم لفظ (وِزر) يقتضي اطّراد الحكم في أمور الدنيا وأمور الآخرة»[41].

ومنه أيضًا قوله: «ويلاحظ أن قاعدة السرد قد تواطأت في موضع الورود في ترتيب الآيات بين سورة يس وسورة النمل، وكلاهما بدأ بالآية رقم (20) وانتهى بالآية رقم (27) مما يدلّ على أن ظهور الراوي الغائب يرتبط أحيانًا في السرد القرآني بالمكان»[42]، ومثل هذا الاتفاق في موضع أو موضعين أو ثلاثة لا يُستخرَج منه قاعدة حتى لو قيل فيها: «أحيانًا».

فهذه الملاحظات قد تعطينا صورة عن الكتاب بأنه فكرة تحتاج إلى وقت لتنضج؛ وهذا شأن الكتب المؤثِّرة؛ فالتاريخ يحدِّثنا عن مصنَّفات ظلّ مؤلِّفوها ينقِّحونها دهرًا طويلًا، والتنقيح كثيرًا ما يكون بالاختصار والاقتصار على ما يكفي وينفع، ومرادنا مِن ذِكْرِ هذه الملاحظات هو إكمال الكتاب بما يحتاجه من أسباب القوة ليحوزَ مصنِّفُه شرف المنافحين عن كتاب الله تعالى، تقبّل الله منّا ومنه صالح العمل، وبلّغَنا من رضاه وفضله أكثر مما نسأل.

الخاتمة:

قدَّمنا في هذه المقالة عرضًا وتقويمًا لكتاب: «معجم السرد القرآني؛ تحليل واستنباط الأنماط السردية في القرآن الكريم من خلال نظريات السرد الحديثة»؛ للأستاذ حمزة بن سليمان، وهو كتاب مميَّز أثْرَى المكتبة العلمية بفكرة من أبكار الأفكار في الدراسات القرآنية، وهذا ما قد نفتقده في كثير من أبحاث الدراسات القرآنية في هذه الحقبة التاريخية التي نحياها.

وأخيرًا نُوصي بأهمية التقديم لمثل هذا الكتاب بدراسة تأصيلية، وقد اقترحَت المقالة أركان هذه الدِّراسة التي تقوم عليها ليؤتي هذا الكتابُ أُكُلَه ويظهر نفعه، وتتحدّد معالمه.

وصلّى الله تعالى وسلّم على خير الخلق محمد وآله وصحبه ومَن سار على هديه، ربِّ اغفر لي ولوالديّ ولمشايخي وللمؤمنين أجمعين، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربّ العالمين.   

 

[1] يراجع: قصص القرآن الكريم، للدكتور/ فضل حسن عباس، دار النفائس- الأردن، ط3، 1430هـ/ 2010م، ص12.

[2] يراجع: القصص القرآني ودفع ما أثير حوله من شبهات، للدكتور/ السيد فاروق محمد، حولية كلية أصول الدين بالمنوفية، العدد 33، 1435هـ، ص93.

[3] يراجع: المصطلح السردي، لجيرالد برنس، ترجمة: عابد خزندار، المجلس الأعلى للثقافة- القاهرة، ط1، 2003م، ص5.

[4] السرديات في الأدب الحديث: الكتابة القصصية كالرواية والقصة القصيرة؛ كما في المعجم الوسيط. يراجع: المعجم الوسيط، الطبعة الخامسة 2021م، مادة (سرد)، (1/ 683).

[5] من مقالة للأستاذة آية صلاح على موقع القاهرة 24 بتاريخ الثلاثاء 11 يناير 2022، عن معجم السرد القرآني على هذا الرابط: www.cairo24.com/1470263.

[6] فخر الدين الكهرمان آبادي حمزة بن سليمان. مؤلّف شاب من القاهرة، باحث في اللغات السامية، له -بخلاف الكتاب الذي نقدّمه- موسوعة معجمية ولغوية وتاريخية في نفي اللغات الأعجمية عن القرآن الكريم، بعنوان: «أأعجمي وعربي». وهو باحث طموح تتركّز دراساته حول القرآن الكريم والانتصار له، وقد ذكر -في هذا المعجم (ص 244)- عملًا آخر له هو كتاب «أساطير الأولين» لم يصدر بعد.

[7] من تقريظ الدكتور/ محمود عليّ عبد المعطي للكتاب. يراجع: معجم السرد القرآني (ص: ط).

[8] يراجع: معجم السرد القرآني (ص: ي).

[9] يراجع: معجم السرد القرآني (ص: ي).

[10] يراجع: معجم السرد القرآني، ص3.

[11] يراجع: المصطلح السردي، لجيرالد برنس، ترجمة: عابد خزندار، ص16.

[12] يراجع: معجم السرد القرآني، ص4.

[13] يراجع: المصطلح السردي، لجيرالد برنس، ص96، ومعجم السرد القرآني، ص192- 200.

[14] يراجع: معجم السرد القرآني (ص: ل).

[15] يراجع: معجم السرد القرآني حاشية 1، ص244.

[16] قد ذكر الأستاذ حمزة بن سليمان أنّ اعتماده لترتيب معجم جيرالد برنس هو للردّ على المستشرقين من خلال كتبهم الأكاديمية. قلتُ: كتاب جيرالد برنس معروف ومنقول إلى العربية منذ ما يقارب عشرين سنة؛ فلا داعي لنقل كلّ كلامه بإحالاته وأمثلته، والأَولى الاشتغال بما ليس في معجم جيرالد برنس. يراجع: معجم السرد القرآني، ص189.

[17] يراجع: معجم السرد القرآني، ص192- 200.

[18] فهناك مميزات للقصص القرآني. يراجع: القصص القرآني ودفع ما أثير حوله من شبهات، للدكتور/ السيد فاروق محمد، ص44.

[19] أقول هذا موافقة لمن مدحَ الكتاب ولم يَرَ فيه شيئًا من التكلّف، ولكني أرى الأمر يحتاج إلى مزيد بحث.

[20] يراجع: الإعجاز التأثيري للقرآن الكريم وأثره في الدعوة إلى الله تعالى، للدكتور/ مصطفى السعيد، تقديم د. عبد الله المصلح، شركة أجيالنا، ط1، 1430هـ/ 2009م، ص17.

[21] يراجع: التصوير الفني في القرآن الكريم، للأستاذ سيد قطب، دار الشروق- القاهرة، ط19، 2007م، ص35.

[22] هناك الإعجاز الصرفي والإعجاز الصوتي، وهي أبحاث منشورة للدكتور/ عبد الحميد هنداوي.

[23] يراجع: الانتصار للقرآن، للباقلاني، تح: د. محمد عصام القضاة (2/ 802).

[24] يراجع: البرهان في علوم القرآن، للزركشي، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم (3/ 9).

[25] يراجع: البرهان في علوم القرآن، للزركشي (3/ 11).

[26] يراجع: الجامع لمسائل المدونة، لابن يونس، معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي- جامعة أم القرى (10/ 669).

[27] يراجع: مجموع الأمير وشرحه، تح: د. حمدي عبد المنعم شلبي، مكتبة المشارق- القاهرة، ط1، 2021م (5/ 217).

[28] يراجع: معجم السرد القرآني، ص190.

[29] يراجع: المصطلح السردي، لجيرالد برنس، ص108، ومعجم السرد القرآني، ص223.

[30] فالخطاب قد يكون جزءًا من السرد، لكنه ليس سردًا. يراجع: المصطلح السردي، ص145، ومعجم السرد القرآني، ص307.

[31] أخرجه مسلم في صحيحه كتاب المساجد، باب: قضاء الصلاة الفائتة (ح680)، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، وهو في الموطأ في كتاب الصلاة، باب النوم عن الصلاة (ح24) مرسَلًا.

[32] يراجع: المنتقى، لأبي الوليد الباجي، مكتبة الثقافة الدينية- القاهرة (1/ 54).

[33] يراجع: معجم السرد القرآني، ص476.

[34] يراجع: أحكام القرآن، لأبي بكر بن العربي، تح: محمد عبد القادر عطا (2/ 421).

[35] يراجع: الذخيرة، لشهاب الدين القرافي، دار الغرب الإسلامي- بيروت (3/ 464).

[36] يراجع: علوم البلاغة، لأحمد مصطفى المراغي، دار الكتب العلمية- بيروت، ط3، 1993م، ص250، والتحرير والتنوير، للطاهر بن عاشور (10/ 55).

[37] يراجع: المحر الوجيز، لابن عطية (4/ 562).

[38] يراجع: معجم السرد القرآني، ص242.

[39] سِفر التكوين إصحاح (18) العدد (23). يراجع: الكتاب المقدس، دار الكتاب المقدس- مصر، ص18.

[40] سِفر التثنية إصحاح (24) العدد (16). يراجع: الكتاب المقدس، ص237.

[41] يراجع: التحرير والتنوير، لابن عاشور (27/ 131).

[42] يراجع: معجم السرد القرآني، ص2.

الكاتب

إبراهيم أحمد السناري

حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، وله عدد من البحوث العلمية المنشورة.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))