كتاب «على طريق التفسير البياني» للدكتور/ فاضل السامرائي
عرض وتقويم

الكاتب : نهى الكعبي
يُعَدُّ كتاب (على طريق التفسير البياني) للدكتور/ فاضل السامرائي من أبرز المؤلَّفات المعاصرة التي اعتنت بالتفسير البياني للقرآن الكريم، وتأتي هذه المقالة لتعرِّف بالكتاب، وتستعرض محتوياته، مع تسجيل بعض الملاحظات حوله.

التمهيد:

  حظي القرآن الكريم منذ نزوله على اهتمام أتباعه وحرصهم على فهمه وتدبره، فكان الصحابة -رضوان الله عليهم- يجتهدون في فهم كتاب الله عز وجل، ويلتمسون تفسير ما أشكل عليهم من خلال سؤال رسولنا الكريم، وبعد وفاة الرسول الأعظم اتجه علماء الإسلام إلى تفسير وتأويل كتاب الله العزيز وفق اجتهاداتهم وعلى ما نصّت عليه شريعة القرآن وسنّة نبيّنا الكريم، ومن هاهنا نشأتْ مدارس تفسيرية عديدة بعضها تقيّدت بالمأثور وتفسير القرآن بالقرآن والأخرى بالسنّة وتفسير بأقوال الصحابة والتابعين، وسُمّي بالتفسير بالرواية، وبعضها الآخر جنح إلى العقل والفهم والاستنباط كالتفسير البلاغي واللغوي، وسمِّي بالتفسير بالدراية، وفي عصرنا الحالي ظهر نوع من أنواع التفسير بالدراية اصطلح عليه بالتفسير البياني، وهو «الاتجاه الذي يتناول القرآن من وجوه إعجازه البياني من حيث البلاغة والفصاحة وحسن الأداء وجمال المنطق وسلامة التعبير، من خلال قيام الدارس مع دراسته النصّ القرآني وتحليله على نحو ما يفعل سائر النصوص الأدبية، من منظوم ومنثور»[1].

 ويُعَدُّ كتاب (على طريق التفسير البياني) للدكتور/ فاضل السامرائي من أبرز المؤلَّفَات في هذا النوع.

 وفيما يأتي التعريف بالكتاب، واستعراض لمحتوياته، مع تسجيل بعض الملاحظات حوله.

أولًا: كتاب (على طريق التفسير البياني)؛ عرض وبيان:

كتاب (على طريق التفسير البياني) هو من تأليف الدكتور/ فاضل السامرائي، ويتألّف هذا الكتاب من 4 مجلدات، صدر الجزء الأول منها عام 1423هـ- 2002م، أمّا الجزء الثاني والثالث فقد صدر بعد الجزء الأول بسنتين 1425هـ- 2004، من ثم تلاه الجزء الرابع سنة 2017، والناشر جامعة الشارقة، وطُبع بدار ابن كثير.
وأمّا مؤلِّفه فهو الدكتور/ فاضل بن صالح بن مهدي بن خليل البدري، وُلِد في العراق بمدينة سامراء سنة 1933، بدأ بتعلُّم العلوم الدينية، وأخذه والده منذ نعومة أظفاره إلى مساجد سامراء لتعلُّم القرآن الكريم فحفظه في مُدّة وجيزة، وبعد إكمال دراسته انتقل إلى بغداد ليدخل دورة تربوية لإعداد المعلمين وتخرّج فيها سنة 1953، من ثم حاز على درجة الماجستير في كلية الآداب في أول دورة فُتحت للدراسات العليا في العراق، ثم نال شهادة الدكتوراه سنة 1968 من جامعة عين شمس، عُيّن في مناصب عديدة؛ منها أنه عُيّن معيدًا في قسم اللغة العربية بكلية التربية بجامعة بغداد، وأستاذًا في كلية الآداب، وعميدًا لكلية الدراسات الإسلامية، كذلك خبيرًا في لجنة الأصول في المجمع العلمي العراقي عام 1983، بعد ذلك رحل إلى الخليج ليعمل أستاذًا في جامعة عجمان ثم انتقل إلى جامعة الشارقة من عام 1999 إلى عام 2004، بعدها عاد إلى العراق للعمل مرة أخرى في جامعة بغداد، وبدأ برنامجه الشهير (لمسات بيانية) في قناة الشارقة من سنة 2007 إلى سنة 2010م
[2].

وله العديد من المؤلَّفات في مجال علوم اللغة العربية.

أهداف الكتاب:

لم يُشِر الكاتب في كتابه (على طريق التفسير البياني) إلى أهداف معيّنة، ولكن من الممكن أن يلتمس القارئ عند قراءة الكتاب مجموعة من الأهداف والسّمات التي دعت لتأليفه، وهي كالآتي:
- دراسة القرآن الكريم لغويًّا ودلاليًّا ونحويًّا للكشف عن أسراره البلاغية وإعجازه البياني من خلال ربط العلاقة بين المفردات وتحليل التركيب ورصد العلاقة البلاغية والنحوية والدلالية بين اللفظ والتركيب والانتقال من اللفظ إلى التركيب من خلال العناية بالتعبير القرآني وأساليبه وطريقة نَظْم عبارات القرآن وآياته لكون السور القرآنية وحدة متكاملة مع بعضها بعضًا.
- تذوُّق النصّ القرآني بعيدًا عن شطط التأويلات والخلافات العقدية والتفسيرية وحتى اللغوية، فجاء اهتمامه متركزًا على مواضيع التقديم والتأخير والذِّكْر والحذف والاختلاف والمتشابه؛ «ومن المهم أن أذكر هاهنا أنني في أحكامي واستنباطي اعتمدت على القواعد المقرّرة والأصول الثابتة في اللغة ولم أخرج عنها»
[3].

- ربط الجانب العلمي التطبيقي مع دلائل الإعجاز في القرآن الكريم لا بالاعتقاد المجرّد، فهو لم يكن يسعى لإثبات قوّة منهجه وصحّة أدواته، بل كان يباشر الدراسة التطبيقية بشكلٍ مباشر، فكانت غايته تعميق الصِّلَة بكتاب الله العزيز وتقوية الإيمان به. 
- العناية باللفظة القرآنية من حيث الإفراد والتركيب ليملأ الفراغ الحاصل في الدراسات البيانية الحديثة من هذا الجانب. 

محتويات الكتاب:

اشتمل الكتاب على أربعة أجزاء يمكن بيانها على النحو الآتي:
الجزء الأول: اشتمل على المقدّمة، وتضمّنت سببَ تسمية الكتاب، وبعضَ القواعد المنهجية للتفسير البياني، وما يحتاج إليه المتصدي للتفسير البياني من أدوات تمكنه من ذلك، والتشابه والاختلاف في التعبير القرآني. 
ثم انتقل إلى تفسير: (سورة الفلق، وسورة الناس، وسورة الإخلاص، وسورة الكوثر، وسورة قريش، وسورة الضحى، وسورة الليل، وسورة الإنسان، وسورة الصف، وسورة الحديد).
أمّا الجزء الثاني: تناول فيه تفسير سورة يس وسورة لقمان.
وأمّا الجزء الثالث: فقد أفرده بتفسير سورة هود.
وفي الجزء الرابع: تناول تفسير سورة الأنبياء، وختم المؤلِّف كلّ جزء بذِكْر المراجع والفهرس.

منهجه في التفسير:

أولًا: من حيث الطريقة:

نرى في منهجه البياني أنه قد سلك فيه منهج القدامى وسار على منوالهم، وهذا ما نجده في عدّة كتب أيضًا، منها: لمسات بيانية، ونصوص من التنزيل، والتناسب بين السور في المفتتح والخواتيم، وعلى طريق التفسير البياني. حيث التزم بالترتيب في آيات السور، وإنّ التخصص العلمي للدكتور -لا سيّما في النحو العربي- ساعده كثيرًا في كشف أسرار التراكيب وفهم أسرار التعبير القرآني، والالتفات إلى عدّة مواضيع جمالية في القرآن الكريم، والإعجاز البياني والانتباه إلى المواضع الإعجازية، وكشف المعاني في النصّ القرآني وبيان أسراره للقارئ، كلّ هذا لتمكّنه في اللغة.
فبذلك اعتمد السامرائي على التفسير الموضوعي للآيات مع مراعاة الوحدة الموضوعية (العضوية).
 وقد تأثّر بمجموعة من المفسِّرين بشكلٍ عام في كتاباته منهم الزمخشري الذي كان محور دراسته في الدكتوراه، واعتمد عليه كثيرًا في دراسة الألفاظ والمعاني والوجوه الفنية والنكت البلاغية في التعبير القرآني، وكذلك عبد القاهر الجرجاني والتأثر به في نظرية النّظْم وما جاء فيها، ودلائل الإعجاز والكشف عن أسرار البلاغة القرآنية، كما وأشار إلى الباقلاني والعسكري وابن الأثير، وتأثر بمنهج ابن القيم وطريقته بالكتابة وحبّه للمعنى واعتمد كثيرًا على تفسيره، واستعان أيضًا بتفسير الغرناطي والطبري وابن كثير والرازي وأبي حيان.

ثانيًا: من حيث الدراسة:

- اعتنى بالحرف القرآني؛ سواء كان حرفًا جاء في أول السور أو حروف المعاني أو حروف المباني.
- العناية بالمفردة القرآنية وفهم دلالاتها في السياقات القرآنية والوقوف على أبنيتها، ثم الكشف عن معانيها ومقاصدها وبيان إعجازها.
- ذكر المناسبة بين بداية السورة والخاتمة في السورة الواحدة، وبين سبب بداية السورة الجديدة ونهاية السورة السابقة.
- نفى الدكتور/ فاضل السامرائي الترادف في السور القرآنية وتتبّعَ الفروقات في الكلمات بشكلٍ دقيق وبيّنها؛ مثل الفرق بين مكة وبكة وبعل وزوج وامرأة وزوجة، وبيّن أوجه الفرق بينها.
- الاهتمام بالقصة القرآنية الموجودة في الآيات أو السور.
- ربط التفسير بالنحو حيث جاء تفسيره نحويًّا بامتياز؛ فقدت تناوله بشكل سلس سهل يجعل المتلقي يطلب المزيد لكونه يقرأ الآيات القرآنية بمتعة وشغف.
- حسن التعليل في الظواهر التي تناولها في التفسير في إجابته على الأسئلة أو في مقارنته بين الآيات المتشابهة أو في تفسير القصص القرآني أو في إبداء بعض اللمسات البيانية في آيات متفرقة من الذِّكْر الحكيم.
- اعتمد على اللغة وعلومها كذلك اهتم بالسياق؛ «إني حاولت أن أعتمد في التوجيه والترجيح على الأمور اللغوية المسلّمة والقواعد المقررة على قدر عِلمنا المتواضع، والاستعانة بالسياق لتلمّس الفروق في الاستعمال، وهو أمر مهم جدًّا في الدلالة على سبب الاختيار؛ لئلا تزِلّ بنا قَدَمٌ، وتذهب بنا بنيات الطريق»
[4].

ثانيًا: كتاب (على طريق التفسير البياني)؛ نقد وتقويم:

مزايا الكتاب:

- اشتمال الكتاب على عديد من المباحث النحوية واللغوية والبلاغية والصرفية والاستعانة ببعض الأدوات الفكرية للكشف عن أسرار كتاب الله وبيان إعجازه وبلاغته.

- اعتناء الكتاب بالمختلف والمتشابه في السور القرآنية لما لها من أهمية، ومثال ذلك ما وردَ في قوله تعالى في سورة البقرة: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}[البقرة: 60]، وجاء في سورة الأعراف: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إلى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}[الأعراف: 160].

والسؤال: ماذا حدث فعلًا، هل انفجرت أو انبجست؟ والجواب: كلاهما؛ انفجرت أولًا بالماء الكثير ثم قَلّ الماء بمعاصيهم، وفي سياق الآيات في سورة البقرة الذي يذكر الثناء والمدح والتفضّل على بني إسرائيل جاء بالكلمة التي تدلّ على الكثير فجاءت كلمة (انفجرت)، أمّا في سورة الأعراف فالسياق في ذمّ بني إسرائيل فذكر معها (الانبجاس) وهو أقلّ من الانفجار، وهذا أمرٌ مشاهد؛ فالعيون والآبار لا تبقى على حالة واحدة فقد تجفّ العيون والآبار، فذكر الانفجار في موطن والانبجاس في موطن آخر، وكلا المشهدين حصل بالفعل.

- اهتمامه بالقواعد والسياق فهي مواد مهمّة لعملية التفسير؛ «ومن المهم أن أذكر هاهنا أنني في أحكامي واستنباطاتي اعتمدتُ على القواعد المقرّرة والأصول الثابتة في اللغة ولم أخرج عنها»[5].

- اتّباعه منهجًا يستوعبه القاصي والداني والصغير والكبير ويعمل على جذب القراء، ومن ذلك أنه:

اتخذ أسلوب المخاطبة بعبارة: (وقد تقول)، مما شدّ القارئ إلى ما سوف يقوله؛ مما يثير روح القارئ لانتظار الجواب، مثال ذلك: «وقد تقول: لقد قال في موطن سابق من السورة: {أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ}[يس: 62]، وقال هاهنا: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ}[6][يس: 68]، فما الفرق؟ والجواب أنّ الآية السابقة تتكلّم عن أمور ماضية؛ فإنه خطاب من ربّ العزة يوم القيامة عمّا فعله بنو آدم في الدنيا، فقد قال: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ}... فناسَب أن يقول: {أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ}، ولا يناسِب أن يقول: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ}»[7].

ضرب الأمثلة على طريقة أهل النحو لتوضيح معنى غامض يحتاج لزيادة وشرح.

اعتمد السامرائي على الموازنة بين آيتين أو أكثر لاستخراج المعنى الدلالي للفظة کما اعتمد على السياق والمقام بصورة كبيرة في بيان سر الألفاظ والتعابير القرآنية. مثال ذلك ما ذكره من أسباب التقديم للآية الكريمة: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ}[قريش: 1].

وهو من باب تقديم العلة على الفعل فذكر العلة التي تستدعي العبادة أولًا وتلاها بطلب ذلك، فيكون من باب التقديم بالسبق، وهو نظير ما جاء في سورة الفاتحة: {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة: 2- 5]، فإنه قدّم سبب اقتضاء إفراد الله بالعبادة، وهنا فعل أيضًا[8].

- ثراء المصادر في هذا الكتاب من القرآن الكريم والعلوم اللغوية والعلوم البلاغية، واعتماده كذلك على التأمّل والتدبر في القرآن الكريم؛ «وكلما أمعنتَ في التدبر فتحَ الله عليك كنوز المعرفة وعجائب الأسرار ما لم يكن منك على بالٍ»[9].

سلبيات الكتاب:

- الدكتور فاضل لم يُعْنَ بالنظر في المفردة من حيث مدلولها المعجمي وتتبع المرحلة التي مرّت بها المفردة القرآنية، بل نجده يعتمد كثيرًا على التفاسير في معنى اللفظ، وذلك -والله أعلم- لكونه يرى أن اللفظ نجد معناه وفق السياق الذي تضمّنه والمقام الذي قيل فيه؛ لذا نجده يعرض لمناسبة اللفظ بما قبله، وغالبًا ما يعلل لسبب اختيار القرآن لفظًا دون آخر بالسياق.
- من الملاحظات على الكتاب أيضًا أنّ السور المختارة لم تكن على وفق ترتيبها في المصحف وإنما كان انتقاء لم يذكر الدكتور سببه، حيث بدأ بالسور القصار (المعوذتين؛ سورة الفلق، سورة الناس، الإخلاص، الكوثر...)، فنراه ترك بعض السور وتناول سورًا أخرى، ومن الممكن ملاحظة ذلك من فهرست الأجزاء.
- اعتماده من حيث الطريقة في التفسير على المنهج التقليدي في تفسيره مع مراعاة (الوحدة الموضوعية) العضوية.

- غالبية السور المختارة من سور المفصّل، ولم يتناول إلّا بعضًا من المثاني؛ فلم يتطرّق إلى سورة البقرة وآل عمران وذلك لصعوبة وكثافة هذه السّور، فهي تحتاج إلى نَفَس طويل من جهة استحضار العوامل السياقية والموضوعية، وقد أقر الدكتور/ فاضل السامرائي بتعذُّر الكشف عن ذلك الإعجاز بمفرده؛ فهو يحتاج إلى تضافر الجهود؛ «إنّ إعجاز القرآن الكريم أمر متعدّد النواحي متشعب الاتجاهات، ومن المتعذِّر أن ينهض لبيان الإعجاز القرآني شخص واحد ولا حتى جماعة في زمنٍ ما...»[10].

الخاتمة:

قدّمنا في هذه المقالة عرضًا وتقويمًا لكتاب (على طريق التفسير البياني) للدكتور/ فاضل السامرائي، ومن الممكن أن نعتبر هذا الكتاب من الكتب المميزة التي تثري الساحة العلمية، وجهد المؤلّف فيه ظاهر، على الرغم من أنّ المؤلّف لم يتناول جميع السور القرآنية إلا أنه كتاب غنيّ يفيد الطالب والعالِم على حدّ سواء، سلس الفهم، ولعلّ هذا العرض يفيد الباحثين في مجال التفسير البياني حيث أردت أن أقدِّم إطلالة على محتويات الكتاب، وهو لا يُغنِي عن قراءته والتعمّق في صفحاته.

وعلى الرغم من تأثّر الكاتب بالمفسِّرين القدامى كالزمخشري والغرناطي والرازي وغيرهم من أصحاب التفسير البياني، لكنه وضع لنفسه تعليلات في مجال فهم النصّ القرآني يختصّ بذاته ولم يقتنع بتعليلاتهم، حيث جاء بتعليلات أكثر إقناعًا وأشدّ ملاءمة للنصّ القرآني وسياق الآيات، وإني أعتبرُ بحقّ أن هذا الكتاب يعدُّ إضافة متميزة تندرج ضمن العلم المنتفَع به، وفي الختام أسالُ الله -عز وجل- أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم. 

 

 

[1] مجلة الوعي الإسلامي، تجديد في التفسير نظرة في المفهوم والضوابط، دار عثمان أحمد عبد الرحيم، الإصدار الحادي عشر، الكويت، ص79.

[2] كتاب القصيدة الإسلامية وشعراؤها المعاصرون في العراق، بهجت عبد الغفور الحديثي، الناشر المكتب الجامعي الحديث 2002، ص299.

[3] انظر كتاب: على طريق التفسير البياني، فاضل السامرائي، الجزء الأول، مقدمة الكتاب، الناشر: جامعة الشارقة- ط: دار ابن كثير.

[4] بلاغة الكلمة في التعبير القرآني، فاضل السامرائي، المقدمة.

[5] كتاب على طريق التفسير البياني، فاضل السامرائي، المقدمة، الجزء الأول، الناشر جامعة الشارقة، دار ابن كثير.

[6] قرأها المدنيان وابن ذكوان ويعقوب بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيبة.

[7] على طريق التفسير البياني، فاضل السامرائي، الجزء الأول، ص233.

[8] على طريق التفسير البياني، فاضل السامرائي، الجزء الأول، ص135.

[9] على طريق التفسير البياني، فاضل السامرائي، الجزء الأول، ص15- 16.

[10] لمسات بيانية في نصوص من التنزيل، الدكتور/ فاضل السامرائي، الجزء الأول.

الكاتب

نهى الكعبي

حاصلة على ماجستير اللغة العربية.

((المعلومات والآراء المقدَّمة هي للكتّاب، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع أو أسرة مركز تفسير))